سنغافورة جزيرة تقع جنوب شرق آسيا قبالة الطرف الجنوبى لشبه جزيرة الملايو تبلغ مساحتها ٧١٠كم مربع وهى لا تتجاوز نصف مساحة مملكة البحرين ويسكنها خمسة ملايين شخص من نسيج سكانى متعدد الاعراق الصينيين الاغلبية والملايو والهنود ومتعددة المعتقدات الدينية فهناك البوذيون والمسلمون والمسيحيون والهندوس ولا تملك اى موارد طبيعية وفى منطقة تفتقر إلى الاستقرار السياسى وفى أعقاب استقلالها فى ١٩٦٥ راهن اكثر المتفائلين على فشل تلك الدولة وانه لن تقوم لها قائمة فى بلد متعدد العرقيات فالصراعات والاضطرابات الداخلية ستكون مصيرا محتوما يعرقل بناء الدولة وتأسيس اركانها ولكن على عكس كل التوقعات أصبحت الدولة الاكثر نجاحا فى التاريخ المعاصر وواحدة من اكثر الدول تطورا فى غضون اعوام قليلة وبعد اربعة عشر عاما فقط من الاستقلال فى عام ١٩٧٩، قام رئيس الصين دينج شياو بينج بزيارة إلى سنغافورة لبحث الخلاف بين كمبوديا وفيتنام وعاد مندهشا إلى بلاده لما رآه من تطور مذهل فى سنغافورة واجتمع مع الحكومة الصينية وقال لهم إن هناك دولا صغيرة فى طريقها لأن تتفوق علينا وذلك بسبب العلم والتعليم ووضع فى اولويات عمل الحكومة الصينية السباق العلمى والتعليم كمحور مهم ورئيس للنجاح وهذه الزيارة وتلك الرؤية كانت الانطلاقة الثانية لدولة الصين بعد ثلاثين عاما من تأسيس دولة الصين الشعبية فى ١٩٤٩ والحقيقة أن السؤال الذى طرحه الاباء المؤسسون لدولة سنغافورة هو البحث عن انجح الشركات فى العالم ومعرفة الاسباب التى أدت إلى نجاحها وتبين ان نجاج شركة شل العالمية بسبب حسن اختيار وكفاءة العاملين بالشركة وقال لى كوان يو رئيس الوزراء المؤسس إذا اردت ان تنشئ حكومة جيدة فلا بد من أن تسلم زمام المسئولية فيها إلى أشخاص جيدين ومن هذا المنطلق اتجهت الدولة إلى مبدأ الجدارة باعتباره طريقا للعمل والنجاح فتم وضع مجموعة من السياسات تمثلت فى سياسة تعليمية خاصة بمتابعة الموهوبين دراسيا حيث إن كل طفل او طفلة يملك أو تملك موهبة بطريقة خاصة يتم اعطاؤهم المنح كل فى تخصصه مع ابتعاثهم للخارج حتى أصبحت سنغافورة تحتل المرتبة الثانية بعد الصين فى عدد الطلاب غير البريطانيين فى جامعتى كامبردج وأكسفورد وعندما يتخرج الطلاب الذين مولت الحكومة منحتهم الدراسية يطلب منهم العمل من ٥ إلى ٨ سنوات فى المناصب الحكومية للدولة حيث تبحث الدولة عن المتفوقين دراسيا دون تمييز بين الطبقات ما أدى إلى تناغم غير مسبوق بين أفراد الشعب متعدد الاعراق والاديان كما عزز قيم المواطنة والانتماء حيث كل فرد يحظى بفرص متكافئة لشغل أفضل المناصب فى البلاد كما ساهم فى ارساء قواعد العدالة والإنصاف واصبح يصنف اقتصاد سنغافورة بأنه الأكثر انفتاحا فى العالم والثالث عالميا من حيث الناتج الإجمالى لدخل الفرد وجواز سفر دولة سنغافورة يصرح له بدخول ٧٦ دولة بدون تأشيرة وفى لقائنا مع سفير سنغافورة دومينيك جوه أدركت أهمية مبدأ الجدارة فلقد كان مهتما ويقظا بكافة التفاصيل وردوده مدروسة وهادفة وموسوعى الثقافة ويدون الملاحظات ويتعامل بجدية مع كافة المسائل ولما كان لمبدأ الجدارة مفعول السحر فى نجاح تلك التجربة نأمل ان تستلهم مصر هذا المبدأ وتطبقه فنحن بحاجة ضرورية لإعادة هيكلة الجهاز الإدارى للدولة مواكبا التطور التكنولوجى والنظم الحديثة فى الإدارة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حاتم رسلان سنغافورة جزيرة الملايو
إقرأ أيضاً:
وزيرة التضامن تزور حضانات سنغافورة خلال "مجتمعات الفرص 2025"
في إطار حرصها على الاستفادة من التجارب الدولية الناجحة، تفقدت الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، نماذج لمجمعات حضانات ورياض الأطفال في سنغافورة، وذلك على هامش مشاركتها في فعاليات المؤتمر الدولي حول "مجتمعات الفرص 2025"، الذي تستضيفه سنغافورة.
واطلعت الوزيرة على تفاصيل النماذج السنغافورية المتميزة في مجال الطفولة المبكرة، والتي تمثل تجربة رائدة في تقديم الرعاية والتعليم للأطفال، مؤكدة أن هذه الزيارة تأتي في إطار سعي الوزارة لتطوير قطاع الطفولة المبكرة في مصر، والاستفادة من الخبرات الدولية في هذا المجال الحيوي، بما يسهم في تقديم خدمات أكثر جودة للأطفال وأسرهم.
وتشارك الدكتورة مايا مرسي في المؤتمر الدولي الذي يناقش أبرز القضايا المتعلقة بالحراك الاجتماعي وتفاوت الدخل وسبل تحقيق العدالة الاجتماعية، حيث يطرح المؤتمر رؤية شاملة لتعزيز مجتمعات الفرص، ويستعرض الأدوار المتكاملة للمؤسسات الحكومية والمجتمعية في خلق بيئة داعمة للنمو والارتقاء الاجتماعي.
وشهدت فعاليات المؤتمر مناقشات متعددة حول المبادرات التنموية التي تنفذها وزارة التضامن الاجتماعي في مصر، خاصة تلك التي تركز على تحسين جودة الحياة للفئات الأكثر احتياجًا، وتعزيز فرص التمكين الاقتصادي والاجتماعي.
جدير بالذكر أن مشاركة وزيرة التضامن الاجتماعي جاءت استجابة لدعوة رسمية من وزير الأسرة والتنمية الاجتماعية السنغافوري، والتي وُجّهت إليها خلال زيارته للقاهرة في يناير الماضي ولقائه الوزيرة، حيث ثمّن خلالها التعاون المشترك وتبادل الخبرات بين البلدين في مجالات التنمية الاجتماعية.
1000369335 1000369337 1000369338 1000369404 1000369346 1000369339 1000369405 1000369408 1000369410