حصار جماعة نصرة الإسلام في مالي يفاقم الأزمة الإنسانية
تاريخ النشر: 16th, January 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في قلب منطقة الساحل المالي، وفي ظل صراع مستمر منذ سنوات، يواجه المدنيون في شمال ووسط مالي واقعًا مريرًا بفعل الحصار الذي تفرضه جماعة نصرة الإسلام. هذه الجماعة، التي تسيطر على العديد من المناطق، لا تكتفي بفرض قوانينها الصارمة على السكان، بل تسببت في موجة تهجير واسعة النطاق، إذ أصبحت حياة الملايين مهددة بين جدران الحصار ونيران العنف المستمر.
"نحن هنا اليوم كما كنا في 2012"
"جماعة نصرة الإسلام تسيطر على منطقتنا، وتفرض علينا ما تراه مناسبًا للبقاء على قيد الحياة".
لكن إذا كنت تتعامل معهم، فأنت تصبح هدفًا للحكومة، حتى لو لم تكن من المتطرفين".
هكذا يصف أحد سكان منطقة ندورغولي، في حديثه لأحد منظمات حقوق الإنسان الدولية .
فما بين الرغبة في البقاء على قيد الحياة وعبور خطوط حمراء قد تُسهم في تصعيد الأوضاع، يصبح الخيار الوحيد هو الصمت، خشية الوقوع في قبضة الأطراف المتصارعة.
موجة تهجير غير مسبوقة
ومع تصاعد الهجمات وازدياد الحصار المفروض على المدن والقرى، ارتفعت أعداد المهجرين في المنطقة بشكل مذهل. ففي تقرير حديث للأمم المتحدة، تم الكشف عن أن ما يقرب من 5 ملايين شخص قد هُجروا من منازلهم في منطقة الساحل حتى أغسطس 2024.
وهذه الزيادة بلغت 25% مقارنة بعام 2020، مما يجعلها واحدة من أكبر موجات التهجير في تاريخ المنطقة.
الوضع الإنساني في أسوأ حالاته
الصور القادمة من المناطق المتضررة تظهر معاناة المدنيين الذين يكابدون من أجل الحصول على أبسط مقومات الحياة. القرى والمدن المحاصرة تشهد نقصًا حادًا في الغذاء والماء، في وقتٍ تزداد فيه الحاجة للرعاية الصحية. الفقر واليأس يحومان في الأجواء، والسكان يعيشون بين أملٍ ضئيل في تحسن الوضع وواقع مرير يدفعهم للهروب بحثًا عن الأمان.
نداءات للضغط الدولي والتحرك العاجل
وفي هذا السياق، أطلق المسؤولون المحليون في مالي نداءات عاجلة للمجتمع الدولي للتدخل ووقف الأزمة الإنسانية التي تتفاقم يومًا بعد يوم.
السيد سيما عيسى مايغا، نائب عمدة غاو، والذي تعرضت مدينته للحصار في عام 2024، قال في تصريح لمجلة "نيو هيومانيتيريان": "يجب أن يكون إنهاء الحصار على رأس أولوياتنا، فالأشخاص والبضائع يجب أن يتحركوا بحرية، خاصة على الطرق الرئيسية."
الوضع يقترب من الانفجار
تواجه منطقة الساحل في مالي كارثة إنسانية حقيقية، ورغم مرور أكثر من عقد على بداية الصراع، لا يزال الوضع في تدهور مستمر.
وهذه الأزمة لا تحتاج فقط إلى حلول سياسية، بل إلى تحرك عاجل من قبل المنظمات الدولية والمحلية لمساعدة المدنيين في النجاة من الحصار المميت.
وإذا استمر هذا الوضع، فإن المنطقة قد تجد نفسها على حافة الانفجار.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: حصار الارهاب معاناة أزمة المواطنين مالي
إقرأ أيضاً:
مولود مغربي يعيد الحياة إلى قرية إسبانية بعد 18 عامًا من غياب الولادات
في حدث فريد أعاد الأمل إلى قرية فيغا دي بيّالوبوس بمقاطعة زامورا الإسبانية، شهدت المنطقة ولادة أول طفل منذ 18 عامًا، ليكسر سنوات من الصمت الديموغرافي في قرية تعاني من تراجع مستمر في عدد السكان.
المولود الجديد، الذي ينحدر من أصول مغربية، جاء ليبعث الحياة في مجتمع يواجه تحديات الشيخوخة والهجرة إلى المدن الكبرى. ويُنظر إلى هذه الولادة على أنها مؤشر إيجابي قد يعيد الاهتمام بهذه المناطق الريفية المهملة، حيث تعاني العديد من القرى الإسبانية من نقص في معدلات الولادة، ما يهدد مستقبلها الديموغرافي.
وأعرب سكان القرية عن سعادتهم بهذه الولادة التي قد تشكل نقطة تحول في مستقبل المنطقة، وسط دعوات لتعزيز سياسات تشجع على استقرار العائلات الشابة في المناطق الريفية، من خلال توفير فرص العمل وتحسين الخدمات.
يُذكر أن الهجرة لعبت دورًا مهمًا في إعادة إحياء العديد من القرى الإسبانية، حيث بات المهاجرون يشكلون جزءًا أساسيًا من المجتمعات التي كانت مهددة بالاختفاء. فهل تكون هذه الولادة خطوة أولى نحو استعادة التوازن السكاني في فيغا دي بيّالوبوس؟