بوابة الوفد:
2025-01-16@20:50:24 GMT

رحلة التكريم الإلهى

تاريخ النشر: 16th, January 2025 GMT

الإسراء والمعراج رحلة تكريم إلهية حافلة بالمعانى، وتحوى خزائن علوم ومعارف كلما اغترف العبد منها زادته فيضًا وعطاءً، ولئن تعددت الأسباب عند كُتَّاب السيرة النبوية المشرفة وفيما سمعناه على ألسنة العلماء والخطباء على مر العقود من أن رحلة الإسراء والمعراج كانت تسلية لجناب سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم لفقد زوجه خديجة رضى الله عنها ولفقد عمه أبى طالب فى عام واحد سمى «عام الحزن»، ولئن كرر كتاب السيرة ذلك، فإن رحلة الإسراء والمعراج تشتمل على أبعاد أعمق وعلى دلالات أدق.


فحقيقة الإسراء والمعراج أنه مقام قرب ومقام إراءٍ وإجلال، ومقام عرفان وتشريف وتجلٍّ بالعلوم والمحامد والثناءات الإلهية المعظمة.
لقد جاءت رحلة الإسراء والمعراج لدلائل شاء الله أن تبقى فى ذاكرة الأمة الإسلامية على مر التاريخ، ففى صدر سورة الإسراء يحدثنا القرآن بما جرى فى ذلك الحدث الأعظم والشأن الكونى الكبير إجمالًا، وترك التفصيل للبيان النبوى، واهتم أن يذكرنا بالآثار النفسية والعلمية والمعرفية التى تُبنى وتتربى زتكبر وتعظم فى ضمير الأمة بناءً على هذا الحدث الفريد.
فلقد ربط الله سبحانه فى مطلع السورة عند الحديث عن رحلة الإسراء ربطًا قرآنيًّا محكمًا فريدًا بين أربعة أمور:
الربط الأول: هو الربط بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى، قال تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى)، فبين سبحانه بيانًا يبقى مدى الدهر إلى يوم القيامة أن بين المسجدين المعظمين رابطًا وثيقًا لا ينفصم بحكم وتقدير إلهيٍّ قديم لا تزيله ولا تزحزحه قرارات البشر.
إن هذا الربط الإلهى العجيب يجعلنا نقول اليوم للدنيا كلها: إن المسجد الأقصى مسجدنا، وفلسطين أرضنا، وأن الحقائق لن تغيرها الأهداف، وليتخذوا من القرارات ما يتخذون، فإن هذا لن يغير من حقيقة الأمر، وسيظل المسجد الأقصى إلى يوم القيامة مسجدنا، وفلسطين أرضنا، وأن أرض الجولان أرض عربية خالصة، وأن الحل الأمثل لقضية فلسطين هو عودة دولة فلسطين إلى حدود ٦٧ دون التنازل عن كامل أرض فلسطين، وسنورث ذلك للأجيال القادمة، ولن تغير هذه الحقائق أية قرارات أو تلاعبات سياسية.
الربط الثانى: هو الربط بين سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم وسيدنا موسى عليه السلام، قال تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ)، فأشار إلى مقام سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم، ثم أشار فى الآية التالية لها إلى مقام سيدنا موسى عليه السلام، حيث قال تعالى: (وآتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبنى إسرائيل)، ولنسبح فى بحار الأنوار المودعة فى الربط بين النبيين العظيمين، حيث ذكر الله تعالى الإيتاء والإعطاء والامتنان الإلهى على سيدنا موسى عليه السلام على وجه الخصوص دون بقية إخوانه من النبيين والمرسلين، للإشارة إلى أن مقام الرؤية الذى طلبه سيدنا موسى عليه السلام من ربه عندما قال: (ربى أرنى أنظر إليك)، فقال الله تعالى له: (لن ترانى) فيه إشارة إلى أن هذا المقام مقام الرؤية الذى استشرف له سيدنا موسى عليه السلام فلم يؤذن له ولم يُعطاه كان لسيدنا محمد صلى عليه وسلم دون طلب أو استشراف، بل أُعطاه بمحض الفضل والاصطفاء من الله جل جلاله، وكلا مقامى النبيين عظيم وجليل.
الربط الثالث: هو الربط بين بنى إسرائيل وأمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: (وقضينا إلى بنى إسرائيل فى الكتاب لتفسدن فى الأرض مرتين ولتعلن علوًا كبيرًا)، ربط بين أمتين، أمة كان شأنها الإفساد والتجبر والتلاعب بأقوات الناس، واتخاذ وجوه الحروب بجميع صورها، قال تعالى: (فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادًا لنا أولى بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدًا مفعولًا) وأمة شأنها الاهتمام بالانسان.. شأنها الاصلاح.. شأنها التقويم.. شأنها التعبدلله على منهاج النبوة.
الربط الأخير: هو الربط بين التوراة والقرآن، قال تعالى: (وآتينا موسى الكتاب) التوراة، (وجعلناه هدى) فشأنه الهداية، لكنها هداية خاصة لبنى إسرائيل (وجعلناه هدى لبنى اسرائيل)، فالتوراة كتاب هداية خاصة، ثم يقول الله تعالى بعدها بآيات: (إن هذا القرآن يهدى للتى هى أقوم)، أى: أنه خطاب عام وهداية عامة، ولا يتطرق إلى باب من الفضائل والمحاسن التى دعت لها الأمم السابقة إلا دعى إلى ما هو أقوم، ولأنه العروة الوثقى والعهد الوثيق والعهد الأخير من السماء إلى الأرض.
لذا كان الهدف الأساس من رحلة الإسراء والمعراج أعمق من مداواة أحزان النبى صلى الله عليه وسلم، ولكن الهدف كان فى الدلالات والمعالم الغيبية وآيات ربه الكبرى التى أراها الله لنبيه لذهاب الحزن من قلبه.

وزير الأوقاف

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أ د أسامة الأزهرى وزير الأوقاف الإسراء والمعراج رحلة الإسراء محمد صلى الله علیه وسلم سیدنا موسى علیه السلام رحلة الإسراء والمعراج قال تعالى

إقرأ أيضاً:

الأزهر للفتوى يوضح خصائص الأشهر الحرم

أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الالكترونية، أن للأشهر الحرم خصائص كثيرة ميَّزتها عن بقية الأشهر الأخرى وذلك على النحو الآتي:

دعوة الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية لإغاثة المحتاجين الأزهر للفتوى يحتفل باليوم العالمي للغة برايل ضمن دعمه لأصحاب الهمم

١- فيها يُضاعِفُ الله سُبحانه لعباده الأجرَ والثواب، كما يُضاعف الإثمَ والذنبَ، لعظمةِ وحرمة هذهِ الأشهر.

٢- حرمة القتال فيها؛ قال تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللهِ...}. [البقرة: 217]

٣-  تشديدُ حرمةِ الظلم فيها؛ قال تعالى: {...فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُم...}. [التوبة: 36]

٤-  اشتمالُ الأشهر الحرُم على فرائضَ وعباداتٍ موسمية ليست في غيرها، واجتماع أمهات العبادات في هذه الأشهر، وهي: الحج، والليالي العشر من ذي الحجة، ويوم عرفة، وعيد الأضحى، وأيام التشريق، ويوم عاشوراء، وليلة الإسراء والمعراج -على المشهور-.

و. يعد شهر رجَب من الأشهر الحُرُم التي ذكرها الله عَزَّ وجَلَّ في مُحكم التنزيل؛ حيث قال تعالى: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾ [التوبة: 36].

والأشهر الحرم هي: ذو القَعدة، وذو الحِجة، والمُحَرَّم، ورَجَب، كما بينتها السنَّة المطهرة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام؛ حيث روى الإمامان البخاري ومسلم عن أبي بكرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ؛ ثَلاَثٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِى بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ».

دعاء شهر رجب

اللهم في شهر رجب، حقق لنا آمالنا التي استصعبنا تحقيقها بقوانين الدنيا فإنه لا يعجزك شيء في الأرض ولا في السماء.


- اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، والتوفيق لما تحب وترضى.

- اللهم إنا نسألك خير شهر رجب ونعوذ بك من شره ونسألك فواتح الخير وجوامعه في هذا الشهر الفضيل.

اللهم أعني ولا تعن على، وانصرني ولا تنصر على، وامكر لي ولا تمكر بي، واهدني ويسر الهدى لي، وانصرني على من بغى على.


- يارب تقبل توبتي، واغسل حوبتي، وأجب دعوتي، وثبّت حجتي، واهد قلبي، وسدد لساني، واسلل سخيمة صدري.

اللهم أرضي عنا رضا نتجاوز به كل الآلام والأحزان، اللهم انظر لنا نظرة رضا لا تعذبنا بعدها أبدا.

مقالات مشابهة

  • الأزهر للفتوى يوضح خصائص الأشهر الحرم
  • رحلة النبي (1): كيف حدثت معجزة الإسراء والمعراج على 3 مراحل
  • عبارات عن الإسراء والمعراج 2025‎
  • الوقت
  • الأوقاف تطلق مجالس للصلاة على سيدنا "النبي ﷺ "بمساجد الجمهورية.. احتفالًا بليلة الإسراء والمعراج
  • لماذا نعى سيدنا رسول الله ﷺ الخوارج ؟.. علي جمعة يوضح
  • أسباب رحلة الإسراء والمعراج
  • دعاء ليلة الإسراء والمعراج
  • أمين الفتوى: سيدنا النبي نهى عن ضرب الزوجات