في 16 يناير 2025، أعلنت الولايات المتحدة عن فرض عقوبات على قائد القوات المسلحة السودانية عبد الفتاح البرهان، مشيرة إلى انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وجرائم حرب ارتكبتها القوات تحت قيادته. القرار جاء ضمن سلسلة إجراءات دولية تهدف إلى محاسبة المسؤولين عن الفظائع في السودان، لكن الحقيقة الماثلة أمامنا تشير إلى أن العقوبات وحدها ليست كافية.

الوضع الإنساني في السودان يتطلب استجابة أممية أكثر شمولاً، لإيقاف الحرب وفرض حماية حقيقية للمدنيين.
التداعيات الحالية للعقوبات
لا شك أن العقوبات الأمريكية على البرهان ومورد الأسلحة المعني تمثل إشارة قوية بعدم التسامح مع مرتكبي الجرائم في السودان. استهداف القادة العسكريين وأذرعهم المالية يهدف إلى تقويض قدرتهم على استمرار الصراع. ومع ذلك، فإن التأثير الفعلي لهذه العقوبات غالبًا ما يتباطأ بسبب تعقيدات النزاع السوداني وتعدد الأطراف المتورطة فيه.
فبينما تسعى الولايات المتحدة للضغط على البرهان ودقلو (حميدتي)، فإن الواقع الميداني يشهد تصاعدًا في العنف ضد المدنيين. تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 25 مليون سوداني يعانون من انعدام الأمن الغذائي، وهو رقم صادم يعكس عجز العالم عن حماية الأبرياء في مناطق النزاع.
العقوبات ليست كافية
بالرغم من أهمية العقوبات كأداة للضغط الدبلوماسي، فإنها بمفردها لا تستطيع وقف نزيف الحرب. يحتاج السودان إلى تدخل أممي عاجل لحماية المدنيين وضمان إيصال المساعدات الإنسانية. غياب الإرادة الدولية لاتخاذ خطوات حاسمة يجعل المدنيين يدفعون الثمن الأكبر للصراع بين قوى عسكرية لا تعير اهتمامًا لمستقبل البلاد.
تشير الأوضاع إلى ضرورة فرض منطقة آمنة لحماية المدنيين، تحت مظلة الأمم المتحدة، تترافق مع مراقبة صارمة لوقف إطلاق النار وإجراءات تمنع استهداف البنية التحتية المدنية.
ضرورة قرار أممي شامل
من غير الممكن أن يظل المجتمع الدولي يكتفي بإدانة الجرائم وتوجيه العقوبات. ما يحتاجه السودان الآن هو قرار أممي يتضمن-
1. نشر قوات حفظ سلام دولية في المناطق الأكثر تضررًا لحماية المدنيين ومنع التصعيد العسكري.
2. فرض حظر كامل على توريد الأسلحة للأطراف المتحاربة في السودان، مع مراقبة دقيقة لتطبيقه.
3. إطلاق محادثات سلام ملزمة تحت إشراف الأمم المتحدة، تضمن مشاركة جميع الأطراف بما فيها القوى المدنية، لتهيئة الطريق نحو انتقال ديمقراطي حقيقي.
4. آلية مراقبة إنسانية دولية تضمن تدفق المساعدات بلا عوائق وتمنع استخدام الغذاء كسلاح حرب.
المستقبل في ظل الضغط الدولي
بين العقوبات الأمريكية ودعوات الأمم المتحدة، لا يزال الأمل قائمًا لإنقاذ السودان. ولكن هذا الأمل لن يتحقق دون تعاون دولي واسع يستند إلى رؤية شاملة لإنهاء الصراع ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم.
إن الشعب السوداني الذي يعاني يوميًا من تداعيات الحرب يستحق أكثر من بيانات الإدانة. يحتاج إلى أفعال ملموسة تُعيد له أمنه واستقراره، وتفتح الباب أمام مستقبل يعمه السلام والديمقراطية.
العقوبات على البرهان خطوة مهمة، لكنها ليست الحل الكامل. الوضع في السودان يتطلب وقفة جادة من المجتمع الدولي، فالمدنيون المحاصرون بين نيران المتقاتلين يستحقون حماية أممية عاجلة. آن الأوان أن ينتقل العالم من الإدانة إلى الفعل لإنقاذ السودان من دوامة الفشل والدمار.

zuhair.osman@aol.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الأمم المتحدة على البرهان فی السودان

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة تندد بحملة القمع الحوثية ضد المدنيين في البيضاء

أعربت الأمم المتحدة عن قلقها البالغ بشأن حملة قمع لمليشيات الحوثي الإرهابية ضد المدنيين في محافظة البيضاء مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.

وأبدى المبعوث الأممي لليمن هانس غروندبرغ، في إحاطة لمجلس الأمن، الأربعاء، قلقه بخصوص التقارير عن العمليات العسكرية التي تقوم بها مليشيات الحوثي في قرية حنكة آل مسعود بمحافظة البيضاء.

وأكد المبعوث الدولي ضرورة توقف الهجمات الحوثية على المدنيين في البيضاء وكذا في تعز حيث قُتل طفلان وأصيب طفلان آخران في هجوم غربي المدينة.

وأوضح غروندبرغ أنه قضى الكثير من العام الماضي في محاولة حماية اليمن من التصعيد الإقليمي، إلا أن السياق أصبح أكثر تداخلاً على المستوى الدولي، مع تكثيف الحوثيين لضرباتهم في إسرائيل واستمرار الهجمات في البحر الأحمر.

ووجه المبعوث رسالة إلى جميع المحاورين في مسقط وصنعاء وطهران والرياض قائلا: "نحن بحاجة إلى خفض التصعيد فوراً والمشاركة الجادة من أجل السلام.. لقد انتظر ما يقرب من 40 مليون يمني لهذا وقتًا طويلاً للغاية".

وحول المعتقلين، وجه غرندبرغ أيضا نداء قويا للحوثيين "للإفراج فورًا ودون قيد أو شرط عن جميع الموظفين المعتقلين تعسفيًا من الأمم المتحدة والمنظمات المحلية والدولية والبعثات الدبلوماسية والقطاع الخاص".

كما حث المبعوث أيضًا على إطلاق سراح سفينة "غالكسي ليدر" وطاقمها المكون من 25 فردًا، والذين تم اختطافهم بشكل غير قانوني لأكثر من عام.

وقال مبعوث الأمم المتحدة غروندبرغ "لا تزال عزيمتي قائمة على حماية التقدم الذي تم إحرازه حتى الآن في خارطة الطريق والحفاظ على التركيز على آفاق السلام في اليمن".

وأضاف "أنا قلق من أن الأطراف قد تعيد تقييم خياراتها للسلام وترتكب أخطاء في التقدير بناءً على افتراضات خاطئة"، مشيرا إلى أن وحدة مجلس الأمن ورسالته المستمرة للأطراف حول أهمية التسوية التفاوضية ستكون محورية في الأشهر المقبلة".

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: الحرب في السودان تزداد خطورة على المدنيين بعد الهجمات في ولاية الجزيرة  
  • السودان يرفض العقوبات الأمريكية على البرهان
  • الاعيسر: قرار الولايات المتحدة الظالم ضد الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان يفتقر للشرعية القانونية
  • أول تعليق من الخارجية السودانية على العقوبات الأمريكية ضد البرهان
  • الأمم المتحدة تُدين الهجوم على المدنيين في السودان وتدعو لوقف العنف
  • الأمم المتحدة تندد بحملة القمع الحوثية ضد المدنيين في البيضاء
  • برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يدعم التعافي الاقتصادي في السودان
  • أوتشا: استمرار القيود أمام الجهود الإنسانية بغزة رغم احتمال التوصل لوقف إطلاق النار
  • الحملة المشتركة لوقف الحرب: «مليشيات الحركة الإسلامية» ارتكبت «جرائم مروعة» ضد المدنيين في ودمدني