قال الدكتور نزار نزال، المحلل السياسى الفلسطينى، الخبير بالشأن الإسرائيلى، إن اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة سيكون له تأثير واضح على موازين القوى فى المنطقة، نظراً لتراجع دور إيران بشكل كبير، فى مقابل صعود أسهم الأطراف العربية، فى ظل تحييد بعض الجبهات مثل لبنان والعراق.

وأشار «نزال»، فى حواره لـ«الوطن»، إلى أن نجاح الاتفاق سيعود بظلال إيجابية على سكان قطاع غزة من حيث المساعدات الإنسانية ووقف القصف والمجزرة التى يتعرضون لها، مع الأخذ فى الاعتبار أن هذه النتائج قد تكون مؤقتة.

كيف تقيّم الوضع بعد الاتفاق؟

- هذا الاتفاق قد يكون خطوة مهمة نحو تهدئة مؤقتة، فالصراع مع الاحتلال طويل ومعقد، والآمال كبيرة فى أن يسهم الاتفاق فى تحسين الوضع الإنسانى فى غزة، وأتوقع أن الاتفاق الحالى سيعطى بعض الراحة لسكان غزة على المدى القصير، ولكنه سيبقى الوضع معقداً فى الضفة الغربية وفى المجمل على مستوى القضية الفلسطينية. إذا لم يتم تحقيق وحدة وطنية حقيقية بين الفصائل، فإن المرحلة المقبلة قد تشهد تصعيداً على الأرض.

كيف ترى تأثير الاتفاق على موازين القوى فى المنطقة؟

- الاتفاق سيكون له تأثير كبير على موازين القوى فى المنطقة، إذ سيخفف الضغط على قطاع غزة، لكن من جهة أخرى سيزيد من الضغوط على الضفة الغربية. كما أن الاحتلال سيواصل سعيه نحو الضم الكامل للضفة الغربية، وهو ما يعنى نهاية حل الدولتين، ما سيؤثر على مستقبل المشروع السياسى الفلسطينى بشكل عام. وبالنسبة للقوى الإقليمية، أعتقد أن إسرائيل ستكون أكثر قدرة على فرض رؤيتها فى المنطقة، مع تراجع بعض اللاعبين المؤثرين مثل إيران وحزب الله فى لبنان.

ما تأثير هذا الصراع على الأسرى الفلسطينيين فى السجون الإسرائيلية؟

- بالطبع الاتفاق قد يكون له تداعيات على الأسير الفلسطينى بشكل عام، خصوصاً أن هناك قضايا معقدة تتعلق بالأسير الفلسطينى المحكوم بالمؤبد، والذى يتم اتهامه بقضايا تتعلق بالقتال ضد الاحتلال. فى حال جرى تطبيق هذا الاتفاق، قد تزيد الضغوط على الأسرى الفلسطينيين، وقد يتم تأجيل أى عمليات تبادل أو إطلاق سراح فى المستقبل. نحن نعلم أن الحكومة الإسرائيلية تميل إلى تجاهل حقوق الأسرى الفلسطينيين، وهذا قد يخلق تحديات جديدة فى المستقبل.

لكن هذا الاتفاق له تأثيرات كبيرة على وضع الأسرى الفلسطينيين المحكوم عليهم بالمؤبد، بخاصة أولئك الذين يتهمون بقضايا تتعلق بقتل إسرائيليين.

وفقاً للأوضاع الحالية، هناك فترة 48 ساعة للاستئناف ضد هذا القرار فى المحاكم الإسرائيلية. لكن فى المعتاد، المحكمة تميل إلى تأييد الحكومة الإسرائيلية فى مثل هذه القضايا، خصوصاً إذا كان هناك اتفاق سياسى أو مسار دبلوماسى مطروح.

لكن هناك احتمالاً بأن المحكمة قد تُصدر حكماً لصالح ذوى الضحايا الإسرائيليين، ما قد يُفشل الاتفاق ويزيد من تعقيد الأمور. هذه المنغصات والمشاكل الموجودة على الطريق تشير إلى أن كل شىء ممكن أن يتغير فى أى لحظة.

كيف ترى انعكاسات الحرب على الوزن الدولى والإقليمى لإسرائيل؟

- ما حدث هو نموذج أعتقد أنه سيدرس مستقبلاً فى الجامعات، إذ إن 15 شهراً من القتال لم تستطع إسرائيل بقوتها تحقيق أى مكاسب، رغم الدعم الأمريكى والدولى للقضاء على المقاومة، ورغم أن الأوجاع والأحزان كبيرة، لكنها لم تهزم الفصائل والاتفاق ينبئ بصعود قوى عربية مقابل تراجع الدور الإيرانى فى المنطقة.

«الضفة» مهددة بمواجهة ضغط عسكرى.. وننتظر الريادة للشقيقة الكبرى مصر فى إصلاح الداخل الفلسطينى

حدثنا عن دور الوسطاء؟

- لا أحد ينكر الجهود الجبارة التى بذلتها مصر لوقف المذابح فى قطاع غزة، وننتظر الريادة للشقيقة الكبرى فى المرحلة المقبلة، سواء فى جهود إعادة الإعمار أو إصلاح الداخل الفلسطينى.

كيف تقيّم وضع إعادة الإعمار فى غزة حال تحقق الاتفاق؟

التقارير تشير إلى أن 88% من غزة قد دُمرت بشكل كامل، وهذا يتطلب جهوداً ضخمة. تقديرات تكلفة إعادة الإعمار تناهز 90 مليار دولار، وهو مبلغ ضخم، ولا أعتقد أن الأمور ستسير ببساطة دون تضافر جهود دولية جادة، ولا سيما من الدول المانحة والوسطاء مثل مصر.

هل تعتقد أن هناك فرصة حقيقية للسلام والاستقرار فى المستقبل القريب؟

- السلام والاستقرار فى المستقبل يعتمد على كيفية تعامل الأطراف المعنية مع التحديات، إذا جرى تعزيز الوحدة الفلسطينية الحقيقية واستمرت الضغوط الدولية على الاحتلال الإسرائيلى لتحقيق التوازن فى المنطقة، قد نرى تحسناً، لكن الطريق طويل والمخاطر ما زالت قائمة.

 تأثير الاتفاق على الوضع الإنسانى فى غزة

إذا نجح هذا الاتفاق سيعود بظلال إيجابية على سكان قطاع غزة من حيث المساعدات الإنسانية ووقف القصف والمجزرة التى يتعرضون لها. لكن يجب أن نكون حذرين لأن هذه النتائج قد تكون مؤقتة.

فى الوقت ذاته، هذا الاتفاق قد ينعكس سلباً على الوضع فى الضفة الغربية، مع التهديدات الأمنية من الشمال، وفى ظل الانشغال الدولى بالتطورات فى غزة قد يتعرض الفلسطينيون فى الضفة الغربية لضغط عسكرى أكبر، ما سيؤثر على مشروع إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مصر غزة وقف اطلاق النار الأسرى الفلسطینیین الضفة الغربیة هذا الاتفاق فى المستقبل فى المنطقة قطاع غزة فى غزة

إقرأ أيضاً:

تراجع سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار اليوم الثلاثاء

تراجع سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار في تعاملات اليوم الثلاثاء في السوق الموازية في حين سجّلت العملة ثباتا في التعاملات الرسمية وفق نشرة مصرف سوريا المركزي.

سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار في السوق الموازية تراجع سعر صرف الليرة السورية في السوق الموازية اليوم الثلاثاء في دمشق وحلب إلى 10 آلاف و500 ليرة عند الشراء من 10 آلاف و250 ليرة وإلى 10 آلاف و700 ليرة عند البيع مقارنة مع 10 آلاف و450 ليرة مسجّلة مساء أمس. في إدلب انخفض سعر صرف الليرة السورية إلى 10 آلاف و500 ليرة من 10 آلاف و300 ليرة عند الشراء، وإلى 10 آلاف و700 ليرة من 10 آلاف و500 ليرة عند البيع. في الحسكة تراجع سعر صرف الليرة السورية إلى 10 آلاف و300 ليرة من مستوى 10 آلاف و100 ليرة مسجّل مساء أمس كما انخفض إلى 10 آلاف و500 ليرة من 10 آلاف و300 ليرة عند الشراء. سعر صرف الليرة السورية مقابل اليورو في السوق الموازية انخفض سعر صرف الليرة السورية مقابل اليورو في دمشق وحلب إلى 10 آلاف و975 ليرة من 10 آلاف و841 ليرة عند الشراء وإلى 11 ألفا و189 ليرة عند البيع من 11 ألفا و55 ليرة مسجّلة مساء أمس. في إدلب تراجع سعر صرف الليرة مقابل اليورو إلى 11 ألفا و79 ليرة من 10 آلاف و893 ليرة عند الشراء وإلى 11 ألفا و293 ليرة من 11 ألفا و108 ليرات عند البيع. في الحسكة تراجع سعر صرف الليرة مقابل اليورو إلى 10 آلاف و766 ليرة من 10 آلاف و574 ليرة عند الشراء وإلى 10 آلاف و980 ليرة من 10 آلاف و789 ليرة عند البيع. إعلان سعر صرف الليرة السورية اليوم الثلاثاء في التعاملات الرسمية

ثبّت مصرف سوريا المركزي سعر صرف الليرة مقابل الدولار عند 13 ألفا و200 ليرة عند الشراء و13 ألفا و332 ليرة عند البيع، وفق نشرة مصرف سوريا المركزي الصادرة اليوم.

أسعار الذهب

ارتفع سعر الذهب في تعاملات اليوم كالتالي:

غرام عيار 18: زاد إلى 751 ألف ليرة من 713 ألف ليرة أمس. غرام عيار 21: صعد إلى 875 ألف ليرة من 831 ألف ليرة أمس. غرام عيار 24: ارتفع إلى 997 ألف ليرة من 946 ألف ليرة أمس. عوامل مؤثرة في سعر صرف الليرة السورية

يقول خبراء اقتصاديون للجزيرة نت إن سعر صرف الليرة السورية يتأثر بعوامل عديدة، من بينها:

أعلنت سوريا أنها تلقت 300 مليار ليرة الجمعة الماضية قادمة من روسيا عبر مطار دمشق الدولي كجزء من عقد موقع بين النظام السابق وروسيا لطباعة العملة. انخفض عدد الموظفين في الدولة، بعد أن تم تسريح عدد كبير من الموظفين الوهميين. حلّ جيش النظام السابق وشرطته، ففي السنوات السابقة كان الصرف الأكبر يذهب إلى أفرع الأمن والجيش وهي من تحصل على الحصة الكبرى من الأموال التي تحرك الأسواق. عدم صرف رواتب المتقاعدين من العسكريين، وكذلك رواتب المتقاعدين وأسرهم ممن تقاعدوا عام 1985 وما قبله. تراجع المعروض من الليرة مقابل متطلبات الأسواق، الأمر الذي عززته زيادة النشاط التجاري. زادت كلفة الحصول على الليرة مع انخفاض المعروض من العملة السورية. التمثيل السوري الخارجي في التجمعات الدولية، وخاصة الزيارتين الخارجيتين للرئيس أحمد الشرع إلى السعودية وتركيا، إلى جانب زيارات وزير الخارجية أسعد الشيباني إلى دول عدة ومشاركته في منتديات دولية، زادت من آمال تحقيق مكاسب اقتصادية. تخفيف الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عقوباتهما على سوريا، مما فتح المجال أمام التعاملات مع مؤسسات الحكومة ومعاملات الطاقة، وسمح بتحويل الأموال الشخصية إلى البلد بما في ذلك عبر مصرف سوريا المركزي. إعلان

مقالات مشابهة

  • طائرات الاستطلاع الإسرائيلية تحلق بكثافة في أجواء مدينة طوباس بالضفة الغربية
  • الرئاسة الفلسطينية: ندين الحرب الإسرائيلية الشاملة على شمال الضفة وغزة
  • أستاذ علوم سياسية: تراجع مخطط التهجير وإعادة إعمار غزة حدثا بجهود عربية
  • خبير سياسي: تراجع مخطط التهجير.. وبوادر إعادة إعمار غزة بدأت بجهود عربية
  • خبير سياسي: تراجع مخطط التهجير وبوادر إعادة إعمار غزة بجهود عربية
  • خبير سياسي: تراجع مخطط التهجير.. وبوادر لإعادة إعمار غزة بجهود عربية
  • تراجع سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار اليوم الثلاثاء
  • في آخر أيام الاتفاق.. أيّ رسائل خلف عملية الاغتيال الإسرائيلية في صيدا؟!
  • الجيش اللبناني يعزز انتشاره جنوبًا بعد تراجع القوات الإسرائيلية.. تقرير
  • باحث في الشؤون الإسرائيلية: تل أبيب لا تريد الانسحاب من جنوب لبنان