لا تزال نتائج الأبحاث بالمومياوات الأثرية تكشف الجديد في كل مرة، فبين عقد من الزمان وآخر قد تنقلب النتائج رأسًا على عقب، وهو ما كشفه فريق بحثي من جامعة فيينا حول فحص جمجمة ظلت تثير الجدل لأعوام، بعدما كشفت نتائج أولية أنها تعود لشقيقة كليوباترا، قبل أن تذهب نتائج تحاليل جينية وفحوصات متطورة مؤخرًا إلى أن الجمجمة لصبي عانى من حالة مرضية نادرة، ليظل السؤال ما المرض النادر الذي عانى منه الصبي، وأين دُفنت الملكة شقيقة كليوباترا؟ 

اكتشاف جمجمة مومياء مرتبطة بكليوباترا

تعود البداية إلى عام 1929، بعدما عثر عالم الآثار النمساوي جوزيف كايل وفريقه على تابوت مغمور بالماء بمدينة أفسس الأثرية الموجودة في تركيا حاليًا، احتوى حينها على هيكل عظمي كامل، ولكن بدون أي مقتنيات جنائزية أخرى، وبالفعل تم الاحتفاظ بالجمجمة لأغراض الدراسة بل نقلها إلى ألمانيا في حقيبته الخاصة، وبحلول عام 1953، نشر أبحاثًا مفصلة عنها، بأن بقايا العظام تعود لامرأة في العشرين من عمرها وإنها قد تكون شخصية بارزة.

وفي عام 1982، اكتشف فريق تنقيب آخر بقية الهيكل العظمي في الموقع ذاته، في تجويف جانبي ملحق بالغرفة الجنائزية، لتبدأ التكهنات بأنّ العظام تعود إلى الملكة أرسينوي الرابعة، الأخت غير الشقيقة للملكة كليوباترا، وزاد الاكتشاف يقينًا بأن  الملكة أرسينوي بالفعل قُتلت في أفسس عام 41 قبل الميلاد.

من هي أرسينوي الرابعة.. هل تم إعدامها؟

وفقًا لما ذُكر في كتاب «Cleopatra by Michael Grant»، وملحق التايمز الأدبي، فإن أرسينوي الرابعة، صاحبة الجمجمة التي تم فحصها، هي الملكة «Ἀρσινόη» التي وُلدت تقريبًا بين 68 و63 قبل الميلاد، وهي الابنة الصغرى من أبناء بطليموس الثاني عشر الستة، وهي الأخت غير الشقيقة لكليوباترا السابعة.

والملكة أرسينوي الرابعة، هي من تولت حكم مصر البطلمية مع شقيقها بطليموس الثالث عشر من 48 قبل الميلاد إلى 47 قبل الميلاد، وكانت واحدة من آخر أعضاء الأسرة البطلمية في مصر القديمة. 

كيف كانت نهاية الملكة أرسينوي الرابعة؟

لحظات مأساوية من الحرب للنفي، وحتى الإعدام، كانت هي نهاية الملكة أرسينوي الرابعة، بعدما تورطت  عام 47 قبل الميلاد  في حصار الإسكندرية  ضد «أختها» كليوباترا، حتى تم القبض عليها ونقلها إلى روما كأسيرة حرب من قبل الحاكم الثلاثي الروماني يوليوس قيصر وذلك بعد هزيمة بطليموس الثالث عشر في معركة النيل.

وبالفعل نفيت أرسينوي إلى معبد أرتميس في أفسس في الأناضول الرومانية، فيما بعد، وهناك أعدمت بأمر من الحاكم الثلاثي مارك أنطوني في عام 41 قبل الميلاد بناءً على طلب من حبيبته وشقيقتها كليوباترا السابعة.

واليوم، وعقب مرور سنوات على الاعتقاد من إنها صاحبة الجمجمة، من المقرر أن يبدأ العلماء والباحثون في البحث عن مكان أرسينوي الرابعة من جديد بعد سقوط افتراض دفنها في هذا الموقع.

مفاجأة تغير مجرى نتائج البحث.. صاحب الجمجمة صبي

ونقلًا عن الموقع الطبي «scitechdaily» فإن اختبارات متكررة، كشفت عن مفاجأة حول الجمجمة التي اعتقد أنها لشقيقة كليوباترا، وهي اكتشاف وجود كروموسوم Y في كلٍّ من الجمجمة وعظمة الفخذ، وهو ما يعني أن صاحبها كان ذكرًا.

وكان باحثون من قسم الأنثروبولوجيا التطورية في جامعة فيينا، إلى جانب خبراء في علم الجينات والتأريخ الكربوني والطب الشرعي، أجروا تحليلات دقيقة على الجمجمة والعظام الأخرى التي تعود للشخص نفسه، ومن ثم استخدموا تقنية التصوير المقطعي الدقيق (micro-CT) للحصول على نموذج ثلاثي الأبعاد عالي الدقة، ثم أخذوا عينات صغيرة من قاعدة الجمجمة والأذن الداخلية للتحقق من العمر والتكوين الوراثي.

وأشارت التحاليل إلى أن صاحب الجمجمة، كان ذكرًا في طور البلوغ، عاش بين عامي 36 و205 قبل الميلاد، وهي فترة وفاة أرسينوي، لكنه عانى من جذور الأسنان وعدم اكتمال نمو قاعدة الجمجمة، بسبب وجود مشكلة تطورية في شكلها، إذ انغلقت إحدى الدروز القحفية قبل أوانها بفترة كبيرة، ممّا أدّى إلى عدم تناسق عظام الرأس.

كما عانى الصبي من نقصان النمو في فكه العلوي، وبدت أسنانه متشققة، إذ رجح الباحثون أنه قد عانى من حالة وراثية مثل متلازمة تريتشر كولينز، التي تترافق عادةً مع أشكال غير مألوفة في الوجه والجمجمة.

متلازمة تريتشر كولينز.. ما مرض صاحب الجمجمة النادر؟

ووفقًا للموقع الطبي webmd، فإن متلازمة تريشر كولينز هي حالة وراثية جينية نادرة تؤثر بشكل عام على الطريقة التي يتطور بها الوجه، وبشكل خاص تؤثر على عظام الوجنتين والفكين والأذنين والجفون، وتتسبب في مشكلات في التنفس والبلع والمضغ والسمع والكلام، وتحدث  في حوالي 1 من كل 50 ألف طفل حديث الولادة في جميع أنحاء العالم.

أسباب الإصابة بمتلازمة تريتشر كولينز

تحدث الإصابة بمتلازمة تريتشر كولينز بسبب طفرة في جين معين يؤثر في كيفية تطور وجه الطفل قبل الولادة، تتحكم في نمو العظام في الوجه وحوله، فتسبب تغييرًا في نمو الطفل في وقت مبكر جدًا من الحمل. 

أعراض متلازمة تريتشر كولينز

وتتراوح الأعراض بين الخفيفة والمتوسطة والشديدة، على النحو التالي: 

مشكلات في التنفس أو المضغ.

مشكلات في الرؤية أو السمع أو التحدث.

فك سفلي وذقن صغيران للغاية.

الفك العلوي صغير جدًا.

عظام وجنتين صغيرة للغاية.

آذان صغيرة جدًا وملتوية بشكل غير عادي أو حتى غير موجودة.

عيون مائلة للأسفل.

شق في الجفون السفلية.

ضعف في السمع الناتج عن مشكلات في قناة الأذن أو العظام الثلاثة في الأذن الوسطى التي تنقل الصوت.

فقدان السمع بسبب ضعف نقل الصوت بواسطة العظام الدقيقة في الأذن الوسطى.

فم مشقوق.

مجرى هوائي صغير جدًا بسبب مشكلات في التنفس.

نظرة مسطحة أو غائرة أو حزينة على الوجه.

نمو الجلد أمام الأذن.

عدد أسنان أقل من المعتاد.

تكون الأسنان ملتوية ولها ألوان غير طبيعية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: فحص مومياء مومياء قديمة كليوباترا قبل المیلاد مشکلات فی عانى من

إقرأ أيضاً:

واشنطن تستعد لفرض عقوبات على بنوك وشركات مرتبطة بالحوثيين.. وجامعات تحولت لأوكار تدريب في مجالات الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية

كشفت مصادر دبلوماسية أن الإدارة الأمريكية تستعد للإعلان عن حزمة عقوبات جديدة تشمل بنوكًا، شركات مصرفية، مؤسسات تجارية، شخصيات سياسية، وجامعات خاصة، وذلك بسبب ارتباطها المباشر أو غير المباشر بمليشيات الحوثي، المصنفة منظمة إرهابية وفقًا للقرار الأمريكي الصادر سابقًا.

 

توقيت العقوبات وتفاصيلها

 

وأوضحت المصادر خلال حديثها لصحيفة اخبار اليوم أن العقوبات الجديدة من المتوقع أن تُعلن في الساعات الأولى من تنفيذ قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الصادر في 22 يناير، بإعادة تصنيف جماعة الحوثي كمنظمة إرهابية.

 

وأشارت إلى أن العقوبات تستهدف تجفيف منابع تمويل المليشيا، وقطع شبكاتها الاقتصادية والمالية التي تستغل الاقتصاد اليمني لتمويل أنشطتها العسكرية بدعم إيراني مباشر.

 

 البنك المركزي اليمني يتحرك لمواجهة تمويل الإرهاب

 

وفي سياق متصل، كشفت مصادر متعددة في البنك المركزي اليمني لـ"أخبار اليوم" أن إدارة البنك أعدّت قائمة سوداء تضم أسماء البنوك والشركات التابعة لمليشيا الحوثي، أو التي يمتلك فيها قادة من المليشيا حصصًا تجارية، أو تلك التي تعمل معهم بصورة مباشرة.

 

وأوضحت المصادر أن البنك المركزي في عدن أجرى مباحثات مع الجانب الأمريكي والأوروبي في مدينة دبي، تم خلالها تبادل المعلومات حول شبكات تمويل مليشيا الحوثي، وذلك ضمن الجهود الدولية الرامية إلى قطع الإمدادات المالية عن الجماعة الإرهابية.

  

ودعت المصادر جميع البنوك اليمنية والشركات التجارية والصناعية إلى التخلص السريع من أي تعاقدات مشبوهة، وإغلاق الحسابات المرتبطة بشركات تعمل لصالح مليشيا الحوثي، تفاديًا للعقوبات الأمريكية والدولية التي ستُفرض قريبًا.

 

 العقوبات تتوسع لتشمل شركات أوروبية وصينية

 

على الصعيد الدولي، كشفت تقارير صحفية أمريكية أن العقوبات الجديدة قد تشمل شركات ومصانع أوروبية وصينية، ثبت تورطها في بيع منتجاتها لشركات تجارية يمنية أو وكلاء لهم ارتباطات مباشرة بمليشيا الحوثي.

 

وبحسب التقارير، فإن الإدارة الأمريكية تعمل مع حلفائها الأوروبيين للحد من عمليات الاستيراد والتصدير غير القانونية التي تستفيد منها مليشيا الحوثي عبر وسطاء إقليميين ودوليين.

  

 جامعات خاصة تحت المجهر: غطاء لاستقدام خبراء عسكريين إيرانيين

  

وفي تطور لافت، أكدت المصادر الدبلوماسية أن العقوبات الأمريكية لن تقتصر على القطاع المالي والتجاري، بل ستمتد لتشمل جامعات خاصة في اليمن، يُعتقد أنها تُستخدم كغطاء لاستقدام خبراء إيرانيين متخصصين في تطوير أنظمة الأسلحة والتدريب العسكري لمليشيا الحوثي.

 

وأشارت التقارير إلى أن هذه الجامعات توفر منحًا دراسية لأفراد من المليشيا، تحت ستار البرامج الأكاديمية، لكنها في الواقع تُستخدم كمراكز تدريب وتأهيل لكوادر حوثية في مجالات تتعلق بتطوير الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية، تحت إشراف خبراء من الحرس الثوري الإيراني.

 

 التداعيات المتوقعة للعقوبات

 

من المتوقع أن يكون لهذه العقوبات تأثيرات مباشرة على الاقتصاد اليمني، خاصة في المناطق التي تسيطر عليها المليشيا، حيث ستواجه صعوبة متزايدة في تأمين التمويلات اللازمة لاستمرار عملياتها العسكرية.

 

كما ستفرض العقوبات قيودًا على التعاملات المالية للمؤسسات والأفراد المستهدفين، مما قد يؤدي إلى إضعاف الشبكات التجارية التي تستخدمها المليشيا في تهريب الأموال والأسلحة.

 

في الختام:

 

تمثل هذه العقوبات ضربة قوية لشبكات تمويل مليشيا الحوثي الإرهابية، وتجعل من الصعب عليهم مواصلة استغلال الاقتصاد اليمني في تمويل حربهم. كما تكشف عن دور بعض المؤسسات التعليمية في دعم النشاط العسكري للمليشيا، مما يعزز الحاجة إلى مزيد من الرقابة الدولية على الأنشطة المشبوهة في اليمن.

 

ويبقى السؤال: هل ستتمكن هذه العقوبات من تضييق الخناق على مليشيا الحوثي والحد من دعمهم الإيراني؟ أم أن المليشيا ستجد قنوات جديدة للالتفاف على الإجراءات الدولية؟

مقالات مشابهة

  • الملكة رانيا تخطف الأنظار بأناقتها في أحدث ظهور مع العاهل الأردني
  • واشنطن تستعد لفرض عقوبات على بنوك وشركات مرتبطة بالحوثيين.. وجامعات تحولت لأوكار تدريب في مجالات الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية
  • هآرتس: توابيت الأسرى الإسرائيليين مرتبطة بفشل 7 أكتوبر
  • الأعلى للآثار يوضح تفاصيل اكتشاف مقبرة زوج الملكة حتشبسوت في الأقصر
  • جمجمة حيوان منقرض في مصر تشغل الأوساط العلمية في العالم
  • الهجوم على سوق عيد الميلاد في ماغديبورغ يفاقم مشاعر العداء تجاه المهاجرين ويثير قلق الجاليات
  • جيش الإحتلال الإسرائيلي يستهدف أسلحة مرتبطة بنظام الأسد
  • المغرب يحبط مخططاً إرهابياً كبيراً ويعتقل شبكة مرتبطة بـداعش
  • مفاجأة صادمة عن قهوة الصباح.. دراسة تكشف الحقيقة التي لا يعرفها كثيرون!
  • الرئيس عون: ليس هناك حصار على الطائفة الشيعية