التوسل بالنبي لقضاء الحاجة: عبادة مشروعة وقربة محببة
تاريخ النشر: 16th, January 2025 GMT
يُعد التوسل بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم من القربات التي حث عليها الدين الإسلامي، وهو تقرب إلى الله بوسيلة مشروعة تقرب العبد إلى ربه، كما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية.
خالد الجندي: قراءة القرآن بنية التوسل يشفي المرضى ويقضي الحوائج التوسل بالنبي عند الشعراوي.. بين المشروع والممنوعوقد أكدت دار الإفتاء المصرية ومشايخ الأزهر الشريف على مشروعية هذا الفعل وأهميته في حياة المسلم، مستدلين بآيات قرآنية وأحاديث نبوية.
في اللغة، تعني الوسيلة ما يُتقرب به إلى الغير، سواء كان ذلك منزلةً عند الملك أو درجةً عالية. يقول الجوهري في كتابه "الصحاح": "الوسيلة: ما يتقرب به إلى الغير"، وهو ما اتفق عليه المعنى الشرعي للتوسل؛ إذ يتعلق بتقرب العبد إلى الله عبر أعمال صالحة، كالصلاة والذكر وطلب شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم.
يُشير الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إلى أن التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم ليس بدعة كما يزعم البعض، بل هو من أعظم القربات التي دل عليها القرآن، في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} [المائدة: 35].
أحاديث تؤكد مشروعية التوسلمن أبرز الأحاديث التي استُدل بها على مشروعية التوسل بالنبي، الحديث الذي رواه النسائي والترمذي عن رجل أعمى أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم وطلب منه الدعاء لرد بصره. فأرشده النبي إلى الصلاة والدعاء قائلاً:
"تَوَضَّأْ وَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ قُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ...". وقد استجاب الله دعاءه ورد إليه بصره.
الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، يوضح أن التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم جزء من رحمة الله بعباده، حيث أتاح لهم وسائل متعددة للتقرب إليه. وأضاف أن القرآن الكريم يثني على الذين يبتغون الوسيلة إلى الله، كما جاء في قوله:
{الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ} [الإسراء: 57].
تشمل أدعية التوسل بالنبي العديد من الصيغ التي وردت عن السلف الصالح، منها:
"اللهم بحق نبيك المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم، اقض حاجتي وفرج همي برحمتك يا أرحم الراحمين.""يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، أسألك بعزك الذي لا يرام ونورك الذي ملأ أرجاء عرشك أن تقضي حاجتي."رد على المعترضينأكد العلماء أن الاعتراض على التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم يأتي غالبًا نتيجة الفهم الخاطئ للنصوص الشرعية. فالآيات التي وردت في المنافقين لا تنطبق على المؤمنين الذين يتوسلون بالنبي، كما أوضح الشيخ وسام أن إساءة تأويل النصوص تضر بتماسك المجتمع الإسلامي.
التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم عبادة مشروعة تدل على حب المسلم لرسول الله وتعلقه به، وهي باب عظيم للرحمة وقضاء الحاجات. وقد أجمعت المؤسسات الدينية على أهميتها وفضلها، داعيةً إلى الابتعاد عن التشدد والتأويلات الخاطئة التي تنفر الناس من الدين.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: التوسل بالنبي دار الافتاء المصرية الأزهر النبي محمد صلى الله عليه وسلم التوسل بالنبی صلى الله علیه وسلم
إقرأ أيضاً:
دعاء الرعد والبرق.. ردده الآن بخشوع
دعاء الرعد والبرق.. يبحث الكثير عن بعد تحذيرات هيئة الأرصاد من سقوط أمطار رعدية على بعض المناطق، وقد رد في السنة النبوية أحاديث تحث كل مسلم على أهمية قول دعاء الرعد والبرق ونزول المطر والحرص عليهما، فوقتهما يكون الدعاء مستجابا.
وقد ذكر الرعد في القرآن الكريم والسنة النبوية:
قال تعالى “وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ”
وجاء أن النبى صلى الله عليه وسلم قال :" الرعد ملك من الملائكة موكل بالسحاب بيده أو في يده مخراق من نار يزجر به السحاب والصوت الذي يسمع منه زجره السحاب إذا زجره حتى ينتهي إلى حيث أمره، وعن ابن عباس رضى الله عنه " الرعد ملك من ملائكة الله موكل بالسحاب معه مخاريق من نار يسوق بها السحاب حيث شاء الله".
دعاء الرعد والبرق
وعن دعاء المطر والرعد والبرق المأثور والوارد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، منه: «سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته»، و«اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا ، اللَّهُمَّ عَلَى الآكَامِ وَالظِّرَابِ ، وَبُطُونِ الأَوْدِيَةِ ، وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ»
وورد وعن عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا رَأَى المَطَرَ قَالَ : " اللَّهُمَّ صَيِّبًا نَافِعًا ".- رواه البخاري والمقصود بالصيب هو ما سال من المطر. قال الله تعالى: { أو كصيبٍ من السماء }. البقرة /19.
دعاء البرق والريح
لم يرد نص لدعاء البرق، لكن ورد دعاء الرعد ودعاء نزول المطر في القرآن الكريم وفي السنة النبوية المشريف عن عائشة - رضي الله تعالى عنها – قالت : كان - صلى الله عليه وسلم - إذا رأى غيمً أو ريحًا عرف في وجهه، فقالت : يا رسول الله إن الناس إذا رأوا الغيم فرحوا رجاء أن يكون فيه المطر وأراك إذا رأيته عرفت في وجهك الكراهة فقال " يا عائشة ما يؤمنني أن يكون فيه عذاب ، عذاب قوم بالريح وقد رأى قوم العذاب فقالوا هذا عارض ممطرنا" أخرجه أبو داوود .
وأكدت دار الافتاء أن دعاء سماع الرعد سبحان الذى يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ، اللهم لا تهلكنا بغضبك وارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين، اللَّهمَّ اسْقِ عِبادَك وبهائمَك، وانشُرْ رحْمتَك، وأَحْيِ بلدَك الميِّتَ، سبحانَ الذي يسبحُ الرعدُ بحمدِه والملائكةُ من خيفتِه.
-اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا ولَا عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ علَى الآكَامِ والظِّرَابِ، وبُطُونِ الأوْدِيَةِ، ومَنَابِتِ الشَّجَرِ، وحال اشتداد المطر يقول المسلم اللهم صيبًا نافعًا، اللهم صيبًا هنيئًا، اللهم لا تقتلنا بغضبك، ولا تهلكنا بعذابك، وعافنا قبل ذلك.
- وكان النبى صل الله عليه وسلم يقول إذا عصفت الريح، " اللهم إنى أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به.. وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به".
- وجاء عن النبى صل الله عليه وسلم، أنه إذا هبت الريح، جثا صل الله عليه وسلم على ركبتيه قائلاً، "اللهم اجعلها رحمة ولا تجعلها عذابًا، اللهم اجعلها رياحاً ولا تجعلها ريحاً اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا، وَخَيْرَ ما فِيهَا، وَخَيْرَ ما أُرْسِلَتْ به، وَأَعُوذُ بكَ مِن شَرِّهَا، وَشَرِّ ما فِيهَا، وَشَرِّ ما أُرْسِلَتْ به .
دعاء الرياح الشديدة
عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتدت الريح يقول: ((اللهم لقحًا لا عقيمًا))؛ (رواه ابن حبان بسند حسن، ورواه ابن السني بإسناد صحيح، وصححه الألباني)، ومعنى (لقحًا) حامل للماء؛ كاللقحة من الإبل، و(العقيم) التي لا ماء فيها كالعقيم من الحيوان لا ولَدَ فيها.
- «اللهم إنا نسألك من خيرِ هذه الريح وخير ما فيها وخير ما أُمرت به ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها وشر ما أُمرت به».
- «اللهم اجعلها رحمة ولا تجعلها عذابا، اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها رِيحا».
دعاء المطر
كان الرسول -صلى الله عليه وسلم يقول: «اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والظِّرَاب وبطون الأودية ومنابت الشجر»؛ لحديث أنس المتفق عليه في استسقاء النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - على المنبر يومَ الجمعة، وفيه: "ثم دخل رجل من ذلك الباب في يوم الجمعة المقبلة، ورسول الله قائم يَخطب، فاستقبله قائمًا، فقال: يا رسولَ الله، هلكت الأموال، وانقطعت السبل، فادعُ الله أن يُمسكها، قال: فرفع رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يديه.