عازف الكمان «عبده داغر» صوت «أم كلثوم» «دوزان»
تاريخ النشر: 16th, January 2025 GMT
بدأت علاقة سيدة الغناء العربى أم كلثوم بعازف الكمان الشهير عبده داغر، وقت أن كنت تريد أن توسع من عدد أعضاء فرقتها وتضم لها دماءاً جديدة خاصة فى قسم «الكمان»، فكلما كان عدد أعضاء عازفى هذه الآلة أكثر وأمهر كان ذلك سببا وراء رفع القيمة الفنية للفرقة الموسيقية، وهذا ما سعت إليه كوكب الشرق «أم كلثوم»، فضمت إلى فرقتها عدة أسماء من أمهر عازفى الكمان من بينهم «عبده داغر» الذى حكى لى أن أم كلثوم دعته للعزف مع فرقتها، وقالت له أنت أبن مصطفى داغر، ومصطفى هذا هو والد عبده داغر، وكان موسيقياً ويمتلك ورشة لتصنيع وبيع الآلات الموسيقية بطنطا، ويستطرد «داغر» أن أباه هو الذى عرف «أم كلثوم» بالشيخ أبو العلا محمد الذى وضع لها أول ألحانها الخاصة، وهو لحن «وحقك أنت المنى والطلب» كما لحن لها قصيدة «الصب تفضحه عيونه» وكان هذا سببا فى انطلاق «أم كلثوم» نحو مشروعها الغنائى الخالد.
ثم توالت مصاحبات عزف عبده داغر مع «أم كلثوم» فى أغنيات من بينها «الحب كله» و«دارت الأيام» التى تأجل حفلها أكثر من مرة بسبب مرض عارض لعبدالوهاب ثم دور «إنفلونزا» لـ «أم كلثوم»، وبسبب مرض الاثنين «عبدالوهاب» و«أم كلثوم»، وقتها تأجل الحفل أكثر من مرة بينما تعاقبت الحفلات، وعلى حسب ما ذكر لى عبده داغر أن هذه الكثافة فى «البروفات» لم يقابلها مقابل مادى، وكان هذا سبباً فى ابتعاد عبده داغر عن «أم كلثوم»، فى حفلات أخرى، قال «داغر» إن صوت «أم كلثوم» كان منضبطاً لدرجة مطلقة على الأبعاد الموسيقية وامتلاك ناصية المقامات الموسيقية، فيما يمكن وصف صوتها بأنه «دوزان» يضبط عليه الآلات الموسيقية من شدة انضباطه، وفى محبة «أم كلثوم»، قام عبده داغر بتدريب حفيدة شقيقتها، «سناء نبيل» على غناء أغنيات «أم كلثوم» بصاحبته سناء فى حفلات بمعهد الموسيقى العربية، غنت فيها أغنيات منها «هو صحيح الهوى غلاب»، و«سلوى قلبى»، ويصف «داغر» مشروع «أم كلثوم» بأنه مشروع عبقرى دعمته قيمته الفنية وذكاء صاحبته، وكذلك الدعم السياسى من السلطات وقتها، ومن بين ما يؤكد ذلك ما طلبه الرئيس جمال عبدالناصر من «عبدالوهاب» ومن «أم كلثوم» بأن يتعاونا وكان ذلك فى إحدى المناسبات ولم يتعاونا بعد، فواصل تأكيده على هذا التعاون، وكان ثمرة ذلك لقاء السحاب «أنت عمرى».
ودعا عبده داغر الذى التقيته كثيرًا جموع المطربين أن يحذوا حذو «أم كلثوم» فى جديتها وتفانيها فى مشروعها الغنائى الذى أثمر فناً ما نزال نعيش على أثره.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: عازف الكمان أم كلثوم عبده داغر أم کلثوم
إقرأ أيضاً:
إفطارهم في الجنة.. مصطفى عبيد شهيد المفرقعات الذى فدى الوطن بحياته
في يوم عادي، بدأ الرائد مصطفى عبيد الأزهرى يومه كأي يوم آخر، لا يعلم أن لحظات قليلة ستكتب له مكانًا خالدًا في ذاكرة الوطن.
ابن قرية جزيرة الأحرار في القليوبية، خبير المفرقعات في مديرية أمن القاهرة، حمل على عاتقه مهمة كانت شديدة الخطورة، لكنه لم يتردد لحظة في مواجهتها.
ودع زوجته وأطفاله "لارا" و"يوسف"، وعاد إلى عمله الذي كان يتطلب الشجاعة والصبر في مواجهة الموت بشكل يومي، ولكن لم يكن يدرك أن الموت سيأتيه في لحظة كان فيها يواجه خطرًا أكبر.
التقطت زوجته الهاتف، لتطمئن عليه في الساعات الأولى من عمله، فأوصته قائلة: "خلى بالك من نفسك، وربنا يحفظك"، وكان رده مفعمًا بالطمأنينة: "سيبها على الله، قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا". وها هي ابنته الصغيرة "لارا" التي طلبت منه بألم، "إنت وحشتني أوى يابابا"، فأجابها قائلاً: "هاخلص شغل ياحبيبتى وهاجى على طول"، وكأن الوداع كان أمرًا عابرًا في حياته، ولكن القدر كان يخبئ له شيئًا أكبر.
في تلك اللحظات، جاء البلاغ الذي سيغير كل شيء، بلاغ عن حقيبة مملوءة بالعبوات الناسفة في منطقة أبو سيفين بعزبة الهجانة.
أسرع مصطفى مع زملائه إلى المكان، لكن قلبه المملوء بالشجاعة دفعه ليكون في مقدمة الصفوف، بدأ التعامل مع العبوات الناسفة، وبينما هو في اللحظات الحاسمة، انفجرت إحدى العبوات، لتسجل اللحظة المأساوية سقوطه شهيدًا غارقًا في دمائه، مقدّمًا روحه فداءً لوطنه.
لم يكن مصطفى عبيد مجرد ضابط في الشرطة، بل كان مثالًا للتضحية والشجاعة.
هو ابن أسرة عظيمة؛ فوالده اللواء أركان حرب بالمعاش عبيد الأزهرى وجده أحد شهداء القوات المسلحة في العدوان الثلاثي.
أهالي جزيرة الأحرار ودعوا مصطفى في جنازته وسط هتافات "لا إله إلا الله، الشهيد حبيب الله"، بينما أطلقت سيدات القرية الزغاريد، وكأنهن يودعن بطلًا ترك بصمة في تاريخ الوطن.
الرائد مصطفى عبيد، لم يكن مجرد شهيد في 2019، بل كان رمزًا للإيمان بأن الوطن لا يُحفظ إلا بتضحيات من مثل هذه الأرواح الطاهرة.
مشاركة