مع بداية الأسبوع الجاري، وصل ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى إسرائيل في محاولة لتحريك اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بعد 15 شهرًا من العدوان الإسرائيلي، وبعدها مباشرة، رضخت إسرائيل وأُعلن عن الاتفاق الجديد، فما دور ذلك الرجل «العدواني»؟

تقارير صحفية نشرتها وسائل إعلام عالمية، قالت إن المكالمة التي أجراها مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط الأسبوع الماضي كانت تفتقر إلى الدبلوماسية.

وحث «ويتكوف» رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي خلال الاجتماع على قبول التنازلات الأساسية اللازمة للتوصل إلى اتفاق، كما مارس ضغوطًا كبرى عليه، بحسب صحيفة «تايمز أوف إسرائيل».

وبحسب صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، نقلًا عن دبلوماسي إسرائيلي بارز، قوله إن «ويتكوف» ليس دبلوماسيًا، فهو لا يتحدث كدبلوماسي، ولا يهتم بالآداب الدبلوماسية والبروتوكولات الدبلوماسية.

وليس هذا فحسب، فعندما تلقى مساعدو «نتنياهو» مكالمة من «ويتكوف» وأخبرهم أنه قادم إلى إسرائيل يوم السبت الماضي، تجاهل اقتراح المساعدين بلقاء «نتنياهو» بمجرد انتهاء يوم الراحة اليهودي، وهو السبت، وأصر على أن يلتقيا في صباح ذلك اليوم.

من هو ستيف ويتكون؟

استطاع ستيف ويتكون مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، من إنهاء الحرب على غزة، فمن هو، وما هي قصته؟

- ستيف ويتكوف يبلغ من العمر 67 عامًا، وهو محامي ورجل أعمال متخصص في مجال العقارات.

- مؤسس مجموعة ويتكوف، بثروة شخصية تبلغ قيمتها 500 مليون دولار، وكان جزءًا من حملة ترامب منذ يوليو 2024.

- يفتقر لأي خبرة دبلوماسية، فهو رجل تجاري يبرم صفقات فقط.

- يعرف بـ«العدواني»، و«وحش الصفقات».

علاقته بـ«ترامب»

- نشأت العلاقة بين ترامب وويتكوف خلال القرن الماضي، من العمل الذي قام به «ويتكوف» كمحامي عقارات شاب لشركة عائلة «ترامب» قبل عقود من الزمن، قبل أن يبدأ شركته الخاصة في عام 1997.

- في السنوات التي تلت ذلك، استثمرت شركته، التي تسمى الآن مجموعة «ويتكوف» أو مولت أو ساعدت في بناء أكثر من 70 عقارًا، معظمها في نيويورك ولوس أنجلوس وجنوب فلوريدا.

- وكان «ويتكوف» الذي تبرع بما يقرب من مليوني دولار لقضايا ترامب السياسية على مدى العقد الماضي، يلعب الجولف مع ترامب في سبتمبر في أثناء محاولة اغتيال ثانية ضد «ترامب».

- كان أول شاهد يستدعيه محامو ترامب في قضية الاحتيال التي رفعها المدعي العام في نيويورك ضد الرئيس السابق بمانهاتن في نوفمبر الماضي، والتي بلغت قيمتها 250 مليون دولار.

- أصبح صديقًا لترامب في أحد مطاعم نيويورك عام 1986 بعد أن عملًا معا على صفقة لم يُذكر تفاصيلها، وقال في إحدى مقابلاته التليفزيونية: «لم يكن مع ترامب نقودا حينها، لذا طلبت له لحم خنزير وجبن سويسري».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مصر غزة وقف اطلاق النار

إقرأ أيضاً:

قنبلة ويتكوف وفضيحة جولدبرج

أما الأول فهو ستفين تشارلز ويتكوف، وهو مبعوث الرئيس الأمريكي ترامب لشئون الشرق الأوسط وروسيا. وبالمناسبة فقد بدأ حياته كمحام في مجال العقارات ثم تحول إلى صاحب مجموعة أسماها مجموعة ويتكوف للتطوير العقاري، وكل مؤهلاته لدخول عالم السياسة والدبلوماسي إلى جانب أنه يهودي؛ أنه صديق للرئيس ترامب ومهتم مثله بعالم المال والأعمال والتطوير العقاري (يعني مقاول إنشاءات).

في عام 2020 وخلال الفترة الأولى لحكم ترامب أصبح عضوا في إحدى المجموعات التي تأسست لمواجهة كورونا، وبالمناسبة أيضا فقد كانت أولى مهامه الرسمية هي المشاركة في المفاوضات التي أفضت إلى توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة قبل تولي الرئيس ترامب مهام منصبه، يعني أن الرجل كان من بين من حضروا الاتفاق الذي سوف ينقلب عليه لاحقا ويزعم أن حماس هي التي خرقته وهي المعتدية، يعني أن الرجل "لحس" الاتفاق الذي كان ضامنا وشريكا في إنجازه، وأعلن ترامب وقتها مثلما أعلن جو بايدن عن فخره بإنجاز اتفاق وقف اطلاق النار وانسحاب القوات الغازية وتبادل الأسرى وفتح المعابر وإعادة الإعمار إلخ..

المعنى هو أن مصر الدولة وليس فقط النظام لا يمكنها الاستمرار على ما هي عليه وأنها بحاجة إلينا لكي ندعم بقاءها على قيد الحياة، ولكي يتم ذلك فيتعين على النظام الاستجابة والتعاون مع كل من أمريكا والكيان الصهيوني في القضاء على حماس، والتخلي عن الخطة المصرية- العربية لإعادة الإعمار، وتبني مقترح ترامب بإخلاء غزة والسماح بالتهجير القسري للفلسطينيين وفتح سيناء لاستقبال اللاجئين، وتقديم تسهيلات في الحرب على اليمن خصوصا فيما يتعلق بقناة السويس
أما القنبلة التي ألقاها في حِجر النظام الحاكم في مصر فهي تصريحاته في مقابلة له مع المذيع اليميني المتطرف تاكر كارلسون، جاء فيها وأقتبس هنا فقرتين:

الفقرة الأولى: "أعتقد أن مصر في الواجهة.. أعتقد أن كل الأمور الجيدة التي حصلت بعد الانتخابات، بسبب القضاء على نصر الله والسنوار، كل هذه الأمور الجيدة يمكن أن تُعكس إذا خسرنا مصر". والمعنى أننا يجب ألا نخسر النظام في مصر لأن ويتكوف يعلم أن سقوط النظام يعني خسارة مباشرة لكل من إسرائيل والغرب عموما، وهو يتماهى مع تصريحات سابقة وحالية لقيادات في الكيان الصهيوني عن دور النظام المصري المحوري في الحرب على المقاومة وفي حماية أمن الكيان الصهيوني.

والفقرة الثانية: "ما حدث في سوريا كان مصدر بيانات ضخم عن المنطقة، أعني أن التخلّص من الأسد كان أمرا ضخما ولم يتوقع أحد ذلك. لكن مصر.. أود أن أقول إن البيانات في مصر تشير إلى معدل بطالة ضخم.. نحو 45 في المئة بطالة، لا يمكن لدولة كهذه أن تستمر. وهم (المصريون) مفلسون بصورة كبيرة، وبحاجة إلى الكثير من المساعدة".

والمعنى هو أن مصر الدولة وليس فقط النظام لا يمكنها الاستمرار على ما هي عليه وأنها بحاجة إلينا لكي ندعم بقاءها على قيد الحياة، ولكي يتم ذلك فيتعين على النظام الاستجابة والتعاون مع كل من أمريكا والكيان الصهيوني في القضاء على حماس، والتخلي عن الخطة المصرية- العربية لإعادة الإعمار، وتبني مقترح ترامب بإخلاء غزة والسماح بالتهجير القسري للفلسطينيين وفتح سيناء لاستقبال اللاجئين، وتقديم تسهيلات في الحرب على اليمن خصوصا فيما يتعلق بقناة السويس والمشروع الأمريكي الجديد لحماية السفن الأمريكية والإسرائيلية في البحر الأحمر.

وبعد هذه التصريحات التقى وزير الخارجية المصري مع ويتكوف وأعلن عن رفضه لما يقوم به الحوثي من تعطيل لحركة الملاحة في البحر الأحمر، وهي تقريبا المرة الأولى التي يتحدث فيها مسئول مصري بهذه الصراحة وإدانة الحوثي الذي يقوم بدوره في دعم المقاومة. اللافت أن لقاء الوزير مع ويتكوف جرى بعد أن ألقى ويتكوف بقنبلته المتفجرة في حجر النظام "الهش" على حد وصفه.

لم يكتف الوزير المصري بإدانة الحوثي بل تماهى مع الفكرة الصهيونية الامريكية بضرورة خروج حماس من غزة، وأعلن أنه لا وجود للفصائل الفلسطينية في غزة في الفترة المقبلة، وهو كلام يحمل عدة معان؛ أحدها بل وأهمها هو أن حماس لن يكون لها دور في قطاع غزة، وفي ذات الوقت التقط الجانب الأردني تصريحات ويتكوف عن الأردن وخرجت تسريبات (تم نفيها لاحقا) تفيد بأن الأردن مستعد لقبول ثلاثة آلاف من المقاتلين في حماس. يعني أن دور مصر والأردن هو حل معضلة وجود حماس المسلح والحكومي في غزة بعد أن عجزت دولة الكيان وبدعم غير محدود من أمريكا عن ذلك، وإن لم يفعلا فسيتم التصعيد الإعلامي والضغط السياسي عليهما حتى يعلنا وبصراحة عن قبولهما خطة ترامب التي لا يزال متمسكا بها كما أعلنت الخارجية الأمريكية عن ذلك مساء أمس الاثنين (23 آذار/ مارس 2025).

وأما جيفري جولدبرج فهو مدون وصحفي ورئيس تحرير مجلة ذي أتلانتك الشهيرة والعريقة التي أسست في عام 1857، وهو يهودي صهيوني من مواليد نيويورك خدم في جيش الاحتلال الصهيوني وعمل حارسا لأحد السجون (كيتزويت) التي كان يُحتجز فيها أبطال الانتفاضة الفلسطينية. ساقه حظه ليكون ضمن مجموعة شكلتها إدارة الأمن القومي الأمريكي لمناقشة الضربات العدوانية ضد اليمن مؤخرا، قال الرجل إنه وجد نفسه بالصدفة وسط مجموعة من كبار المسئولين في الخارجية والأمن والدفاع والخزانة، وكبار المسئولين في البيت الأبيض بينهم نائب الرئيس الأمريكي فانس ومبعوث البيت الأبيض إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف. واستمع الصحفي المدعو بالخطأ لأخطر مجموعة تناقش الأمن القومي في أمريكا؛ إلى نقاشات ما كان ينبغي لمثله أن يسمعها عبر التسريبات فإذا به يراها ويسمعها رأي العين.

أمريكا اليوم تديرها مجموعة من المتعصبين اليمينيين المفلسين سياسيا والمشحونين دينيا والهواة حرفيا، وكلهم ينطبق عليهم مفهوم "كل رجال الرئيس"، فلا ويتكوف سياسي أو دبلوماسي، ولا مجلس الأمن القومي قادر على حماية اجتماعات بهذه الخطورة يطرقة احترافية تضمن عدم الاختراق الأمني، وكل ما يهم الجميع كما ذكر جولدبرج هو شكر الرئيس ورفع معنوياته بتكرار الحديث عن آرائه الملهمة وأفكاره المبدعة
وبعيدا عن سبب دعوته أو ضمه للمجموعة والذي يمكن أن يعود لكونه يهوديا مؤثرا تم إدخاله من باب نيل رضا المجلة العريقة والصحفي الكبير، فإن ما ذكره من تصريحات على قلتها تبين لنا كيف تشن الحروب على عالمنا العربي المنكوب. يقول جولدبرج نقلا عن وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث في معرض شرحه لأهداف قصف اليمن، ردا على مخاوف طرحها فانس وتردده بشأن توجيه الضربة: "أعتقد أنه يجب علينا ذلك. هذا لا يتعلق بالحوثيين. أرى الأمر على أنه شيئان: أولا، استعادة حرية الملاحة، وهي مصلحة وطنية أساسية؛ وثانيا، إعادة ترسيخ الردع الذي حطّمه بايدن. ولكن، يمكننا بسهولة التوقف. وإذا فعلنا ذلك، فسأبذل قصارى جهدي لفرض أمن العمليات بنسبة 100 في المئة، كما أنني أرحب بالأفكار الأخرى".

الفكرة الرئيسية المسيطرة على عقل ترامب وفريقه هي استخدام القوة سواء كان ذلك قانونيا ومشروعا أو غير ذلك، فالمهم هو استعادة حرية الملاحة في البحر الأحمر الذي لا علاقة له بأمريكا من قريب ولا من بعيد إلا إذا اعتبرنا أنه أحمر مثل الهنود الحمر الذين تم القضاء عليهم في أمريكا، ولكن يبقى الأهم وهو ترسيخ مفهوم الردع (البلطجة العسكرية).

الخلاصة، أن أمريكا اليوم تديرها مجموعة من المتعصبين اليمينيين المفلسين سياسيا والمشحونين دينيا والهواة حرفيا، وكلهم ينطبق عليهم مفهوم "كل رجال الرئيس"، فلا ويتكوف سياسي أو دبلوماسي، ولا مجلس الأمن القومي قادر على حماية اجتماعات بهذه الخطورة يطرقة احترافية تضمن عدم الاختراق الأمني، وكل ما يهم الجميع كما ذكر جولدبرج هو شكر الرئيس ورفع معنوياته بتكرار الحديث عن آرائه الملهمة وأفكاره المبدعة.

لا أعتقد أن هذه الإدارة بمقدورها المضي قدما في مواجهة أي تحديات أو كوارث مستقبلا؛ لأنها هي في حد ذاتها كارثة وحلت بأمريكا والعالم.

مقالات مشابهة

  • قنبلة ويتكوف وفضيحة جولدبرج
  • ما هي الدول التي ستنضم إلى اتفاقيات «التطبيع» مع إسرائيل؟
  • نيويورك تايمز: لو كانت لدى هيغسيث ذرة شرف لاستقال من منصبه
  • نائبة ويتكوف تقر بـإطلاق العنان إسرائيل وتزويدها بكل الأسلحة اللازمة
  • ستيف ويتكوف في مديح بوتين: إنه قائد عظيم وقد صلّى لأجل ترامب بعد حادث إطلاق النار
  • ويتكوف: تطبيع العلاقات بين لبنان وسوريا مع إسرائيل أصبح احتمالاً حقيقيا
  • ويتكوف: حماس هي المعتدية ونقف إلى جانب إسرائيل
  • ويتكوف: رسالة ترامب لخامنئي محاولة لتجنب الحل العسكري
  • حماس تحمّل نتنياهو مسؤولية انهيار اتفاق غزة
  • يديعوت أحرونوت: إسرائيل فوجئت بتصريحات ويتكوف