"أنا مدين له بحياتي".. صحفي أجنبي يضرب عن الطعام تضامنا مع المعتقل السياسي المصري علاء عبد الفتاح
تاريخ النشر: 16th, January 2025 GMT
كتب بيتر غريست أستاذ الصحافة في جامعة ماكواري الأسترالية والمدير التنفيذي لتحالف حرية الصحفيين عن لقائه في السجن، بأبرز سجين سياسي في مصر علاء عبد الفتاح. كما تحدث في صحيفة الغارديان البريطانية عن فكر علاء، وشخصيته، وقدراته العالية. وقال إنه سيخوض إضرابا عن الطعام تضامنا معه، تماما كما تفعل والدته.
بعد أن وضع جهاز المخابرات المصري بيتر في السجن بالقاهرة، التقى بعلاء أول مرة قبل 11 عاما، وكان يعتبر مصدر طمأنينة له.
قال له علاء بصوت منخفض وقتها: "مرحباً بك في الجناح (أ)، الجناح السياسي، في سجن طرة". وقال أيضا: "هنا، يحيط بك أشخاص يقاتلون من أجل العدالة والديمقراطية. نحن مجموعة من الناشطين والنقابيين والقضاة والكتاب والآن أنت، صحفي. هذا مكان مرموق وأنت مع أصدقاء".
كان بيتر المواطن الذي يحمل الجنسية الأسترالية واللاتفية، يواجه حكمًا غير محدد المدة في الحبس الانفرادي، إثر اعتقاله بتسبب تهم إرهاب زائفة بسبب عمله كصحفي، كما قال.
أكثر من صديققال بيتر في تقريره إن علاء كان ملمّا بكل شيء يتعلق بالسجون بما في ذلك الضعوط النفسية التي يتعرض لها النزلاء، وذلك بفضل الوقت الطويل الذي قضاه في السجون. وصف حضوره بالمهيب، وأضاف أنه "كان ولا يزال أبرز معتقل سياسي"، وهو الأمر الذي يجعل الحكومة تخشاه حسب رأيه.
بعد انتهاء فترة حبسه الانفرادي، كان بيتر وعلاء يقضيان وقتهما المتاح لهما على قلته في ممارسة الرياضية والتجول ذهاباً وإياباً في ساحة يعلوها الغبارومحاطة بالأسوار، لمناقشة التاريخ والمجتمع المصري، والنظرية السياسية، وأفكار علاء عن المقاومة والإصلاح.
وجد بيتر صديقا جيدا، وشخصا ساعده على فهم الأسباب الحقيقية وراء اعتقاله. ليس ذلك فقط، بل كان علاء مفكراً سياسياً وإنسانياً ذكياً بشكل غير عادي، يسعى لتحويل بلاده أن تكون بلاده ديمقراطية، وقد ألهمت كتاباته القوية من السجن الملايين من الناس.
حتى أنه عندما توفى والد علاء بينما كان في السجن، قال في حفل تأبيني، إن المطلوب هو النضال من أجل الحق، دون ضرورة الانتصار أو الاستعداد أو التخطيط، بل عدم التوقف عن النضال من أجل الحق.
قال بيتر إن النشاط يجري في دم علاء. وإنه كان من الشباب الذين أدركوا قوة وسائل التواصل الاجتماعي، عندما اندلعت ثورة يناير/ كانون الثاني في عام 2011.
إضراب عن الطعامفي آذار/ مارس 2019، تم إطلاق سراح علاء من السجن ولكن بشرط قضاء 12 ساعة كل ليلة في زنزانة الشرطة، ثم تم اعتقاله مرة أخرى بعد ستة أشهر، بتهمة نشر "أنباء كاذبة لتقويض الأمن"، وحُكم عليه بعدها بالسجن لخمس سنوات.
كان من المفترض أن يغادر المعتقل في 29 أيلول/سبتمبر من العام الماضي، بما في ذلك الوقت الذي قضاه في الحبس الاحتياطي. ولكن، قررت السلطات احتساب المدة التي قضاها خلف القضبان من اليوم الذي صدر فيه الحكم عليه فقط، منتهكة بذلك قوانينها الخاصة، ما يضيف عامين آخرين إلى مدة عقوبته، حسبما ورد في تقريره.
واحتجاجاً على ذلك، بدأت والدته ليلى سويف (68 عاماً) إضراباً عن الطعام في اليوم الذي كان من المفترض أن يخرج فيه من السجن. وتعهدت بعدم تناول الطعام حتى يخرج من السجن مرة أخرى، ومضى على ذلك 108 أيام.
انضم إليها بيتر، قائلا: "أنا مدين له بحياتي، ولهذا السبب أساعد في تكثيف الحملة لإطلاق سراحه".
Relatedفي أول حفل له بعد 13 عاماً في المنفى.. وصفي المعصراني يشعل قاعة دمشق بأغاني الثورة السوريةتونس: المعارضة تحشد أنصارها للضغط على السلطة في ذكرى ثورة 14 يناير بزعم تراجع الحريات بعد 13 عاماً على الثورة السورية: لاجئون تحدثوا مع يورونيوز عن الفرح الممزوج بالخوف وأمل العودةوفي إشارة إلى التدخل الدبلوماسي الذي يمكن أن تقوم به لندن للإفراج عن علاء، الذي يحمل الجنسية البريطانية كما تفعل والدته، قال بيتر: "إن كان هناك من يمثل القيم البريطانية المتعلقة بالديمقراطية واحترام حقوق الإنسان والعدالة وسيادة القانون والإجراءات القانونية الواجبة، فهو علاء عبد الفتاح."
وأضاف أن هذا هو السبب الذي يدفعه للإضراب عن الطعام لـ21 يوما، تضامنا مع ليلى التي تعيش في لندن، رغم أن هذه الخطوة لا تضمن خروج علاء من السجن.
علاء وبيترقال بيتر إن الناشط المصري كان معروفًا بالفعل في مصر كمطوّر برامج وناشر على الإنترنت وكاتب غزير الإنتاج. وكان والده الراحل محاميًا في مجال حقوق الإنسان، ووالدته أستاذة رياضيات وناشطة مؤيدة للديمقراطية. وعمته روائية وناشطة سياسية.
وساعدت إحدى شقيقاته في إنشاء مجموعة تناضل ضد المحاكمات العسكرية للمدنيين، وأخرى محررة أفلام شاركت في تأسيس صحيفة.
قبل ثورة 2011، تعلم علاء البرمجة وبنى موقعه الخاص للنشر على المدونات، وحاز على جوائز، حيث كتب عن السياسة الوطنية والعدالة الاجتماعية.
سجن علاء بتهمة التظاهر والتحريض على العنف ومقاومة السلطات وانتهاك قانون منع الاحتجاج غداة تولي الجيش المصري الحكم مؤقتا إثر الإطاحة بحكومة الإخوان المسلمين المنتخبة، واعتقلت الشرطة المتظاهرين حينها.
أما بيتر غريست، فقد ألقي القبض عليه في كانون الأول/ ديسمبر 2013، بتهمة الإرهاب أثناء عمله في قناة الجزيرة، وحُكم عليه بالسجن لمدة سبع سنوات قبل أن يتم الإفراج عنه بعد 400 يوم، إثر ضغط دولي مكثف على مصر.
المصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل وقف إطلاق النار حركة حماس قطاع غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة إسرائيل وقف إطلاق النار حركة حماس قطاع غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة حرية الصحافة علاء عبد الفتاح حرية التعبير إضراب مصر إسرائيل وقف إطلاق النار حركة حماس قطاع غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة دونالد ترامب أسرى فرنسا الذكاء الاصطناعي علم اكتشاف الفضاء علاء عبد الفتاح عن الطعام قال بیتر من السجن
إقرأ أيضاً:
ثلاثة انتهاكات في السجون المصرية تقود المعتقلين للانتحار.. هل تتفاقم هذه الحوادث؟
فجع نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بمحاولة انتحار أحد المعتقلين السابقين في السجون المصرية، خلال بث مباشر في صفحته على "فيسبوك" في وقت متأخر من مساء الأربعاء.
هذه المحاولة كانت كفيلة للبحث ورائها، ومعرفة أسبابها والدوافع التي تجبر شخص اعتقل سابقا، للتخلص من حياته، وتأثير فترة الاعتقال عليه وعلاقتها بالمحاولة.
وقال الشاب المصري سامح سعودي إنه فقد الأمل من الحياة بعد تجربة اعتقاله المتكررة، مشددا على أن السلطات المصرية أخرجته من السجن بعد التأكد من أن حياته دمرت، مقدما على قطع "شرايين يده" محاولا الانتحار، إلا أن أحد المتابعين على صحفته أكد أنه جرى نقله بشكل عاجل إلى المستشفى في محاولة لإنقاذه، قبل أن يتم حذف مقطع الفيديو.
محاولة انتحار الشاب المصري أمام متابعيه لم تكن الأولي أو الأخيرة، فقبل ساعات قليلة من كتابة هذا التقرير تداول نشطاء خبر محاولة جديدة للمعتقل في سجن بدر 3 محمود عبد الله (29 عاما) حيث حاول الانتحار حرقًا بسبب الإهمال الطبي وتجاهل إدارة السجن لحالته الصحية؛ إذ اختفى قسرا لمدة 7 أشهر واعتقل في عام 2015 وهو يعاني من أمراض القلب والضغط والكلى.
وكانت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان قد وثقت في وقت سابق إقدام معتقل سياسي على محاولة الانتحار أمام النيابة بعد 7 سنوات من الحبس الاحتياطي والتدوير.
وقال الشبكة المصرية لحقوق الإنسان في حينه، إن المعتقل الشاب أحمد محمد إبراهيم عبد العزيز، البالغ من العمر 29 عاما، المحبوس احتياطيًا للعام السابع، حاول الانتحار أثناء عرضه أمام نيابة جنوب الزقازيق الكلية، يوم 29 أيلول / سبتمبر 2024، للنظر في أمر تجديد حبسه على ذمة المحضر رقم 2973 لسنة 2024 جنح قسم القرين.
حالات الانتحار والمحاولات التي نفذها بعض المعتقلين، دعت للتساؤل، حول دوافعها الحقيقية، وعلاقتها بظروف الاعتقال الصعبة والمفتوحة زمنيا داخل السجون المصرية.
وكان أخر تلك الانتهاكات التي وثقتها الشبكة المصرية لحقوق الإنسان، وفاة المعتقل محمد هلال داخل مستشفى القصر العيني بعد نقله من محبسه بسجن بدر 3 بإصابات قاتلة تُرجح تعرضه لعملية تصفية جسدية وتعذيب مميت، ما اضطر المعتقلون في المعتقل في الدخول في اضراب عن الطعام احتجاجا على وفاة الشاب.
3 انتهاكات تقود للانتحار
ومهما كانت أعداد محاولات الانتحار فلا تنفي الانتهاكات والتعذيب والمعاملة غير الآدمية التي يتعرض لها المعتقلين داخل السجون المصرية، حيث وثقت المنظمات الحقوقية العديد من الانتهاكات والتعذيب والمخالفات القانونية التي يتعرض لها المعتقلين.
وقال مدير مركز الشهاب لحقوق الإنسان خلف بيومي في تصريحات خاصة لـ"عربي21" إن أعداد المعتقلين تزايدت بشكل كبير منذ 2013، تعرض خلالها المعتقلين للعديد من الانتهاكات، مشددا على أنه "لولا أن المعتقلين سياسيين ومحبوسون في قضايا رأي وأغلبهم مثقفين وغالبيتهم من من الإسلاميين لزادت نسبة محاولات الانتحار بشكل كبير وملحوظ".
وأضاف مدير مركز الشهاب لحقوق الإنسان أن المعتقل في مصر يتعرض لانتهاكات عديدة سواء خلال الاعتقال أو بعد خروجه من المعتقل، ما يؤدي إلى وصول المعتقل لهذا الشعور.
وتابع بيومي أنه "داخل المعتقل هناك ثلاث انتهاكات شديدة وأساسية قد تؤدي إلى تفكير المعتقل في إنهاء حياته وهي:
أولا: منع الزيارات، حيث أن منع الزيارات تتسبب في عزلة المعتقل عن العالم الخارجي بشكل كامل، إذ تعتبر الزيارة بالنسبة للمعتقل كالنزهة التي يري فيها دنيته الخارجية، حيث يتمكن من رؤية أهله، ويعرف ما يدور بالخارج.
ثانيا: الإهمال الطبي، إذ يشهر المعتقل بأن حياته في طريقها للنهاية، ويتعرض للموت البطيء خلف القضبان، والتي ستودي بحياته عاجلا أم آجلا.
ثالثا: فقدان العدالة، حيث يفقد المعتقل الأمل في تحقيق العدالة والإفراج عنه، أو تنفيذ الإجراءات القانونية، فعلى سيبل المثال وضع القانون مدة زمنية للحبس الاحتياطي، ولكن المعتقل يظل لسنوات محبوس احتياطيا دون مراعاة القانون، ما يفقده الأمل للاستمرار في الحياة، إذ لا يعرف متى سيخرج من هذا النفق المظلم.
وأضاف بيومي أن المعتقل بعد خروجه من السجن يتعرض لانتهاكات أخري تشعره بعدم الأمان في الحياة، حيث يتم تدويره في قضايا أخرى أو المتابعة الأمنية في الأقسام، كما أنه يتعرض للاعتقال مجددا.
أسلوب اعتراض
الإعلامي المصري والحقوقي مسعد البربري، تعرض في منشور له على منصة إكس لقضية محاولات انتحار المعتقلين، وذكر تجربته الخاصة أثناء اعتقاله السابق.
وقال إنه مر خلال فترة اعتقاله في مصر على 4 أماكن احتجاز مختلفة، وهي سجن استقبال طره - ليمان 440 وادي النطرون - سجن العقرب - أقسام شرطة، فضلا عن عدد كبير من جلسات المحاكمات وما يصحبها من لقاء معتقلين من مختلف السجون والمحافظات.
وأضاف البربري أنه بعد الخروج من المعتقل وفر له نشاطه في مجال حقوق الإنسان المتابعة الجيدة لملف المعتقلين بكل تفصيلاته، الأمر الذي أتاح له كم كبير من المعلومات، مشيرا إلى أن محاولات الانتحار لم تكن جميعها جاده أو بهدف إنهاء الحياة، فأغلبها بغرض الضغط في محاولة استخلاص بعض الحقوق أو تخفيف الضغوط التي لا تتوقف عنها الجهات الأمنية.
وتابع قائلا الانتحار كما الاضراب عن الطعام في فلسفة المعتقلين، فهو وسيلة دفاع عن النفس، وإن اختلفت الحدة.
???? ايضاحات حول محاولات الانتحار داخل السجون:
- مررت خلال فترة اعتقالي على 4 أماكن احتجاز مختلفة (سجن استقبال طره - ليمان 440 وادي النطرون - سجن العقرب - أقسام شرطة)، فضلا عن عدد كبير من جلسات المحاكمات وما يصحبها من لقاء معتقلين من مختلف السجون والمحافظات،
- وبعد السجن وفّر لي… — مسعد البربري | Albarbary (@Albarbary6) February 21, 2025
استنزاف الطاقة النفسية
وذكرت منظمات حقوقية ونشطاء أن المعتقل المصري يتعرض للعديد من الانتهاكات داخل المعتقل ما يؤثر على حالته النفسية ويدخله في حالة نفسية سيئة، قد تدفعه إلى التفكير في التخلص من حياته.
وقالت طبية الصحة النفسية نهى قاسم، في تصريحات خاصة لـ"عربي21" إن فكرة الانتحار والتخلص من الحياة قد تأتي للمعتقل، سوء داخل السحن أو خارجه بعد استنزاف طاقته النفسية، نظرا لما يتعرض له خلال فترة اعتقاله.
وقسمت طبية الصحة النفسة طبيعة المعتقل من الناحية النفسية وتفكيره في التخلص من حياته إلى ثلاث أقسام، فالعدد الأكبر يأتيه هذا الشعور نظرا لاستنزاف طاقته النفسية نتسجة ما يتعرض له، ومنهم من يقوم بهذا التصرف كنوع من الاعتراض، ولكنه يكون في كامل وعيه ولا يكمل عملية الانتحار بشكل كامل كغيره، بل تكون عملية محسوبة.
وأضافت أن الفريق الآخر الذي يتحول بالفعل إلى مريض نفسي، وهذا يحدث مع الطبيعة الجينية التي تؤكدها الأبحاث من أن هناك 5 بالمئة داخل المجتمعات معرضة للمرض النفسي جينيا، وقد يكون المعتقل من هذا الفريق نظرا لما يتعرض له واستجابته الجينية بتلك النسبة.
لماذا تختلف معاناة المعتقل السياسي؟
وقالت قاسم، إن وضع المعتقل داخل السجون المصرية مختلفا عن السجين الجنائي، حيث يتعرض لمراحل عديدة من الظلم تؤثر في الصحة النفسية واستنزافها، فالبداية معه تبدأ باعتقاله في قضايا رأي، ويبدأ أيامه داخل المعتقل بفقدان اللوم النفسي، على عكس السجين الجنائي الذي ارتكب جريمة يحاسب عليها ويتقبل عقابه.
وأضافت أن المعتقل السياسي في هذه المرحلة يتعرض لبعض المشاعر السلبية لإحساسه بالظلم وكونه يساوم ويعاقب على أفكاره وآرائه، ولكن بعد انتهاء تلك المرحلة يتعرض للتعذيب غير الآدمي، ما يعرضه لآلآم شديدة نفسية وجسدية، ومنهم من يتعرض لضغوط مخالفة لعادته وتقاليد وقيم المجتمع مقابل التوقف عن تعذيبه كالاعتراف بجرائم لم يرتكبها أو الاعتراف على أشخاص أخرين، ما يزيد من آلامه النفسية.
وتابعت طبية الصحة النفسية أن المعتقل يصل لمرحلة احساسه بالمصير المجهول، بعد أن يعيش أيام يشهد فيها محاولات كسره كإنسان، وغياب التواصل الخارجي وانعزاله عن العالم وعن أهله، الشعور الذي يتجدد مع كل مناسبة يمر بها داخل محبسه، وقد يزيد ذلك الشعور بالألم والحسرة إذا كان مسؤولا عن عائلة واسرة في الخارج، ويصبح صراعه على الحصول على أقل الحقوق الممكنة كدخول الحمام، ما يشعره بالقهر الذي لا ينتهي.
معاناة لا تنهي بالخروج من المعتقل
أكملت قاسم حديثها بالقول، إن المعتقل حال خروجه لا تنتهي معاناته، بل ينتقل لمرحلة جديدة من الضغوط سواء من المتابعة الأمنية التي تضعه تحت الضغط أو التدوير في قضايا أخرى، قائلة إن كثير من الحالات التي تتابعها بشكل دائم تتعرض لانتكاسات نفسية مع كل زيارة للمتابعة الأمنية.
وأضافت إلى ذلك يشعر المعتقل بعد خروجه بالتقصير تجاه أهله وأسرته بالإضافة إلى نظرة المجتمع له والخوف من التعامل معه بصفته معتقل سابق وفشله في الحصول على عمل يشعر أن حياته قد انتهت.
واختتم قاسم حديثها بالتأكيد على أن الجانب الإيجابي في آلاف المعتقلين الذين لديهم القوة النفسية التي تجعلهم يتخطوا من تلك الأزمات، رغم تلكالانتهاكات والضغوط النفسية.