الجنين يتحكم في طبيعة المغذيات التي يحصل عليها من الأم
تاريخ النشر: 16th, January 2025 GMT
كشف فريق من الباحثين بجامعة كامبريدج البريطانية النقاب عن آلية مدهشة يستطيع الجنين من خلالها التحكم في طبيعة المغذيات التي يحصل عليها من الأم أثناء فترة الحمل اعتمادا على جين معين ينتقل إليه عن طريق الأب.
وفي إطار الدراسة، التي نشرتها الدورية العلمية "أيض الخلية" (Cell Metabolism) المتخصصة في أبحاث الأيض الخلوي التي تتعلق بعملية تحويل الغذاء إلى طاقة داخل جسم الإنسان، وجد الباحثون أن الأجنة تستخدم هذا الجين للتأثير في جسم الأم من أجل الحصول على مزيد من المغذيات خلال أشهر الحمل.
ويوضح الباحثون أن هذه الآلية، التي تشبه التحكم عن بعد بـ"الريموت كونترول"، تعمل عن طريق إشارات هرمونية تنتقل من الجنين إلى الأم عبر المشيمة من أجل تغيير عملية الأيض لدى الأم وتوفير أفضل فرص النمو بالنسبة للجنين.
ويرى الفريق البحثي أن هذه الآلية التي يصفونها بأنها "معركة من أجل الغذاء" تتم وفق توازن دقيق، نظرا لأنها تنطوي على أهمية بالغة ليس فقط من أجل نمو الجنين، بل أيضا لسلامة الأم وصحتها الإنجابية في المستقبل.
ويؤكد الباحثون أنه في إطار هذه المعركة، يحاول الجنين التحكم بالريموت كونترول في عملية الأيض لدى الأم من أجل الحصول على أقصى استفادة، في الوقت الذي يحاول فيه جسم الأم إحداث نوع من التوازن بين احتياجاته من ناحية، وبين تلبية متطلبات النمو لدى الجنين من ناحية أخرى، ولذلك من الضروري أن تحصل الأم أثناء الحمل على كميات كافية من الغلوكوز والدهون لتلبية احتياجاتها للطاقة والحفاظ على استدامة الحمل ثم الرضاعة لاحقا، مع تعزيز فرصها في الإنجاب مرة أخرى في المستقبل.
إعلانويوضح الباحثون أن المشيمة، وهو عضو يتكون داخل الرحم ويربط بين الأم والجنين طوال فترة الحمل، ويحصل الجنين من خلاله على الغذاء والأكسجين اللازم للبقاء على قيد الحياة والنمو، تلعب دورا رئيسيا في هذه العملية البيولوجية، حيث تفرز هرمونات معينة للتواصل مع جسم الأم من أجل إعطاء الأولوية لنمو الجنين.
إشارات للأموتقول الباحثة أماندا بيري -اختصاصية علوم الأجنة وزميل كلية سانت جون التابعة لجامعة كامبريدج ومِن المشاركين في الدراسة- إن هذا البحث هو "أول دليل مباشر يثبت أن الجين الذي يحصل عليه الجنين من الأب يعطي إشارات للأم من أجل الحصول على المغذيات التي يحتاجها".
ويضيف ميجيل كونستانسيا -أستاذ علوم الأيض الغذائي من معهد "ويلكام إم آر سي" البحثي التابع لجامعة كامبريدج في تصريحات للموقع الإلكتروني "سايتيك ديلي" المتخصص في الأبحاث العلمية- أن "منظومة التحكم بالريموت كونترول لدى الجنين تعمل عن طريق الجينات، ويمكن تشغيلها أو تعطيلها حسب الجينات التي يحصل عليها الجنين من الأب والأم على حد سواء عن طريق ما يعرف باسم التطبع الجيني".
ويقول الباحث كونستانسيا إن "الجينات التي يحصل عليها الجنين من الأب تتسم بالطمع والأنانية وتسعى للتلاعب في الموارد الغذائية بجسم الأم لصالح الجنين، حتى ينمو ويكون في أفضل وضع. ورغم أن الحمل هو عملية تعاونية إلى حد كبير، فإن هناك ساحة كبيرة للصراع بين الأم والجنين، وتلعب المشيمة والجينات المنسوخة دورا رئيسيا في هذا الصراع".
وتبين للباحثين أن الجينات، التي يحصل عليها الجنين من الأب، تهدف إلى تعزيز النمو، في حين أن الجينات التي يحصل عليها من الأم تسعى إلى الحد من نمو الجنين وعدم استنزاف جسم الأم.
وأعربت الباحثة أماندا بيري في تصريحات لموقع "سايتيك ديلي" عن اعتقادها أن "الجينات التي يحصل عليها الجنين من الأم، وتقلل عملية النمو، هي طريقة الأم من أجل البقاء، بحيث لا يستولي الجنين على جميع المغذيات ويصبح كبير الحجم مما يؤثر في عملية الولادة نفسها، كما تعطي هذه الآلية الأم الفرصة للحفاظ على صحتها والإنجاب مرات أخرى في المستقبل".
إعلانوفي إطار التجربة، أوقف الباحثون عمل أحد الجينات المهمة التي تنتقل إلى الجنين من الأب، ويحمل اسم "آي جي إف 2" (Igf2)، وهو الجين الذي يعطي الإشارات لجسم الأم من أجل إنتاج البروتين، ويلعب دورا رئيسيا في نمو أنسجة الجنين بما في ذلك المشيمة والكبد والمخ.
تعطيل الجينويقول خورخي لوبيز تيلو -الباحث بقسم علوم وظائف الأعضاء وعلم الأعصاب بجامعة كامبريدج وأحد المشاركين في الدراسة- إنه "إذا ما تم تعطيل عمل هذا الجين، فإن جسم الأم لا ينتج كمية كافية من الغلوكوز والدهون في الدورة الدموية، وبالتالي لا يحصل الجنين على المغذيات الكافية ولا يستطيع النمو بشكل سليم".
ووجد الباحثون أيضا أن حذف جين "آي جي إف 2" (Igf2) من خلايا المشيمة يؤثر على إنتاج هرمونات أخرى تنظم إفراز الإنسولين في البنكرياس، ويؤثر أيضا على استجابة الكبد والأنسجة المسؤولة عن عملية الأيض. وتقول أماندا بيري "لقد وجدنا أن الجين "آي جي إف 2″ يتحكم في الهرمون المسؤول عن تقليل الحساسية تجاه الإنسولين في جسم الأم أثناء فترة الحمل، أي أن أنسجة الأم لا تستطيع امتصاص الغلوكوز، مما يزيد من كمية المغذيات المتاحة للجنين في الدورة الدموية للأم".
وأشارت أماندا بيري إلى أن الأجنة الذين يعانون من خلل في الجين المذكور قد يعانون من نمو مفرط أو قصور في عملية النمو داخل الرحم، ولكن الباحثين لم يستطيعوا حتى الآن تحديد الجزء المسؤول داخل الجين عن توجيه الإشارات من أجل زيادة المغذيات التي يحصل عليها الجنين من جسم أمه".
وأكدت أن هذه الدراسة "تسلط الضوء على أهمية ضبط عملية تحويل المغذيات من الأم إلى الجنين خلال فترة الحمل من أجل الحفاظ على صحة المولود في المستقبل، فضلا عن الدور الرئيسي الذي تلعبه المشيمة في هذه العملية".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات المغذیات التی الباحثون أن فی المستقبل الأم من أجل من الأم عن طریق
إقرأ أيضاً:
رد فعل أقارب رهائن على طبيعة اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتفاصيله: ندعم أي اتفاق
(CNN)-- قال موشيه لافي، صهر الرهينة الإسرائيلي، عمري ميران، لشبكة CNN إن أسرته لا تستطيع أن "تشعر بالتفاؤل بعد" بأن اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل سيؤتي ثماره قريبا.
موشيه لافي خلال مقابلة مع CNNوقال لافي في مقابلة مع شبكة CNN: "أنا أؤيد أي اتفاق يعيد الرهائن إلى الوطن وينقذ الأرواح، لكننا في عائلتنا، والعديد من العائلات الأخرى، نتفهم ونشعر بالإحباط لأننا مازلنا غير قادرين على التوصل إلى اتفاق أكثر شمولاً.."
وتابع: "لقد كنا على بعد دقائق من التوصل إلى اتفاق منذ مايو، ونسمع الآن أننا على وشك إبرام صفقة هنا"، مضيفا أن من المرجح ألا يتم إطلاق سراح صهره في المرحلة الأولى، والتي من المتوقع أن تشمل إطلاق سراح 33 رهينة، مع إعطاء الأولوية للأطفال، والنساء وكبار السن والمرضى.
وأضاف: "كان من الممكن أن يكون عمري والعديد من الرهائن الآخرين في منازلهم منذ فترة طويلة.. لكنني أفهم أيضًا حقيقة أن هناك شروطًا تمنع التوصل إلى اتفاق، وقد تغير الوضع بشكل هائل منذ مايو/ أيار، مع انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، لقد كان مهما للغاية في الدفع نحو التوصل إلى اتفاق".
ولم يكن لدى الأسرة أي دليل على حياة ميران منذ أبريل/ نيسان من العام الماضي، عندما نشرت حماس مقطع فيديو لميران والأمريكي الإسرائيلي كيث سيغل، ولا تزال هناك مراحل إضافية يجب مناقشتها، وهذه هي المشكلة حقًا، وفقا للافي.
واقتحم مسلحون من حماس منزل ميران وزوجته وابنتيه في ناحال عوز كيبوتس في 7 أكتوبر/ تشرين الأول، وقد نجت الأسرة من الهجوم، ولكن تم اختطاف ميران.