المسئولية والجزاء.. وضوابطهما القانونية
تاريخ النشر: 16th, January 2025 GMT
أبدى المشرع اهتمامًا وأهمية قصوى، أعطاها للحفاظ على مكانة وكرامة الوظيفة العامة، لما تكفله الدولة للقائمين بها فى رعاية مصالح الشعب، وأيضا تكفل حقوقهم وحمايتهم من أجل القيام بأداء هذه الواجبات، وعلى هذا تبنى نصا دستوريا فى الحفاظ على تلك المكانة، فقد كرس لها المادة رقم (١٤) من الدستور على أن «الوظائف العامة حق المواطنين على أساس الكفاءة، دون محاباة أو وساطة، وتكليف للقائمين بها لخدمة الشعب.
إن الظواهر الطبيعية فى تحديد المسئولية والجزاء، بأن تكون نابعة من قوة سلطة قادرة على تطبيق اللوائح والقوانين، التى تشرف على الهيئات وتنظم المسئوليات لحماية المنشآت وتطبيق ما تقره من جزاءات، حيث إن «السلطة والمسئولية» وجهان لعملة واحدة، وبالتالى يجب أن تتوافر صفات «العبقرية النابغة» فى المدير الكفء العظيم الشأن، الذى يمتاز بشدة الذكاء وله القدرة على الإبداع والابتكار فى مجال علمه وعمله، لكى يتحمل المسئولية عن نشاطه ونشاط غيره من العاملين، ويكون حريصا على مراقبة نشاط الأفراد وكفاءة العمل والإنتاج والوصول به إلى أعلى ربحية... إلى جانب تجنب حدوث خلل محتمل الوقوع فى المنشأة أو حتى بين الافراد، وإذا كان الموظف ليس له سلطة إصدار القرارات على قطاع بعينه، فى مؤسسة من مؤسسات الدولة ذات النفع العام، تنتفى مسئوليته عن هذا القطاع وما يترتب عليه من عقوبة أو جزاء، حيث لا تتوافر فيه شروط السلطة من خلال سيطرته على الأفراد، وبالتالى تسقط جميع أنواع الجزاءات التى وقعت عليه، وإذا قام رئيسه المباشر برفع عريضة جزاء ضده، إلى من هو أعلى منه فى التسلسل الوظيفى وليكن الرئيس الإدارى الأعلى، يكون الرئيس المباشر قد انحرف عن الحق واتهم موظفا بريئا، غير مسئول عن أخطاء الآخرين وهم زملاؤه فى العمل، لأنه فى الأصل ليس له سلطة عليهم، وقد حظر المشرع الإدارى توقيع عقوبة على موظف لا تربطه علاقة عمل بمكان آخر خارج نطاق مسئوليته الوظيفية، لأنه يمارس صلاحياته وأعماله الوظيفية فى مكان آخر معلوم فى ذات المنشأ، واختصاص مسئوليته يتحدد على الوحدة التى يديرها.
يبدو لنا بأن هناك غرابة من تعنت المدير الأعلى، فى توقيع عقوبة الجزاء على موظف لم يرتكب جريرة تؤخذ عليه خارج نطاق مسئوليته، فأين الضمير الأخلاقى والحياء الادارى وحدود سلطة شرعية الجزاء التأديبى، فى إلباس موظف برىء حادثا قد وقع خطأ بفعل زملائه الآخرين، دون أن يكون له دخل فى إحداثه، فكيف يتم إنزال هذا البرئ منزلة زميله المخطئ مرتكب هذا الجرم، الذى يتحدد اقترافه فى نطاق مسئولية أفراد المجموعة الذين تمتلكهم خطيئة هذا الحادث الذى ارتكبوه، وتتعدد أسباب تفسير خطأ المدير الأعلى فى تحميل الموظف مسئولية أمر لم يصدر عنه، ولم يكن شريكا فى وقوع الحادث، وما الغرض من قصد الرئيس الأعلى فى أن يتحمل موظف برىء المسئولية دون سلطة له، وفى الغالب تكون هذه الأعمال من قبل الرؤساء الأعلى فى العمل يحتمل فيها الغموض والإبهام ولها أكثر من تفسير، إما أن يكون هناك مصالح مع الشركاء الفعليين فى وقوع الحادث، ويريد إبعادهم عن موضع المسئولية من أجل تعزيز مصالحه، لأن الخطأ الذى وقع منهم يؤخذ فى نطاق المسئولية الجماعية، أو اعتبارات شخصية أو قد تكون أسبابا أخرى صعبة التفسير.... على العموم كل أفعال الرؤساء فى العمل إذا كانت بهذا الشكل فى تحميل الأبرياء أخطاء الآخرين، يكون هذا السلوك المتعسف والمتعنت منهم يتنافى مع الحيدة والشفافية والتجرد، والسعى فى انتهاك حقوق إنسان آخر مظلوم، ويكون القرار الجزائى الذى اتخذ ضده شابه عيب شديد الجسامة هبط به إلى حد العدم، لأنه بنى على باطل من غش أو تدليس، وعلى ذلك يجب على الرئيس الأعلى الذى يتولى رئاسة مجلس إدارة المنشأة، بأن يستمع إلى كل صاحب شكوى يريد تقديم له مظلمته، ويجب عليه أيضا أن لا يهمله أو يتجاهله ولا يقرر عليه العقوبة، حتى يستخدم حقه القانونى فى الدفاع، وأن يستمع إلى أقواله لكى ينير له الطريق لمعرفة الحق من الباطل، من هنا يستحيل إقرار عقوبة الجزاء عليه غيابيا دون الاستماع إليه، وإلا يعتبر إهدارا كاملا لكافة الحقوق التى أقرها الدستور، وأهمها حقه فى الدفاع عن نفسه، وأنا أهيب بصاحب كل حق أو مظلمة بأن يتمسك بحقه لكى يرفع الظلم الذى وقع عليه، وهناك طرق شرعية كافية لعودة حقه المسلوب إليه، سواءً كان عن طريق تقديم شكوى إلى الوزير المختص، أو استخدام حقه فى اللجوء إلى القضاء العادل، الذى تؤكده دولة القانون وشريعة الحق والعدل التى تسود فى الأرض وعلى أساسها تبنى «الجمهورية الجديدة»، التى أرسى دعائم لبنتها «الرئيس عبدالفتاح السيسى» تحيا مصر.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الوظيفة العامة
إقرأ أيضاً:
بطلة مسلسل لام شمسية تكافح لإثبات تورط صديق العائلة في تهمة التحرش بابنها
يشهد السباق الرمضانى 2025 عرض عدد كبير من الأعمال الدرامية التى تفتح ملفات وقضايا مهمة فى المجتمع، وأبرزها مسلسل «لام شمسية» للفنانة أمينة خليل، ويلقى الضوء على قضية التحرش الجنسى بالأطفال والعنف الذى يُمارس تجاههم سواء لفظياً أو جسدياً، بما يؤثر فى بنية المجتمع، لما يسببه من أثر نفسى سيئ فى نفوس الضحايا على مدار حياتهم، وطرح العمل أسئلة كثيرة حول سبل المواجهة والتعامل مع هذا النوع من السلوك. ويناقش العمل الفنى موضوعاً حساساً للغاية وقضية تشغل المجتمع بالكامل.
يتناول «لام شمسية» شخصية «نيللى»، التى تجسدها الفنانة أمينة خليل، وتعمل مُعلمة فى إحدى المدارس الدولية، ظهرت محجبة على البوستر الخاص بالعمل الذى لفت أنظار الكثيرين، وهى متزوجة من «طارق»، الذى يجسد شخصيته الفنان أحمد السعدنى، ويعمل مديراً بإحدى شركات الدعاية والإعلان، ولديهما طفل يدعى «ياسين» وآخر يدعى «يوسف»، وهو نجل «طارق» من زوجته الأولى، ولكن «نيللى» تعامله كابن لها وتحاول تعويضه عن غياب والدته وكذلك عدم اهتمام والده.
ويشاركهم فى العمل الفنان محمد شاهين، الذى يجسد شخصية «وسام»، الصديق المقرب لـ«طارق» منذ الصغر، وهو أستاذ جامعى محبوب ومتخصص فى الأدب المقارن، ويعطى دروساً خصوصية فى اللغة العربية لأولاد معارفه، ومتزوج من سيدة تدعى «رباب» وله ابنة تدعى «زينة» فى سن المراهقة، وسيكون محل اتهام من قبَل «نيللى» بسبب التحرش بابنهم «يوسف».
تبدأ الأحداث فى منزل «طارق ونيللى»، بعد انتهاء عيد ميلاد «يوسف»، حيث يستوقفها جلوسه بالقرب من «وسام»، فتجد نفسها تضع «وسام» محل اتهام بالرغم من عدم رؤيتها لأى مظهر من مظاهر التعدى على ابنها، ومن هنا تنطلق الأحداث التى ستكون مليئة بالمفاجآت والأزمات فى سبيل إثبات جريمة التحرش من عدمه.
ويشارك الفنانة أمينة خليل فى العمل الفنان أحمد السعدنى والفنان محمد شاهين، الذى يشهد العمل تعاونهما الثالث بعد عدة نجاحات سابقة فى الدراما والسينما، وتشاركها أيضاً الفنانة يسرا اللوزى وثراء جبيل وصفاء الطوخى وياسمينا العبد وأسيل عمران ويارا جبران، وعدد آخر من الفنانين، كما تتعاون للمرة الثالثة فى السباق الرمضانى مع المؤلفة مريم نعوم والمخرج كريم الشناوى بعد النجاحات التى حققوها معاً فى مسلسلى «خلى بالك من زيزى والهرشة السابعة»، وينتمى العمل إلى دراما الـ15 حلقة، وهو من إنتاج «ميديا هب» للمنتج محمد سعدى.