لحظة فخر.. الهند تنافس روسيا للهبوط على الجانب المجهول من القمر
تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT
تنافس الهند روسيا لتصبح أول دولة تهبط بمركبة على القطب الجنوبي غير المكتشف للقمر، في إنجاز من شأنه أن يعزز مكانتها كقوة فضائية رئيسية، وسط اهتمام عالمي متجدد باستكشاف الفضاء الخارجي، وفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال".
وأطلقت الهند مركبة فضائية بدون طيار، شهر يوليو الماضي، في ثاني محاولاتها للهبوط على سطح القمر، ومن المقرر أن تحاول المركبة الهبوط، الأربعاء المقبل، بحسب منظمة أبحاث الفضاء الهندية.
واعتبرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، أن نجاح المحاولة الهندية للهبوط بالقطب الجنوبي للقمر سيكون "لحظة فخر وطني شديد" بالنسبة للبلاد..
وكتب رئيس الوزراء الهندي على منصة "إكس" (تويتر سابقا) أن "المركبة تكتب فصلا جديدا في ملحمة الفضاء الهندية.. إنها ترتفع عاليا، وترتقي بأحلام وطموحات كل هندي".
وأشارت الصحيفة إلى أن نجاح مهمة الهند في الوصول إلى سطح القمر من شأنه أن يرتقي بها إلى نادي النخب في مجال الفضاء، موضحة أن الصين كانت الدولة الثالثة التي تهبط هناك، بعد الولايات المتحدة وروسيا، في عام 2019.
في هذا الجانب، قال فيشيش راجارام، شريك إداري في شركة "Speciale Invest" التي تملك استثمارات في شركات الفضاء الهندية الناشئة، إن البعثة ستعرض "القدرات التقنية القوية للهند في ساحة الفضاء على المستوى الدولي"، مضيفا "بغض النظر عن نتائجها، ستعزز وجود الهند على الخريطة العالمية".
وفي العام 2014، أصبحت الهند أول دولة آسيوية تضع قمرا اصطناعيا في مدار حول المريخ وأطلقت بعد ثلاث سنوات على ذلك 104 أقمار أخرى ضمن مهمة واحدة. وبحلول العام المقبل، تنوي إرسال مهمة مأهولة تمتد ثلاثة أيام إلى مدار حول الأرض.
وتجهد الهند أيضا لزيادة حصتها البالغة راهنا 2 بالمئة من سوق تجارة الفضاء في العالم، بفضل أسعار أقل من أسعار منافسيها.
وأوضحت الصحيفة أن تمويل أنشطة الفضاء في الهند، يتم من خلال ميزانية تمثل جزءا صغيرًا مما يمكن للولايات المتحدة أو الصين الاعتماد عليه، ففي أحدث ميزانيتها، خصصت الدولة الآسيوية 1.5 مليار دولار لإدارة الفضاء، فيما تبلغ ميزانية وكالة "ناسا" مثلا حوالي 25 مليار دولار.
"عودة بعد عقود"من جانبها، تحاول روسيا أيضا الهبوط أولا في هذه المنطقة التي لم تستكشف من قبل، ويعتقد أنها تحتوي على جليد مائي.
وأطلقت موسكو مركبة الهبوط "Luna-25"، في 11 أغسطس، وهي أول مهمة لها إلى القمر منذ ما يقرب من 50 عاما، وتتطلع إلى الهبوط يوم الاثنين، 21 أغسطس، في نفس المنطقة الصعبة.
وقالت وكالة الفضاء الروسي "روسكوزموس"، السبت، إن مركبة الفضاء لونا 25 أبلغت عن "حالة طارئة على متنها".
ووقع حادث عندما كانت المركبة الفضائية تحاول دخول مدار ما قبل الهبوط، وفقا لما نقلته شبكة "سي إن إن" عن وكالة روسكوزموس.
وقالت روسكوزموس:"خلال العملية، حدثت حالة طارئة على متن المحطة الأوتوماتيكية، والتي لم تسمح بإجراء المناورة بالمعايير المحددة".
وأشارت وكالة الفضاء الروسية، أن "فريق الإدارة يقوم حاليا بتحليل الوضع".
وبحسب وكالة تاس فأن مركبة الفضاء الروسية لونا-25 تحطمت على سطح القمر، الأحدز
وتعد مهمة "لونا ـ 25"، أول محاولة للبلاد لهبوط مركبة فضائية على سطح القمر منذ الحقبة السوفيتية، حيث يعود تاريخ آخر هبوط روسي على سطح القمر إلى العملية "لونا 24"، في 18 أغسطس 1976.
وكانت وكالة الفضاء الروسية، قد أعلنت أن المركبة التي كانت ستبقى على سطح القمر مدة عام، ستكون مهمتها "أخذ (عينات) وتحليل التربة"، وكذلك "إجراء أبحاث علمية طويلة المدى".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: على سطح القمر
إقرأ أيضاً:
مؤمن الجندي يكتب: بين الثواني والسراب.. موعد مع المجهول
في زوايا الحياة التي تنقلب فيها الأقدار، حيث تتماوج الأرواح بين طيف الأمل وظلال الشقاء، ينبثق الوفاء كنسيم يهب دون أن يُرى، كما لو أنه وعدٌ غامض مكتوب في سجلات الزمن.. أيامنا بين يديه كريشة في مهب الريح، يوم لك، يوم عليك، لا شيء ثابت إلا تقلبات القدر، ولا شيء يستمر سوى لحظات الوفاء التي قد تشرق في لحظة ثم تختفي في أخرى، تلك هي حكمة الحياة، أن نُعطي وفي صمت نتلقى، أن نكون أوفياء لذكريات لا نملكها، وأن نُحسن للآخرين رغم أن غدًا قد يخبئ لنا ما لا نعلمه.. في هذه المساحة الغامضة، حيث تتراقص الأقدار في دورتها الأبدية، يكون الوفاء هو النور الذي نستدل به في عتمة الأيام، رغم أن الأقدار قد تلعب بنا كما تشاء.
مؤمن الجندي يكتب: رهبة الضوء الأخير مؤمن الجندي يكتب: صلاح والحمارتوالت الأيام ونحن نسمع عن قصص نجاح اللاعبين الذين صعدوا من أحياء فقيرة أو من قرى نائية ليتألقوا في الكرة المصرية، لكن الحزن الذي حل علينا بفقدان لاعب كرة القدم محمد شوقي، لاعب كفر الشيخ، الذي سقط في الملعب وتوفي إثره، يعيدنا جميعًا إلى السؤال الأهم: هل نحن قادرون على الوفاء لأولئك الذين يحملون أحلامًا على أكتافهم؟
محمد شوقي، الشاب الذي لم يتجاوز عمره الثلاثين، كان مثالًا للاعب الملتزم والمحب للعبة.. وفقدانه المفاجئ ألهمنا جميعًا بالتفكير في دور المجتمع واللاعبين أنفسهم في تكرار هذا المشهد الأليم، الذي يفتح جرحًا عميقًا في قلوب محبي كرة القدم.. لكن ما يلفت الانتباه في هذا السياق هو أننا لا نحتاج فقط إلى مناقشة فقدانه، بل إلى تحديد الطريقة التي سنتعامل بها مع هذه المواقف في المستقبل، وخاصة تجاه عائلات اللاعبين وأسرهم.
الوفاء للأبطال المجهولينفي كل مرة نذكر فيها محمد شوقي، نذكر شابًا وقف في الميدان وواجه المخاطر بجرأة، لكنه كان يعول أسرة وأحلامًا تنتظر تحقُّقها.. إن خطواته كانت مسعى لتحقيق رغبات أسرة، ورسم أمل على وجوه محبي الرياضة من بلدته، وهذا يجعل الوفاء له ولأمثاله ليس مجرد واجب عاطفي، بل مسؤولية اجتماعية ملحة.
إن الوفاء الحقيقي لا يتمثل في كلمات العزاء التي نلقيها فقط، بل في الأفعال التي تُترجم تلك الكلمات إلى واقع.. يجب أن يكون للمجتمع الرياضي سواء كان من خلال الأندية الرياضية أو المؤسسات الشريكة أو حتى الأفراد، دور محوري في دعم أسرة الراحل محمد شوقي، وتوفير كل ما تحتاجه زوجته وطفله المنتظر من رعاية.. أما الدور الأكبر هو لوزارة الرياضة والجهات المنوط بها خلق مظلة أمان تضمن للرياضيين حياة كريمة بعيدًا عن تداعيات الفقدان.. فشوقي ليس الأول ولا الأخير!
أقول بكل أمانة، ينبغي أن تكون هناك آلية لضمان أن يكون لنا جميعُا من الوزير للغفير في الوسط الرياضي، دور فاعل في هذه الأوقات الصعبة.. قد يكون ذلك في شكل صندوق تضامني يتم إنشاءه لدعم أسر الرياضيين الذين يتعرضون لحوادث مميتة، أو اتخاذ خطوات لتأمين مستقبل أطفال هؤلاء اللاعبين الراحلين.
وحتى مع تكرار مثل هذه الحوادث في البطولات المصرية، يجب أن يُنظر إلى ذلك من منظور المصلحة العامة، بحيث يصبح دعم أسر اللاعبين جزءًا من العقد الاحترافي ذاته كمثال، على الأندية المصرية أن تبذل المزيد من الجهد لتوفير التأمينات الصحية والمالية التي تغطي كل لاعب ولا بد من الاستعانة جهاز صدمات القلب (AED) كأداة أساسية للحفاظ على حياة اللاعبين.. هذا الجهاز، الذي يُعتبر من الضروريات في مواجهة حالات السكتة القلبية المفاجئة، بات ضرورة لا غنى عنها داخل الأندية الرياضية.. فالوفاء يكون في ضمان أن لا تُترك أسرة اللاعب لمواجهة الحياة بمفردها، وأن تُمنح فرص أكبر لبقية اللاعبين في مصر خاصة "الغلابة" ليعرفوا أن المجتمع وراءهم في كل خطوة، وأنهم ليسوا مجرد أرقام على القوائم.
فكل لاعب هو أكثر من مجرد لاعب؛ هو إنسان له أحلامه وأسرته، وهو جزء من مجتمع يستحق الدعم والتكريم، وأمامنا اليوم فرصة لرد الجميل لشبابنا المبدعين في الملاعب، ولعل ما حدث مع محمد شوقي يكون بداية لثقافة جديدة من الوفاء المجتمعي، التي تضمن لكل لاعب مصري أن يعيش بكرامة، حتى في أصعب اللحظات.
وفي ختام هذه الرحلة بين ظلال الأقدار وأشعة الوفاء، يبقى لنا أن نتذكر أن الحياة ليست سوى لحظات تتنقل بين أيدينا كالغبار، لا نملك منها سوى ما نقدمه للآخرين.. يوم لك ويوم عليك، لكن الوفاء لا يعترف بالزمن، ولا بالمكان، بل هو فعل نبيل يبقى حتى عندما تختفي الأسماء وتذبل الوجوه، فلنكن أوفياء في العطاء، في الفعل الصادق، في الكلمة التي تُقال، وفي القلب الذي لا يعرف الخيانة.. فلا يغرنا ما نملك اليوم، لأن الغد يحمل معه ما لا نعلمه، ولكني أؤمن أن الوفاء هو وحده الذي سيظل باقيًا، فلتكن رسالة اليوم أن الوفاء ليس خيارًا، بل هو القوة الحقيقية التي تحفظ لنا إنسانيتنا، وتبقي على روحنا حية، حتى في مواجهة أقسى التقلبات.
للتواصل مع الكاتب الصحفي مؤمن الجندي اضغط هنا