أثارت الغارة التي نفذتها طائرة تابعة لـ"التحالف الدولي" بقيادة واشنطن الأربعاء في ريف إدلب، تساؤلات لجهة دلالاتها وتوقيتها، وخاصة أنها تعد الأولى منذ سقوط نظام بشار الأسد.

وكانت مصادر سورية قد كشفت عن هوية الشخصين المستهدفين بالغارة على أطراف مدينة سرمدا بريف إدلب الشمالي.

وبيت المصادر أن الطائرة استهدفت بصواريخ دقيقة شخصين كانا يستقلان دراجة نارية، هما محمد فياض الذيبان، من بلدة الشيخ إدريس بريف سراقب شرقي إدلب، ونايف حمود عليوي، من بلدة العنكاوي في منطقة سهل الغاب شمال غربي حماة.



والذيبان الذي تعرض لإصابة قديمة أدت إلى بتر قدمه، وفق المصادر يرتبط بتنظيم الدولة، أما الشخص الثاني فهو مدني.


من جهته، أشار مصدر في حديث خاص لـ"عربي21" إلى أن الذيبان المرتبط بتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، تلقى تعليمات لإعادة نشاط خلايا تتبع للتنظيم في إدلب، وكان يخضع للمراقبة من قبل "التحالف الدولي".

خطوة متقدمة ضد "داعش"
ويرى الباحث في الجماعات الإسلامية عرابي عرابي، أن الهجوم يهدف إلى منع خلايا تابعة لتنظيم الدولة من إعادة نشاطها وتجميع صفوفها، موضحا لـ"عربي21" أن "الضربة تعرقل بناء سلسلة القيادة للتنظيم".


وقال الباحث إن الضربة هي "خطوة متقدمة" من التحالف، وذلك بعد أيام من ظهور خلايا التنظيم عبر التخطيط لعملية تفجير داخل مقام السيدة زينب في دمشق، وهو الهجوم الذي أعلنت الأجهزة الاستخباراتية التابعة لـ"إدارة العمليات العسكرية" عن إحباطه الأسبوع الماضي.

وكان مصادر حقوقية سورية قد حذرت من استغلال أطراف إقليمية لخلايا تنظيم الدولة "داعش"، في تفجيرات هدفها إشعال الفتنة بين مكونات الشعب السوري.

ملاحقة المتشددين
يرى الخبير العسكري وعميد كلية العلوم السياسية في "الجامعة الأهلية" عبد الله الأسعد، أن الغارة الأولى من نوعها بعد سقوط النظام، تؤشر إلى استمرار "التحالف الدولي" بملاحقة المتشددين وخلايا التنظيم.

وقال الأسعد لـ"عربي21": يبدو أن هناك حالة من الإصرار من قبل "التحالف الدولي" على استهداف خلايا التنظيم، وعناصر الجماعات المتشددة، رغم التطورات التي حدثت في سوريا.

وأضاف أن "التحالف الدولي" يقول إن "لدينا معرفة واسعة بما يجري في إدلب وغيرها، واستهداف الذيبان المرتبط سابقاً بتنظيم الدولة، هو الدليل".

الفراغ في إدلب
أما المحلل السياسي فواز المفلح، يشير في حديثه لـ"عربي21" إلى المخاوف من استغلال خلايا التنظيم للفراغ في إدلب، بسبب انشغال "هيئة تحرير الشام" بإدارة كل سوريا، بعد تمكنها برفقة الفصائل من إسقاط النظام.


وأوضح أن إدلب من المناطق التي تتواجد بها خلايا تتبع للتنظيم، حيث قتل فيها أكثر من مسؤول بارز، مثل زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، وخليفته "القرشي".

ويعتقد المفلح أن "التحالف" زاد من مراقبة تحركات التنظيم في إدلب خاصة، وفي سوريا عامة بعد انهيار نظام الأسد.

ووفق مراكز أبحاث غربية، فقد منح انهيار نظام الأسد "المفاجئ" تنظيم الدولة "فرصة جديدة"، حيث استولى على مخزونات من الأسلحة والمعدات التي خلفها جيش النظام السوري والميليشيات الموالية له، بينما أكد خبراء أن "التنظيم يعمل حاليا على تدريب مجندين جدد وحشد قواته في الصحراء السورية، في محاولة لإحياء مشروعه".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية التحالف الدولي إدلب داعش سوريا سوريا قصف داعش إدلب التحالف الدولي المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة التحالف الدولی خلایا التنظیم فی إدلب

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية القطري في دمشق.. أول زيارة بعد سقوط نظام الأسد

وصل رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الخميس، إلى العاصمة السورية دمشق للقاء القائد العام للإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع.

وأظهرت مشاهد مباشرة وصول آل ثاني إلى مطار دمشق الدولي.

وفي وقت سابق، أعلن متحدث الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، عن الزيارة، في منشور على حسابه بمنصة إكس.

وقال الأنصاري: "يصل الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، اليوم (الخميس) إلى دمشق".
وسيجري رئيس وزراء قطر "مباحثات موسعة مع أحمد الشرع، القائد العام للإدارة الجديدة السورية"، وفق متحدث الخارجية القطرية.

وأكد أن "الزيارة تأتي تأكيداً على موقف دولة قطر الثابت في دعم الأشقاء في سوريا".

وهذه أول زيارة لرئيس وزراء قطر لدمشق، فيما سبقه إليها وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية محمد الخليفي في الـ23 من ديسمبر/ كانون الأول المنصرم.

وقبل يومين من زيارة الخليفي لدمشق أعادت الدوحة فتح سفارتها في دمشق ورفعت عليها العلم القطري، بعد إغلاقها منذ يوليو/ تموز 2011 إثر هجوم شنه أنصار نظام الأسد عليها، ردا على تغطية قناة "الجزيرة" القطرية للثورة السورية التي بدأت في مارس/ آذار من ذلك العام.

وأوائل الشهر الجاري استضافت الدوحة، وزير الخارجية والمغتربين بالإدارة السورية الجديدة أسعد الشيباني.

وفي إطار دعمها للشعب السوري، تواصل الدوحة إرسال المساعدات الإغاثية العاجلة إلى دمشق منذ سقوط نظام الأسد.

وفي 8 ديسمبر 2024، بسطت فصائل سورية سيطرتها على العاصمة دمشق وقبلها مدن أخرى، منهية بذلك 61 عاما من حكم حزب البعث، و53 عاما من سيطرة عائلة الأسد.

ومنذ ذلك اليوم يصل إلى دمشق بوتيرة يومية مسؤولون إقليميون ودوليون يعقدون اجتماعات مع قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع.



معالي رئيس الوزراء وزير الخارجية يصل إلى العاصمة السورية #دمشق، والخارجية القطرية تقول إن الزيارة تأتي تأكيدا على موقف #قطر الثابت في دعم الأشقاء في #سورياpic.twitter.com/Ss0UlVbQwc

— صحيفة الشرق - قطر (@alsharq_portal) January 16, 2025

مقالات مشابهة

  • بعد سقوط الأسد.. انطلاق تصوير أول مسلسل درامي في سوريا
  • باسم ياخور: أرفض "التكويع".. وعودتي لسوريا "مشروطة"
  • لماذا يستمر تهريب المخدرات من سوريا بعد سقوط نظام الأسد؟
  • وزير الخارجية القطري في دمشق.. أول زيارة بعد سقوط نظام الأسد
  • عربي21 تنشر تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ومراحل التنفيذ (وثائق)
  • إنتصارات الجنجويد البيروسيية التي أرعبتنا
  • غارة جوية للتحالف الدولي تستهدف شخصين على دراجة في ريف إدلب
  • قتلى وجرحى في قصف للتحالف الدولي على إدلب
  • باحث أمريكي: سقوط الأسد نقطة تحول تاريخية لكن المستقبل محفوف بالمخاطر