الفينديتا” في مدن وقرى الجزيرة !!
تاريخ النشر: 17th, January 2025 GMT
لا يمكن مشاهد عشرات الفيديوهات و هي " حايمة " في وسائل التواصل الاجتماعي تعرض بشكل بشع كل اشكال القتل ، السحل و الذبح الذى يقع على مواطني الجزيرة ، دون أن يثور سؤال مباشر في ذهن المشاهد....كيف يمكن أن يتم ذلك دون موافقة الجهة المسيطرة على وسائل اعلام حكومة الأمر الواقع ( الكيزان ) في بورتسودان ؟!
قبل ثلاثين عاما أي عند انقلاب الجبهة في عام 1989 - التي حولت ( دار المحامين في الخرطوم الى بؤرة لتجميع المعتقلين المعارضون لنظامها نكاية في القانون )
كنت معتقلا مع آخرين كثر في سجن كوبر.
استلقى بقربى في تلك الليلة المهندس ( أمين ) و هو من المعتقلين الذين أحضروا من بيوت الأشباح، أمين كان صغيرا في السن مقارنة بمن كانوا معه. بعد طقوس التعرف به و تبادل الثقة و نحن نتناول تحليل الأشياء..... سألته مندهشا كيف يمكن أن يقوم جهاز أمن الكيزان بكل ذلك التعذيب البشع و هل لا يخشى رد الفعل المحلى و العالمي على تصرفاته ؟!
رد على بهدوء متيقنا ( ان ما تم كان مقصودا و أن الهدف منه ارسال رسالة غير مشفرة للش بان النظام الانقلابى للكيزان سيرد بعنف على كل معارضة لنظامه بما في ذلك التصفية و القتل...... المقصود نشر الرعب و كسر إرادة المواطن و شل حركته ) !
ان ما وقع و يقع في ولاية الجزيرة خاصة ( كمبو خمسة ) و مناطق أخرى، يعيد ما قام بفعله الجنجويد عند دخولهم الجزيرة و بعد انسحاب الجيش منها و من ثم التنكيل باهلها، ان ما يقوم به الجيش الآن يتطابق وقع الحافر عما قام به الجنجويد ، بل تفوق عليه في بعض الأحيان كأنما الطرفان يتباريان على اظهار جدارتهما في الاغتيال و سفك الدماء. اصبح عدد كبير من المواطنين يعتقدون أن لا فرق بين الطرفين الا في التسمية !
ان المجازر التي يقوم بها الجيش بعد دخوله الجزيرة استهدف في المقام الأول سكان الكنابى و الشباب أو المواطنين الذين آثروا البقاء في مناطقهم بدلا عن الهجرة التي لا يملكون نفقاتها او لأسباب العمر و المرض. ان اتهام المواطنين الذين لم يغادروا ديارهم بحجج و تهم التعاون مع الجنجويد هي حجج واهية قصد بها الشباب الثوار الذين عملوا على اسقاط نظام الاخوان المسلمين ، و هو عمل مخطط و ممنهج اعلن عنه في وسائل التواصل الاجتماعى قبل الدخول للجزيرة، القصد منه الانتقام و إرهاب المواطن و ممارسة ما يعرف ب ( الفينديتا ) و ذلك من منطلق عرقي و اثنى فج !
التاريخ يقول ان ملوك فرنسا ( البوربون ) بعد عودتهم الى العرش مرة أخرى عادوا لممارسة طغيانهم و فسادهم السابق، مما حدا بخلعهم من جديد و سريان المثل الذى يقول ( ان ملوك البوربون لا يتعلمون و لا ينسون ) بمعنى انهم لا ينسون ما جرى لهم في الماضي و لا يتعلمون من تجاربهم..... الاخوان المسلمين أو الكيزان هم البوربون الجدد لا يتعلمون و لا ينسون.
الجيش و المليشيات المتحالفة معه يتحملون المسئولية كاملة عما حدث و يحدث في الجزيرة ،كما أن البيانات الهزيلة التي يقوم بإصدارها اعلام الجيش لا تغطى لهم سوأة كما لا تنفى عنهم المسؤولية القانونية بارتكاب تلك المجازر. القانون الدولي الإنساني يحتوى على كثير من السوابق التي تكفى لإدانتهم و ايداعهم غياهب السجون مع اولئك المحرضين على ارتكاب تلك الجرائم.
يجب أن يمتنع طرفا الحرب عن البشاعات التي يقومون بارتكابها كما يجب وقف الحرب فورا و معاقبة كل من ارتكب جرما في حق المواطن البسيط......هؤلاء قوم لا يجب ان يمارسوا السياسية و الحكم في السودان لأنهم غير مؤهلين لا أخلاقيا او سياسيا .
عدنان زاهر
يناير 2025
الفينديتا : تعنى الانتقام في اللغة الإيطالية و من هنالك تسربت الكلمة الى اللغة الإنجليزية و حتى العربية .... في العادة تطلق على ممارسات المافيا الإيطالية
Vendetta
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
الشيوعي: الفظائع في ولاية الجزيرة تتحمل مسؤوليتها مُباشرة قيادة الجيش قانونياً وسياسياً
قال الحزب الشيوعي السوداني إن الفظائع والإنتهاكات التي حدثت في ود مدني وولاية الجزيرة تتحمل مسؤوليتها مُباشرة قيادة الجيش قانونياً وسياسياً بلا أي إمكانية للإفلات من المحاسبة والعقاب.
الخرطوم _ التغيير
و أدان الحزب الشيوعي السوداني الإنتهاكات الجسيمة التي تحدث حالياً في ولاية الجزيرة وسط السودان، وموجة العنف والإرهاب والترويع المُستعرة بوتائر مُتسارعة هناك.
وقال الشيوعي إن قيادة الجيش مسؤولية قانوناً عن أفعال الضباط والجنود تحت قيادتها، وكذلك عن القوات “الأخرى” المُتحالفة معها، وعن مسؤوليتهم عن أمان المواطنين في مناطق سيطرة الجيش، و أضاف “إن الخطابات الصادرة مُباشرة عن قيادات الجيش تعطي الضوء الأخضر للقوات لممارسة كل الإنتهاكات دون قيد _ لجام_ كما لوحظ في الخطاب الأخير للرجل الثاني في قيادة الجيش”.
و نوه الشيوعي إلى أن هذه الإنتهاكات سبقتها موجة من خطاب التحريض والعنف والوعيد، تارة تحت دعاوى “المُتعاونين” وتارة تحت دعاوى (حسم الفوضى التي سبقت سقوط ود مدني ! ) ، وحملة تحريض ضخمة ضد المواطنين من سُكان الكنابي…
وأكد الشيوعي أن هذه الحملة تم الإعداد لها وتنظيمها من قِبل الفئات الداعمة لإستمرار الحرب وتستفيد منها، وهي مستمرة، وأدت وستؤدي إلى نتائج وخيمة.
وقطع الحزب بأن وحدة المجتمع السوداني والسلم الأهلي هي مسؤولية الجميع ويجب الدفاع عنهما بلا هوادة أمام هذه المُهددات الماثلة والتي لها نتائج حالية ومستقبلية شديدة الخُطورة.
وقال الشيوعي “ندين بشكل حاسم وصريح مجزرة كمبو خمسة طيبة شرق أم القرى، وقتل المدنيين في مناطق أخرى في الجزيرة، وندعو إلى وقف هذه الإنتهاكات والفظائع فوراً، وكذلك تقديم مُرتكبيها إلى محاكمات عادلة”، و أضاف “كما نُهيب بالمجتمع السوداني ومُنظماته الحقوقية والسياسية أن يعلنوا إدانة ما حدث بشكل واضح وصريح، كذلك واجب رصد كل الإنتهاكات وتوثيقها”.
ودعا الشيوعي إلى المبادرة للتمسك بالسلم الأهلي وسيادة حكم القانون وحماية حقوق الإنسان في البلاد في ظل هذه الحرب الكارثية.
و أشار الشيوعي إلى أن طرفا الحرب مارسا إنتهاكات في حق الشعب السوداني ترقى لمستوى جرائم الحرب، ولقي سكان الجزيرة منها النصيب الأكبر؛ وقال “كل ذلك يكشف ويجرد طرفي الحرب من شعاراتهم التي يخوضون بها هذه الحرب البغيضة، ويجعل من إدانتهما ورفض حربهما وكشف زيف كل إدعاءاتهما واجب مقدم”.
وقطع الشيوعي بأن هذه الفظائع لن تنتهي إلا بإيقاف هذه الحرب، وعبر عمل وطني شعبي خالص، من الشعب السوداني وقواه الحية و أكد أنها قادر على ذلك.
الوسومالانتهاكات الحزب الشيوعي ود مدني ولاية الجزيرة