عقب 467 يوماً من المعاناة والدمار، أعلنت مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية عن اتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، ليطوى بذلك صفحة من أسوأ الفترات التى شهدتها المنطقة، ويعلن نقطة تحول حاسمة فى مسار القضية والنزاع الإسرائيلى الفلسطينى المستمر.
وبدأت غزة أخيراً فى التقاط أنفاسها بعد معركة شديدة خلفت وراءها أعداداً كبيرة من الضحايا، وصلت لأكثر من 46 ألفاً و707 شهداء و110 آلاف و265 مصاباً، فيما لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفى الطرقات، إضافة إلى دمار واسع فى البنية التحتية والمرافق الأساسية.
وتأتى الهدنة، التى تمت بعد جهود دبلوماسية مصرية مكثفة لوقف حرب الإبادة، ويبدأ تنفيذها بعد غد الأحد، عقب مرحلة من التوترات المستمرة التى خلّفت أزمات إنسانية غير مسبوقة، إذ يحدد الاتفاق مرحلة أولية لوقف إطلاق النار مدتها 6 أسابيع، تتضمن انسحاباً تدريجياً لجيش الاحتلال وعودة النازحين، ودخول 600 شاحنة محملة بالمساعدات يومياً، منها 50 تحمل الوقود مع تخصيص 300 شاحنة للشمال.
وفيما يهدف اتفاق وقف إطلاق النار إلى إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين بقطاع غزة من مدنيين وجنود، سواء كانوا على قيد الحياة أم غير ذلك، وأيضاً جميع المحتجزين الإسرائيليين بالقطاع مقابل عدد يتفق عليه من الأسرى الفلسطينيين، استبقت إسرائيل سريان الاتفاق بتكثيف القصف على أنحاء القطاع.
وفى السطور القادمة نناقش تفاصيل الاتفاق، وأبعاده السياسية والإنسانية، وتداعياته على السكان فى غزة والجهات الدولية المعنية.
كما سنسلط الضوء على التحديات المستقبلية التى قد تواجه تطبيق وقف إطلاق النار بشكل مستدام، وكيفية إعادة الإعمار وتعزيز الأمن فى المنطقة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: قطاع غزة إسرائيل إتفاق الهدنة
إقرأ أيضاً:
مصر تقود تأمين صفقة غزة
جهود مكثفة للقاهرة والدوحة لإنجاز اتفاق وقف إطلاق النار
يعقد الفلسطينيون آمالاً كبيرة على وقف إطلاق النار فى قطاع غزة خاصة مع دخول المفاوضات مع الجانب الإسرائيلى إلى مرحلة حاسمة.
وتبذل مصر جهودا كبيرة لإتمام الصفقة، وإنهاء القضايا العالقة التى كانت تعوق الاتفاق سابقا، بالتعاون مع الجانب القطرى.
من جانبه أعلن الرئيس الأمريكى جو بايدن خلال مؤتمر صحفى، عن تطلعه للاتصال بالرئيس عبدالفتاح السيسى، من أجل تأمين اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة، وذلك فى إطار الجهود المصرية المبذولة للتهدئة ووقف الحرب.
وفى السياق ذاته رحبت المقاومة الفلسطينية بجهود مصر وقطر فى إنجاز اتفاق الهدنة ووقف إطلاق النار، وذلك فى ضوء التقدم الحاصل فى المفاوضات الجارية فى الدوحة.
وعبرت لجان المقاومة الفلسطينية عن ارتياحها لما تم إنجازه حتى الآن من تقدم ملحوظ وإيجابى لإتمام المرحلة الأولى، ومتطلباتها بما يخدم مصلحة الشعب الفلسطينى، وعلى طريق وقف المذبحة وحرب الإبادة الإسرائيلية ووقف المآسى التى يعيشها شعبنا بفعل المحرقة الإسرائيلية، آملة أن تتكلل هذه الجهود بإتمام ما تم الاتفاق عليه وصولاً لوقف إطلاق نار نهائى وإلزام العدو (الإسرائيلى) بالتنفيذ وفق ضمانات الوسطاء.
وأعربت لجان المقاومة عن شكرها لجهود الوسطاء الكبيرة مؤكدة: أن الشقيقتين جمهورية مصر العربية ودولة قطر بذلتا الكثير للوصول إلى ما تم إنجازه اليوم.
وفى ذات السياق، حذر المكتب الإعلامى فى غزة من غدر الاحتلال «الإسرائيلى» فى ظل الأحاديث المتزايدة عن إمكانية الإعلان عن وقف إطلاق النار.
وقال المكتب الإعلامى فى بيان نشره عبر حسابه: فى ظل الأحاديث المتزايدة عن إمكانية الإعلان عن وقف إطلاق النار بين الاحتلال «الإسرائيلى» والمقاومة الفلسطينية فى قطاع غزة، يهمنا أن نوجه تحذيراً شديداً لشعبنا الفلسطينى العظيم فى كافة أنحاء قطاع غزة من مخاطر الغدر الذى يقوم به الاحتلال «الإسرائيلى» والذى يتبع أسلوباً مبيتاً للإيقاع بالمزيد من المجازر والجرائم والأذى والضرر بحق المدنيين الأبرياء وبحق القطاعات المختلفة.
وناشد المكتب الشعب الفلسطينى فى بيانه قائلا: نناشد أبناء شعبنا الفلسطينى الكريم أن يكونوا فى حالة تأهب تام أثناء التنقل بين المناطق والمحافظات وأماكن النزوح وأخذ المعلومات والإعلانات ومواعيدها من مصادرها الفلسطينية الرسمية حرصاً على سلامتكم، وأن تتجنبوا التحرك فى المناطق المدمرة أو التى تشهد قصفاً مكثفاً، خاصة فى الساعات التى تلى الإعلان عن وقف إطلاق النار، حيث قد يكون الاحتلال قد نصب كمائن أو تفخيخ بعض الممتلكات لإيقاع المزيد من الجرائم ولزيادة الأضرار.
كما حذر من المنازل المقصوفة والمهدمة، مناشدا المواطنين الابتعاد عن المبانى المدمرة أو التى تعرضت للقصف، حيث قد تكون هناك انهيارات مفاجئة أو سقوط لقطع وركام من المبانى المقصوفة والمدمرة حيث تشكل تهديداً مباشراً على حياتهم، وكذلك الحذر من بقايا الأسلحة التى لم تنفجر، مناشدا: أبناء شعبنا الفلسطينى الكريم الحذر من بقايا القنابل والصواريخ والذخائر غير المنفجرة والتى تشكل خطراً بالغاً على حياتكم، يجب عدم الاقتراب منها أو لمسها، والإبلاغ فوراً عنها للجهات المختصة لتفادى وقوع حوادث قد تؤذيكم أو تؤذى أحبابكم.
وأوضح البيان التحذيرى: ننبهكم إلى ضرورة الحذر فى كافة تحركاتكم اليومية، والابتعاد عن التجمعات التى قد تكون هدفاً للاحتلال «الإسرائيلى»، أو الأماكن التى تشهد تحركات غير اعتيادية، يجب أن يكون المواطنون على وعى تام بأن الاحتلال قد يسعى لاستغلال أى فترة هدوء لتحقيق أهدافه العدوانية، وندعو كافة أبناء شعبنا الفلسطينى الكريم إلى الالتزام التام بتوجيهات السلامة، والإبلاغ عن أى جسم أو نشاط مشبوه أو تهديدات قد تُشكل خطراً على سلامتكم، مع التأكد من أن كل خطوة يتم اتخاذها مبنية على الحذر الكامل والوعى بالمخاطر المحيطة.
وقالت الخارجية القطرية، فى بيان لها «ملتزمون مع مصر وأمريكا بكل ما يؤدى لنجاح وقف إطلاق النار بغزة».