شبكة انباء العراق:
2025-04-15@06:44:59 GMT

سياسيون فقدوا شرف الخصومة

تاريخ النشر: 17th, January 2025 GMT

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

بات من المسلم به ان قواعد الخصومة المتعارف عليها بين الشعوب والأمم لم يعد لها وجود في العراق. .
حتى في العصور الجاهلية الغابرة كانت لديهم قواعد وضوابط وأصول وسياقات ثابتة، متعارف عليها بين الاعداء وبين المتناحرين. بل كانت لديهم أربعة اشهر يحرم فيها القتال، ثلاثة متتالية (ذو القعدة وذو الحجة ومحرم)، ويأتي شهر (رجب) منفصلاً.

ثم جاءت الدولة الأموية فكانت اول من انتهك تلك القواعد عندما ارتكبت أبشع مجازرها في الأشهر الحرم وفي الأماكن المقدسة. .
اما الآن فلا قدسية لتلك الأعراف ولا احترام للمواثيق والضوابط الأخلاقية. . السياسيون في العراق لديهم عشرات الطرق للانتقام من اقرب المقربين اليهم، فما بالك لو كانوا من الخصوم والمناوئين والمعارضين لهم. لديهم سلاح الذباب الإلكتروني الذي تجاوز الحدود، وكسر القيود وراح ينسج الاتهامات بخيوط الكراهية، ويلفقها ثم ينشرها بقصد التشويه والتسقيط، ولديهم الدعاوى الكيدية الملفقة التي لا تخطر على بال اخبث خلق الله. .
قديماً كانت مواثيق الخصومة تنير منصات الشرف. ويقدسها النبلاء والفرسان، الذين لا يطعنون خصومهم في ظهورهم، فما ان يصاب الخصم ويسقط من جواده، أو يداهمه المرض، أو يصبح قعيد الفراش حتى يصبح فى ذمة الطرف الآخر، فلا يقربه ولا يؤذيه ولا يهينه. لكنهم يستخدمون الآن كل أدواتهم الدونية للتشويه والنيل من العدو والصديق، وغالبا ما يتناسون (الزاد والملح). .
أما أغرب ما شاهدته بعيني فهو الاستهداف الشخصي الذي لا مبرر له، غالبا ما يأتي الاستهداف بقصد الاستبعاد والإزاحة، وكان الله في عون الشخص المستهدف الذي يفضحون أسراره، ويرمونه بالإفك، ويلحقون به الاذى، ويتناسون كل موقف جميل قدمه لهم. وقد يصل بهم الاستهداف الشخصي إلى الانتقام الأعمى، وهو أعمى حقاً، وكم دفع السياسيون في العراق ثمن هذا الانتقام، وكم ذهب في طريقه من ضحايا، فقد شوهوا صورة الأبرياء والمسالمين، وتعاظمت لديهم شهوة الانتقام، فصارت لا تهدأ ولا تركن لعقل ولا حق ولا قانون. .
لا ادري كيف غاب عن اذهان هؤلاء ان شرف الخصومة يعطيهم منزلة رفيعة بين قومهم، فذاكرة المجتمعات لا تحفظ فضائل قومهم فقط، بل تحفظ فضائل الخصوم وتحترم عزة نفوسهم، وترفعهم عن الدون وسفاسف الخلافات. والعكس بالعكس، فعندما يتعامل السياسي بوضاعة مع أبناء جلدته فإنه يفقد مكانته بينهم، ولن يحترمه احد. .
كلمة اخيرة: الشهم في الود شهم في الخصومة، ولا خير في ثور إذا خاصم نطح. .

د. كمال فتاح حيدر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

الدستورية تقضى بانقطاع الخصومة فى دعوى عدم دستورية الرسوم القضائية على الدعاوى

قضت المحكمة الدستورية العليا، برئاسة المستشار بولس فهمى، بانقطاع الخصومة فى الدعوى التى تطالب بعدم دستورية المادة (9) من قانون الرسوم القضائية الصادر بالقانون رقم 90 لسنة 1944 المعدل بالقانون رقم 126 لسنة 2009.

وتنقطع سير الخصومة فى الدعوى بحكم القانون بوفاة أحد الخصوم، أو بفقده أهلية الخصومة، أو بزوال الصفة.

وطالبت الدعوى التي حملت رقم 181 لسنة 32 دستورية، بعدم دستورية المادة (9) من قانون الرسوم القضائية الصادر بالقانون رقم 90 لسنة 1944 المعدل بالقانون رقم 126 لسنة 2009.

وتنص المادة  9 من القانون على أنه:

لا تحصل الرسوم النسبية على أكثر من ألف جنيه فى الدعاوى التى لا تزيد قيمتها على أربعين ألف جنيه.

ولا تحصل الرسوم النسبية على أكثر من ألفى جنيه فى الدعاوى التى تزيد قيمتها على أربعين ألف جنيه ولا تجاوز مائة ألف جنيه.

ولا تحصل الرسوم النسبية على أكثر من خمسة آلاف جنيه فى الدعاوى التى تزيد قيمتها على مائة ألف جنيه ولا تجاوز مليون جنيه.

ولا تحصل الرسوم النسبية على أكثر من عشرة آلاف جنيه فى الدعاوى التى تزيد قيمتها على مليون جنيه.

وفى جميع الأحوال، يسوى الرسم على أساس ما حكم به.







مشاركة

مقالات مشابهة

  • من النبي الوحيد الذي يعيش قومه بيننا حتى الآن؟ علي جمعة يكشف عنه
  • توهموا أنهم أقوياء أمام إسرائيل.. برهامي: قادة حماس لديهم خلل نفسي - فيديو
  • سياسي أنصار الله يدين الاقتحامات الصهيونية للأقصى ويؤكد استمرار الانتصار لغزة مهما كانت التداعيات
  • الأونروا: 88% من مدارس غزة تحتاج لترميم نتيجة الاستهداف المباشر
  • الدستورية تقضى بانقطاع الخصومة فى دعوى عدم دستورية الرسوم القضائية على الدعاوى
  • شرطة بلدية طرابلس صادرت عوائق كانت تعيق حركة المرور
  • علي جمعة يكشف عن اسم الله الأعظم الذي إذا دعى به أجاب
  • من هو عبد الله البلوشي الذي شكره محمد بن راشد على حسن وداعه لمسافرة
  • صنع في العراق.. ما الذي يعيق عودتها للسوق المحلية؟
  • في ذكرى 13 نيسان.. سياسيون ورجال دين يدعون إلى نبذ الحرب