أدلة على وجود عالم مفقود تحت المحيط الهادئ .. ماذا اكتشف العلماء؟
تاريخ النشر: 16th, January 2025 GMT
تمكن فريق من علماء الجيوفيزياء في جامعة ETH Zurich بسويسرا من اكتشاف مثير أثناء دراستهم لموجات الزلازل بهدف فهم الهياكل الداخلية لكوكب الأرض.
اكتشف العلماء، مناطق في باطن الأرض تبدو وكأنها بقايا صفائح تكتونية مغمورة في أعماق المحيطات الكبرى، وهو ما شكل مفاجأة كبيرة لهم.
الاكتشاف لم يقتصر على ذلك، بل أثار لغزًا جديدًا للعلماء.
وفقا لموقع "ياهو نيوز"، هذا الاكتشاف يفتح الباب أمام فرضية "عالم مفقود" قد يكون كامناً في أعماق المحيط الهادئ، مما يشير إلى أن هناك الكثير مما لا نعرفه عن ما يحدث في قشرة كوكبنا.
في ورقة بحثية نشرت في مجلة Scientific Reports، أوضح الفريق كيف استخدموا حاسوبًا فائقًا لتحليل بيانات الزلازل المجمعة من محطات رصد الزلازل حول العالم. تم من خلال هذه البيانات إنشاء نموذج دقيق للغاية للبنية الداخلية للأرض.
خلال هذه الدراسة، اكتشفوا علامات على وجود صفائح تكتونية مغمورة في مناطق لم تكن معروفة سابقًا بوجود أي نشاط جيولوجي، مثل ظاهرة الاندساس الصفيحي، التي تحدث عندما تنزلق صفيحة محيطية تحت صفيحة قارية.
من خلال تحليل كيفية انتشار موجات الزلزال من مركز الهزة، يتمكن العلماء من استنتاج خصائص المواد الصخرية التي تمر عبرها هذه الموجات، مثل كثافتها ومرونتها.
باستخدام هذه البيانات، يستطيع علماء الجيوفيزياء رسم خريطة دقيقة لتركيب وشاح الأرض، وهو أمر بالغ الأهمية لتعويض عدم قدرتنا على الحفر بعمق كافٍ لدراسة العينات مباشرة من الوشاح.
ومع ذلك، فقد فاجأ الاكتشاف الأخير للقطع المتبقية تحت المحيط الهادئ العلماء. فالنماذج الحالية كانت تشير إلى أنه لا ينبغي أن توجد مثل هذه المواد في هذه المنطقة، نظرًا لعدم وجود ظاهرة اندساس الصفائح في هذه المنطقة.
ماذا اكتشف العلماء؟وقال توماس شوتن، المؤلف الرئيسي والباحث في المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيورخ: "يبدو أن مثل هذه المناطق في وشاح الأرض أكثر انتشارًا مما كنا نعتقد سابقًا". رغم هذا الاكتشاف، لا يزال العلماء غير متأكدين من نوع المادة التي تشكل هذه البقايا، وكيفية تأثيرها على ديناميكيات الأرض الداخلية.
وأضاف شوتن: "هذه هي المعضلة التي نواجهها. بفضل النموذج الجديد عالي الدقة، يمكننا الآن رؤية هذه الشذوذات في جميع أنحاء الوشاح، لكننا لا نعرف بالضبط ماهيتها أو المادة التي تخلق هذه الأنماط التي اكتشفناها". وأوضح الجيوفيزيائي أن "الشذوذات في الوشاح السفلي قد تكون ناتجة عن عدة عوامل وأصول متنوعة".
شرح شوتن قائلًا: "قد تكون هذه البقايا عبارة عن مادة قديمة غنية بالسيليكا كانت موجودة منذ تشكيل الوشاح قبل نحو 4 مليارات سنة، ونجت من الحركات الحملية في الوشاح. أو قد تكون مناطق تحتوي على تراكمات من الصخور الغنية بالحديد التي نشأت نتيجة لهذه الحركات عبر مليارات السنين".
وأضاف شوتن أن "الموجات التي نستخدمها في النموذج تمثل في الأساس خاصية واحدة فقط، وهي السرعة التي تنتقل بها عبر باطن الأرض".
لكن للحصول على صورة أكثر دقة، أكد شوتن: "يتعين علينا حساب المعلمات المادية المختلفة التي قد تولد السرعات التي نرصدها لأنواع الموجات المختلفة. بشكل أساسي، علينا التعمق أكثر في فهم خصائص المواد التي تقف وراء سرعة الموجة".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المحيط الهادئ المزيد المحیط الهادئ
إقرأ أيضاً:
فيضان الألف عام يضرب أمريكا خلال أيام.. ماذا سيحدث؟
تستعد ولايات الوسط الأمريكي لما حذرت منه "ناسا" وتتوقع حدوثه في النصف الثاني من أبريل الحالي، وهو ما يعرف بـ فيضان الألف عام.
يُعتبر هذا الحدث الجوي من بين أكثر الظواهر الجوية تدميرا التي شهدتها الولايات المتحدة في التاريخ الحديث.
فيضان الألف عامتعتبر هذه الظاهرة، وفقاً للوكالة الوطنية للأرصاد الجوية، حدثاً مناخياً غير مسبوق، حيث سيؤدي التفاعل بين عوامل جوية متعددة إلى حدوث فيضانات تاريخية، تلك التي لم تعرفها أمريكا منذ 1000 عام.
تشير التوقعات إلى أن مناطق عدة في الوسط الأمريكي ستتحول إلى مناطق كوارثية فمن المتوقع أن تتساقط أمطار خلال 5 أيام، تفوق الكمية المعتادة في 4 أشهر، ما يعد تهديداً كبيراً لمناطق مثل أركنساس وكنتاكي والمناطق المجاورة.
ما سبب فيضان أمريكا؟يرجع السبب الرئيسي في هذا التهديد إلى "نهر جوي" ينقل كميات ضخمة من الرطوبة من المناطق الاستوائية إلى وسط الولايات المتحدة.
كما سيسبب هذا النظام الجوي الجديد تكوّن "ازدحام مروري" في الغلاف الجوي، ما يؤدي إلى تكرار حدوث العواصف فوق نفس المناطق، وهو ما يمنع توزيع المياه بشكل متساوٍ.
وفي ظل هذه الظروف، يُتوقع أن يتسبب استمرار هطول الأمطار في تشبع التربة، ما يؤدي إلى تدفق المياه بشكل لا يمكن السيطرة عليه، كما يرفع من فرص حدوث الفيضانات المفاجئة والهائلة.
تحذير عاجل من الخبراءالأمر لا يتوقف عند هذا الحد، فقد حذر خبراء الأرصاد الجوية، مثل جوناثان بورتر، من سرعة تصاعد الوضع. حيث يشير إلى أن هذا النوع من الطقس يمثل وصفة لفيضانات شديدة، قد يكون لها عواقب مهددة للحياة.
السبب في ذلك هو تضاغط ضغط جوي مرتفع عند الساحل الأميركي الجنوبي، ما ينقل الرطوبة من مناطق مثل الكاريبي وساحل الخليج إلى وسط البلاد.
الكمية المتوقع حدوثها من الأمطار ستكون بالغة الكثافة، قد تشهد بعض الأماكن تراكماً للمياه أكبر مما هو متوقع على مدار أشهر. المناطق التي تقع في قلب هذه العاصفة ستكون أكثر عرضة لمخاطر الفيضانات نظراً لأنها شهدت هطولات غزيرة مؤخراً.
قد يؤدي تدفق الأنهار بشكل كبير في الأيام اللاحقة إلى تفاقم المخاطر على المناطق المجاورة. وفقاً للخبراء، فإن الخطر يكمن في احتمال حدوث فيضانات مفاجئة تهدد الحياة، والتي قد تتطور إلى فيضانات نهرية كبيرة.
وقد استخدمت “ناسا” وهيئة الأرصاد، أقماراً اصطناعية وتكنولوجيات متقدمة في التنبؤ بهذه الظواهر، ما أتاح لهم درجة كبيرة من الدقة في التوقعات. التحذيرات تشير بشكل عاجل إلى أن الوضع يمكن أن يتحول بسرعة إلى خطرٍ مميت، حيث يمكن أن تحدث الفيضانات المفاجئة في غضون دقائق، ما يعرض المنازل والبنية التحتية وسلامة الناس للخطر.