«الاحتلال» يواصل الإبادة: «المدفعية» تقصف رفح الفلسطينية.. و«الزوارق» تضرب مخيم النصيرات
تاريخ النشر: 16th, January 2025 GMT
أعلنت مصر وقطر والولايات المتحدة، فى ساعة متأخرة من مساء أمس الأول، نجاح جهود الوساطة المشتركة للدول الثلاث فى التوصّل إلى اتفاق بين حركة «حماس» وإسرائيل، لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين، سيتم تنفيذه على ثلاث مراحل، بدءاً من الأحد المقبل.
الطائرات تستهدف منزلاً فى مخيم البريج ومركبة فى منطقة الزوايدة أسفرت عن وقوع شهداءورغم التقدم فى المفاوضات ونجاح جهود الوساطة فى التوصُّل إلى اتفاق بين حركة حماس وإسرائيل، لا تزال قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل تدمير قطاع غزة، إذ نفّذت الطائرات عدداً من الغارات، استهدفت مناطق عدة فى القطاع، واستغل الاحتلال الوقت المتبقي من زمن الحرب والساعات الأخيرة لارتكاب مزيد من الجرائم.
واستهدفت قواته منزلاً سكنياً فى مخيم البريج وسط القطاع، كما استهدفت مركبة فى منطقة الزوايدة، أسفرت عن استشهاد 4 فلسطينيين، وإصابة آخرين إثر غارة شنّتها مسيَّرة إسرائيلية على وسط مدينة دير البلح وسط القطاع، فيما قصفت مدفعية جيش الاحتلال مدينة رفح جنوبى القطاع، كما قصفت الزوارق الحربية الإسرائيلية بكثافة المناطق الغربية من مخيم النصيرات وسط قطاع غزة. وفقاً لـ«القاهرة الإخبارية».
سقوط 81 شهيداً معظمهم من الأطفال والنساء داخل القطاعوميدانياً، انتشلت قوات الدفاع المدنى الفلسطينى 20 شهيداً، معظمهم من الأطفال والنساء، أمس، جراء قصف الاحتلال منازل فى محيط بركة الشيخ رضوان شمالى مدينة غزة، إثر سلسلة غارات جوية إسرائيلية طالت مواقع عدة فى القطاع، ما رفع حصيلة الشهداء داخل القطاع إلى 81 شهيداً، خلال الـ24 ساعة الماضية.
الدفاع المدنى الفلسطينى: الغارات لم تتوقف رغم إعلان التهدئة.. والاحتلال يُصعّد عدوانه بحقّ المواطنين فى كل مناطق القطاعوقال المتحدث باسم الدفاع المدني الفلسطيني محمود بصل، لوكالة الصحافة الفرنسية، إنّ غارات الاحتلال لم تتوقف رغم إعلان التهدئة، بل إنَّ الاحتلال يُصعّد عدوانه بحقّ المواطنين فى كل مناطق القطاع.
وفى استهداف آخر، أفاد الدفاع المدنى الفلسطينى، فى بيان، باستشهاد 3 فلسطينيين فى قصف إسرائيلى استهدف منزلاً لعائلة «النبيه» بمدينة غزة.
من جانبه، دعا المكتب الإعلامى الحكومى بقطاع غزة، الفلسطينيين إلى عدم التحرُّك قبل بدء سريان وقف إطلاق النار بشكل رسمى، مطالباً بأخذ المعلومات حول توقيتات وقف إطلاق النار من المصادر الرسمية.
ويُحدّد اتفاق إسرائيل وحماس مرحلة أولية لوقف إطلاق النار بغزة مدتها 6 أسابيع تتضمّن انسحاباً تدريجياً لجيش الاحتلال من وسط غزة وعودة النازحين إلى شمال القطاع، وينص الاتفاق على السماح بدخول 600 شاحنة محمّلة بالمساعدات الإنسانية إلى غزة كل يوم من أيام وقف إطلاق النار، 50 منها تحمل الوقود، مع تخصيص 300 شاحنة للشمال.
كما يهدف إلى إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين بقطاع غزة من مدنيين وجنود، سواء كانوا على قيد الحياة أو غير ذلك، وإطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين بقطاع غزة مقابل عدد يُتفق عليه من الأسرى الفلسطينيين بسجون الاحتلال، ويؤكد عودة الهدوء المستدام إلى قطاع غزة، بما يُحقق وقفاً دائماً لإطلاق النار وانسحاب قوات جيش الاحتلال، وإعادة إعمار قطاع غزة وفتح المعابر الحدودية والسماح بحركة السكان ونقل البضائع.
ويأتى الاتفاق بعد أكثر من 15 شهراً، منذ 8 أكتوبر 2023، وعلى مدار 467 يوماً، وحتى إعلان وقف إطلاق النار، مساء أمس الأول، أصبح العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة أطول حرب تشنُّها إسرائيل منذ النكبة عام 1948، إذ امتدَّ الردُّ الإسرائيلى على عملية «طوفان الأقصى» على نطاق وشراسة غير مسبوقين، وتضمّن جرائم ضد الإنسانية ارتكبها جيش الاحتلال بحق المدنيين فى القطاع، وهو ما أدى إلى إصدار مذكرات اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف جالانت.
ووفقاً لـ«القاهرة الإخبارية»، تم التعرف على أكثر من 40 ألف ضحية، بما فى ذلك 13319 من الأطفال، أصغرهم لم يتجاوز عمره بضع ساعات، ومن بين الشهداء المسنين رجل يبلغ من العمر 101 عام، فيما أصيب 110 آلاف شخص آخرون، يعانى أكثر من ربعهم بتر الأطراف والحروق البالغة وإصابات فى الرأس، ويُعتقد أن نحو 10 آلاف آخرين لقوا حتفهم فى الغارات الجوية، ولا تزال جثثهم تحت أنقاض المبانى المنهارة.
فيما تشير أحدث أرقام الأمم المتحدة إلى أن تسعة من كل عشرة منازل فى القطاع دُمِرت أو تضرّرت، كما تعرّضت المدارس والمستشفيات والمساجد والمقابر والمتاجر والمكاتب للقصف بشكل متكرّر، كما تم وضع 80% من أراضى غزة تحت أوامر الإخلاء التى كانت لا تزال سارية فى أواخر ديسمبر، ونزح نحو 1.9 مليون شخص، أى ما يعادل 90% من السكان، واضطر الكثير منهم إلى الانتقال مراراً وتكراراً، فيما خلّفت الحرب أكثر من 40 مليون طن من الحطام فى المبانى المنهارة التى قد تكون ملوثة بالمتفجرات، بما فى ذلك الأفخاخ والقنابل غير المنفجرة، وربما يستغرق الأمر أكثر من عِقد من الزمان لإزالتها، كما حذَّر أحد كبار مسئولى إزالة الألغام التابعين للأمم المتحدة، الربيع الماضى.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مصر غزة وقف اطلاق النار وقف إطلاق النار فى القطاع قطاع غزة أکثر من
إقرأ أيضاً:
حماس تتحدث عن مستجدات مفاوضات الصفقة.. هل يتم بلورة صيغة نهائية؟
تحدثت حركة المقاومة الإسلامية حماس، اليوم الأربعاء، عن المستجدات المتعلقة بمفاوضات صفقة تبادل الأسرى واتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، تزامنا مع تواصل مجازر الاحتلال الدموية وعملياته العسكرية البرية في مناطق عدة بالقطاع.
وقال القيادي في حركة حماس باسم نعيم في تصريحات تابعتها "عربي21" إنّ "الاتصالات مع الوسطاء لا تزال مستمرة، من أجل الوصول إلى صيغة أو مقترح للخروج من الأزمة الحالية"، مشيرا إلى أن الحركة تتعامل بكل مسؤولية وإيجابية ومرونة مع أي مقترحات جديدة.
واستدرك نعيم قائلا: "بشرط أن يؤدي أي اتفاق إلى وقف الحرب وانسحاب القوات المعادية في النهاية"، مضيفا أنه "لا يقبل أحد أن يكون الاتفاق فترة هدوء مؤقت وتسليم الأسرى مقابل الطعام والشراب، ثم العودة للحرب وخطط التهجير بحجج جديدة".
ولفت إلى أنّ ما يحدث في الضفة الغربية من قتل وتهجير وضم للأراضي، خير دليل على أن المشكلة ليست في غزة ومقاومتها، ولكنها بالأساس مخططات العدو لشطب كل الوجود الفلسطيني وحقوقه في وطنه وعلى أرضه.
وفي سياق متصل، قالت حركة حماس في بيان صحفي وصل "عربي21" نسخة منه، إن "العودة للحرب كان قرارا مبيتا عند نتنياهو، لإفشال الاتفاق والرضوخ لابتزاز بن غفير"، مشدد على أن نتنياهو يتحمل المسؤولية الكاملة عن إفشال الاتفاق، وعلى المجتمع الدولي والوسطاء الضغط لإلزامه بوقف العدوان والعودة لمسار المفاوضات.
نتنياهو يكذب
وأشار البيان إلى أن المقاومة تبذل كل ما في وسعها للمحافظة على أسرى الاحتلال أحياء، لكن القصف الإسرائيلي العشوائي يعرض حياتهم للخطر، منوها إلى أن "نتنياهو يكذب على أهالي الأسرى حين يزعم أن الخيار العسكري قادر على إعادتهم أحياء".
وذكرت حركة حماس أنه "كلما جرّب الاحتلال استعادة أسراه بالقوة، عاد بهم قتلى في توابيت".
وتأتي هذه التصريحات على ضوء اللقاء الذي عقده وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر مع المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف الثلاثاء في واشنطن، وذلك بعد أيام من طرح مصر اقتراحا جديدا لإنهاء الحرب في قطاع غزة.
وذكرت وسائل إعلام عبرية، أن ديرمر سيناقش أيضا خططا للسيطرة العسكرية الإسرائيلية المستقبلية على قطاع غزة، وذلك في أعقاب استئناف القتال في 18 آذار/ مارس الماضي، عبر هجمات جوية مفاجئة، أنهت فعليا اتفاق وقف إطلاق النار الذي استمر لمدة شهرين.
وقبل يومين، نشرت وكالة "رويترز" تفاصيل مقترح مصري جديد لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، حظي بموافقة من حركة "حماس" والولايات المتحدة.
وقال مصدران أمنيان لرويترز إن "مصر قدمت مقترحا جديدا يهدف إلى استئناف وقف إطلاق النار في قطاع غزة".
ويأتي المقترح الذي طُرح قبل أيام بعد استئناف جيش الاحتلال عدوانه على قطاع غزة، ما أسفر عن أكثر من 700 شهيد.
وذكر مصدران أمنيان أن الخطة المصرية تقترح أن تطلق حماس سراح خمسة أسرى إسرائيليين أسبوعيا، على أن يبدأ الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بعد الأسبوع الأول.
وهناك 59 أسيرا لا يزالون لدى حماس في القطاع يعتقد أن 24 منهم على قيد الحياة.
وقال المصدران إن الولايات المتحدة وحماس وافقتا على الاقتراح لكن إسرائيل لم ترد بعد.
ولم يؤكد مسؤول في حركة حماس الخطة المقترحة، لكنه قال لرويترز "عدة مقترحات يجري نقاشها الآن مع الوسطاء لجسر الهوة والعمل على استئناف المفاوضات والوصول إلى نقطة متفق عليها تمهد للدخول في المرحلة الثانية من الاتفاق".
الحراك الدبلوماسي
وتعليقا على هذه التطورات، أشار الكاتب والمحلل السياسي وسام عفيفة إلى أن الإعلام العبري وصف لقاء ديرمر مع وتيكوف بأنه "بالغ الأهمية"، وتصدر ملف صفقة التبادل جدول أعماله.
وأكد عفيفة في قراءة اطلعت عليها "عربي21"، أن "اللافت أن هذا الحراك الدبلوماسي تزامن مع تأكيد مصادر قريبة من حركة حماس بأنها قدمت موافقة مبدئية على مقترح جديد للصفقة، يُجري بلورته حاليًا بصيغة نهائية بانتظار رد حكومة نتنياهو".
ورأى أن "الاجتماع وما تبعه من تطورات يعيدان الزخم إلى ملف التبادل بعد جمود، ويطرحان علامات استفهام حول وساطة أمريكية تقودها شخصيات في معسكر ترامب، في ظل التصعيد العسكري بغزة واليمن، والأزمة الداخلية المتصاعدة في إسرائيل".