عائدون إلى حضن الوطن يكشفون فصول «خيانات الإخوان»
تاريخ النشر: 17th, January 2025 GMT
بعد سنوات من الخداع والضياع المُقنّع بالدين، عاد العشرات من الأشخاص الذين كانوا ضالعين فى صفوف تنظيم الإخوان الإرهابى، والحركات الأخرى، إلى حضن الوطن بعد معاناة شديدة وتجارب مريرة عاشوها فى ظل تنظيم اخترق عقولهم وأسر قلوبهم، ولكنهم مع إعمال العقل تكشفت الحقيقة جلية أمامهم وسقط قناع الفاشية الدينية، واكتشفوا حجم الخيانة التى كانت تمارس بحق وطنهم واللعب على عواطفهم لتحقيق مصالح التنظيم ومن يتولون قيادته.
«العائدون» قدموا شهاداتهم ووثّقوا تجاربهم داخل التنظيم الذى كان يتفنن فى استخدام فيديوهات مفبركة وشائعات لإثارة الفوضى، تقوم بها لجان إلكترونية تابعة له بالخارج؛ من أجل إثارة الفوضى والتحريض ضد مصر ومؤسساتها، وتضليل الرأى العام وإثارة الفوضى بين البسطاء.
اللجان الإلكترونية والأبواق الإعلامية التابعة للتنظيم ما زالت تواصل كتابة فصول جديدة فى كتاب الخيانة والعمالة ونكث العهود، وتدبير المؤامرات والدسائس من الخارج، عبر خلايا كامنة بالداخل تسعى لهدم الوطن، الذى يقف فيه الجيش المصرى شامخاً حائلاً ضد مشروع الإخوان القائم التدميرى. وهناك حملات ممنهجة يقودها عناصر الإرهاب بهدف زعزعة الاستقرار فى مصر وهدم استقرار الدولة وخلق حالة من الخوف بين المواطنين، فى ظل سعى الدولة لبناء «الجمهورية الجديدة» على أسس من الحداثة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
«الوطن» تبدأ حملتها التنويرية لكشف المستور فى أكاذيب وشائعات التنظيم الإخوانى الإرهابى لهدم الدولة، عبر سلسلة حوارات مع المنشقين عن الجماعات الإسلامية وأجندة التنظيم الإرهابى لنشر الفوضى فى مصر بالشائعات والأكاذيب والتشويه والتضليل، ويكشف العائدون كواليس مؤامرة التنظيم ضد الشعب المصرى وسعيهم لإسقاط مصر لإحياء مشروعهم الخاص، فهم حقاً كما قال مؤسس الجماعة حسن البنا بعد حادث اغتيال النقراشى باشا «ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين»
أمضى ربع القرن داخل تنظيم الإخوان، عاصر خلاله أكثر من مرشد، شاهد على أحداث كثيرة حدثت داخل «التنظيم».
«التنظيم» يدشن مراكز له فى أمريكا وأوروبا وشمال أفريقياعرف كواليسهم وحقيقتهم التى يخفونها عن الناس حتى رحل عنهم فى عام 2004، بعدما أدرك أنهم جماعة براجماتية.
سياسة الجماعة جعلت الكذب فريضة لديهم لنشر الشائعات والفوضى والخرابسياستها «الغاية تُبرر الوسيلة»، يجعلون من الكذب فريضة لديهم لنشر الشائعات والفوضى والخراب.
القيادى المنشق: «الجماعة» تعيد طرح نفسها من جديد كتيار إسلامى كبيرالمحامى والسياسى مختار نوح، القيادى المنشق عن تنظيم الإخوان، كشف فى حواره مع «الوطن» عن إطلاق «الإخوان» لـ«حرب الطوائف» ضد مصر، لإشعال الخلافات وإثارة الفتنة وضرب الوحدة الوطنية.
5 آلاف فرد يُشكلون كتائب الجماعة الإلكترونية موجودون بتركيا وأمريكا ولندن وإسرائيل وكازاخستان وهولندافهناك 5 آلاف فرد، يُشكلون كتائب الإخوان الإلكترونية، موجودون بتركيا وأمريكا ولندن وإسرائيل وكازاخستان وهولندا، ينفّذون مُخطط الإخوان القائم على بث روح الفرقة بين المصريين وتصدير الشائعات والأكاذيب داخل المجتمع، والتنظيم يسعى لإعادة سيناريوهات الفوضى من جديد، وهى جزء من الحرب الكبرى التى تُدار ضد مصر، برعاية أجهزة مخابرات غربية.
هناك خلايا إرهابية يتم تدريبها على مدار 30 عاماً لتصدير الأزماتوأوضح «نوح» أن هناك حسابات وهمية من عدد كبير من دول العالم تقوم بتنفيذ الأوامر والتكليفات الخاصة بالتنظيم الدولى عبر نشر الشائعات والأكاذيب، وكذلك هناك حسابات مزيفة تدّعى الانتماء للعالم الإسلامى والعربى تحت مسميات الأقصى والشام لاستقطاب عاطفة المسلمين ونشر الفوضى، أما عن الخلايا الكامنة داخل مصر فتعمل على تصدير الأزمات والسلبيات، والتقليل من حجم الإنجازات، وكذلك هناك خلايا إرهابية يتم تدريبها على مدار 30 عاماً داخل لندن لتصدير الأزمات.. وإلى نص الحوار:
التنظيم الإرهابى انتهى منذ عام 2019 والباقى منه أجسام ميتة وهناك انقسامات كبيرة داخلهم نتيجة المالتنظيم الإخوان الإرهابى انتهى منذ عام 2019، والباقى منه أجسام ميتة، وهناك انقسامات كبيرة داخل الإخوان نتيجة المال.
رواتب أيمن نور ومعتز مطر وباقى العاملين فى مجال الإعلام «كتير» و«الفلوس بتنزل عليهم زى المطر»«فمرتبات أيمن نور ومعتز مطر وباقى العاملين فى مجال الإعلام كتير، والفلوس بتنزل عليهم زى المطر»، وكذلك الإخوان الهاربون العاملون فى المواقع الإخبارية، يحصلون على الكثير من المال، والباقون يتسولون من أجل المال والوظيفة، والهاربون من مصر كانوا يفكرون بأنهم سيقومون بدور دعوى، ولكنهم يعملون من أجل المال، فالخلافات الداخلية بين الإخوان لا تقتصر فقط على مسألة السيطرة على التمويل.
حدِّثنا عن خطة الإخوان لبث روح الفرقة داخل المجتمع؟
- هناك مخطط كبير يقوم به تنظيم الإخوان لبث روح الفرقة بين المصريين عبر تصدير الشائعات والأكاذيب داخل المجتمع المصرى، لإعادة سيناريوهات الفوضى من جديد، وهذا المخطط هو جزء من الحرب الكبرى التى تُدار ضد مصر، تقوم بها أجهزة مخابرات غربية، بمساعدة تنظيم الإخوان، أنا أطلقت عليه «حرب الطوائف»، لأنه يشمل عدداً كبيراً من المنتفعين الذين يختلفون فى أمور كثيرة لكنهم يتفقون على ضرورة تدمير الدولة المصرية لتحقيق مصالحهم فى المنطقة، وفى ظنى أن تلك الحرب ستفشل، طالما أدرك ووعى الشعب المصرى تلك المخاطر التى تحيط به، فهناك مساعٍ لجعل مصر طوائف، وإشعال الخلافات التى تبدأ بشكل حالات فردية، ثم يتم تصعيدها، وكذلك ضرب الوحدة الوطنية، وبكل تأكيد سيفشلون فى تحقيق مخططاتهم، بفضل الخبرة الطويلة لدى المصريين فى مثل هذه النوعية من الحروب، وأيضاً بفضل وجود رموز وقيادات للمؤسسات الدينية فى مصر على درجة كبيرة من الحكمة والإخلاص والمحبة والسماحة والتعاون.
ماذا عن كتائب التخريب، وأهدافها خلال الفترة المقبلة؟
- تبلغ أعداد عناصر الكتائب والخلايا الإلكترونية نحو 5 آلاف فرد موجودين فى عدد من الدول، منها تركيا وبريطانيا وإسرائيل، ودول شرق آسيا، وكذلك موجودون فى أمريكا، وفى كازاخستان وأفغانستان على هيئة مجموعات إسلامية، وكذلك فى هولندا وفنلندا، وهناك مجموعات فى كندا لكنها مجموعات قليلة، ويتم تمويلها جميعاً من قِبل التنظيم الدولى للإخوان، الذى يتلقى تعليماته وتمويلاته من بريطانيا، وتلك الخلايا الإرهابية تعمل على تدشين حسابات وهمية من عدد كبير من دول العالم، وتقوم بنشر ما تتلقاه من أوامر وتكليفات خاصة من التنظيم الدولى قائمة على نشر الشائعات والأكاذيب.
كيف توهم تلك الخلايا الشعوب وتنشر أكاذيبها بين الناس؟
- يتم استخدام حسابات مزيفة تدّعى الانتماء للعالم الإسلامى، وأخرى تنتمى للعالم العربى، تتشابه من حيث الأسماء وطبيعة المحتوى والحسابات التى نتابعها، وكذلك حسابات أجنبية من أمريكا وغيرها من الدول الغربية، ولو نظرت إلى الحسابات الوهمية ستجدها مرتبطة بمسميات إسلامية وجهادية، مثلاً ستجد حسابات مرتبطة بعودة القدس، وتضع صورة المسجد الأقصى على تلك الحسابات وتُسمى نفسها «عودة بيت المقدس» و«الأقصى» و«الدفاع عن فلسطين» و«نُصرة فلسطين» و«تحرير الشام»، فتلك مسميات إخوانية بحتة هدفها استقطاب عاطفة المسلمين، لنشر أكاذيبهم.
الخلايا الكامنة داخل مصر تصدّر الأزمات والسلبيات وتقلّل حجم الإنجازات والسلاح الوحيد للتصدى لهذا المخطط هو وعى الشعب المصرىوماذا عن الخلايا الكامنة داخل مصر؟
- يعملون على نشر تلك الأكاذيب والشائعات التى يتم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعى والقنوات الإعلامية الإخوانية من أجل إثارة الفتنة والوقيعة بين المصريين، ثم يحدث ما يريدون، وهو سقوط الدولة المصرية، كما حدث فى عدد كبير من دول المنطقة، وبالتالى يعودون من جديد، ثم بعد ذلك يعودون ليبدأوا فى استخدام العنف، وحتى تلك اللحظة المنتظرة، لن تصطدم تلك الخلايا مع المجتمع حتى يتمكنوا، وستقوم تلك الخلايا الكامنة فى الوقت الحالى بمهمتها المكلفة بها من خلال إثارة الفتن وبث الشائعات والتقليل من حجم الإنجازات، لكن برؤية مختلفة عما كان يحدث فى الماضى.
وكيف يجرى ذلك؟
- الرؤية اليوم قائمة على بث الشائعات بشكل غير مباشر، وإثارة المشكلات دون الوجود فى المشهد، بمعنى أنهم يُلمعون مثلاً قصص الجرائم، ويُبرّرون وقوع المشكلات ويُلقون الضوء على أزمات كخطف الأطفال، وكذلك تجدهم يثيرون الفتنة حول أزمات كرة القدم، وفى وسط تلك الأزمات يثيرون الأمور الخاصة بالدولة، ويعمّقون سلبيات المجتمع، فخلال الفترة الماضية قامت مجموعات من الخلايا الإلكترونية بنشر إعلانات عبر منصات التواصل الاجتماعى عن أطفال مفقودة، وكان الهدف من تلك الحملة بث رسالة بعدم الأمان والاستقرار فى مصر، وكذلك هناك حملات لتخريب الاقتصاد، منها توجيه رسائل إلى السوريين الموجودين فى مصر بأخبار خبيثة، وأن الدولة ستُصادر أموالهم، وكذلك هناك حملة أخرى ضد النهضة السياحية التى شهدتها مصر فى العام الأخير، لذلك يحاولون إبراز بعض الوقائع غير الحقيقية حول ممارسات العنف فى المناطق الأثرية. وتابعت خلال الفترة الماضية حملة لمنع شراء الطماطم بعد خفض أسعارها، وخرجوا بشائعات حول تسمّم الطماطم.
مصر تشهد عصر جمهورية جديدة بقيادة الرئيس.. والمواطن الذى لا يُشجع ما تقوم به الدولة مجرم فى حق وطنه ونفسهكيف نواجه تلك المخططات؟
- يجب أن يعلم المصريون أن مخطط الإخوان اليوم هدفه سقوط الدولة المصرية وسقوط المؤسسات الوطنية، وتفتيت وحدة الشعب المصرى وجعل مصر شعوباً وقبائل، حتى لا يعود لمصر أى أمان مرة أخرى، والسلاح الوحيد للتصدى لهذا الأمر هو وعى الشعب المصرى، فهو الدرع الواقية الآن، ويجب أن نعمل على تنامى الوعى الشعبى، ويجب أن يدرك المصريون أن الدولة تشهد عصر جمهورية جديدة، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، ومصر تقوم بثورة حقيقية نحو التنمية، وفى مقابل ذلك يعمل تنظيم الإخوان الإرهابى على اختطاف فكرة الدولة الوطنية، ولا بد من الانتباه إلى هذا جيداً، والعمل على زيادة الوعى والانتماء لدى الشباب بقضية الوطن، والمواطن المصرى الذى لا يُشجع ما تقوم به الدولة المصرية مجرم فى حق وطنه وحق نفسه.
كيف يتم صناعة تلك الكتائب؟ ومَن الممول لها فى الخارج؟
- على مدار 30 عاماً، تتم عمليات تدريب لتلك الكتائب فى لندن، وهناك نقاط معينة تم تدريبهم عليها، منها تصدير الأزمات، وفن التلاعب بالمجتمع، وكذلك عمليات التمويل تتم من داخل بريطانيا، وهناك جزء من التمويلات يذهب إلى القنوات التليفزيونية بعدما فُتحت أبواب السماوات الإعلامية، ويتم استهداف الشرق الأوسط كمخطط رئيسى فى تلك القنوات، وأنا على يقين أن المؤسسات المصرية القائمة على أمن واستقرار مصر هى مؤسسات واعية بحكم قيادتها، وتدريبهم على تلك الأمور، وكيفية التصدى لها.
«الجماعة» تسعى لإثارة الفتنة المذهبية فى مصر ومصيرهم القاع الأسفل من النار.. وعناصرها ما زالوا يلجأون إلى المظلومية لإثارة التعاطف معهموماذا عن إثارة الفتنة المذهبية؟
- هذا صحيح، فـ«الإخوان» تسعى لإثارة الفتنة المذهبية فى مصر عن طريق الوقيعة بين الشيعة والسنة، ليس فى مصر فقط، بل حول العالم، صحيح مصر ليس بها شيعة بنسبة كبيرة، لكن هناك عناصر متعسفة دينياً تأتى بتصوّرات ضد الصوفية وتصفهم بأنهم شيعة، وتلك الرؤى دائماً تأتى من الخارج، وهم لن ينجحوا فى تحقيق ذلك فالمنهج المصرى قائم على الوسطية، وهذا أمر موجود أكثر فى الأرياف، فهناك مقاومة للتعسّف الدينى أو التطرّف الدينى والإرهاب الدينى أو الإرهاب المسمى والمستتر تحت اسم الدين، وهناك قاعدة شعبية لديها رؤى دينية سليمة، تهتم أكثر بالاستقرار وفقاً لأحاديث الرسول، لأنها أحاديث تدعو إلى ذلك، وتدعو إلى عدم الإفساد والفتنة، وأن مصير من يقوم بذلك القاع الأسفل من النار.
تحدّثت عن عودة العنف مرة أخرى.. كيف سيتم ذلك؟
- هناك مجموعات مسلحة يتم تجهيزها من أجل إثارة الفوضى مرة أخرى وتكرار سيناريوهات نجاحهم فى بعض الدول، فحدثت لتلك التنظيمات حالة من الغرور بعد هذا النجاح خلال الفترة الأخيرة، وشعروا بأنه يمكن النجاح من جديد فى دول أخرى، منها مصر، لذلك على مدار الأسابيع الماضية، شاهدنا سلسلة ممنهجة من التحريض ضد الدولة المصرية، منها شخصيات تُلقب نفسها بأنهم مفتون يدعون إلى الفوضى والخراب وإراقة الدماء، والذين يتزعمون الحركات الدينية المسماة الآن بالحركات الجهادية لا يدركون أنهم «عرائس ماريونيت»، لتحقيق مصالح غربية وتحركات إسرائيلية، فهم متعاونون ومخلصون للغرب، وسيفشلون كما فشل الإخوان فى التمثيل على الشعب المصرى خلال 2012، وظهروا على حقيقتهم وأنهم لا يملكون فكراً ولا رؤية. أما بالنسبة للكتائب التى تستخدم السلاح، والتى يتم إعدادها، فهناك 4 أماكن رئيسية خلال الأعوام الماضية كان يتم تجهيزهم فيها، شملت سوريا وأفغانستان وليبيا وغزة، والفترة الأخيرة تركزت تلك المجموعات فى سوريا وليبيا وأفغانستان، وأعتقد أن الفترة المقبلة ستكون بوابتهم ليبيا، حيث نشر الفوضى والخراب بالمنطقة من جديد، وكذلك أفغانستان.
بعد أكثر من ربع القرن على خلعك عباءة الإخوان.. لماذا تركتهم؟
- سأكشف السبب الحقيقى لرحيلى عن هذا التنظيم اليوم معكم فى جريدة «الوطن»، فأنا تركتهم بعدما ظهرت علاقتهم المشبوهة بالغرب والخارج، وهذا ما لم أصرح به من قبل، أتذكر فى 2003، كانت هناك لقاءات مع سعد الدين إبراهيم، الذى عمل مع «الإخوان» فى هذا التوقيت، وكان عراب العلاقة المشبوهة بين تنظيم الإخوان والغرب، وكانت هناك مناقشات حول عملية تهجير الغزاويين إلى سيناء، والتعاون مع الخارج فى هذا الأمر، وكانت الجماعة مرحّبة بعملية التهجير، منذ هذا التوقيت، وكانت الجماعة ترفض ما يقوم به القانون المصرى من منع التمليك، ورحّبوا بأن يتم فتح باب التهجير، وكان التركيز على سيناء وأن يتم توطين عدد كبير من أهل فلسطين فى سيناء، وبدأ الكلام مع الإخوان صراحة فى مسألة العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل والعلاقات المادية، وتمويل المنظمات المدنية التى تخدم مصالح الغرب وتدافع عن عمليات التهجير، وكان هناك ترحيب كبير منهم، وكان ذلك مضمون النقاشات التى تمّت فى اللقاءات المفتوحة بينهم وبين بعض السفارات الأجنبية، لذلك أدركت أنه لا سبيل عن الخروج من الإخوان، وهو ما حدث تحديداً فى عام 2004.
حدّثنا عن رحلتك من الانضمام إلى «التنظيم» حتى الرحيل؟
- لقائى مع عمر التلمسانى كان نقطة تحول حاسمة فى حياتى، وعدنى بأن الإنسان من خلال «التنظيم» سوف يجد كل ما يرنو إليه من أحلام، وهذا الوعد كان بمثابة الضوء الأخضر للانضمام إلى الجماعة، خاصة بعدما رأيت فى «التلمسانى» رجلاً يحمل القيم والأهداف نفسها، التى كان يبحث عنها، ومضت التجربة إلى أن تدرّجت فى النواحى العضوية فى الجماعة والناحية التنظيمية، واكتشفت بعد ذلك الوجه الآخر للتنظيم، حيث يوجد تنظيم خاص داخل الإخوان، وكان بمثابة الدولة العميقة داخلها، ويهدف إلى تحقيق السيطرة الكاملة على مختلف مفاصل الدولة عند الوصول إلى السلطة، وبالمناسبة هناك قضية شهيرة كشفت هذا التنظيم للعلن تحمل رقم 122 لسنة 83، وأوراق القضية لدىّ بالكامل تكشف هذا التنظيم، وكيف كان يعمل من أجل تحقيق مشروع الإخوان السرى نحو التمكين، وكيف كان يُستخدم فيه كل أنواع العنف والتخريب، وكيف يشرعن لنفسه تلك الأمور تحت مسمى الغاية الإخوانية، وفكرة التنظيم الخاص لم تكن من إبداع محمود عزت أو خيرت الشاطر، بل هى من حسن البنا نفسه. والتنظيم الخاص يعتمد على العنف كجزء أساسى من استراتيجيته، وهذا التنظيم أول من نصب المنصة الرئيسية فى ميدان التحرير فى 2011، وكان يقوم بعمليات خاصة داخل الميدان فى هذا التوقيت، تحت مسمى الفرقة «95 إخوان»، التى كشفها أسامة ياسين فى تصريحات له، وكان يقود هذه المجموعة محمد البلتاجى وأسامة ياسين والكتاتنى أيضاً، وأسهل شىء يستخدمه هو الزناد، والتنظيم الخاص جزء منه هو التصفية والتمكين بالقوة، وبالمناسبة حسن البنا كان يستخدم الدين كأداة لتحقيق أهدافه الشخصية والتنظيمية، لقد كان بارعاً فى التلاعب بالعواطف واستغلال الحماس الدينى لدى الشباب، وهذا جزء صغير مما يوجد داخل معبد الإخوان.
ما الدروس المستفادة من تلك التجربة؟
- التفكير النقدى.. يجب أن ننميه بداخلنا، لأنه السلاح الأقوى ضد التطرف، فعليك أن تسأل نفسك الأسئلة الصحيحة وتبحث عن الإجابات بنفسك، ولا تدع أحداً يفرض عليك طريقة تفكير معينة، وكذلك ضرورة الحفاظ على الهوية الوطنية وعدم السماح لأى تنظيم بالتلاعب بك، فالجماعات المتطرّفة تحاول دائماً أن تزرع فيك فكرة أن الولاء للجماعة هو الأهم، وأن الوطنية تأتى فى المرتبة الثانية، وهذا خطأ كبير، فيجب أن يكون ولاؤك الأول لوطنك.
عناصر «الإخوان» تحولوا من مرحلة انحراف العقيدة إلى مرحلة المرض النفسى.. ويستخدمون التكفير كنوع من أنواع الذم وليس كحكم شرعىماذا عن المظلومية التى يتم صناعتها؟
- الإخوان ما زالوا يلجأون إلى المظلومية لإثارة التعاطف معهم، لكنهم تحولوا من مرحلة انحراف العقيدة إلى مرحلة المرض النفسى، ويستخدمون التكفير كنوع من أنواع الذم وليس كحكم شرعى، فالإخوان يكفّرون الجيش والرئيس ومؤسسات الدولة لمجرد أنهم يخالفونهم فى الرأى، ويقومون بتكفير الشخصيات العامة كنوع من التعبير عن الغضب النفسى، فالإخوان يطوّعون الثواب والعقاب وفقاً لأهوائهم، وحال الشماتة التى تحدث بعد كل وفاة لشخصية مصرية، لأنهم يعتبرون تلك الوفاة عقاباً، لأنه كان يختلف معهم فى الرأى، فهذا التنظيم يعادى كل من يكشف فضائحهم كحال الكثير من الإعلاميين.
سياسة الجماعة جعلت الكذب فريضة لديهم لنشر الشائعات والفوضى والخراب.. وحسابات وهمية تقوم بتنفيذ الأوامر والتكليفات الخاصة بالتنظيم الدولى ونشر الشائعات والأكاذيب.. ورحبوا بتهجير أهل فلسطين إلى سيناء خلال مشاوراتهم مع السفارات الأجنبية فى عام 2003التنظيم الإرهابى انتهى منذ عام 2019 والباقى منه أجسام ميتة وهناك انقسامات كبيرة داخلهم نتيجة المال.. ورواتب أيمن نور ومعتز مطر وباقى العاملين فى مجال الإعلام «كتير» و«الفلوس بتنزل عليهم زى المطر».. وهناك خلايا إرهابية يتم تدريبها على مدار 30 عاماً لتصدير الأزمات
«الإخوان» جماعة براجماتية، والغاية لديها تُبرر الوسيلة، فهم يضعون لها أسماء كثيرة، مثل أن الدين أباح الكذب، ويطلقون عليه اسم المعاريض، ويستخدمونه استخداماً خاطئاً، وأساس المسألة لديهم هو التمكين وما يُسمى بعهد التمكين، وكان مصطفى مشهور يخاطبنا قائلاً: «أنتم جيل التمكين»، حتى يُحبّب إلينا مسألة التمكين، وهذا له مرادفات عقلية خاصة بالوصول إلى الحكم، وأن الوصول للحكم يجب أن يتم باستباحة الدماء التى ليس لها اعتبار أو حرمة عند الإخوان، والحكم عندهم هو الهدف وليست هناك أهداف أخرى.جماعة براجماتية مصر تشهد عصر جمهورية جديدة بقيادة الرئيس.. والمواطن الذى لا يُشجع ما تقوم به الدولة مجرم فى حق وطنه ونفسه «الجماعة» تسعى لإثارة الفتنة المذهبية فى مصر ومصيرهم القاع الأسفل من النار.. وعناصرها ما زالوا يلجأون إلى المظلومية لإثارة التعاطف معهم
تنظيم إرهابى.. وانتهىتنظيم الإخوان الإرهابى انتهى منذ عام 2019، والباقى منه أجسام ميتة، وهناك انقسامات كبيرة داخل الإخوان نتيجة المال، «فمرتبات أيمن نور ومعتز مطر وباقى العاملين فى مجال الإعلام كتير، والفلوس بتنزل عليهم زى المطر»، وكذلك الإخوان الهاربون العاملون فى المواقع الإخبارية، يحصلون على الكثير من المال، والباقون يتسولون من أجل المال والوظيفة، والهاربون من مصر كانوا يفكرون بأنهم سيقومون بدور دعوى، ولكنهم يعملون من أجل المال، فالخلافات الداخلية بين الإخوان لا تقتصر فقط على مسألة السيطرة على التمويل.
جماعة براجماتية«الإخوان» جماعة براجماتية، والغاية لديها تُبرر الوسيلة، فهم يضعون لها أسماء كثيرة، مثل أن الدين أباح الكذب، ويطلقون عليه اسم المعاريض، ويستخدمونه استخداماً خاطئاً، وأساس المسألة لديهم هو التمكين وما يُسمى بعهد التمكين، وكان مصطفى مشهور يخاطبنا قائلاً: «أنتم جيل التمكين»، حتى يُحبّب إلينا مسألة التمكين، وهذا له مرادفات عقلية خاصة بالوصول إلى الحكم، وأن الوصول للحكم يجب أن يتم باستباحة الدماء التى ليس لها اعتبار أو حرمة عند الإخوان، والحكم عندهم هو الهدف وليست هناك أهداف أخرى.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: جماعة الإخوان الإرهابية الاخوان اخوان فاشلون الشائعات والأکاذیب الدولة المصریة إثارة الفوضى الشعب المصرى نشر الشائعات من أجل المال خلال الفترة هذا التنظیم تلک الخلایا عدد کبیر من وکذلک هناک ذلک هناک من جدید یجب أن أن یتم ضد مصر جزء من فى مصر التى ت
إقرأ أيضاً:
جماعة الإخوان تأسست على العنف من أول يوم.. مذبحة «قسم كرداسة» كشفت وجهها القبيح
تعد أحداث مذبحة كرداسة واحدة من أبرز الشواهد على جرائم جماعة الإخوان الإرهابية، حيث أُريقت دماء شهداء الشرطة خلال فض اعتصامي «رابعة العدوية» و«النهضة» المسلحين، وقعت هذه المذبحة يوم 14 أغسطس 2013، بالتزامن مع تحرك الجهات الأمنية لفض اعتصامات أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى فى ميداني رابعة والنهضة.
كشفت هذه الأحداث الوجه الإرهابى القبيح لعناصر الإخوان المسلحة، التى اقتحمت مركز شرطة كرداسة، وقتلوا مأمور المركز ونائبه و12 ضابطاً وفرد شرطة، ومثّلوا بجثثهم، فى أبشع جرائم ارتكبت فى حق الإنسانية.
البداية عندما تحرك قيادات الإخوان وأنصارهم من العناصر التكفيرية فى بلدتى ناهيا وكرداسة بمحافظة الجيزة، مستغلين مكبرات الصوت فى المساجد لتحريض الأهالى على الاحتشاد ضد قوات الأمن التى كانت تنفذ قرار فض الاعتصامات فى يوم 14 أغسطس 2013، وبالتزامن مع اشتباكات رابعة العدوية وميدان النهضة تجمع الإرهابيون مستخدمين الدراجات البخارية، ومسلحين بالأسلحة الآلية والمفرقعات وقذائف الـ«آر بى جى».
عند وصولهم إلى مركز شرطة كرداسة، أطلق الإرهابيون القذائف الصاروخية باتجاه المدرعة المكلفة بتأمين المركز، ما أدى إلى تدميرها واستشهاد أفراد الشرطة، وبعدها اقتحموا مركز الشرطة وسرقوا الأسلحة، واعتدوا على عناصر الخدمات الأمنية.
واقتادوا مأمور المركز ونائبه وعدداً من الضباط والجنود إلى ورشة مجاورة، حيث تعرضوا للتعذيب، وجرى تصويرهم لبث الرعب فى نفوس ملايين المصريين التى ملأت الشوارع فى ثورة 30 يونيو، لتظل هذه الجريمة رمزاً للممارسات الإرهابية للجماعة، والتى أثرت بشكل كبير على المشهد الأمنى فى مصر، وجعلت من «كرداسة» مثالاً صارخاً لوحشية الإرهاب الإخوانى.
وجرى إطلاق النار على الرهائن من ضباط وأفراد الشرطة، وقتل 13 منهم، ووصل الأمر بالعناصر الإجرامية إلى التعدى على نائب مأمور المركز بتقطيع شرايين يده وتعذيبه حتى الموت، ليس هذا فحسب، بل جابوا بجثمانه شوارع البلدة مبتهجين، قبل أن يلقوا به فى العراء ويمثّلوا بجثث الضحايا لبث الرعب فى نفوس رجال الشرطة.
لم تدع الدولة المجرمين يهنأون بفعلتهم، حيث أطلقت حملة أمنية مكبرة ألقت القبض على العناصر المتورطة فى أحداث كرداسة، وجرى تقديمهم إلى العدالة، ليقول القضاء كلمته ويكتب فصل النهاية فى واحدة من أبرز المآسى الشاهدة على عنف الجماعة، وجرى إعادة محاكمة 156 متهماً من أصل 188 متهماً بقضية مذبحة كرداسة، وقضت المحكمة بالإعدام شنقاً على 20 متهماً، والمؤبد لـ80 آخرين، والسجن المشدد 15 عاماً لـ35 متهماً، والسجن 10 سنوات لمتهم، وبراءة 21 آخرين متهمين فى القضية.
من جانبه، قال العميد حاتم صابر، المتخصص فى مقاومة الإرهاب والعمليات النفسية، إن أحداث كرداسة تشهد على وحشية الجماعات المتطرفة التى لا تمت بصلة للشرائع السماوية، ولا يعرف منهجها قيماً أو أخلاقاً.
وأوضح «صابر»: «تمت هذه الاقتحامات بعد تخطيط وتجهيز لإحداث انفلات أمنى على أوسع نطاق بتدمير أقسام ومراكز الشرطة، ولكن ما حدث فى هجوم قسم شرطة كرداسة كان الأبشع لأنه تم فيه التمثيل بجثث الضباط وأفراد الأمن والمجندين بالقسم، تحت مرأى ومسمع من العامة والمواطنين»، مشيراً إلى أن العناصر الإرهابية أرادوا إيصال رسالة بأن ما فعلوه برجال الشرطة سيكون مصير كل من يخالفهم الرأى أو لا يرغب فى سطوتهم على الحكم، وهو ما يترجم مقولة أحد قادتهم حين قال: (إما أن نحكم أو الدم).