6 آداب شرعية يجب اتباعها عند زيارة المريض
تاريخ النشر: 16th, January 2025 GMT
تشكل زيارة المريض جزءًا أساسيًا من المبادئ الإنسانية والإسلامية التي تهدف إلى نشر المحبة والتآلف بين أفراد المجتمع.
وأكدت دار الإفتاء المصرية في إحدى فتاويها على فضل زيارة المريض، وما يترتب عليها من أجر عظيم، إضافة إلى بيان الآداب التي ينبغي على الزائر مراعاتها، لتكون الزيارة مصدرًا للسعادة والتخفيف عن المريض.
زيارة المريض تُعَدّ من الأعمال التي حث الإسلام عليها، وهي تُحقق عدة مقاصد شرعية وإنسانية، منها مواساة المريض والتخفيف من آلامه النفسية والجسدية.
أشار النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى عظيم أجر من يزور المريض، حيث قال: "مَنْ عَادَ مَرِيضًا أَوْ زَارَ أَخًا لَهُ فِي اللهِ نَادَاهُ مُنَادٍ: طِبْتَ وَطَابَ مَمْشَاكَ وَتَبَوَّأْتَ مِنَ الجَنَّةِ مَنْزِلًا" [رواه الترمذي وابن ماجه].
كما شبه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أجر عائد المريض بمن يجتني ثمار الجنة، حيث قال: "إِنَّ الْمُسْلِمَ إِذَا عَادَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ لَمْ يَزَلْ فِي خُرْفَةِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَرْجِعَ" [رواه مسلم]. وهذا التشبيه يدل على الخير الكثير الذي يناله الزائر، لما في الزيارة من إدخال السرور على المريض وأهله.
الآداب الشرعية لزيارة المريضحرص الإسلام على تنظيم العلاقات الاجتماعية برؤية دقيقة، ووضع آدابًا لزيارة المريض، لتكون الزيارة سببًا في تخفيف الآلام عن المريض وليس العكس. ومن أبرز هذه الآداب:
إدخال التفاؤل والأمل في نفس المريض
يجب على الزائر أن يبدأ حديثه مع المريض بكلمات إيجابية تبعث على التفاؤل، مثل: "لا بأس، طهور إن شاء الله". فقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يطمئن المرضى بهذه العبارة التي تحمل معاني الرحمة والتفاؤل.
قال الله تعالى: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾ [البقرة: 83]. ينبغي للزائر انتقاء الكلمات اللطيفة والمريحة، والابتعاد عن كل ما قد يزيد من قلق المريض أو يخيفه.
الدعاء بالشفاء
الدعاء من أعظم الهدايا التي يمكن تقديمها للمريض. وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "مَنْ عَادَ مَرِيضًا لَمْ يَحْضُرْ أَجَلُهُ فَقَالَ عِنْدَهُ سَبْعَ مِرَارٍ: أَسْأَلُ اللَّهَ الْعَظِيمَ رَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ أَنْ يَشْفِيَكَ، إِلَّا عَافَاهُ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ الْمَرَضِ".
مراعاة وقت المريض وعدم إطالته بالزيارة من الأمور المهمة التي أشار إليها العلماء. فالزيارة الطويلة قد تُشعر المريض بالإرهاق أو تُحرجه أمام أهله.
ينبغي مراعاة ظروف المريض واختيار الوقت الذي يناسبه، وتجنب الأوقات التي قد تكون غير مريحة له أو لعائلته.
كتمان ما يراه الزائرمن أخلاقيات الزيارة عدم إفشاء ما قد يراه الزائر أو يسمعه أثناء زيارته، حفاظًا على خصوصية المريض وأسرته.
ترك أثر إيجابي قبل المغادرةيُستحب أن يختم الزائر زيارته بتأكيد الأمل والتفاؤل لدى المريض، وأن يذكره بفضل الصبر والثواب الذي أعده الله للصابرين.
أثر زيارة المريض في المجتمع
تسهم زيارة المريض في تعزيز التكافل الاجتماعي، ونشر قيم الرحمة والمحبة بين الناس. فهي ليست مجرد واجب ديني، بل هي سلوك حضاري يعبّر عن اهتمام المجتمع بأفراده، ويُشعر المريض بأنه ليس وحيدًا في مواجهة آلامه.
قال الإمام النووي في "شرح صحيح مسلم": "زيارة المريض فيها موعظة وتذكرة، وتنبيه على نعمة الصحة، وتذكير بحال الضعف الذي قد يمر به الإنسان". وهذا يعكس العمق الإنساني لهذه العبادة التي تجمع بين تحقيق الأجر وتقوية الروابط الاجتماعية.
زيارة المريض عبادة عظيمة ومظهر راقٍ من مظاهر التكافل الإنساني. ولتحقيق الهدف منها، يجب الالتزام بالآداب الشرعية التي حددها الإسلام، والحرص على إدخال السرور على المريض والتخفيف عنه، فالزيارة ليست مجرد لقاء، بل هي رسالة حب ودعم تحمل في طياتها معاني الرحمة والأمل.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: زيارة المريض فضل زيارة المريض الإفتاء الإسلام صلى الله علیه وآله وسلم زیارة المریض
إقرأ أيضاً:
عقوبة عقوق الوالدين معجّلة في الدنيا
قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان -في خطبة الجمعة-: احذر عبدالله من عقوبة الله نتيجة العقوق، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “كل الذنوب يؤخر الله تعالى ما شاء منها إلى يوم القيامة إلاّ عقوق الوالدين فإن الله تعالى يعجله لصاحب به في الحياة قبل الممات”، وبعد عباد الله فبر الوالدين حق يجب أداؤه ودين يجب قضاؤه، وباب من أبواب الجنة، فلا تفرطوا فيه، ولا تستكثروا ما تبذلوا فيه، فهما سبب الوجود، والله تعالى يقول: “هل جزاء الإحسان إلاّ الإحسان”.
وأضاف: عقوق الوالدين ذنب عظيم، شؤمه وخيم، وعاقبته عذاب الجحيم، ولا يدخل الجنة عاق لوالديه، ولا ينظر الله إليه يوم القيامة، ولعن الله من عق والديه، فعن أبي بكرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قالوا بلى يا رسول لله؟ قال: الإشراك بالله وعقوق الوالدين، وكان متكئاً فجلس فقال: ألا وقول الزور، قال فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت”. وشدّد على أنه بلغ من تأكيد رسول الله صلى الله عليه وسلم على حق الوالدين أن جعله مقدماً على الجهاد في سبيل الله، فعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستأذنه في الجهاد فقال: أحي والداك، قال: نعم، قال: ففيهما فجاهد. وتابع: بر الوالدين لا ينقطع بموتهما، بل يستمر بالوفاء بعهدهما وقضاء الدين عنهما، والصدقة والدعاء لهما والإحسان والود ووصل صلتهما، فعن أبي أسيد رضي الله عنه قال: بينما أنا جالس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل من الأنصار فقال: يا رسول الله هل بقي علي من بر أبوي شيء بعد موتهما أبرهما به؟ قالنعم، خصال أربعة: الصلاة عليهما أي الدعاء لهما، وإنفاذ عهدهما وإكرام صديقهما، وصلة الرحم التي لا رحم لك إلاّ من قبلهما، فهو الذي بقي عليك من برهما بعد موتهما”، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن العبد ليموت والداه أو أحدهما وإنه لهما لعاق، فلا يزال يدعو لهما ويستغفر لهما حتى يكتبه الله بارا
صالح التويجري