ابتهاج باتفاق غزة في مخيمات الفلسطينيين بلبنان والفصائل تصفه بالتاريخي
تاريخ النشر: 16th, January 2025 GMT
بيروت- في لبنان، قوبل الإعلان عن التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة بمزيج من الفرح الحذر والحزن العميق، فرغم أن مشاهد الاحتفالات عمت بعض المناطق، فإنها لم تستطع أن تخفي مرارة المعاناة والخسائر التي طالت الشعب الفلسطيني على مدار الأشهر الماضية.
كما خرجت مسيرات شعبية في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان، عبرت عن فرحة مشوبة بالألم، حيث امتلأت الشوارع بالمحتفلين الذين رددوا هتافات داعمة لغزة امتزجت بذكريات الحرب ومآسيها، وجابت المسيرات شوارع المخيمات، حيث رفع المشاركون الأعلام الفلسطينية ورايات حركة حماس وحزب الله، وصدحت المساجد بالتكبيرات والتهليلات.
وعبر اللاجئون الفلسطينيون عن فخرهم الكبير بصمود أهل غزة، ووزعوا الحلوى ونثروا الأرز فرحا بالانتصار، وأكدوا دعمهم للمقاومة مستذكرين تضحيات الشهداء والقادة الفلسطينيين في كل من غزة ولبنان، كما ثمّنوا الدور البارز للبنان والجبهات الداعمة في مساندة القضية الفلسطينية.
ومع ترحيب الأوساط الشعبية والسياسية بما يمثله هذا الاتفاق من خطوة أولى في مسار معقد، يبقى الترقب سيد الموقف بشأن آليات التنفيذ وتأثيراتها المستقبلية على المشهد الإقليمي، وسط آمال بأن يكون ما تم الاتفاق عليه بداية لإنهاء معاناة ممتدة لسكان قطاع غزة، واستعادة للاستقرار في المنطقة.
سماء المخيمات الفلسطينية في لبنان امتلأت بمظاهر احتفالية وألعاب نارية (الجزيرة) إنجاز تاريخيعلى مستوى الفصائل الفلسطينية، وصف الناطق باسم حركة حماس جهاد طه اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بأنه "إنجاز"، معتبرا أنه يمثل "تتويجا لتضحيات الشعب الفلسطيني وصموده البطولي في وجه العدو الصهيوني".
إعلانوأكد طه في حديثه للجزيرة نت أن هذا الاتفاق "جاء نتيجة لثبات المقاومة الباسلة في الميدان دفاعا عن حقوق الشعب الفلسطيني، وإصرارها على مواجهة سياسة القتل والتدمير والتشريد التي انتهجها الاحتلال، والتي عجزت عن كسر إرادة وعزيمة الفلسطينيين".
وأضاف الناطق باسم الحركة أنها حافظت على شعبها ومقاومتها رغم آلة التدمير الصهيونية، "ونحن اليوم نشهد فشل جميع أهداف العدو التي أعلن عنها منذ بداية العدوان لسحق المقاومة، لقد بقيت المقاومة صامدة، وأُحبطت كل مشاريع التهجير والخطط العسكرية والاستيطانية التي حاول الاحتلال فرضها".
ووجه طه رسالة لأهل غزة قائلا "كما وقفنا معكم منذ اللحظة الأولى، ولم ندخر جهدا لتعزيز صمودكم بكل السبل الممكنة، فاليوم نقول بكل فخر وجرأة إن الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية قادران على تجاوز آثار هذا العدوان، تماما كما فعلنا في أعوام 2009، و2012، و2014، وصولا إلى عام 2021، والآن عام 2023 في معركة طوفان الأقصى".
وأوضح أن "المعركة الأخيرة كانت محطة جديدة في مسار الصراع مع الاحتلال، وأرست أسس المرحلة المقبلة التي سيكون عنوانها التحرير والعودة لكل أبناء الشعب الفلسطيني"، واختتم بدعوة الأمة الإسلامية والعربية لمواصلة دعم أهل غزة، مؤكدا أن هذا الدعم هو "جزء لا يتجزأ من مسيرة النضال الفلسطيني المستمرة".
المقاومة والشعبوبدوره، أكد رئيس دائرة العلاقات العربية والدولية عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي إحسان عطايا أهمية الإشارة إلى أن "إتمام ورقة التفاهم بشأن وقف العدوان، وعمليات التبادل، وإعادة الإعمار، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، لم يكن ليتحقق لولا بسالة المقاومة وشجاعة المقاومين".
وأكد في حديثه للجزيرة نت أن المقاومة نجحت في استنزاف جيش الاحتلال الإسرائيلي وإلحاق خسائر فادحة به، مما أربك قادته وحلفاءه وأفشل مخططاتهم العدوانية، وأضاف أن "هذه الإنجازات لم تكن ممكنة دون تضحيات الشعب الفلسطيني، الذي قدّم الشهداء والجرحى خلال فترة العدوان، المستمر رغم الإعلان عن وقف إطلاق النار".
إعلانوأوضح أن الأيام الحالية -قبيل دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ- تشهد استمرار الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، مما يعكس إصرار الاحتلال على ارتكاب مزيد من أعمال القتل والدمار والمجازر بحق الشعب الفلسطيني، وأكد أن الاحتلال "كيان مجرم لا يمكن الوثوق به أو بأفعاله".
الهتافات الداعمة لغزة امتزجت بذكريات الحرب ومآسيها (الجزيرة) تضحيات فلسطينيةمن جهته، أكد عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ومسؤولها في لبنان يوسف أحمد أن "رضوخ الاحتلال الإسرائيلي وإعلان وقف إطلاق النار يمثلان محطة نضالية تاريخية في مسيرة الشعب الفلسطيني وتضحياته العظيمة".
وأضاف في حديثه للجزيرة نت أن المقاومة "أرغمت الاحتلال وحكومته العنصرية على الانصياع لشروطها، وأفشلت مخططاته الرامية إلى إنهاء الوجود الفلسطيني من خلال الإبادة والمجازر، وأثبتت هذه اللحظة التاريخية أن أبناء شعبنا في غزة يستحقون الحياة والحرية والكرامة".
وأوضح أحمد أن "هذه الصفقة كان يمكن إنجازها منذ مايو/أيار الماضي، إلا أن التغطية والدعم الأميركي والأطلسي للعدوان، إلى جانب حسابات نتنياهو الحزبية وعقليته الإجرامية، دفعته وحكومته الفاشية للتعمق في الدم الفلسطيني، خدمة لأهداف استعمارية تجاهلت القانون الدولي والحقوق المشروعة لشعبنا في العيش بحرية على أرضه".
وشدد أحمد على أن نتائج المفاوضات تمثل "خطوة إلى الأمام، يمكن البناء عليها لحل القضايا العالقة بما يضمن تحقيق الأهداف الوطنية الفلسطينية"، وأشار إلى أن الولايات المتحدة تتحمل المسؤولية الرئيسية في إلزام الاحتلال بتنفيذ بنود الاتفاق، ومنع أي محاولة للتهرب أو الإخلال بما تم الاتفاق عليه.
وأضاف أن "التجارب السابقة أثبتت ضرورة وجود دور فاعل للمجتمع الدولي والدول العربية -خاصة الأشقاء الوسطاء- لقطع الطريق على محاولات الاحتلال للتنصل من التزاماته".
إعلانكما كشف أحمد أن وفدا قياديا من المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية سيتوجه اليوم الخميس إلى الدوحة للمشاركة في مراسم إعلان الصفقة ووقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وسيتضمن جدول أعمال الوفد عقد لقاءات مع الفصائل الفلسطينية، في إطار الجهود المستمرة للجبهة لتحقيق توافق وطني وإستراتيجية موحدة، بما يسهم في معالجة الخلافات وإنهاء مظاهر الانقسام.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الشعب الفلسطینی وقف إطلاق النار فی لبنان
إقرأ أيضاً:
استياء إماراتي بشأن وقف اطلاق النار وانتصار المقاومة الفلسطينية في غزة
الجديد برس|
أبدت الإمارات، الخميس، استياءً واضحاً من انتصار المقاومة الفلسطينية في غزة، رغم موقفها الرسمي الباهت تجاه اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلنته قطر مساء الأربعاء.
وسلطت وسائل الإعلام الإماراتية، وفي مقدمتها قناة “سكاي نيوز”، الضوء على التقليل من أهمية الاتفاق والتشكيك في قدرة المقاومة على تحقيق انتصار.
واستضافت القناة محللين من التيار الصهيوني لتقديم ما وصفته بـ”سيناريوهات مستقبلية”، زاعمة أن الاتفاق لن يدوم بسبب شروط الاحتلال المعقدة للمرحلة الثانية، والتي تشمل إطلاق سراح جميع الأسرى، نزع سلاح المقاومة، ونفي قيادات حركة حماس خارج القطاع.
وروجت القناة أن الاحتلال يربط تنفيذ هذه الشروط بانسحاب المقاومة من “المحور”، رغم أن المفاوضات بشأن المرحلة الثانية لم تبدأ بعد، ويتوقع أن تُطرح خلال الأيام المقبلة.
ويرى مراقبون أن هذه الادعاءات تأتي ضمن حملة إعلامية إماراتية تهدف إلى تلميع صورة الاحتلال بعد فشله في تحقيق أهدافه المعلنة خلال أكثر من ٤٦٠ يوماً من العدوان، بما في ذلك استعادة الأسرى بالقوة، أحد أبسط الأهداف التي عجزت قوات الاحتلال عن تحقيقها.
وتشير هذه التناولات الإعلامية إلى حالة من التخبط الإماراتي، خصوصاً في ظل فشل المسار الذي كانت تسعى إليه أبوظبي عبر تعزيز علاقتها بالاحتلال من خلال مشاريع اقتصادية مشتركة، مثل خط النقل الاقتصادي الذي يربط الهند بأوروبا مروراً بالإمارات والسعودية والاحتلال وصولاً إلى المتوسط.
المواقف الإماراتية المتناقضة تجاه غزة تعكس انزعاجاً من انتصار المقاومة، الذي يعد صفعة للمحاولات الإماراتية المتكررة لتطبيع العلاقات مع الاحتلال على حساب القضية الفلسطينية، وسط تصاعد الدعم الشعبي العربي والإسلامي للمقاومة الفلسطينية.