تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في قلب منطقة الساحل المالي، وفي ظل صراع مستمر منذ سنوات، يواجه المدنيون في شمال ووسط مالي واقعًا مريرًا بفعل الحصار الذي تفرضه جماعة نصرة الإسلام. هذه الجماعة، التي تسيطر على العديد من المناطق، لا تكتفي بفرض قوانينها الصارمة على السكان، بل تسببت في موجة تهجير واسعة النطاق، إذ أصبحت حياة الملايين مهددة بين جدران الحصار ونيران العنف المستمر.

"نحن هنا اليوم كما كنا في 2012"

"جماعة نصرة الإسلام تسيطر على منطقتنا، وتفرض علينا ما تراه مناسبًا للبقاء على قيد الحياة". 

لكن إذا كنت تتعامل معهم، فأنت تصبح هدفًا للحكومة، حتى لو لم تكن من المتطرفين".

هكذا يصف أحد سكان منطقة ندورغولي، في حديثه لأحد منظمات حقوق الإنسان الدولية .

فما بين الرغبة في البقاء على قيد الحياة وعبور خطوط حمراء قد تُسهم في تصعيد الأوضاع، يصبح الخيار الوحيد هو الصمت، خشية الوقوع في قبضة الأطراف المتصارعة.

موجة تهجير غير مسبوقة

ومع تصاعد الهجمات وازدياد الحصار المفروض على المدن والقرى، ارتفعت أعداد المهجرين في المنطقة بشكل مذهل. ففي تقرير حديث للأمم المتحدة، تم الكشف عن أن ما يقرب من 5 ملايين شخص قد هُجروا من منازلهم في منطقة الساحل حتى أغسطس 2024. 

وهذه الزيادة بلغت 25% مقارنة بعام 2020، مما يجعلها واحدة من أكبر موجات التهجير في تاريخ المنطقة.

الوضع الإنساني في أسوأ حالاته

الصور القادمة من المناطق المتضررة تظهر معاناة المدنيين الذين يكابدون من أجل الحصول على أبسط مقومات الحياة. القرى والمدن المحاصرة تشهد نقصًا حادًا في الغذاء والماء، في وقتٍ تزداد فيه الحاجة للرعاية الصحية. الفقر واليأس يحومان في الأجواء، والسكان يعيشون بين أملٍ ضئيل في تحسن الوضع وواقع مرير يدفعهم للهروب بحثًا عن الأمان.

نداءات للضغط الدولي والتحرك العاجل

وفي هذا السياق، أطلق المسؤولون المحليون في مالي نداءات عاجلة للمجتمع الدولي للتدخل ووقف الأزمة الإنسانية التي تتفاقم يومًا بعد يوم. 

السيد سيما عيسى مايغا، نائب عمدة غاو، والذي تعرضت مدينته للحصار في عام 2024، قال في تصريح لمجلة "نيو هيومانيتيريان": "يجب أن يكون إنهاء الحصار على رأس أولوياتنا، فالأشخاص والبضائع يجب أن يتحركوا بحرية، خاصة على الطرق الرئيسية."

الوضع يقترب من الانفجار

تواجه منطقة الساحل في مالي كارثة إنسانية حقيقية، ورغم مرور أكثر من عقد على بداية الصراع، لا يزال الوضع في تدهور مستمر.

وهذه الأزمة لا تحتاج فقط إلى حلول سياسية، بل إلى تحرك عاجل من قبل المنظمات الدولية والمحلية لمساعدة المدنيين في النجاة من الحصار المميت.

وإذا استمر هذا الوضع، فإن المنطقة قد تجد نفسها على حافة الانفجار.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: حصار الارهاب معاناة أزمة المواطنين مالي

إقرأ أيضاً:

مركز الملك سلمان للإغاثة يوزّع 800 سلة غذائية في منطقة سيفاري بإقليم موبتي في جمهورية مالي

وزّع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أمس الأول 800 سلة غذائية في مخيمات النازحين بمنطقة سيفاري في إقليم موبتي بجمهورية مالي، استفاد منها 5.600 فرد من الأسر الأكثر احتياجًا، ضمن مشروع دعم الأمن الغذائي في جمهورية مالي للعام 2025م.
ويهدف المشروع إلى توزيع 6.200 سلة غذائية على أكثر من 43.000 فرد في كل من العاصمة باماكو وأقاليم سيقو، وموبتي، وكوليكورو؛ بهدف تحسين المستوى المعيشي للأسر الأكثر احتياجًا في مالي. ويأتي ذلك في إطار المساعدات الإنسانية والإغاثية المقدمة من المملكة ممثلة بالمركز لمختلف الدول الشقيقة والصديقة.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة تحذر من تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن 
  • الأمم المتحدة تحذّر من تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن
  • تحذيرات أممية من تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن
  • الأمم المتحدة تحذر من تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن
  • ثروت الخرباوي: الإخوان يستخدمون الإسلام ويفسرون النصوص الدينية حسب هواهم
  • مركز الملك سلمان للإغاثة يوزّع 800 سلة غذائية في منطقة سيفاري بإقليم موبتي في جمهورية مالي
  • وزير الخارجية يناقش مع منسقة الأمم المتحدة سبل حل الأزمة الإنسانية في غزة
  • وزير الإسكان يلتقي مطورو وممثلو الكيانات العاملة بإقليم الساحل الشمالي الغربي
  • لوموند: نجم الجزائر يتلاشى في منطقة الساحل