لبنان ٢٤:
2025-01-05@19:35:50 GMT

عوده: كيف تستقيم الأمور في دولة بلا رأس؟

تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT

عوده: كيف تستقيم الأمور في دولة بلا رأس؟

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده، خدمة القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس.
 بعد قراءة الإنجيل المقدس ألقى عوده عظة قال فيها: "سمعنا اليوم مثل "العبد الشرير" أو "العبد الظالم". يأتي هذا المثل بعدما طلب الرب من بطرس، ومعه جميع البشر، أن يصفحوا عمن أخطأ إليهم سبعين مرة سبع مرات.

يقول الرب "يشبه ملكوت السماوات إنسانا ملكا أراد أن يحاسب عبيده"، دلالة على الرب يسوع نفسه، الذي هو إنسان وملك أو إله في الوقت عينه، وهو الذي سيدين البشر في اليوم الأخير عندما يقفون أمام العرش الإلهي. يعطي الرب يسوع هذا المثل لكي يعلم سامعيه، فيغيرون سلوكهم الأرضي قبل الوصول إلى الدينونة الأخيرة. يعلمنا أن من يغفر لأخيه هنا، سوف يغفر له الرب في يوم الدينونة الرهيب، تماما كما علمنا في الصلاة الربية: "واترك لنا ما علينا كما نترك نحن لمن لنا عليه". فلكي يكون الإنسان عبدا صالحا لله، لا بمعنى العبودية السيء إنما بمعنى البنوة الحقيقية، عليه أن يطبق الوصايا عبر عيشها، لا عن طريق الحفظ الببغائي غير المفيد. متى أدركنا، ولم نتناس، أن الآخر مخلوق على صورة الله ومثاله، نتعامل معه بمحبة فائقة، كما يتعامل الله نفسه معنا، هو الذي أرسل ابنه الوحيد ليخلصنا، متألما على الصليب. الله يرحمنا دوما، وينتظر عودتنا كالإبن الشاطر، ثم يقبلنا ويقبلنا ويدخلنا إلى فرحه. أما نحن، فعوض أن نغفر لأخينا الإنسان، الذي نخطئ مثله وأكثر، ونسامحه، نطالبه بما لا يستطيعه، ونتجاهل خطايانا الشخصية وتوبتنا قبل الانتقال من الأرض إلى الوقوف أمام عرش الديان العادل. هكذا، بدل أن نكون عبيدا لله، أي أبناء، نصبح عبيدا للخطيئة والحقد الأعمى والكراهية".
 
أضاف: "العبودية الحقيقية لله نجدها عند شخصين، الأول نعيد له اليوم هو النبي صموئيل الذي عاش منذ طفولته في الهيكل، وقد ناداه الرب فأجاب: "تكلم يا رب فإن عبدك سامع" (صم 3: 9). جعل الله صموئيل وسيطا له بين الناس ليؤكد لشعبه أنه لا ينساهم ولا يهمل خلاصهم، وسيبسط قضاءه العادل عليهم لمحاسبة الخطأة والظالمين. أرسل الله عبده صموئيل ليحارب الفساد في الشعب، بدءا من رؤساء هذا الشعب، من الهيكل عينه، حيث نشر إبنا الكاهن "عالي" المدعوان "حفني" و"فنحاس خطيئة الزنى عند باب خيمة الاجتماع (2: 23). لم يصمت صموئيل بل واجه عالي وأخبره بما سيحل ببيته من أجل الشر الذي فعله ابناه، كما قال له الرب".
 
وتابع عوده: "حبذا لو يتشبه مسؤولو هذه الأرض بخالقهم خصوصا من ناحية محاربة الفساد، إذ لا محاباة للوجوه لدى الرب، وعدله حاصل. الله عادل، ويبدأ بالمحاسبة من أهل بيته، إذ هكذا يكون العدل الحقيقي. والنبي صموئيل لم يخف من إحقاق عدل الله، لأن الله معه ويعضده. كان مثالا للطاعة وسماع كلمة الله، والشجاعة في نشر العدل الإلهي وعدم المساومة عليه، الأمر الذي نأمل تحقيقه لدى كل مسؤول أرضي، خصوصا في هذا البلد الذي يفتقر إلى أدنى مقومات العدل ولا يكترث لا لحقيقة ولا لعدالة. ماذا يمنع مسؤولي بلادي، وكل من بيدهم سلطة، بل ماذا يمنع كل إنسان عن قول الحقيقة، ولا شيء غير الحقيقة، في كل ظرف وأمام أي كان؟ وإن نطق بالصدق وأعلن الحقيقة هل يلام أو يعاقب؟ وهل يجوز تخوينه أو ترهيبه؟ وهل تلام مؤسسة إعلامية إن هي نقلت الحقيقة؟ أليس هذا دورها، بل واجبها؟ وماذا يمنع القضاء عن تحقيق العدالة في كل قضية ترفع إليه لو لم يكن يرزح تحت ضغوط سياسية؟".
 
وقال: "الشخص الثاني الذي يعلمنا المعنى الحقيقي للعبودية لله وطاعته هو والدة الإله الفائقة القداسة مريم، التي عيدنا لرقادها منذ أيام، ومكانتها عظيمة في قلوب المؤمنين، وفي الوجدان الكنسي. نتعرف على مريم في العهد الجديد أنها "عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف" (لو 1: 27)، وأنها "وجدت نعمة عند الله" (1: 30). والدة الإله كانت مؤمنة حقيقية وضعت حياتها بين يدي الرب معتبرة نفسها "أمة"، أي عبدة له (1: 38)، كما أنها حفظت كل شيء حدث معها أو أمامها في قلبها (2: 19)، قبل الولادة وبعدها وعند مرافقتها لابنها نحو الصلب والموت، لأنها آمنت بأن كل شيء يقوم به ابنها وإلهها هو لخير البشرية بأسرها، وقد تكلل حقا بالقيامة وإقامة الجنس البشري من موت الخطيئة. كانت مثالا للمؤمن الحقيقي، لعبد الله الحقيقي، الذي يضع كل شيء بين يدي خالقه. وانطلاقا من الكتاب المقدس، نجد أن ذكر العذراء مريم ليس قائما بذاته، بل هو مرتبط دوما بالإله المتجسد منها، الرب يسوع المسيح، الأمر الذي علينا أن نتعلمه منها، أي أن نعتبر كل شيء في حياتنا مرتبطا بالله، فنشكره على كل خير وصلاح، ونتعلم من كل سوء طالبين معونته في منحنا الصبر والاحتمال".
 
وشدد على ان "اللبناني بحاجة إلى صبر كبير وإلى صلاة مستمرة لكي يحتمل صعوبة العيش في هذا البلد المفكك الذي لا رأس يقوده، ولا حكومة تعمل من أجل إنقاذه، ولا مجلس نواب يعي مسؤوليته وواجبه في انتخاب رئيس من أجل بدء مسيرة الإنقاذ. فالدولة التي تدرك دورها تحترم مواطنيها وتسعى جاهدة لتأمين الحياة الكريمة لهم عبر الخدمات الضرورية والأمان والاستقرار والعدالة، ثم بعد تأمين حقوقهم تطلب منهم القيام بواجباتهم. عندنا، لا يحصل المواطن على أدنى حقوقه وهو مطالب بأن يقوم بواجباته تجاه دولته التي لا تفوت فرصة دون تحميله أعباء إضافية فيما أمواله محجوزة وهو في الضيق. والمضحك المبكي أن المواطن الراغب في القيام بواجبه كدفع ما يتوجب عليه مثلا من رسوم وضرائب لا يجد إدارة تعمل ولا موظفا يداوم، لكنه قد يفاجأ بحجز سيارته بحجة عدم دفع الرسوم المتوجبة عليها في الإدارة المغلقة الأبواب، أو بالغرامات تتراكم عليه بسبب التأخير. أليس هذا قهرا للمواطن؟ كذلك يلوحون بزيادة الرسوم والضرائب. ماذا قدموا للشعب؟ وأين الإصلاحات التي سئمنا تكرار الحديث عنها. أين الوعود؟ وكيف تستقيم الأمور في دولة بلا رأس، وبحكومة مستقيلة، وبمجلس نيابي مشرذم؟ السنة الدراسية على الأبواب، والأحمال على أكتاف الأهل ثقيلة، والوضع الإقتصادي ما زال مترديا، وقدرة اللبنانيين على التحمل أصبحت ضعيفة. هل فكر المسؤولون بهذا الوضع؟ ألم يحن الوقت بعد لانتخاب رئيس وتشكيل حكومة تتولى إيجاد الحلول؟".
 
وختم عوده: "إن الكلام على وضع بلدنا كما على الأنبياء والقديسين وعلى والدة الإله خصوصا يطول، إلا أن الكلام يبقى كلاما عاطفيا إن لم يقترن بالفعل، أي إن لم نتعلم كيف نحوي الإله في داخلنا، وننقله إلى العالم أجمع، لخلاص الكل. لذلك، من الجيد أن نتعلم عن القديسة والدة الإله، وجميع القديسين، لكن الأعظم أن نتشبه بهم ونسير على خطاهم، هم البشر الذين تألهوا، ولا نتعلل بعلل الخطايا، قائلين إننا بشر ضعفاء لا نستطيع الوصول. لقد أثبتوا لنا بحياتهم أننا نستطيع، لذا علينا أن نبدأ جهادنا الروحي فورا، وبلا تقاعس، كي لا نكون عبيدا بطالين نخسر كل ما لدينا بسبب خطايانا. فلنقل مع النبي صموئيل: "تكلم يا رب فإننا نسمع"، ومع والدة الإله: "إننا عبيد للرب فليكن لنا بحسب قوله"، لكي نصل إلى الخلاص والحياة الأبدية، آمين".

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: کل شیء

إقرأ أيضاً:

كان حريصاً أكثر من نصرالله.. من هو الشبح الذي تراقبه إسرائيل؟

نشرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" الإسرائيلية تقريراً تحدثت عن قوة الحوثيين في اليمن ومسعاهم لإثبات أنهم ليسوا ضعفاء أمام إسرائيل، كما قالت.   ويقول التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" إنّ الإسرائيليين اضطروا لـ8 مرات خلال الأسبوعين الماضيين، للبحث عن ملجأ بسبب هجمات الصواريخ الباليستية التي تُطلق من اليمن لاسيما خلال الليل".   وأضاف: "تقف وراء هذه الهجمات جماعة تعرف باسم الحوثيين، والتي على الرغم من وجودها على بعد نحو 2000 كيلومتر (1200 ميل)، تمكنت من مضايقة الدولة اليهودية من بعيد، وخنق التجارة العالمية، في حين أثبتت مقاومتها العنيدة لمحاولات الغرب لقمعها".   وأردف: "مع تدهور القدرات العسكرية لحماس بشكل خطير، وقبول حزب الله بوقف إطلاق النار في لبنان، وإسقاط النظام السوري، وقرار الجماعات العراقية، على حد قول التقارير، بوقف الهجمات، بدا الأمر في أوائل كانون الأول أن إسرائيل قد تكون أخيراً خالية من صفارات الإنذار من الغارات الجوية، والاعتراضات المدوية والتأثيرات المميتة التي أصبحت عذاباً مستمراً منذ السابع من تشرين الأول 2023".   وأكمل: "في ظلّ هذا الفراغ، تدخل الحوثيون وهم الأعضاء النشطون الوحيدون في محور المقاومة الإيراني الذين ما زالوا يشاركون في أعمال عدائية مباشرة ضد إسرائيل. ففي الأسابيع الأخيرة، صعدت الجماعة المتمردة هجماتها الصاروخية بعيدة المدى عالية القوة لتتناسب مع شدة واتساع التهديد الذي كان يشكله شركاؤها المدعومون من إيران في أوقاتٍ سابقة".   واعتبر التقرير أنَّ الحوثيين استمدوا الإلهام من "حزب الله" في لبنان والذي كان يُعتبر في السابق أقوى وكلاء إيران في حين أنهُ كان يحظى بعلاقات متينة معها.   وفي السياق، قال مايك نايتس، وهو زميل بارز في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى وخبير مخضرم في الجماعات المدعومة من إيران: "كان هدف الحوثيين دائما أن يكونوا حزب الله المقبل".   كذلك، رأى التقرير أنَّ التهديد الذي تشكله جماعة الحوثي يتفاقم بسبب بُعدها عن الدولة اليهودية، مما يقيد الضربات الجوية، والمعلومات الاستخباراتية الإسرائيلية المحدودة عن الأهداف المحتملة.   ويتابع: "إن جماعة أنصار الله، المعروفة رسمياً باسم الحوثيين، والتي نشأت في المناطق الجبلية شمال غرب اليمن، هي جماعة عرقية دينية وأفرادها هم ينتمون إلى الطائفة الزيدية، فرع من الإسلام الشيعي انشق في القرن الثامن بسبب نزاع ديني. ولطالما تبنت المجموعة التطرف، وتعمل تحت شعار الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام".   وأكمل: "باعتبارها قوة سياسية، ظهرت الجماعة لأول مرة في الاضطرابات التي أعقبت الوحدة في أوائل تسعينيات القرن العشرين تحت قيادة حسين الحوثي، الزعيم القبلي البارز ومعارض الرئيس اليمني علي عبد الله صالح. وبإلهام من الثورة الإسلامية في إيران وصعود حزب الله في لبنان، أرسل الحوثيون مقربين منهم للتدريب العسكري والديني".   وأضاف: "لقد تعزز تحالف الحوثيين مع الإيرانيين تحت قيادة قاسم سليماني، القائد الراحل لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، والذي قاد محور المقاومة الإيراني بدءاً من أواخر التسعينيات".   وقال: "رغم عدم اعتبارهم من الشيعة السائدين، فقد أكد الحوثيون في السنوات الأخيرة على علاقاتهم بالإسلام الشيعي الذي يمارس في إيران، وتحالفوا مع النظام الديني في طهران".   هُنا، يشير نايتس إلى أنَّ "الإيرانيين أدركوا أن لديهم شريكاً عنيداً للغاية وقوياً للغاية في الحوثيين، فدفعوهم إلى مقدمة الصف بين قوات شركائهم في المنطقة".   وبحسب التقرير، فإن الحوثيين يُسيطرون على شمال غرب اليمن، موطن ثلثي سكان البلاد البالغ عددهم 34 مليون نسمة، رغم أنهم لا يسيطرون على أي من موارد النفط والغاز في اليمن. في المقابل، تحكم الحكومة المعترف بها دوليا الجنوب والشرق من خلال إدارات محلية مختلفة.   وتابع: "لقد حولت الحرب الأهلية، التي مضى عليها الآن أكثر من عقد من الزمان، البلاد إلى حالة إنسانية حرجة، حيث أفادت الأمم المتحدة بأن 18 مليون شخص في حاجة إلى مساعدات عاجلة، بما في ذلك ما يقرب من 10 ملايين طفل، في ظروف أشبه بالمجاعة. كذلك، فإنه لدى البلاد أحد أعلى معدلات الخصوبة في العالم بمعدل 6.2 طفل لكل امرأة، وفقا لبيانات الأمم المتحدة ، وذلك بسبب الزواج المبكر، والتعليم المحدود للفتيات، وانخفاض استخدام وسائل منع الحمل".   وأكمل: "لقد ساعدت هذه الظروف في تعزيز قبضة الحوثيين على السلطة"، ويقول نايتس إنَّ "الأسر ستبيع أطفالها حرفياً لحركة الحوثيين لأنهم كجنود سيحصلون على طعام على الأقل".   وتابع: "لقد استغلت بعض الجهات الأجنبية الوضع المزري من خلال تجنيد مقاتلين يمنيين للقتال لصالحها، بما في ذلك روسيا في حربها في أوكرانيا. وفي حين يمكنهم الاعتماد على إمدادات لا نهاية لها على ما يبدو من المقاتلين، فإن التهديد الحقيقي لإسرائيل وغيرها من الدول في المنطقة ينبع من القوة الجوية الحوثية، والتي تطورت بشكل كبير".   وأكمل: "في عام 2013، اعتمد الحوثيون على صواريخ كاتيوشا الأساسية؛ وبحلول عام 2015، وبدعم من إيران، أطلقوا صواريخ سكود الباليستية متوسطة المدى على المملكة العربية السعودية. وفي السنوات اللاحقة، استهدفوا مراراً وتكراراً مصافي النفط السعودية بطائرات من دون طيار هجومية وقذائف أخرى".   وتابع: "تضم ترسانة الحوثيين الآن صواريخ قصيرة المدى، مما يمكنهم من تعطيل التجارة البحرية في البحر الأحمر، فضلاً عن الطائرات من دون طيار والصواريخ الباليستية بعيدة المدى (فلسطين)، والتي تعهدوا بمواصلة إطلاقها على إسرائيل حتى انتهاء الحرب في غزة".   وقال: "كذلك يزعم الحوثيون أن صاروخ فلسطين، بما في ذلك نسخة تفوق سرعتها سرعة الصوت، يتم تصنيعه محلياً، لكن السلاح يحمل العلامات المميزة للصواريخ التي يستخدمها الحرس الثوري الإيراني. وفي حين تزعم إيران أنها لا تسلح الحوثيين، فإن السفن المتجهة إلى اليمن التي احتجزتها الولايات المتحدة وحلفاؤها عثرت على أسلحة إيرانية ووقود صواريخ ومكونات على متنها".   وأردف: "رغم أن إسرائيل تمكنت من اعتراض العديد من الصواريخ والطائرات بدون طيار التي أطلقها الحوثيون، فإن العديد منها تمكنت من اختراق الدفاعات الجوية، كما أن سقوط الشظايا يعني أن حتى تلك التي أسقطتها إسرائيل لا تزال تشكل تهديداً".   ويضيف: "ولمواجهة هذه الجماعة، نفذت إسرائيل حتى الآن أربع جولات من الغارات الجوية المتصاعدة في اليمن. وفي الأسبوع الماضي، قال وزير الدفاع إسرائيل كاتس إن إسرائيل ستبدأ في تصعيد الضغوط على الحوثيين من خلال استهداف قادتهم، مكررة بذلك الاستراتيجية التي استخدمتها ضد حماس وحزب الله. لكن الحوثيين يمثلون تحدياً مختلفاً تماماً عن الجماعات الإرهابية الأخرى التي تمكنت إسرائيل من إخضاعها، وقد يكون من الصعب القضاء على قياداتهم".   ويكشف التقرير أنّ زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي يتمتع بمهارة إخفاء مكان وجوده، كما أنه تمكن على مدى أكثر من عقدٍ من الزمان من الإفلات من الإغتيال، وأضاف: "إن الحوثي يسجل خطبه مسبقاً مثلما كان يفعل الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصرالله". هنا، يقول نايتس: "في الواقع، فإن الحوثي أكثر حرصاً من نصرالله الذي اختبأ من إسرائيل لسنوات قبل مقتله في أيلول الماضي".   وذكر نايتس "إن الحوثي يشبه الشبح، ولا يعرف مكانه إلا عددا قليلا من الناس في أي وقت، كما أنه لا يحمل أي أجهزة إلكترونية على الإطلاق، ولا يظهر في العلن إلا نادراً".   كذلك، يقول التقرير إنه "بما أن الحوثيين أصبحوا مؤخرا قضية رئيسية بالنسبة للقدس، فمن المعتقد أن إسرائيل لديها معلومات استخباراتية محدودة ليس فقط عن قادة المجموعة ولكن أيضاً عن مخازن الأسلحة، مما يحد من بنك الأهداف المحتملة في الغارات الجوية".   وتابع: "حتى الآن، استهدفت ضربات الجيش الإسرائيلي البنية التحتية الاقتصادية والمدنية في اليمن - ميناء الحديدة في تموز، والذي يستخدمه الحوثيون لاستيراد الوقود والأسلحة من إيران، بالإضافة إلى مطار صنعاء الدولي والبنية التحتية البحرية الأخرى في سلسلة من الضربات الأسبوع الماضي. لكن يبدو أن الجماعة اليمنية، التي تتبنى أيديولوجية قاتلة، لا تتراجع حتى الآن أمام محاولات ممارسة ضغوط عسكرية أو اقتصادية عليها".   وأشار نايتس إلى أن الطريقة الأكثر وضوحا بالنسبة لإسرائيل لوقف هجمات الحوثيين هي التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، على افتراض أن الجماعة ستلتزم بوعدها بوقف إطلاق النار بمجرد التوصل إلى هدنة، وتابع: "هناك خيار آخر يتمثل في فرض حصار أكثر صرامة على اليمن بالتعاون مع الشركاء الدوليين، بما في ذلك وقف جميع التجارة البحرية الواردة وطرق التهريب البرية من سلطنة عمان المجاورة لقطع إمدادات الأسلحة من إيران تماماً".   وتابع: "أما الخيار الثالث، وربما الأكثر فعالية، هو أن يقدم حلفاء إسرائيل الإقليميون الدعم العسكري للقوات البرية المتحالفة مع الحكومة المعترف بها دوليا والتي تقاتل الحوثيين منذ سنوات. هنا، فإنّ إسرائيل قد تلعب بهدوء دوراً غير مباشر في دعم مثل هذا الهجوم المنسق".   وتوقع الخبير أن "يجد المتمردون الحوثيون قواتهم منهكة بسرعة بسبب الضغط عليهم من الشمال والجنوب والشرق، مما يضطرهم إلى الانسحاب من المدن الرئيسية". المصدر: ترجمة "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • الشعب الجالس فى ظلمة أبصر نوراً عظيما ميلاد المسيح ينير العالم من ظلمة الخطية
  • عضو بـالعالمي للفتوى: القوامة ليست تسلطا على المرأة بل تكليف للرجل
  • عودة: نسأل الله أن يلهم النواب انتخاب رئيس يكون أمينا للبنان وحاميا فعليا للدستور
  • ‏يديعوت أحرونوت: الاجتماع الأمني الذي دعا إليه نتنياهو لن يتناول قضية التباد
  • كان حريصاً أكثر من نصرالله.. من هو الشبح الذي تراقبه إسرائيل؟
  • أدعية شهر رجب لتيسير الأمور وراحة البال
  • «قراءة فى رسالة الميلاد»
  • فضل الله: ما جرى يثبت مرة أخرى صوابية الخيار الذي نلتزمه
  • دعاء شهر رجب لتيسير الأمور.. كرره في السجود والأوقات المستجاب فيها الابتهال
  • ما الذي يخطط له حزب الله؟