خلال أسبوع واحد، وبعد مفاوضات عقيمة استمرت لعدة أشهر، تغير اتجاه الريح، ووافق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على صفقة وقف إطلاق النار، وتبادل المخطوفين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين، والانسحاب من محور فيلادلفيا على حدود مصر، وأجزاء واسعة من قطاع غزة، والمباشرة في إرسال المساعدات الإنسانية إلى سكان القطاع، بعد أن كان قد عرقل مراراً التوصل إلى اتفاق رغم أن الاتفاق الحالي استند إلى ما كان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد طرحة في شهر مايو/ أيار الماضي.
كان نتنياهو في كل مرة يتم فيها الاقتراب من الاتفاق يضع شروطاً جديدة تعرقله، ومن بينها عدم الانسحاب من محوري فيلادلفيا ونتساريم، ويصر على تحقيق «النصر المطلق» والقضاء على حركة حماس، ويواصل حرب الإبادة الممنهجة من تدمير لكل ما له علاقة بالحياة.
فجأة انقلب الموقف، وكان لذلك أسبابه، وهو تدخل حاسم من جانب إدارة الرئيس جو بايدن، وإدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب بعد أن ألقتا بكل ثقلهما لإنجاز الاتفاق قبل 20 الشهر الحالي، رغم ما يحمله الاتفاق من مخاطر على بقاء حكومة نتنياهو؛ حيث يواجه الاتفاق برفض مطلق من جانب وزير المالية بتسيئيل سموتريتش ووزير الأمن الداخلي إيتمار بن غفير اللذين يعتبران أن الاتفاق «صفقة استسلام»، لكن مع ذلك من المتوقع تمرير الصفقة بأغلبية كبيرة في مجلس الوزراء.
في الولايات المتحدة، ينسب كل من الرئيس بايدن والرئيس ترامب إنجاز الاتفاق لنفسه. الرئيس المنتهية ولايته، يشير إلى أن الاتفاق استغرق شهوراً من المفاوضات المضنية التي دارت بين الدوحة والقاهرة، وقال، إن «فريقي طوّر هذه الخطة وتفاوض عليها، وسيتم تنفيذها إلى حد كبير من قبل الإدارة القادمة، ولهذا السبب طلبت من فريقي إبقاء الإدارة القادمة على اطلاع كامل»، وعندما سأله أحد الصحفيين عمن ينسب له الفضل في إعلان الاتفاق، أجاب ساخراً: «هل هذه مزحة»؟. أما ترامب فوصف الاتفاق بـ«الملحمي»، وأضاف: «ما كان ليتمّ لولا انتصارنا التاريخي في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي».
وكان ترامب أرسل مبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف؛ حيث زار الدوحة وتل أبيب، وقضى 96 ساعة من المفاوضات مع الأطراف المعنية، بالمشاركة مع بريت ماكفورك مبعوث الرئيس بايدن.
المهم أن الاتفاق أنجز، وسيتم تنفيذه على ثلاث مراحل بدءاً من يوم الأحد المقبل، لكن من الواضح أن نتنياهو لم يقتنع بسهولة بإنجاز الاتفاق لولا الضغوط الكبيرة التي تعرّض لها، وخوفه من تبعات رفضه على علاقته بإدارة الرئيس بايدن، وبالتالي على إدارة ترامب بعد أن وجد منهما إصراراً على إبرام الصفقة بأي ثمن. وفي ثنايا الاتفاق قد يكون نتنياهو قد حصل على وعد من إدارة ترامب بالنظر في مطالب حكومته توسيع الاستيطان في الضفة الغربية كثمن لموافقته.
ووفقاً لوسائل إعلام إسرائيلية، ومن بينها القناة 14، فإن ستيفن ويتكوف مبعوث ترامب عقد «اجتماعاً متوتراً» مع نتنياهو فور وصوله إلى تل أبيب؛ حيث نقل إليه رسالة صارمة طالبه فيها بشكل لا لبس فيها بإبرام الصفقة، بعد أن كان طلب الاجتماع به يوم السبت رغم أنه يوم راحة عند اليهود.
السؤال الآن، هل تتوقف الحرب بعد إنجاز المرحلة الثالثة؟ وهل تلتزم إسرائيل ببنود الاتفاق؟ أم تستنسخ الأعذار لاستئناف حرب الإبادة متى رأت ذلك ممكناً؟
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية اتفاق غزة غزة وإسرائيل أن الاتفاق بعد أن
إقرأ أيضاً:
أجبر «نتنياهو» على الصفقة.. من هو «العدواني» ستيف ويتكوف ودوره في اتفاق غزة
مع بداية الأسبوع الجاري، وصل ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى إسرائيل في محاولة لتحريك اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بعد 15 شهرًا من العدوان الإسرائيلي، وبعدها مباشرة، رضخت إسرائيل وأُعلن عن الاتفاق الجديد، فما دور ذلك الرجل «العدواني»؟
تقارير صحفية نشرتها وسائل إعلام عالمية، قالت إن المكالمة التي أجراها مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط الأسبوع الماضي كانت تفتقر إلى الدبلوماسية.
وحث «ويتكوف» رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي خلال الاجتماع على قبول التنازلات الأساسية اللازمة للتوصل إلى اتفاق، كما مارس ضغوطًا كبرى عليه، بحسب صحيفة «تايمز أوف إسرائيل».
وبحسب صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، نقلًا عن دبلوماسي إسرائيلي بارز، قوله إن «ويتكوف» ليس دبلوماسيًا، فهو لا يتحدث كدبلوماسي، ولا يهتم بالآداب الدبلوماسية والبروتوكولات الدبلوماسية.
وليس هذا فحسب، فعندما تلقى مساعدو «نتنياهو» مكالمة من «ويتكوف» وأخبرهم أنه قادم إلى إسرائيل يوم السبت الماضي، تجاهل اقتراح المساعدين بلقاء «نتنياهو» بمجرد انتهاء يوم الراحة اليهودي، وهو السبت، وأصر على أن يلتقيا في صباح ذلك اليوم.
من هو ستيف ويتكون؟استطاع ستيف ويتكون مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، من إنهاء الحرب على غزة، فمن هو، وما هي قصته؟
- ستيف ويتكوف يبلغ من العمر 67 عامًا، وهو محامي ورجل أعمال متخصص في مجال العقارات.
- مؤسس مجموعة ويتكوف، بثروة شخصية تبلغ قيمتها 500 مليون دولار، وكان جزءًا من حملة ترامب منذ يوليو 2024.
- يفتقر لأي خبرة دبلوماسية، فهو رجل تجاري يبرم صفقات فقط.
- يعرف بـ«العدواني»، و«وحش الصفقات».
علاقته بـ«ترامب»- نشأت العلاقة بين ترامب وويتكوف خلال القرن الماضي، من العمل الذي قام به «ويتكوف» كمحامي عقارات شاب لشركة عائلة «ترامب» قبل عقود من الزمن، قبل أن يبدأ شركته الخاصة في عام 1997.
- في السنوات التي تلت ذلك، استثمرت شركته، التي تسمى الآن مجموعة «ويتكوف» أو مولت أو ساعدت في بناء أكثر من 70 عقارًا، معظمها في نيويورك ولوس أنجلوس وجنوب فلوريدا.
- وكان «ويتكوف» الذي تبرع بما يقرب من مليوني دولار لقضايا ترامب السياسية على مدى العقد الماضي، يلعب الجولف مع ترامب في سبتمبر في أثناء محاولة اغتيال ثانية ضد «ترامب».
- كان أول شاهد يستدعيه محامو ترامب في قضية الاحتيال التي رفعها المدعي العام في نيويورك ضد الرئيس السابق بمانهاتن في نوفمبر الماضي، والتي بلغت قيمتها 250 مليون دولار.
- أصبح صديقًا لترامب في أحد مطاعم نيويورك عام 1986 بعد أن عملًا معا على صفقة لم يُذكر تفاصيلها، وقال في إحدى مقابلاته التليفزيونية: «لم يكن مع ترامب نقودا حينها، لذا طلبت له لحم خنزير وجبن سويسري».