بين المعارضة واليمين المتطرف بإسرائيل: سيناريوهان لاتفاق غزة
تاريخ النشر: 17th, January 2025 GMT
سرايا - يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضغوطا دولية متزايدة للتصديق على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى مع الفصائل الفلسطينية، الذي أُعلن عن التوصل إليه مساء الأربعاء، ومن المتوقع أن يبدأ تنفيذه الأحد المقبل.
بالتوازي مع الضغوط الدولية، يواجه نتنياهو مأزقا داخليا يهدد استقرار ائتلافه الحاكم.
إذ يعارض الاتفاق كل من وزير الأمن القومي زعيم حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، ووزير المالية زعيم حزب "الصهيونية الدينية" اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش.
فبن غفير يعتبر الاتفاق "صفقة استسلام"، بينما يراها سموتريتش "كارثة على الأمن القومي لإسرائيل".
ويريد الاثنان مواصلة حرب الإبادة الجماعية على غزة التي دخلت شهرها الـ16 واستكمال أهداف تلك الحرب، بما يشمل إعادة احتلال القطاع، وإنشاء مستوطنات به، وتهجير سكانه، والقضاء التام على حركة حماس.
وفي سياق هذا المأزق، هدد بن غفير، مساء الخميس، باستقالة حزبه من الحكومة إذا صادقت على اتفاق غزة.
فيما دعا بن غفير، بوقت سابق، سموتريتش، إلى تقديم استقالتهما معا من الحكومة إذا تم تمرير الاتفاق.
ويمتلك ائتلاف نتنياهو الحاكم 68 مقعدا في الكنيست من إجمالي 120، ما يمنحه أغلبية مريحة.
لكن استقالة حزبي بن غفير (6 مقاعد) وسموتريتش (8 مقاعد) ستخفض الدعم البرلماني للحكومة إلى 54 مقعدا فقط، ما يعني سقوطها.
ويفسر ذلك المماطلة والارتباك الذي بدا عليه نتنياهو خلال الساعات الأخيرة، وتأجيل اجتماعين كانا مقررين، للمجلس الوزاري السياسي الأمني المصغر (الكابينت) والحكومة، الخميس، من أجل المصادقة على الاتفاق.
إذ زعم مكتب نتنياهو أن تأجيل الاجتماع جاء بدعوى "انسحاب حماس من التفاهمات وخلقها أزمة في اللحظة الأخيرة تمنع الاتفاق".
لكن حماس، نفت مزاعم مكتب نتنياهو، وأكدت التزامها بالاتفاق.
فيما كشفت وسائل إعلام عبرية أن نتنياهو، يماطل في تمرير الاتفاق لحين ضمان عدم انسحاب حزب سموتريتش من الحكومة، ومن ثم إسقاطها.
إذ صار من المرجح أن نتنياهو بات مقتنعا بأن بن غفير حسم موقفه، وأن الأمل في بقاء الحكومة ينعقد على سموتريتش.
وسط هذا الاضطراب، عرضت أحزاب المعارضة، مثل "المعسكر الوطني" بقيادة بيني غانتس (12 مقعدا بالكنيست) و"هناك مستقبل" بقيادة يائير لابيد (24 مقعدا بالكنيست)، تقديم "شبكة أمان" برلمانية لدعم الحكومة في تمرير الاتفاق دون الاعتماد على شركاء الائتلاف اليميني المتطرف.
وبعد تهديد بن غفير الجديد، مساء الخميس، بالاستقالة من الحكومة، أعاد لابيد، طمأنة نتنياهو بقوله: "لا تخف، ستحصل على كل الأمان الذي تحتاجه لإتمام صفقة الرهائن".
يأتي ذلك فيما أفادت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية بأن "الكابينت" سيجتمع صباح الجمعة، للتصديق على الاتفاق بشأن غزة، دون توضيح آخر صورة للموقف بين نتنياهو وسموتريتش.
** سيناريوهان بشأن التصديق على الاتفاق
1- استقالة حزب بن غفير فقط:
إذا استقال بن غفير وحده وبقي حزب سموتريتش في الحكومة، سيظل لدى نتنياهو 62 مقعدا، ما يضمن استمرار الحكومة وتمرير الاتفاق، حتى مع معارضة وزراء حزب سموتريتش.
2- استقالة حزبي بن غفير وسموتريتش:
إذا انسحب الحزبان معا، ستفقد الحكومة أغلبيتها، ما يؤدي إلى سقوطها.
لكن مراقبين يرون هذا السيناريو ضعيفا بسبب اختلاف أولويات جمهور الحزبين.
فبينما يركز جمهور بن غفير على إعادة احتلال غزة، يولي جمهور سموتريتش الأولوية لتعزيز الاستيطان في الضفة الغربية.
وقد يسعى نتنياهو إلى تقديم ضمانات لسموتريتش، مثل تعزيز الاستيطان في الضفة الغربية، لضمان بقائه في الحكومة.
ومع ذلك، تبقى المصادقة على اتفاق غزة قائمة، لكن تهديد بن غفير بالانسحاب من الحكومة في حال المصادقة على الاتفاق وليس قبله.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 724
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 17-01-2025 12:21 AM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: على الاتفاق من الحکومة بن غفیر
إقرأ أيضاً:
معاريف: الخلافات تعصف بإسرائيل بسبب الصفقة المرتقبة
سلطت صحيفة معاريف الإسرائيلية الضوء اليوم الأربعاء على الانقسامات والخلافات التي تعصف بالداخل الإسرائيلي بسبب الاتفاق المرتقب مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في ظل تزايد الضغط الشعبي على الحكومة لإنجاز صفقة التبادل.
وقال الكاتبان آنا بارسكي وبنزي روبين في تقرير إن وزير الأمن الإسرائيلي إيتمار بن غفير هو أول من دعا علنا إلى وقف الصفقة، لكن عدة أطراف تمارس ضغوطا على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإجهاضها، بينما أعربت المعارضة بقيادة يائير لبيد عن دعمها للاتفاق.
معارضة بن غفير للصفقةوصف بن غفير الصفقة المنتظرة لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بأنها "استسلام لحماس"، مؤكدا أن حزبه "عوتسما يهوديت" (العظمة اليهودية) لم يكن قادرا بمفرده على منعها.
وأضاف الكاتبان أن بن غفير دعا وزير المالية بتسلئيل سموتريتش للتعاون معه لإبلاغ نتنياهو بأن تمرير هذه الصفقة يعني انسحابهم من الحكومة.
وشدد بن غفير على أن الهدف من هذه الخطوة ليس إسقاط نتنياهو، بل محاولة منع ما يرى أنها "صفقة كارثية" وخيانة لدماء الجنود الإسرائيليين الذين قتلوا خلال الحرب.
وأشار الكاتبان إلى أن بن غفير يعتبر إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين خطرا أمنيا كبيرا، لأن كثيرا منهم قد يعودون إلى تنفيذ هجمات ضد إسرائيل، معتبرا أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى تقويض موقف إسرائيل الإستراتيجي في مواجهة حماس.
إعلان ضغوط على الحكومةكما أكد الكاتبان أن الحكومة الإسرائيلية تتعرض لضغط داخلي كبير بسبب الصفقة المتوقعة، وكانت وزيرة الاستيطان أوريت ستروك عبرت عن معارضتها الشديدة، مؤكدة أن إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين سيعرض أمن إسرائيل للخطر، كما أوضح وزير الهجرة والاستيعاب أوفير سوفير أنه يرفض هذه الصفقة.
وأشار الكاتبان إلى أن حزب "الصهيونية الدينية" أعلن دعمه لموقف رئيسه بتسلئيل سموتريتش، مؤكدا رفضه لأي صفقة جزئية تُفرّط بما وصفه بإنجازات الحرب، كما شدد على ضرورة استمرار القتال حتى تحقيق "النصر الكامل" على حركة حماس.
كذلك ذكر الكاتبان أن 10 من أعضاء الكنيست التابعين للائتلاف الحاكم كتبوا أمس رسالة لاذعة إلى نتنياهو، جاء فيها "لا تتعدوا على أبسط الخطوط الأخلاقية. لا تعرضوا أمن إسرائيل للخطر".
دعم المعارضة للصفقةفي المقابل، أعربت المعارضة عن استعدادها لتقديم الدعم للحكومة في حال قررت المضي قدما في الصفقة.
وصرح زعيم المعارضة، رئيس حزب "يش عتيد"، بأنه على استعداد للتعاون مع الحكومة لدعم الصفقة، وذكر أن حزبه جاهز لتقديم المساندة السياسية لضمان تحرير المحتجزين.
وأشار لبيد إلى أن المعارضة تدرك أهمية هذه الصفقة من الناحية الإنسانية، مضيفا أنه يمكن الاتفاق بسرعة على آليات تنفيذ الصفقة في حال أبدت الحكومة التزامها الجدي.
مواقف الأحزاب الدينية
وأوضح الكاتبان أن الأحزاب الدينية في إسرائيل أبدت تأييدها للصفقة، حيث أشار زعيم حزب "شاس" أرييه درعي، إلى أن تحرير الأسرى يمثل أولوية دينية وإنسانية، مؤكدا أن حزبه سيقف خلف رئيس الوزراء لتحقيق ما وصفه بـ"واجب إنقاذ الأرواح".
كما شدد حزب "ديغل هاتوراه" على أن إعادة الأسرى إلى عائلاتهم ضرورة إنسانية ودينية ملحة. وصرح يعقوب آشر أحد قيادات الحزب بأنهم سيدعمون أي خطوة تسهم في تسريع تحرير الأسرى.
تداعيات الصفقةحسب الكاتبين، فإن عدة أطراف في الداخل الإسرائيلي تخشى من أن تؤدي الصفقة إلى تقويض موقف تل أبيب، خاصة إذا تضمن الاتفاق تنازلات كبيرة مثل الانسحاب من مواقع إستراتيجية في غزة.
إعلانويرى معارضو الصفقة أنها قد تشجع فصائل أخرى، مثل حزب الله، على اختطاف المزيد من الإسرائيليين لتحقيق مطالبها، بينما يرى المؤيدون أنها فرصة لتعزيز الثقة الشعبية بالحكومة وتحقيق هدف إنساني نبيل بإعادة المحتجزين.
وختم الكاتبان بأن هذه الصفقة لن تحدد مصير الأسرى فحسب، بل سترسم أيضا ملامح السياسة الإسرائيلية داخليا وخارجيا في المرحلة المقبلة.