أبرزها اتفاق غزة.. محطات من الوساطات القطرية في صراعات دولية
تاريخ النشر: 17th, January 2025 GMT
الدوحة- برزت قطر، في العقدين الأخيرين، كوسيط فعال وقوة دبلوماسية رائدة في العديد من النزاعات الإقليمية والدولية، ونجحت في تحقيق إنجاز دبلوماسي بارز عبر دورها المحوري في التوصل رسميا إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
والاتفاق الذي أعلن عنه رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، مساء الأربعاء، جاء في وقت مهم ليحدّ من عمليات الدمار الشامل والمجازر التي ترتكبها إسرائيل يوميا في قطاع غزة، والتي تُعد من أخطر الانتهاكات الإنسانية التي شهدتها المنطقة خلال العقود الأخيرة.
ولعبت قطر دورا رئيسيا في التوصل لهذا الاتفاق عبر الوساطة التي قادتها لوقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، مستندة إلى خبرتها الطويلة في التعامل مع النزاعات في المنطقة، وقدرتها على تحقيق نتائج إيجابية في ظروف صعبة.
وخلال العقدين الأخيرين، لعبت قطر دورا محوريا بارزا في العديد من الوساطات الإقليمية والدولية، كان أبرزها:
الوساطة بين الفرقاء اللبنانيين عام 2008، والتوصل لاتفاق الدوحة الذي أنهى أزمة سياسية استمرت 18 شهرا. وقدمت قطر أيضا الدعم والوساطة خلال النزاع في دارفور بالسودان. وكذلك الوساطة في النزاع بجمهورية أفريقيا الوسطى. إضافة إلى نجاح الدوحة في إبرام اتفاقية سلام بين حكومتي جيبوتي وإريتريا لتسوية النزاع الحدودي بينهما في مارس/آذار 2011، كما نجحت المساعي القطرية في الإفراج عن أسرى جيبوتيين لدى إريتريا. ونجحت الدوحة في الوساطة بين قبائل التبو والطوارق في ليبيا عام 2015. كما شهد العالم نجاح الوساطة القطرية في التوصل إلى اتفاق التسوية التاريخي بين الولايات المتحدة وحركة طالبان في أفغانستان بفبراير/شباط 2020. وتوسطت الدوحة في المفاوضات المباشرة بين الحكومة الأفغانية وطالبان، وعملت على تيسير التوصل إلى السلام في أفغانستان. فضلا عن نجاحها في التوسط لإعادة العلاقات الدبلوماسية بين جمهوريتي الصومال وكينيا عام 2021 بهدف تحقيق السلم والاستقرار الدوليين.إعلان
أكبر المكاسب
ومن بين قائمة الوساطات الإقليمية والدولية، يقول الإعلامي القطري جابر الحرمي إن إنجاز وقف إطلاق النار في قطاع غزة يعد أحد أكبر المكاسب التي حققتها الوساطات القطرية منذ أكثر من ربع قرن، خاصة أن هذا النهج هو الذي سارت عليه وترى أنه الأفضل لإيجاد الاستقرار في المنطقة والعالم.
وقال الحرمي للجزيرة نت، إن نجاح قطر في هذا الملف والتوصل إلى حل بعد أكثر من 15 شهرا من الحرب، يؤكد قوة بصيرتها، حيث إنها منذ اللحظات الأولى للعدوان، أعدّت خارطة الطريق لهذا السلام، ولكن مماطلات الحكومة الاسرائيلية هي التي عطّلت الوصول إلى الاتفاق.
وأضاف أن الحكومة القطرية أولت هذا الملف اهتماما خاصا، و"سيسجل التاريخ لدولة قطر أنها لم تتوانَ ولم تضعف طوال 15 شهرا، وأصرت على إكمال الملف واستطاعت في نهاية المطاف أن تحقق هذا الإنجاز، وذلك بالتعاون مع الأشقاء في مصر الذين بذلوا جهدا مميزا، وكذلك الولايات المتحدة الأميركية التي ساهمت في إنجاح الاتفاق"، وفقا للحرمي.
وشدد الحرمي على أن قطر منذ اللحظات الأولى كانت حاضرة في المشهد عبر تقديم الدعم والمساعدات الإنسانية والطبية لقطاع غزة، مشيرا إلى الدور المتوقع للدوحة عند تطبيق الاتفاق حيث ستبدأ في إرسال المساعدات إلى أهل غزة.
بدوره، أوضح أستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر الدكتور محمد المسفر، أن قطر منذ بداية الأزمة وهي مندمجة بكل أجهزتها الدبلوماسية وفريق الوساطة ووسائل إعلامها، وتدعو إلى وقف إطلاق النار، مشيدا بالجهود القطرية التي تكللت بالنجاح، ومتمنيا المواصلة على هذا النهج للمساهمة في حل مختلف النزاعات الإقليمية والدولية.
وفي حديثه للجزيرة نت قال المسفر، إنه ليس جديدا على قطر ما فعلته في هذا الملف، حيث سبق لها أن توصلت إلى حل لهذه الأزمة وحصلت انفراجة لمدة 3 أيام، ولكن الأمور لم تكتمل بعدها، معبرا عن أمله في أن تعود السيادة لأهل غزة على القطاع بعد اتفاق وقف إطلاق النار، دون عراقيل سياسية أو اقتصادية أو من أي نوع.
إعلانورغم التعاون مع مصر والولايات المتحدة، فإن الوساطة القطرية برأي المسفر، تميّزت عنهما في هذا الملف لسببين:
الأول أنها تملك فريق وساطة مميزا ومتكاملا. والثاني يتمثل في قدرتها على التواصل مع الفصائل الفلسطينية ونقل التصورات التي من شأنها ألا تخل بالسيادة الفلسطينية. وأشاد بجهود قطر ونجاحها في الكثير من الوساطات، منها حل أزمة جنود الأمم المتحدة في الجولان، وكذلك أزمة الممرضات وإجلاء النازحين من أفغانستان، فضلا عن الوساطة بين الولايات المتحدة وحركة طالبان، وغيرها الكثير من الوساطات. وسيط فعالورأى المحلل السياسي والاقتصادي عبد الله الخاطر، أن دولة قطر استطاعت أن تبرز كقوة ناعمة ووسيط فعال في العديد من النزاعات الإقليمية والدولية، معتمدة على سياستها المتوازنة والحيادية، وهو ما منحها ثقة الأطراف المتنازعة والمجتمع الدولي.
وقال الخاطر للجزيرة نت، إن قطر لعبت دورا رئيسيا في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بفضل سياستها القائمة على الحياد الكامل، فبرغم علاقاتها القوية مع الفصائل الفلسطينية، إلا أنها ظلت تصنَّف كوسيط موثوق يمكنه التحدث مع جميع الأطراف، بما في ذلك إسرائيل، فضلا عن العمل على حل النزاع بدلا من تأجيجه.
وشدد على أن قطر قدمت حلولا ملموسة ساهمت في نجاح التوصل للاتفاق، حيث تعهدت بتقديم مساعدات مالية ودعم اقتصادي لإعادة إعمار قطاع غزة من أجل ضمان استقرار الوضع على الأرض ومنع تكرار التصعيد.
وأوضح أن نجاح قطر في لعب دور الوسيط في العديد من النزاعات، والنجاح في تحقيق التوازن والحفاظ على الأمن الإقليمي والدولي، يرجع إلى امتلاكها علاقات إستراتيجية ومتينة مع القوى الفاعلة مثل الولايات المتحدة ودول أوروبا، وكذلك مع دول إقليمية مثل تركيا وإيران.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الإقلیمیة والدولیة الولایات المتحدة وقف إطلاق النار فی العدید من من الوساطات فی قطاع غزة التوصل إلى هذا الملف فی التوصل
إقرأ أيضاً:
جهود دولية مكثفة لتحقيق تسوية سياسية لضمان استقرار المنطقة بإقامة الدولة الفلسطينية| تفاصيل
اتفقت مصر وقطر على أهمية العمل المشترك لإطلاق تسوية سياسية تضمن استقرار المنطقة بشكل دائم، من خلال إقامة الدولة الفلسطينية كحل نهائي للنزاع الإقليمي.
وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان لها إن هذه التفاهمات جاءت خلال اتصال هاتفي بين وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني.
وقد تم خلال الاتصال مناقشة آخر مستجدات الأوضاع في قطاع غزة، بالإضافة إلى الجهود المشتركة بين البلدين لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار وضمان تنفيذ مراحله الثلاث.
وأفاد البيان أيضا أن الجانبين بحثا سبل التنسيق بينهما للترويج للخطة العربية-الإسلامية للتعافي المبكر وإعادة إعمار غزة، فضلا عن التنسيق المشترك من أجل حشد الدعم لهذه الخطة.
كما تم مناقشة التعاون بين البلدين في إطار التحضير لمؤتمر القاهرة الدولي لإعادة إعمار قطاع غزة.
واتفق الوزيرين على ضرورة استمرار التنسيق المشترك بين مصر وقطر لاحتواء التوترات المتصاعدة في المنطقة، مع التأكيد على أهمية العمل الموحد من أجل إرساء تسوية سياسية شاملة تضمن استقرار الإقليم عبر إقامة الدولة الفلسطينية كحل نهائي للنزاع الإقليمي.
والجدير بالذكر، أن نددت سيجريد كاخ، كبيرة منسقي الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة، بحالة "الموت الجماعي" التي يعاني منها الشعب الفلسطيني جراء التصعيد المستمر في قطاع غزة.
وأكدت خلال كلمتها بجلسة مجلس الأمن، الذي تنقلها قناة "إكسترا نيوز"، أن الوضع الإنساني في القطاع أصبح لا يُطاق، محذرة من العواقب الوخيمة جراء استمرار هذه الأوضاع.
وأشادت بجهود كل من مصر وقطر والولايات المتحدة في المفاوضات الرامية إلى وقف إطلاق النار في غزة، مشيرة إلى أن هذه الجهود ساهمت في تخفيف حدة العنف وساهمت في توفير بعض الفرص للتهدئة.
في سياق متصل، أكدت كبيرة منسقي الشؤون الإنسانية دعوة الأمين العام للأمم المتحدة لاستئناف مفاوضات جادة وفعالة لوقف إطلاق النار، كما شددت على ضرورة ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة دون عوائق، مشيرة إلى أن الوضع الإنساني يزداد صعوبة مع تزايد الحصار والقيود على دخول الإمدادات الحيوية.
وطالبت المجتمع الدولي بمضاعفة جهوده لدعم الشعب الفلسطيني في محنته، مؤكدة على أهمية العمل من أجل تحقيق وقف دائم لإطلاق النار وتوفير بيئة مواتية لاستئناف مفاوضات السلام والبحث عن حلول سلمية للأزمة.
ومن ناحية أخرى، أفادت وكالة "رويترز"، أمس، بأن الولايات المتحدة أعطت موافقة مبدئية على مقترح قدمته مصر لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بعد انهيار الاتفاق السابق بين إسرائيل وحركة "حماس".
ووفقا لمصدرين أمنيين، فإن الخطة التي طرحتها القاهرة تتضمن تحديد جدول زمني للإفراج عن جميع الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة، إلى جانب تحديد موعد نهائي لانسحاب الجيش الإسرائيلي بالكامل من القطاع، على أن يتم ذلك بضمانات أمريكية.
وأكد مصدر فلسطيني، طلب عدم الكشف عن هويته، أن مصر قدمت المقترح لسد الفجوة بين الأطراف المتصارعة، لكن حركة "حماس" لم ترد عليه بعد، مشيرًا إلى أن الحركة لا تزال تدرس المقترحات المقدمة من المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف، إلى جانب أفكار أخرى تهدف إلى إنهاء الحرب وتأمين انسحاب القوات الإسرائيلية.
مبادرة "الجسر" ووقف إطلاق النار المؤقتوتتضمن خطة "الجسر"، التي قدمها المبعوث الأمريكي الأسبوع الماضي، تمديد وقف إطلاق النار حتى أبريل المقبل، بعد عطلتي رمضان وعيد الفصح اليهودي، لإفساح المجال أمام مزيد من المفاوضات حول وقف دائم للأعمال القتالية.
وبحسب شبكة "CNN"، فإن المبادرة الأمريكية تقترح الإفراج عن عدد قليل من الرهائن المحتجزين لدى "حماس"، مقابل تمديد الهدنة لمدة شهر. كما تشمل الخطة تخفيف الحصار الإسرائيلي المفروض على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وهو الحصار الذي استمر لنحو ثلاثة أسابيع؟
في المقابل، ترفض تل أبيب وقف إطلاق النار قبل تحقيق أهدافها المعلنة في الحرب، حيث أكد وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، أن الجيش يكثف هجماته الجوية والبرية والبحرية في غزة، مؤكدًا أن القوات الإسرائيلية ستواصل عملياتها العسكرية حتى يتم الإفراج عن المزيد من الرهائن، وتحقيق "هزيمة كاملة لحماس"، على حد تعبيره.