مملكة بريس:
2025-03-26@21:27:53 GMT

رحلة بين اللبن والكاميرا

تاريخ النشر: 17th, January 2025 GMT

 

كان “ولد هشومة” شابا طموحا، يحمل شهادة عليا في العلوم الاجتماعية من إحدى الجامعات المرموقة. كبر في حي شعبي بالدار البيضاء، يؤمن بأن التعليم هو المفتاح لتحقيق أحلامه. لكن، كما يحدث مع كثيرين، اصطدمت أحلامه بجدار الواقع الصلب.

مرت السنوات، وكان “ولد هشومة” يتنقل بين مقابلات العمل، يحمل ملف سيرته الذاتية البئيس تحت ذراعه، يطرق الأبواب التي لم تفتح أبدا.


ذات يوم، وبعد أن فقد الأمل في إيجاد وظيفة تناسب شهادته، قرر أن يضع كبرياءه جانبا. اشترى عربة صغيرة وبدأ يبيع اللبن في الحي. كان يردد لنفسه: “العمل ليس عيبا… المهم أن أعيش بكرامة”.

لكن بيع اللبن لم يكن كافيا لتغطية احتياجاته، ولا لإشباع طموحه الذي بدأ يذبل. وبينما كان يدفع عربته يوما في شوارع الحي، لمح تجمعا أمام مبنى المقاطعة. هناك، رأى مسؤولة شابة كانت قد تولت منصبا مهما في المقاطعة. لفتت انتباهه بقوة شخصيتها وأناقتها، رغم علاقاتها مع بعض بارونات المخدرات .

اقترب “ولد هشومة” ليعرف القصة، فتذكر شغفه القديم بالتصوير. قرر أن يجرب حظه مرة أخرى، ولكن هذه المرة بطريقة مختلفة. اقترض كاميرا مستعملة من صديق، وبدأ يتعلم أسس التصوير، يلتقط صورا بسيطة لحفلات وأحداث في الحي، وأحيانا يقدم خدماته مجانا فقط ليعرف اسمه.

ذات يوم، جمعته الصدفة مرة أخرى بتلك المسؤولة. التقط لها صورة أثناء حدث صغير، ثم نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي مع تعليق مليء بالثناء والمديح والتملق. كانت الصورة جميلة، لكنها محملة بكلمات أكثر جمالا وإطراء. لم تتأخر المسؤولة في الاتصال به لتشكره، ومن هنا بدأت قصة جديدة.

أصبح “ولد هشومة” مصورا خاصا لها، يوثق أنشطتها واجتماعاتها. ومع الوقت، تعلم “ولد هشومة” فن “العبارات المنتقاة”، كيف يكتب كلمات تمدح وتبرزها في أفضل صورة أمام الجميع. لم يكن الأمر مجرد تصوير، بل تحول إلى وظيفة تعتمد على التملق والصور المدروسة بعناية.

بدأ “ولد هشومة” يلاحظ نظرات الناس من حوله. كانوا يرون فيه رجلا مختلفا، ليس “ولد هشومة” الطموح الذي عرفوه في الجامعة، ولا بائع اللبن البسيط الذي أحبوه. لكنه لم يهتم. “الحياة صعبة، ولا مكان للمبادئ في جيب فارغ”، كان يردد لنفسه.

في النهاية، أصبح ” ولد هشومة” نموذجا لتحولات قاسية في المجتمع. من شاب مثقف يطمح لتغيير العالم، إلى بائع لبن يكافح من أجل لقمة العيش، وأخيرا إلى مصور متملق يجد في الأضواء بريقا يعوض به خسائر روحه.

المصدر: مملكة بريس

إقرأ أيضاً:

إبراهيموفيتش.. سارق دراجات تحوّل إلى أسطورة بكرة القدم

يُعد زلاتان إبراهيموفيتش واحدا من أفضل المهاجمين في تاريخ كرة القدم الحديثة، وقصة حياته مثال حي على الصمود والإرادة الصلبة والتمسك بالأحلام.

ووُلد إبراهيموفيتش في السويد عام 1981، لعائلة مهاجرة من البوسنة وكرواتيا، حيث نشأ في بيئة فقيرة مليئة بالتحديات والمصاعب في طفولته، إذ لم تكن أسرته قادرة على تلبية احتياجاته الأساسية، وكان والده غائبا عن حياته اليومية بسبب ظروفه الخاصة، في حين تعمل والدته لساعات طويلة لتأمين لقمة العيش.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ارتفاع صاروخي في القيمة السوقية لأسينسيو مدافع ريال مدريدlist 2 of 2رونالدو يوسّع فارق الأهداف عن ميسيend of list

وفي تلك المرحلة كان حلم الفتى اليافع أن يصبح لاعب كرة قدم محترفا يبدو بعيد المنال، وبسبب الفقر، كان إبراهيموفيتش يسرق الدراجات ليتمكن من الذهاب إلى التدريبات والمباريات.

سارق الدراجات

ويقول إبراهيموفيتش في كتابه "أنا زلاتان": كنت أفتح القفل وبعدها تُصبح الدراجة ملكي، كنت متميزا للغاية في الأمر، أصبحت سارق دراجات وكنت الأفضل.

وكانت هذه السرقات نوعا من الانتقام لما شعر به إبراهيموفيتش بعد أن سُرقت دراجته الخاصة، لكنه لم يتوقف هنا، بل قرر المضي قدما في تحقيق حلمه رغم المعاناة، خصوصا أن موهبته بدت واضحة منذ الصغر.

والتحق بنادي مالمو السويدي، وكان قريبا من ترك كرة القدم في سن مبكرة للعمل في الميناء لمساعدة أسرته، لكن المدرب أقنعه بالبقاء ليحقق مسيرة احترافية فريدة بعد أن أثبت نفسه في السويد.

إعلان رحلة طويلة

انطلق إبراهيموفيتش إلى أياكس أمستردام الهولندي، ثم إلى أندية كبرى مثل يوفنتوس وإنتر ميلان وبرشلونة وميلان وباريس سان جيرمان.

وفي كل ناد كان إبراهيموفيتش يُظهر إمكانياته الاستثنائية، ويحقق أرقاما مذهلة، ليُثبت للجميع أن سرقته للدراجات لم تكن سوى بداية رحلة مليئة بالإنجازات.

وخلال مسيرته الاحترافية في عالم كرة القدم، سجل "إبرا" أكثر من 500 هدف، وحقق العديد من الأرقام القياسية التي تجعله واحدا من أفضل اللاعبين في التاريخ.

وحصل إبراهيموفيتش على العديد من الألقاب الفردية والجماعية خلال مسيرته، فاز ببطولات الدوري في كل من هولندا وإيطاليا وإسبانيا وفرنسا، كما حقق العديد من الجوائز الفردية مثل جائزة أفضل لاعب في السويد عدة مرات، وجائزة الكرة الذهبية السويدية وجائزة أفضل رياضي سويدي عامي 2007 و2010.

وكانت رحلة إبراهيموفيتش مليئة بالتحديات، لكنه تجاوزها بفضل عزيمته وقوته، ومع كل هدف سجله وكل لقب فاز به أثبت أن الإرادة القوية يمكن أن تتغلب على أي صعوبة، ليتحول من طفل نشأ في حي فقير في السويد إلى لاعب عالمي يُعد من أفضل مهاجمي كرة القدم في تاريخ اللعبة.

مقالات مشابهة

  • رحلة السيدة زينب إلى مصر.. قصة من برنامج باب رزق
  • إبراهيموفيتش.. سارق دراجات تحوّل إلى أسطورة بكرة القدم
  • مسؤولة أممية: الناس في غزة يعانون الصدمة والجوع ويحفرون بأيديهم بحثاً عن أحبائهم
  • بصمة عراقية في ناسا.. رحلة من الأرض إلى الفضاء.. بالعربي
  • 10 فوائد لتناول الشاي بلبن ..كيف يعزز طاقتك؟
  • 1000 يوم فى الفضاء.. أطول رحلة فى العالم| ما القصة؟
  • لا تنخدعي .. أسهل طرق لكشف غش اللبن بالمنزل
  • أم تقتل طفلها عقب رحلة إلى ديزني لاند
  • لقاء سيدة الجبل: نطالب بالإعلان عن الجهة المسؤولة عن إطلاق الصواريخ
  • اكتشاف جديد يحدّد الأجزاء المسؤولة عن تذكر الكلمات في الدماغ