ما زالت عملية المقاومة في مستوطنة كدوميم بالضفة الغربية تترك آثارها على أمن الاحتلال، مما دفع قادته لتقديم مقترحات دموية أهمها ما طالب به وزير المالية والوزير بوزارة الحرب بيتسلئيل سموتريتش بتحويل التعامل مع نابلس وجنين إلى ما يتم العمل به في غزة.

نحاما دوك الكاتب في صحيفة إسرائيل اليوم، أكد أن "بنيامين نتنياهو سيكون راضياً حقاً لو كانت كل أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة، خالية من التجمعات السكانية العربية دون أن يضطر الاحتلال لبذل الكثير من الجهد، وهذا هو الموقف الذي يتبناه بعض وزرائه، وكثيرون من أنصارهم، وازدادت شهيتهم بعد تدمير أجزاء كبيرة من قطاع غزة، ومحو قرى بأكملها في جنوب لبنان".



وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أنه "من خلال تجربة سموتريتش في وزارة الحرب، ونظراً للوضع الذي تستمر فيه عمليات إطلاق الصواريخ على مستوطنات الاحتلال، حتى بعد تدمير أجزاء كبيرة من غزة، فقد كان ينبغي له أن يفهم أن هذا ليس هو الحل، مع العلم أنه في 2014، أعلنت ميري ريغيف وزيرة المواصلات المقربة من نتنياهو، بشكل لا لبس فيه، أنها لا تعتقد إمكانية الإطاحة بحماس أو حزب الله، واليوم مرّت عشر سنوات، والمزيد من الجولات العسكرية، والمزيد من الخسائر من الجانب الإسرائيلي، وما زلنا لم نتمكن من هزيمة حماس أو حزب الله".



وأشارت إلى أن "حماس وحزب الله تراجعا تكتيكيا، لكنهم سرعان ما سيعودون للهجوم علينا، ولذلك يجب على الوزراء أن يعودوا ويشاهدوا شريط الفيديو الخاص بالفتاة المخطوفة "ليري إلباغ"، التي ظلّت في الأسر القاسي لدى حماس لأكثر من 460 يوماً، وما أحاط بها من يأس وخوف وخيبة أمل من الدولة، وهو ما وجد ترجمته في أن تعيش الدولة بأكملها في حالة من الصدمة".

ونقل نتائج دراسة شاملة أجراها المركز الأكاديمي روبين، أنه "بعد مرور عام وربع على هجوم حماس في السابع من أكتوبر، يواجه الإسرائيليون صعوبات نفسية كبيرة، وأكد 82 بالمئة منهم قلقهم بشأن حالة الدولة، وأكثر من 50 بالمئة أفادوا بقلّة النوم، وأكثر من 25 بالمئة لديهم أفكار انتحارية، ويعاني 29 بالمئة منهم من شعور بالاكتئاب، ويعاني 25 بالمئة من المشاركين من القلق، ويعاني 50 بالمئة من انخفاض في القدرة على التركيز، وزيادة في الصداع، وآلام المعدة أو الظهر، والإغماء، وضيق التنفس، وسرعة ضربات القلب".

وأشار أن "الدراسة لم تفحص الاستطلاع فقط للمواقف الشخصية، بل المواقف القومية، حيث أعرب 86 بالمئة عن شعورهم بالقلق إزاء الانقسام في المجتمع، و84 بالمئة يشعرون بالقلق إزاء الوضع الأمني، و67 بالمئة يشعرون بالقلق إزاء العمليات التي من شأنها أن تؤدي للإضرار بالنظام السياسي، و25 بالمئة يفكرون أو فكروا في الماضي بمغادرة الدولة".

وأوضح أن "جميع استطلاعات الرأي الإسرائيلية تشير لانخفاض في المشاعر العامة مقارنة بالأشهر القليلة الأولى من الحرب، لكن من الواضح أنهم يتعاملون مع مستوى أعلى من القلق مقارنة بدول أخرى في العالم، بعبارة أخرى فإن الإسرائيليين جميعا في حالة صدمة، وبالتالي فإن تدمير نابلس وجنين ليس الحلّ، ولذلك فإن الخطوة الأولى للحل هي إعادة جميع المختطفين، حينها فقط ستبدأ عملية تعافي الدولة، وسيفهمون أن الحل في التحدث، ومحاولة الوصول للتفاهم، فما يبدو مستحيلا اليوم قد يكون الحل الوحيد في المستقبل".



وأوضح ان "عملية كدوميم كشفت أن جيش الاحتلال عالق في حيرة من أمره، لأنها أثبتت أن مفاهيمه القديمة وأنماط عمله التقليدية غير كافية، ويعاني من اضطراب في توزيع الاستماع والتركيز، فيما أكدت العملية أن الضفة الغربية تضم خلايا جهادية من أذرع حماس وفتح ومنظمات أخرى، كما تم اختراق حدود الأردن من خلال تدفق أسلحة متطورة وخطيرة، فيما يتجمع المسلحون الملثمون في وضح النهار في شوارع طوباس ونابلس وطولكرم وجنين، يهتفون بشعارات القتل ضد الاحتلال، ويطلقون النار بلا انقطاع".

وأضاف في مقال نشرته صحيفة إسرائيل اليوم، وترجمته "عربي21" أن "القيادة الوسطى للجيش اكتفت بإخلاء المستوطنين من أماكن عمليات المقاومة، بدلاً من استثمار 100 بالمئة من الجهد في محاربتها، ورغم معاناة المستوطنين من إلقاء الحجارة والصواريخ وإطلاق النار والعبوات الناسفة، لكن الجيش لا يحني رأسه خجلاً من فشله في حمايتهم، دون اتخاذ الجهود والتدابير اللازمة لحماية أرواحهم، وقد باتوا أهدافاً للعبة "الروليت" الروسي".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية المقاومة الاحتلال الضفة عمليات الاحتلال عمليات المقاومة الضفة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بالمئة من

إقرأ أيضاً:

قلق إسرائيلي من تبعات الهجرات اليهودية المعاكسة على دولة الاحتلال

تواصل المحافل الإسرائيلية التحذير من هجرة الأدمغة، ورحيل الشباب من الدولة، التي ملأت عناوين الصحف في الآونة الأخيرة، وتشير لزيادة الهجرة العكسية، مما زاد من الأصوات التي تطالب الحكومة والوكالة اليهودية بأن تحافظا على الاتصال مع المهاجرين خارج الدولة، وإثارة اهتمامهم، من وقت لآخر، بالعودة، مع توفير فرص العمل لهم، واستثمار الموارد لاستقطاب الجيل الأصغر سناً، خشية العواقب الخطيرة لعدم عودتهم.

أكدت رئيسة جمعية "إسرائيل من أجل النقب"٬ إستير لوزاتو، أنه "على مدى السنوات المائة والخمسين الماضية، ومنذ بداية الاستيطان الصهيوني في فلسطين المحتلة، نشأت ظاهرة الهجرة إليها، والانحدار منها، المسماة حالياً بـ"الهجرة العكسية"، وتركزت الدوافع الرئيسية لمن غادروا الدولة في الأسباب الاقتصادية والشخصية والمهنية وغيرها".

وأضافت في مقال نشرته صحيفة معاريف، وترجمته "عربي21" أن "اليوم يضاف اعتبار آخر لدى المهاجرين الاسرائيليين يتمثل بإصابتهم بخيبة الأمل من المشروع الصهيوني، كما حصل خلال الهجرتين الأولى والثانية أوائل القرن العشرين، ثم استمرت الظاهرة بعد إنشاء دولة الاحتلال، وظهرت معالمها البارزة في حقبة الستينيات قبل حرب 1967 المسماة فترة "الركود المحبط"، حيث شهدت الدولة موجة من الانحدار والهجرة العكسية، وهو ما تكرر بعد حرب 1973، نظرا لصدمة الحرب، وفقدان الثقة في القيادة، والأزمة الاقتصادية".


وأشارت أنه "في الثمانينيات دفع ارتفاع التضخم كثيرا من الإسرائيليين للبحث عن الاستقرار الاقتصادي خارج الدولة، كما دفعت حرب لبنان الأولى 1982 بهم إلى المنفى، خاصة من بين النخبة الاجتماعية والثقافية، وفي التسعينيات رغم موجة الهجرة الكبيرة من الاتحاد السوفييتي السابق نحو دولة الاحتلال، لكن العديد من اليهود غادروها إلى كندا وأماكن أخرى، وفي حقبة انتفاضة الأقصى أوائل القرن الحادي والعشرين، وتحت تأثيرها، ازداد الانحدار والهجرة العكسية، التي باتت ظاهرة مرافقة لليهود، وجزءً لا يتجزأ من التاريخ الصهيوني".

وأكدت أنه "ستكون هناك دائمًا تكاليف وتقلبات في نطاق الهجرة لدولة الاحتلال، ومغادرتها، رغم أن عدد سكانها اليوم يشهد نمواً أكثر ثباتاً، ويعد معدل الزيادة الطبيعية، وحجم الهجرة إليها، حسب عدد المهاجرين، من أعلى المعدلات في العالم، وبحلول نهاية 2024، قُدِّر عدد سكانها 10.027 مليون نسمة، 76.9% يهود، و21% فلسطينيين، و2.1% آخرون".

وأكدت أن "الأطباء وشركات التكنولوجيا الفائقة لسان حالهم "امسكوني"، وإلا فإنهم سيغادرون الدولة، مما يجعل من التهديدات الموجهة ضدهم سلاحا ليس فعالا، رغم تزايدها خلال فترة الانقلاب القانوني، وتحولت من التهديدات الضمنية إلى التهديدات الصريحة، ورغم أسفنا على كل إسرائيلي يغادر الدولة، لكن يجوز لأي منهم أن يهاجر لأسباب اقتصادية أو اجتماعية أو غيرها، دون أن نحول هذا لأداة للتهديد والضغط".


وأوضحت أن "تركيز المهاجرين من الدولة على فئات خبراء التكنولوجيا العالية والطب أمر مؤسف، لأن دولة الاحتلال استثمرت العديد من الموارد الهائلة في تطوير هذه البنية التحتية التكنولوجية والطبية، مما جعلها واحدة من أكثر دول العالم تقدماً فيها، مما يثير قدرا كبيرا من القلق في تركيز المهاجرين على هذه الفئة النوعية، وكذا الحال بالنسبة لضباط الاستخبارات الذين هددوا بأنهم سيتركون الجيش، ويغادروا الدولة، إذا أُجبروا على الانتقال للنقب بعد نقل قواعدهم العسكرية للجنوب".

وأكدت أنه "لا يجوز أن نصل لحالة يعلن فيها الإسرائيليون غير الراضين عن سياسة معينة، أو عن قرار حكومي ما، أنهم سيغادروا الدولة، بغض النظر عن الحجة التي يروّجونها، لأنها لا تصمد، بما فيها ارتفاع تكلفة المعيشة، وشروط الرواتب، وهنا يمكن الحديث بكثير من الصراحة على أن تراجع الاقتصاد الإسرائيلي هو السبب وراء زيادة الهجرة العكسية، مع أنه يقف حاليًا على مستويات عديدة فوق الاقتصادات الغربية، التي تعاني نقصاً بمحركات النمو، ونقص الإبداع، والتضخم، والهجرة التي تخلق ضغوطًا اقتصادية هائلة".

وأشار أن "ما يروجه المغادرون للدولة من ذرائع اقتصادية ومعيشية لتبرير هجرتهم يتعارض مع ما حققته الدولة على مدى العقود الثلاثة الماضية من ارتفاع اقتصادها إلى قمة الدول الغربية، ومواصلة ريادتها في الابتكار التكنولوجي والنمو، حتى في 2024، عام الحرب ونزع الشرعية العالمية، كان وضعها أفضل بما لا يقاس من وضع الدول الغربية الرائدة في جميع المؤشرات الاقتصادية: الناتج المحلي الإجمالي، نصيب الفرد، النمو، العجز، نسبة الدين، مما يجعل إيراد الأسباب الاقتصادية للهجرة العكسية أمرا مفاجئاً".


وخلصت الى القول أن "تفكير الإسرائيليين في الهجرة العكسية من الدولة في هذه الأيام، في ظل موجة معاداتهم وكراهية الدولة المشتعلة في العالم، أمر غير مقبول، رغم ما تشهده من انقسام سياسي واجتماعي، لاسيما وأن نتيجتها الفورية هي تتمثل في كونها خطوة جذرية نحو انفصال المهاجرين للخارج عن العائلة والأصدقاء والمحيط المباشر، وفي بعض الحالات لا تصبح هناك طريق للعودة".

 وأشارت أن "الهجرة العكسية أو الانحدار تعني فشلا تربويا وأخلاقيا، والرد يتمثل بتعزيز الهوية اليهودية والارتباط بالأرض، واستخلاص الدروس من الانقسام الاجتماعي المتعمق في السنوات الأخيرة، واتخاذ إجراءات للحد من الخطاب الانقسامي والتحريضي بين الإسرائيليين، وعدم السماح للقوى المتطرفة بجرّهم لصراعات داخلية خطيرة".

مقالات مشابهة

  • وقف إطلاق النار ودعم إقامة الدولة الفلسطينية
  • استشهاد 5 فلسطينيين في قصف إسرائيلي على قطاع غزة
  • إعلام إسرائيلي: الجيش يعاني وعناصر حماس يتحصنون في الأنفاق وبين الركام
  • اعتراف إسرائيلي: ندفع ثمنا باهظا لإتمام صفقة تبادل تحت ضغط أمريكي شديد
  • 6 شهداء في غزة جراء قصف إسرائيلي وتصعيد مستمر في الضفة الغربية
  • اعتراف إسرائيلي بعدم تضرر قدرات حماس بشكل كبير في بيت حانون
  • 13 عملية مقاومة في الضفة الغربية خلال الـ24 ساعة الماضية ضمن “طوفان الأقصى”
  • بسبب حظر الأسلحة..وزير إسرائيلي يتهم واشنطن بتعريض الجيش للخطر
  • قلق إسرائيلي من تبعات الهجرات اليهودية المعاكسة على دولة الاحتلال