17 يناير، 2025

بغداد/المسلة: تسعى حكومة إقليم كوردستان إلى تكثيف جهودها السياسية والدبلوماسية لحل الخلافات المتفاقمة مع الحكومة العراقية في بغداد.

و في خطوة ملفتة، وجهت حكومة الإقليم رسالة واضحة إلى القناصل وممثلي الدول المعتمدين في أربيل، مطالبة بتدخلهم للمساهمة في حل الأزمة.

وأكد المتحدث باسم حكومة الإقليم، بیشوا هوراماني، أن حكومة كوردستان لن تقبل بتجاهل حقوقها الدستورية بعد الآن، ملمحًا إلى اتخاذ قرارات حاسمة قد تؤثر على الاستقرار السياسي في العراق، ومن بينها خيار الانسحاب من العملية السياسية.

و  التقى وفد من حكومة إقليم كوردستان بممثلين عن 23 دولة في أربيل، حيث تم استعراض طبيعة الخلافات مع بغداد، لا سيما في القضايا المالية والنفطية. وأوضح هوراماني أن الإقليم يسعى حتى اللحظة إلى حل يتماشى مع الدستور العراقي، مشددًا على أن النهج المتبع في الأعوام الماضية لن يُقبل تكراره في العام الجاري.

وقال: “ما تم قبوله في 2023 و2024 لن نقبله هذا العام. هذا الرفض لن يكون مجرد كلام”.

الموقف الأمريكي: دعم لحل مستدام

من جهتها، أعربت الخارجية الأمريكية عن اهتمامها بتسوية النزاع بين أربيل وبغداد. وقال المتحدث باسم الوزارة، ماثيو ميلر، في تصريح صحفي، إن واشنطن تعمل مع الطرفين للتوصل إلى اتفاق دائم بشأن الموازنة، يهدف إلى تسهيل إنتاج النفط المستدام في الإقليم. وأضاف ميلر: “نحث على اعتماد تعديل الموازنة بسرعة”.

رد البرلمان العراقي: رفض قاطع للتدخل

في المقابل، أثارت التصريحات الأمريكية ردود فعل غاضبة داخل البرلمان العراقي. ووصفت لجنة العلاقات الخارجية التدخل الأمريكي في الملف بأنه “غير مقبول وسافر”. وأكد عضو اللجنة، مختار الموسوي، أن حل الخلافات بين بغداد وأربيل شأن داخلي لا يحتمل أي تدخل خارجي، مشيرًا إلى أن مثل هذه التصريحات تزيد تعقيد الأزمة. وطالب الجهات الحكومية والسياسية برفض هذا التدخل رسميًا.

و يبدو أن الأزمة بين بغداد وأربيل أصبحت تتداخل بين المطالب المحلية والضغوط الدولية، مع تصاعد حدة التصريحات من كلا الطرفين. في حين يسعى إقليم كوردستان إلى تعزيز موقفه الدستوري والحصول على دعم دولي لحل خلافاته، تواجه بغداد هذا التحرك برفض لأي تدخل خارجي، معتبرة أن النزاع شأن داخلي لا يحتمل ضغوطًا إضافية.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

"العربي للدرسات السياسية": تهديد سموتريتش بالانسحاب من الحكومة يوفر غطاء سياسيًا لنتنياهو

شدد الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، على أن الدور المصري سيظل أساسيًا في المرحلة المقبلة لضمان استقرار الأوضاع في غزة.

وأكد في مداخلة هاتفية لبرنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن تهديد حزب الصهيونية الدينية برئاسة وزير المالية الإسرائيلي بتسئيل سموتريتش بالانسحاب من الحكومة الإسرائيلية وفر غطاءً سياسيًا لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

مسؤول أمريكى: نتوقع حل نقاط الخلاف بخصوص اتفاق غزة قريبا حكومة إسرائيل تُصوت على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.. الجمعة

استرسل، مساعدي نتنياهو، بالتنسيق مع المبعوث الأمريكي، بذلوا جهودًا كبيرة لإقناعه وللتعامل مع المعارضة الإسرائيلية التي أبدت استعدادها لدعمه في حال حدوث انسحابات داخلية.

وأضاف غباشي أن الدور المصري كان محوريًا في الملف الفلسطيني، حيث لعبت مصر دورًا قوميًّا وعربيًّا كبيرًا في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مشيرا إلى أن الجهود المصرية المبذولة كانت شاقة ومكثفة، خاصة في ظل الاعتداءات الإسرائيلية التي استهدفت المدنيين بشكل ممنهج عقب إعلان الاتفاق، مما أدى إلى إصابة أحد الأسماء المدرجة في صفقة الإفراج عن الأسرى.

وأكد غباشي أن نجاح هذا الاتفاق يعود إلى الضمانات المصرية والقطرية، بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرًا إلى أن مصر تحملت مسؤوليات كبيرة تتعلق بإدخال المساعدات الإنسانية ورفع الأنقاض من قطاع غزة عبر معبر رفح والمعابر الأخرى.

وأوضح أن انسحاب سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير لن يشكل تهديدًا لاستقرار الحكومة الحالية، مشيرًا إلى أن الإرادة الأمريكية القاطعة كانت حاسمة في تمرير اتفاق وقف إطلاق النار.

وأوضح الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن الوضع في ليبيا يحمل أهمية استراتيجية كبيرة لمصر، حيث يُعتبر عمقًا أمنيًا لمنظومة الأمن القومي المصري.

وأشار إلى أن الصراع في ليبيا يتمحور حول نزاعات سياسية حادة بين أطراف متنافسة، تعتمد كل منها على ميليشيات مسلحة تتبنى أيديولوجيات متنوعة، بما في ذلك تيارات إسلامية وأخرى متطرفة، بالإضافة إلى عصابات تسعى لتحقيق مصالحها الخاصة.

كما نبه غباشي إلى أن الميليشيات المسلحة أصبحت قوة مهيمنة على الأرض، موضحًا أن الحكومات الليبية السابقة كانت تحت ضغط هذه المجموعات المسلحة، مستشهدًا بحكومة علي زيدان التي تعرضت لضغوط وصلت إلى حد اختطاف رئيس الوزراء.

وأضاف أن انقسام الأطراف السياسية الليبية وعجزها عن التوصل إلى توافق يُعتبر عائقًا رئيسيًا أمام استقرار البلاد. وأكد أن ليبيا تواجه تحديًا كبيرًا يتمثل في انتشار ما بين 15 إلى 20 مليون قطعة سلاح داخل أراضيها، مما يشكل عقبة رئيسية أمام تحقيق أي حل سياسي شامل.

ولفت إلى أن الحل للأزمة الليبية يكمن في توافق الأطراف السياسية المتنازعة، سواء في الشرق أو الغرب، حول رؤية مشتركة لإعادة بناء الدولة. وأكد أن هذه الأطراف معروفة، وأن استمرار تمسك كل منها بمصالحه الشخصية يعطل عملية السلام والاستقرار.

وفي سياق آخر، أعلن الحوثيون أنهم نفذوا عمليات عسكرية شملت 1255 صاروخًا باليستيًا ومجنحًا وفرط صوتي، بالإضافة إلى طائرات مسيرة وزوارق حربية، وفقًا لما ذكرته قناة "القاهرة الإخبارية" في خبر عاجل.

كما أشار الحوثيون إلى أنهم سيتابعون التطورات في الأيام المقبلة، مؤكدين استمرار عملياتهم في حال استمرت الإبادة الجماعية الإسرائيلية، وأكدوا أنهم سيقدمون الدعم للفلسطينيين في أي مرحلة تنسحب فيها إسرائيل من اتفاق وقف إطلاق النار.

مقالات مشابهة

  • "العربي للدرسات السياسية": تهديد سموتريتش بالانسحاب من الحكومة يوفر غطاء سياسيًا لنتنياهو
  • حرب الموازنات: خيوط اللعبة تتشابك بين رواتب الإقليم و العفو العام
  • حكومة كردستان ترمي الكرة في ملعب بغداد: تستخدم رواتب الإقليم كورقة ضغط
  • حكومة الإقليم تتحدى بغداد: لن نرسل ايراداتنا الداخلية حتى تعطوننا مستحقاتنا
  • حكومة كوردستان تجتمع مع البعثات الدبلوماسية للتباحث بشأن الخلافات بين اربيل وبغداد
  • تطورات مفاجئة في مباحثات يمنية أممية لإحياء العملية السياسية!
  • نائب كردي يحمل أربيل مسؤولية ازمة رواتب موظفي الإقليم
  • الأمن الإقليمي على طاولة حكومة كوردستان والحشد الشعبي
  • منظمة: مصافٍ غير قانونية وتدهور الغابات والمركبات تهدد بيئة كوردستان