هكذا أجبر مبعوث ترامب نتنياهو على قبول اتفاق وقف الحرب
تاريخ النشر: 16th, January 2025 GMT
أشادت مجلة نيوزويك الأميركية وصحيفة هآرتس الإسرائيلية بالدور المحوري الذي اضطلع به ستيفن ويتكوف مبعوث الرئيس المنتخب دونالد ترامب الجديد إلى الشرق الأوسط، في إبرام اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
ومع أن ترامب لمّا يتسلم مهام منصبه، فإن المجلة الأميركية ذكرت في تقرير لمحررها السياسي بيتر أيتكن أنه عمل بهمة لإرساء الأساس لإدارته الجديدة قبل أن يؤدي اليمين الدستورية في 20 يناير/كانون الثاني الجاري.
وقد روّج ترامب بشدة في حملته الانتخابية بأنه سيكون الرئيس الذي لن تخوض الولايات المتحدة في عهده غمار "أي حروب جديدة"، وهو ما يتناقض تماما مع سجل الرئيس جو بايدن الذي حدث إبان فترة ولايته غزو أوكرانيا وهجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول على إسرائيل.
موقف ثابت لترامبوكان ويتكوف (67 عاما) قد وصل إلى العاصمة القطرية الدوحة الأسبوع الماضي للانضمام إلى فريق إدارة بايدن في دفع المفاوضات بين إسرائيل وحماس.
ولفتت نيوزويك إلى أن ترامب سلط الضوء على دور مبعوثه في منشور على موقع التواصل الاجتماعي "تروث سوشيال"، حيث كتب "مع دخول هذا الاتفاق حيز التنفيذ، سيواصل فريقي للأمن القومي، من خلال جهود المبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، العمل عن كثب مع إسرائيل وحلفائنا للتأكد من أن غزة لن تصبح مرة أخرى ملاذا آمنا للإرهابيين".
إعلانوأضاف ترامب، "سنستمر في تعزيز السلام من خلال القوة في جميع أنحاء المنطقة، حيث سنواصل تعزيز زخم وقف إطلاق النار هذا لتوسيع نطاق اتفاقات أبراهام التاريخية، هذه ليست سوى بداية لأشياء عظيمة قادمة لأميركا، وللعالم أجمع بكل تأكيد".
ونقلت المجلة عن تصريح أدلى به مسؤولان عربيان -لم تكشف هويتهما- لصحيفة تايمز أوف إسرائيل، القول إن ويتكوف "فعل في اجتماعه الوحيد مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لدفع إسرائيل نحو التوصل إلى اتفاق أكثر مما فعله بايدن طوال العام".
لهجة حاسمةورأى أيتكن في تقريره أن هذا النهج الذي يعطي الأولوية للعمل قد ساعد ويتكوف كثيرا، ناقلا عن دبلوماسي إسرائيلي رفيع المستوى القول لصحيفة هآرتس الإسرائيلية إن المبعوث الجديد "ليس دبلوماسيا، ولا يتحدث بلغة الدبلوماسي، ولا يهتم بالأخلاق الدبلوماسية والبروتوكولات الدبلوماسية، بل هو رجل أعمال يريد التوصل إلى اتفاق بسرعة، ويندفع إلى الأمام بقوة غير عادية".
وويتكوف هو مستثمر عقاري يهودي ومؤسس مجموعة تحمل اسمه، بصافي ثروة شخصية تبلغ 500 مليون دولار وكان جزءا من حملة ترامب منذ يوليو/تموز 2024.
ومن جانبها، نشرت هآرتس مقالا تحليليا للصحفي الإسرائيلي شيم ليفينسون أكد فيه أن ويتكوف أجبر نتنياهو على قبول خطة وقف الحرب التي كان يرفضها مرارا وتكرارا.
وكشف المحلل أن ويتكوف اتصل، الجمعة، من قطر ليخبر مساعدي نتنياهو أنه سيأتي إلى إسرائيل بعد ظهر السبت، وهو يوم عطلة اليهود الأسبوعية. لكن المساعدين ذكروا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي أبلغهم أنه سيكون سعيدا للقاء المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط.
ضغط كبيربَيد أن رد فعل ويتكوف فاجأ المساعدين، إذ أوضح لهم بلغة إنجليزية حادة أن يوم السبت لا يهمه. ووفق التحليل، فقد كانت رسالته قوية وواضحة، بحسب الكاتب.
وفي خروج غير معتاد عن الممارسة الرسمية، حضر رئيس الوزراء إلى مكتبه لعقد اجتماع رسمي مع ويتكوف، الذي عاد بعد ذلك إلى قطر لإتمام الصفقة، كما يقول أيتكن في مقاله التحليلي.
إعلانوأشارت هآرتس إلى أن حماس لم تتزحزح عن موقفها بأن حرية الأسرى الإسرائيليين مشروطة بالإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين، "وهو الجزء السهل"، وانسحاب إسرائيلي كامل من غزة، الذي عدّته الصحيفة الإسرائيلية "الجزء الصعب" في المفاوضات.
وتناول الكاتب في تحليله ما تروج له آلة نتنياهو الدعائية من رواية تزعم أنه لم يكن هناك خيار آخر سوى ترامب. وقال أيتكن إن أصواتا بدأت تُسمع، يوم الاثنين، على القناة 14 الإسرائيلية وهي تندب الاتفاق وتقول إن "ترامب ليس كما كنا نظن".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
الملك عبدالله يبحث مع مبعوث ترامب جهود التوصل لوقف إطلاق النار بغزة
أعلن الديوان الملكي الأردني، مساء اليوم الثلاثاء، أن الملك عبدالله الثاني، بحث خلال اتصال هاتفي، مع المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشرق الأوسط، ستيفن ويتكوف، الجهود المبذولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة.
وفي بيان أوضح الديوان أن العاهل الأردني أكد خلال الاتصال أن وقف الحرب في غزة يمثل الخطوة الأولى والمباشرة التي يجب اتخاذها لتحقيق تهدئة شاملة في المنطقة.
كما تم التأكيد على ضرورة تعزيز الجهود الدولية لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة في غزة، والعمل على توفير الدعم الكامل للمتضررين من الحرب الراهنة.
وشدد الملك عبدالله على أهمية التعاون الدولي لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، والعمل على تجنب مزيد من التصعيد الذي يفاقم معاناة المدنيين في غزة.