عربي21:
2025-01-29@12:59:33 GMT

عقول مسلمة حديثة تحدت ظلمات الجهل.. قراءة في كتاب

تاريخ النشر: 17th, January 2025 GMT

عقول مسلمة حديثة تحدت ظلمات الجهل.. قراءة في كتاب

الكتاب: خيرة العقول المسلمة في القرن العشرين
الكاتب : محمد بن المختار الشنقيطي
الناشر: الشبكة العربية للأبحاث والنشر
عدد الصفحات: 101 صفحة

1 ـ قبل البدء


يعدّ كتاب "خيرة العقول المسلمة في القرن العشرين" كتابا مبسطا مقارنة بعامة كتابات صاحبه الباحث محمد بن المختار الشنقيطي، مختلفا عن النهج  الذي عهدناه عنده في التأليف، سواء في "الخلافات السياسية بين الصحابة: رسالة في مكانة الأشخاص وقدسية المبادئ" أو في  "أثر الحروب الصليبية على العلاقات السنية ـ الشيعية" .

. ووجه الاختلاف في خروجه عن الطريقة الأكاديمية ذات التصنيف المنهجي الصارم والتوثيق العلمي الدقيق. فجاءت صياغته انسيابية تهدف إلى التعريف بكبار المفكرين المسلمين في القرن العشرين وهم تواليا محمد إقبال وحجازي محمد عبد الله دراز ومالك بن نبي وإسماعيل الفاروقي وعلي عزت بيغوفيتش ومحمد أسد وإبراهيم محمد حميد الله. فخصّ كلا منهم بفصل مستقل يحمل اسم صاحبه وصفة فرعية تختزل في اعتصار شديد المحتوى الوارد في الكتاب.

2 ـ محمد إقبال  (1877- 1938)

ولد محمد إقبال في مقاطعة البنجاب الهندية أواخرَ القرن التاسع عشر  لأسرة من البراهمة النبلاء اعتنقت الإسلام في عصور متأخرة. كنى الباحث عنه بالأعجمي ذي اللحن الحجازي. ولخّص فلسفته في عبارته "عز العبودية لله" وفيها فرعان:

ـ  نفي الذات عبر التواضع والخضوع المطلق في علاقة المرء بخالقه
ـ إثباتها عبر ما ينشأ عن الاتجاه الأول من عزة وثقة بالنفس.

وعليه يجد في كل ما سوى العبودية الله ذل وتسول ومهانة. ويتجلى من خلال سيرته الفكرية، ميله عن العقل والمنطق إلى الروح وإلى الشعر. فجفاف المنطق لا يقوى، في تقديره، على مقارعة نضرة الشعر ولا يضمن الالتزام الإسلامي الذي ينشأ عن المحبة القلبية الوالهة، لا المعرفة الذهنية أو الإلمام التاريخي الباردة أو غيرهما من القوالب المجرّدة. ولذلك يجد أنّ الحب أعمق أثراً من العلم وأنّ القلب أقوى سلطاناً من العقل. فبالقلب يصل المسلم إلى تمثل تعاليم الإسلام وإلى إدراك مقام عز العبودية الله. وــدواء البصيرة عنده يحرر من داء البصر والقلب المؤمن المفعم بحب الله ورسوله هو مصدر الهداية ومنبع الرشد لا العقل والمنطق.

3 ـ محمد عبد الله دراز (1894- 1954)

هو عاشق القرآن الكريم، حسب وصف الباحث: أحد أئمة الوسطية الإسلامية. كان شيخا ميرزا شأن والده الأب الأزهري العالم، متميّزا بشجاعو العلمية أهلته للخوض في القضايا الجدلية التي أرقت العقل الإسلامية، منها ثنائيات العقل والنقل والسنة والبدعة والجبر والاختيار والسلم والحرب العلم والدين، الخلق والقانون.

من مقولاته أن التمييز بين الخير والشر  ينشأ عن إلهام داخلي مركوز في النفس الإنسانية قبل أن نجده في شرائع السماء. ومع ذلك فالإلهي يؤكد الأخلاقي الفطري، ويحسم الجدل في تعريف المقولات المختلفة. وما يحسب له ريادته في تجديد الدراسات القرآنية وتأسيسه لعلمين جديدين من علومها هما علم أخلاق القرآن وعلم مصدر القرآن. وعلى خلاف دأب علماء الإسلام في البرهنة على أصالة القرآن من خلال المدخل اللغوي البياني بالأساس، انطلق دراز من الدراسة التحليلية للرسالة القرآنية منطقياً وتاريخياً. فحاد بذلك عن المنهج المتوارث ونقل دراسة القرآن من السياق الثقافي العربي، إلى سياق عالمي أرحب.

4 ـ مالك بن نبي  (1905- 1973)

ولد فيلسوف الحضارة الإسلامية، وفق عبارة الباحث في مدينة قسنطينة الجزائرية لأسرة ذات صلة بالحركات الإصلاحية وبالطرق الصوفية. فمثلت نشأته حافزا له دفعه إلى الاهتمام بقضايا الإصلاح والنهضة والتجديد. وتجلى جهده التجديدي هذا في مجالين. أولهما الدراسات القرآنية. فابتكر، شأنه شأن محمد عبد الله دراز منهجه الخاص للبرهنة على أصالة الرسالة القرآنية ذا الخلفية التحليلية المنطقية والتاريخية. وثانيهما في النهضة.

لمالك ابن نبي إسهامات جليلة في تجديد الفكر الإسلامي المعاصر حتى أنه رسّخ عديد المصطلحات تعد اليوم آليات لتحليل واقع المسلمين، مثل قوله ب"القابلية للاستعمار". وأمكن له ذلك بعد أن أيقن أن أزمة المجتمع المسلم هي أزمة منهجية عملية في الأساس، وأن التحدي الرئيس الذي يواجه المسلمين هو تحدي النهضة.

ومن وجوه جهوده في تجديد الفكر الإسلامي المعاصر، صياغته لنظريته في التغيير الاجتماعي على أساس مبدإ الفاعلية المجسدة للوظيفة الاجتماعية للدين. فقد كان له موقف مناهض للإغراق في ما هو نظري شأن المدارس الكلامية التي تتعامل مع المشكلة الإسلامية في الإطار الذهني المجرد أو شأن النهج الذي اختاره المفكر المصلح محمد عبده. وبالمقابل كان يدعو إلى الفكر العملي الذي بدفع بحركة التاريخ شأن النهج الذي  اختاره محمد إقبال الساعي إلى تغيير جوهر الإنسان ومحيطه الاجتماعي.

5 ـ إسماعيل الفاروقي (1921- 1986)

ولد إسماعيل الفاروقي في مدينة يافا الفلسطينية. واختص في علم الأديان المقارن مما مكنه من القيام بأدوار مختلفة. فقد:

ـ أسهم في تحرير الأطلس التاريخي لأديان العالم وكتب الفصل الخاص بالإسلام فيه وألف كتاب الأخلاق المسيحية الذي نقض فيه الأساس النظري والتاريخي لهذه الديانة بالعودة إلى مصادرها الأولى.

ـ كان له دور في "أسلمة المعرفة" بما وضع من الأسس النظرية لإعادة صياغة العلوم الإنسانية والاجتماعية المعاصرة من منظور إسلامي يحوّلها إلى رافد إيجابي يدعم الثقافة الاسلامية.

ـ كان متضلعاً في تاريخ الديانة اليهودية، مما خول له أن يفكك الظاهرة الصهيونية. فقد كتب فيها ثلاثة كتب هي: "الإسلام ومشكلة إسرائيل"، و"أصول الصهيونية في الدين اليهودي"، و"الملل المعاصرة في الدين اليهودي". وانتهى إلى أنّ إسرائيل، مجرد ظاهرة استعمارية غربية تكرر الحروب الصليبية وتضيف إليها اقتلاع اليهودي من جذوره الأوروبية وزرعه في فلسطين. ولكن ليس هذا الإجراء غير حل مؤقت ويائس لن يكون هو الحل النهائي للمعضلة اليهودية التي هي معضلة مسيحية بالأساس.

يشير إليه الباحث بحامل هم الشرق في الغرب باعتباره سفيرا مغدورا. فعلى خلاف العرف السياسي أغتيل الفاروقي طعناً بالسكاكين هو وزوجته الدكتورة لمياء الفاروقي بسبب مواقفه الصلبة في فضح الصهيونية وفي الدّفاع على الحق الفلسطيني.

6 ـ على عزت بيغوفيتش (1925 – 2003)

نشأ علي عزت بيغوفيتش في شمال غرب البوسنة وكرّس عامة حياته لخدمة الإسلام المحاصر في البلقان. فأسس مع جمع من رفاقه "نادي الشبان المسلمين"، الذي تحوّل لاحقا إلى جمعية ثقافية وخيرية، وهو بعد طالب في الثانوية. ولكن خلفيتها سياسية دينية لخدمة القضايا الإسلامية بالأساس.  فعندما غزت ألمانيا النازية مملكة يوغسلافيا وجعلتها جمهورية فاشية، قاطعت جمعية الشبان المسلمين النظام الفاشي. وحين فُرضت الشيوعية على يوغسلافيا واستهدفت مسلميها، تصدّت لزحفها. فكان مصير  على عزت بيغوفيتش السجن.

بعد انهيار المعسكر الشرقي أسس بيغوفيتش حزباً سياسياً، خول له:

ـ أن يواجه الفاشية الصربية، التي سعت إلى استئصال الإسلام من يوغسلافيا القديمة بعد أن أحيت الصراع القديم بين المسلمين الأتراك والمسيحيين السلافيين،

ـ ثم أن يصل إلى سدّة حكم جمهورية البوسنة في العقد الأخير من القرن العشرين.

يكني عنه الباحث بالإسلامي بأفق إنساني، باعتباره كان متضلعا في الفلسفة والأديان والقانون، والتاريخ، والأدب، والرسم، موظفا لمعارفه ضمن أفق إنساني. وفيه كتب "الإسلام بين الشرق والغرب" و "هروبي نحو الحرية" وهو سيرة ذاتية و"البيان الإسلامي".

7 ـ محمد أسد (1900- 1992)

ولد ببلدة (لمبرغ) في أوكرانيا لمّا كانت جزءاً من الامبراطورية النمساوية. هو يهودي النشأة واسمه الأصلي ليوبولد وايس. قادته رحلة عمل إلى فلسطين في عام 1922  ثم تجوّل في الشرق العربي. وبعد عودته إلى برلين، وحينما كان يقرأ ترجمة سورة "التكاثر" قدّر أن "هذه ليست حكمة رجل عاش في الجزيرة العربية بالقرون الخوالي.. إن صوت القرآن أكبر من أن يكون صوت محمد". فدخل الإسلام في العام 1926. وعن تجربته في الشرق كتب أنه أدرك -وهو يتفرس وجوه الناس ويتأمل حياتهم في طرقات القدس العتيقة- أن شخصية إبراهيم عليه السلام تتجسد في وجوه العرب وسحناتهم وشمائلهم، فهم أبناء إبراهيم حقا، أما بنو جلدته هو من اليهود الأوروبيين المستعمرين فهم غرباء أدعياء. ولهذه القناعة كنّى عنه محمد بن المختار الشنقيطي بالباحث عن ملة إبراهيم.

وعامّة كان  محمد أسد مستشرقا على نحو خاص. فكَره الروح العنصرية البغيضة التي سادت في أوروبا مطلع القرن العشرين، وانتهت في صيغتها النهائية في النازية الألمانية. وعمل على إطلاع الغرب على جوانب مجهولة من حياة الشرق الاجتماعية وخزائنه الثقافية بإخلاص العالم لا بتحيّز المتأدلج الذي يقصر صورة الشرق في الخيال المجنح وفي الحريم. ولذلك جاء أول كتبه عن الشرق بعنوان "الشرق غير الرومانسي".

8 ـ  محمد حميد الله (1908- 2002)

نشأ محمد حميد الله في حيدر آباد بجنوب الهند. وهب حياته لتحصيل المعرفة. فأحرز على شهادتي ليسانس وشهادتي ماجستير وشهادتي دكتوراه، وتعلم حوالي 20 لغة، منها العربية والأوردية والفارسية والتركية واللاتينية والفرنسية والإنجليزية والألمانية والإيطالية والروسية والبولونية والدانماركية والسويدية والفنلندية. وبعد أن تجاوز عمره الثمانين درس اللغة التايلندية.

بدأت رحلته المعرفية في عام 1932 لمّا ابتعثته الجامعة العثمانية ليطلع على المخطوطات الإسلامية في تركيا ومصر وسوريا والسعودية. ثم أتيحت له الفرصة لاستكمال دراسته العليا في جامعة بون، فحصل منها على شهادة الدكتوراه الأولى عن موضوع "مبدأ الحياد في القانون الدولي الإسلامي". وحصل على شهادته الثانية للدكتوراه عن رسالته المعنونة "الدبلوماسية الإسلامية في العصر النبوي والخلافة الراشدة" بعد أن التحق بجامعة السوربون الفرنسية. فأمكن له، اعتمادا على زاده المعرفي الثري أن يؤلف عشرات المجلدات، وأن يكتب نحو ألف مقال وأن يشترك في كتابة عدد من الموسوعات، منها "دائرة المعارف الإسلامية" باللغة الأوردية، و"الأطلس الكبير للأديان" باللغة الفرنسية.

9 ـ "خيرة العقول المسلمة في القرن العشرين" وبعد؟

يمثل أثر "خيرة العقول المسلمة في القرن العشرين" من التصنيفات التي تعيد جمع المادة المعرفية في سياق تبسيطي أقرب إلى الأسلوب المدرسي، وهو ما لا ينكره الباحث. فقد ذكر أنه سعى إلى عرض سيرة أعلام مسلمين جمعوا بين ثقافتي الشرق والغرب، وبين عمق الفكرة وإشراق الروح لحث القارئ على الاعتبار بحياتهم الثرية بالعلم والعمل.  ومع ذلك ففضله ثابت لأنه يورد السير الحياتية والفكرية لأعلام مسلمين مهمين في عصرنا الحديث، قد تبدو أسماؤهم مألوفة لدينا. ولكن معرفتنا بمنجزهم غير متأكدة دائما. ومأتى أهميتهم من جمعهم بين الوسطية والروحانية من جهة وبين البحث عن البعد العملي وتأكيد الوظيفة الاجتماعية للدين من جهة ثانية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب تقارير كتب الكتاب عرض لبنان كتاب عرض نشر كتب كتب كتب كتب كتب كتب أفكار أفكار أفكار سياسة سياسة أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الإسلام فی محمد إقبال بعد أن

إقرأ أيضاً:

جامعة الإمارات تنظّم حفل قراءة وتوقيع كتاب “الهوية الوطنية” لجمال السويدي

 

أبوظبي – الوطن:
نظّمت جامعة الإمارات العربية المتحدة، الاثنين الماضي، حفل قراءة وتوقيع كتاب “الهوية الوطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة بين خصوصية الثوابت والقيم وعالمية المعايير”، لمؤلفه معالي الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، نائب رئيس مجلس أمناء مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.
تعود أهمية الكتاب إلى أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” يضع قضية الهوية الوطنية في سلم أولوياته، ويعتبرها الضمانة الأهم للحفاظ على تاريخ الدولة وتراثها، وذلك لدورها المحوري في استيعاب تطورات العصر والتفاعل الإيجابي مع المتغيرات العالمية، وترسيخ الثوابت الوطنية، وبناء القدرات التنافسية للدولة والمجتمع، بالإضافة إلى تعزيز التماسك المجتمعي.
حضر الحفل نخبة من المفكرين والمثقفين وأساتذة الجامعة يتقدمهم معالي زكي أنور نسيبة، المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة، الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات العربية المتحدة، وأثنى الجميع على الكتاب، مشيدين بفكرته ومضمونه، ووصفوه بأنه أحد أهم الكتب في الأدبيات السياسية والاجتماعية، كما حرص الحضور على اقتناء نسخ من الكتاب بتوقيع معالي الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي.
وقبل بداية حفل التوقيع والقراءة، قام السويدي، بافتتاح ركن خاص يضم جميع مؤلفاته داخل جامعة الإمارات، وذلك لإتاحتها للجمهور وطلاب الجامعة كمراجع تناقش أهم القضايا، التي تهم الشأن المحلي والدولي وشؤون المنطقة وأمن العالم.
وقدّم الدكتور جمال السويدي الشكر إلى جميع الحضور ومعالي زكي أنور نسيبة، المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات العربية المتحدة، على حُسّن التنظيم وحفاوة الاستقبال، قائلاً، إن كتاب “الهوية الوطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة بين خصوصية الثوابت والقيم وعالمية المعايير”يوضح مدى ارتباط الهوية الوطنية بمسارات التطورات التنموية للدول، ويحاول إعادة بناء مفهوم الهوية الوطنية الإماراتية، من خلال استيعاب التطورات العالمية والتكنولوجية والاجتماعية بشكل متزامن ومتوازن، دون الإخلال بالثوابت والخصوصية.
وأضاف السويدي، أن فكرة المواطَنة عميقة وراسخة لدى أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة، مشيراً إلى أن تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة في الهوية الوطنية تفوق العديد من الدول التي سبقتها في التأسيس بعقود عديدة، واصفاً الهوية الوطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة بأنها نموذج يمتاز بمستوى عالٍ من اللُّحمة الوطنيّة، والمواطَنة الراسخة، مؤكداً أن الكتاب يبرز دور القيادة الرشيدة في تعزيز قيمة الهوية الوطنية وترسيخ مرتكزاتها في وجدان أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة.
وقدمت الحفل الدكتورة فاطمة البريكي، الأستاذ المشارك بقسم اللغة العربية وآدابها في جامعة الإمارات، وأشادت بالكتاب وأثنت كثيراً على الجهد البحثي المبذول فيه، ووصفته بأنه كتاب سياسي وتربوي مهم لأنه يحث على الاهتمام بمرتكزات الهوية الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة، كاللغة العربية والدين الإسلامي والتراث الإماراتي والعادات الأصيلة والقيم النبيلة، التي تربى عليها الإماراتيون، لاسيما التسامح والتعايش السلمي والتواصل الحضاري.
وأشادت البريكي بالمسيرة البحثية والعلمية لمعالي الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، قائلةً، إن السويدي مفكر موسوعي وخبير استراتيجي وصاحب مسيرة بحثية وفكرية وعملية مليئة بالإنجازات، حيث ألّف حتى الآن ما يقرب من 40 كتاباً في مجالات متنوعة كالأمن والتنمية والتعليم والمرأة، أسهمت في تطوير دولة الإمارات العربية المتحدة، وأثرت كثيراً في المنطقة والعالم، مشيرةً إلى أن السويدي شغل العديد من المناصب الرفيعة وحققت مؤلفاته العديد من الجوائز القيّمة، أبرزها جائزة الشيخ زايد للكتاب.
وأضافت، أن السويدي خاض أكبر معركة فكرية ناجحة مع قوى الظلام، ومازال يواصل معركته معهم دون كللٍ أو ملل، وبرزذلك من خلال أفكاره التي خطها في كتابيه “السراب” و “جماعة الإخوان المسلمين في دولة الإمارات العربية المتحدة.. الحسابات الخاطئة”.
من جهته، قدم سعادة الأستاذ الدكتور محمد بن هويدن، عميد كلية العلوم الإنسانية والاجتماعيةبجامعة الإمارات قراءة في كتاب “الهُويّة الوطنيّة في دولة الإمارات العربية المتحدة.. بين خصوصية الثوابت والقيم وعالمية المعايير”، مشيداً بالمؤلف والكتاب الذي اعتبره ركيزة أساسية تؤرخ لنظريات الهوية الوطنية، وتستعرض مفاهيمها، وتبرز أهمية تطور مساراتها التنموية للدول حول العالم.
وقال بن هويدن، إن المؤلف بذل مجهوداً كبيراً في هذا الكتاب الذي تم إعداده برؤية جيدة من حيث الفكرة والمضمون والرسالة والهدف، مرجعاً أهمية الكتاب إلى أن الهوية الوطنية، تُعد إحدى أهم القضايا، التي لها دور كبير في ترسيخ الثوابت الوطنية، وتعزيز التماسك المجتمعي، وتدعيم القدرة على التفاعل الإيجابي مع المتغيرات العالمية.
ولفت بن هويدن إلى أن قضية الهوية الوطنية تعد إحدى القضايا التي يوليها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، اهتماماً كبيراً، ما جعل المواطَنة في الدولة نموذجاً يمتاز بمستوى عالٍ من اللُّحمة الوطنيّة، والمواطَنة الراسخة.
وأشار إلى أن الكتاب يستشرف مستقبل الهوية الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة في ظل التحديات الجديدة مستفيداً من الخبرات والمقومات، التي تمتاز بها التجربة الإماراتية في تعزيز الثقافة المشتركة والتلاحم الاجتماعي في المجتمعات الإماراتية والخليجية بشكل عام، واصفاً الكتاب بأنه مرجع توثيقي يبرز أهمية الهوية الوطنية للمجتمعات العربية.


مقالات مشابهة

  • حكاية كتاب ثمنه 12 ألف جنيه في معرض القاهرة.. يعود إلى القرن الثامن هجريا
  • الإماء في الإسلام: مرآة الصراع بين الحرية والتقاليد وموروث الجاهلية الذي يثقل كاهل الإسلام
  • جامعة الإمارات تنظّم حفل قراءة وتوقيع كتاب “الهوية الوطنية” لجمال السويدي
  • المدير الأكاديمي للمركز الإسلامي المسيحي في زيارة لجناح المجلس الأعلى للشئون الإسلامية
  • المسيحيون في غزة.. هل يواجهون خطر الانقراض؟ قراءة في كتاب
  • قراءة في كتاب: “أسواق.. الأسواق الأسبوعية في منطقة عسير”
  • طشقند.. متحف مفتوح لروائع العمارة الإسلامية بآسيا الوسطى
  • “وزير النقل”: نواصل استكمال الجاهزية لإنشاء الجسر البري الذي يربط شرق المملكة بغربها عبر سكة حديدية حديثة
  • قراءة تفكيكية في كتاب العقل السوداني.. تفكير مضطرب وذاكرة مثقوبة للصحافي فائز السليك
  • لقاء دعوي يناقش كتاب "سماحة الإسلام" بمعرض القاهرة