نقلت وكالة الصحافة الفرنسية أن اتفاق الهدنة في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس يمثل انتصارا بطعم المرارة للرئيس الأميركي جو بايدن قبل أيام من انتهاء ولايته، وتنصيب خصمه السياسي دونالد ترامب الذي سارع إلى نسب الفضل في هذا الإنجاز لنفسه، بحسب محللين.

ووفق الوكالة فإن الرئيس الديمقراطي المنتهية ولايته أوضح أنه عمل "كفريق" مع ترامب -الذي سيتولى رسميا مهامه الاثنين المقبل- بينما "شكر" رئيسُ الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ترامب وبايدن لمساهمتهما في الجهود من أجل ما أسماه "إطلاق سراح (الأسرى) الرهائن" المحتجزين في غزة.

ويعتمد الاتفاق على ذات المبادئ والأفكار التي طرحها بايدن نهاية مايو/أيار الفائت، لكن الوصول للاتفاق لم يتم إلا بعد 8 شهور من الجهود الدبلوماسية.

وبدوره سارع ترامب بالتفاخر على منصته "تروث سوشيال" وقال "لدينا اتفاق رهائن" وإن الاتفاق "لم يكن ليرى النور لولا فوزنا التاريخي في نوفمبر/تشرين الثاني".

في حين ردت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير بأن "الرئيس (بايدن) فعل ما يجب القيام به".

وذكرت الوكالة الفرنسية أن المفاوضات في قطر جمعت كلا من أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ووفد حماس، وبريت ماكغورك المبعوث الأميركي للشرق الأوسط وخلفه ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس المنتخب، في مساع مشتركة للتوصل إلى الاتفاق.

إعلان بين ترامب وبايدن

وقال مجلس "العلاقات الأميركية الإسلامية" في بيان إنه يشكر الرئيسَ المنتخب على ممارسة الضغط على جميع الأطراف، بمن فيهم نتنياهو، للتوصل إلى اتفاق. ويدين المجلس الرئيسَ بايدن لعدم توظيفه النفوذ الأميركي للوصول لاتفاق منذ أشهر مما "تسبب في آلاف القتلى من دون سبب".

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية -عن سارة ليا ويتسن مديرة فرع لمنظمة حقوقية أميركية بالشرق الأوسط- أنه في بلد يضم أكبر عدد من اليهود في العالم (حوالي 6 ملايين) "كانت إدارة بايدن خائفة من التكلفة السياسية للضغط على إسرائيل".

وتقدر ويتسن أن ترامب -الذي كان مؤيدا لإسرائيل بشكل خاص خلال فترة ولايته الأولى- أكد بوضوح (لنتنياهو) أنه لا يريد أن يرث الصراع في غزة.

من جهته، لم يعتبر بريان كاتوليس المحلل بمعهد الشرق الأوسط" -الكائن في واشنطن- أن "تهديدات ترامب لعبت دورا كبيرا لدى أي من الجانبين".

وقال كاتوليس "قد تكون الأسئلة الكبيرة حول ما سيحدث" خلال رئاسة ترامب هي التي "حفزت أولئك الذين كانوا يرفضون" أي اتفاق.

وأمس الأربعاء، أعلن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني -من الدوحة- أنه تم التوصل رسميا إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

الريح وأمريكا.. وجند الله

قال الرسول الأكرم ﷺ: «لا تسُبُّوا الرِّيحَ، فإنَّها من رَوحِ اللهِ تعالَى، تأتِي بالرَّحمةِ والعذابِ، ولكِنْ سلُوا اللهَ من خيرِها، وتعوَّذُوا باللهِ من شرِّها» (رواه أبو هريرة).

الريح -إذًا- جندٌ من جنود الله مأمورةٌ منه -تبارك وتعالى- بأن تأتي إما بالخير أو بالعذاب، ولنا في قوم عاد الوارد ذكرُهم في القرآن الكريم الأسوةُ والمثلُ، إذ سلَّط الله عليهم الريحَ جزاءً وفاقًا لكفرهم وتكذيبهم لنبي الله هود (عليه السلام)، فقال تعالى: ﴿وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ* مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ» (الذاريات: 41، 42).

ومناسبة هذا الكلام، ما يحدث في الولايات المتحدة الأمريكية في الأيام الأخيرة من اجتياح العواصف والأعاصير المدمرة للوسط والجنوب مخلِّفةً وراءها عشراتِ القتلى ومئاتِ الجرحى وسط مشاهد مرعبة من الدمار، علمًا بأن الأرقام المعلنة قابلة للزيادة مع استمرار الريح العاتية والأعاصير التي اقتلعتِ البيوتَ والأشجارَ في بعض المناطق في مشاهد مرعبة.

ويقدِّر الخبراء أن نحو 100 مليون مواطن في الولايات المتضررة في خطر شديد، وأن ما لا يقل عن 250 ألف منزل وشركة في وسط الولايات المتحدة دون كهرباء، علمًا بأن هناك أكثر من 54 شخصًا قد لقوا مصارعهم من جرَّاء هذه الريح العاتية والأعاصير في عام 2024م.

وكان الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» قد قال مع بداية موجة الريح العاتية يوم 17 مارس الجاري عبر موقعه «تروث سوشيال»: «نحن نكثف مراقبتنا للأعاصير والعواصف الشديدة التي ضربتِ العديدَ من الولايات في الجنوب والغرب الأوسط، لقد فقدنا 36 شخصًا».

وبعدها بيومين، دعا «ترامب» من المنصة نفسها الأمريكيين والعالمَ إلى الصلاة معه ومع زوجته «ميلانيا» لحماية البلاد من الأعاصير المدمرة، وهو ما يجعلنا نهمس -دون شماتة- في أذن الرئيس الأمريكي المتغطرس بقوته والداعي إلى تحويل الشرق الأوسط إلى جحيم والداعم للمجازر الصهيونية في أرض غزة والتي عادت للدوران مجددًا مع نقض إسرائيل -المتكرر- للهدنة: احذرْ من غضب الله، فالريحُ -بأمره تعالى- يمكن ألا تُبقي ولا تذر.

مقالات مشابهة

  • محكمة أميركية تسمح لترامب بإيقاف برنامج اللاجئين مؤقتاً
  • ترامب: نحقق تقدمًا جيدًا بشأن الصراع في الشرق الأوسط
  • عاجل: تصريحات لترامب حول الهجوم على الحوثيين وفضيحة تطبيق سينغال
  • المشاط لترامب: فترتك الرئاسية وعمرك لن يكفيان لمواجهتنا وردعنا
  • أول تعليق لترامب على تسريبات الخطة الأميركية بشأن اليمن
  • الكرملين يكشف عن هدية بوتين لترامب.. ما هي؟
  • الريح وأمريكا.. وجند الله
  • لوباريزيان: ترامب يمنع بايدن وهاريس وبلينكن من الاطلاع على المعلومات السرية
  • مبعوث ترامب للشرق الأوسط: إيران لن تمتلك قنبلة نووية
  • واشنطن تدفع بحاملة طائرات ثانية إلى الشرق الأوسط