محطات لن تغادر الذاكرة خلال العدوان على قطاع غزة.. تعرف عليها
تاريخ النشر: 16th, January 2025 GMT
شهد العدوان على قطاع غزة، والذي لا يزال متواصلا حتى الآن، محطات فارقة ومهمة لا يمكن أن تغادر الذاكرة، رغم قسوة ما يجري على مدار عام ونص.
وتنوعت تلك المحطات بين ضربات قاسية للاحتلال، وأحداث تتعلق بالعدوان وارتكاب المجازر وتجويع السكان، واغتيال قيادات في المقاومة الفلسطينية.
الحصار الخانق والقتل
شدد الاحتلال حصاره على قطاع غزة وبدأ العدوان بشكل فعلي، الأيام الأولى بعد 7 تشرين أول/أكتوبر 2023، وبدأت عملية تهجير للسكان من شمال القطاع إلى جنوبه، تحت القصف والتهديد بالمنشورات التي ألقيت عليهم.
وبدأت معالم كارثة إنسانية، بقطع الماء والغذاء والوقود عن غزة، وفرض حصار خانق، وقصف وحشي طال كافة المرافق المدنية.
بدء العدوان البري
بدأ جيش الاحتلال في 27 تشرين أول/أكتوبر 2023 هجومه البري على القطاع، الذي سبقه قصف عنيف على غزة. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في اليوم الموالي، في مقطع مصور نشره مكتبه، "لقد دخلنا مرحلة جديدة في الحرب. الليلة الماضية اهتزت الأرض في غزة".
وأشار موقع قناة القاهرة المصرية الحكومية وقتها، إلى أن صحيفة "جيروزاليم بوست" "ذكرت في وقت سابق أن سلطات الاحتلال تخطط لشن عملية برية في قطاع غزة بعد حصولها على عدد كافٍ من أنظمة الدفاع الصاروخي من الولايات المتحدة."
ضربة مدرعة النمر
أدت ضربة للمقاومة مع بدايات العدوان البري، في 7 تشرين ثاني/ نوفمبر، إلى مقتل 11 جنديا من أصل 12 كانوا داخل أقوى ناقلات الجنود المدرعة التي يتفاخر بها الاحتلال "النمر".
وأطلق الاحتلال على تلك الحادثة وصف الكارثة، وقالوا إلى الانفجار الذي وقع داخلها كان فتاكا، وكان ما جرى واحد من أسوأ الأحداث للاحتلال مع بدء العدوان حيث كان القتلى من نخبة المشاة في لواء جفعاتي.
فضيحة اقتحام مستشفى الشفاء
في 15 تشرين ثاني/ نوفمبر، اقتحم جيش الاحتلال مستشفى الشفاء في مدينة غزة، بعد مجازر وحشية ارتكبها وقصف عنيف على المكان، وقتل النازحين بداخله.
وكان اقتحام مستشفى الشفاء فضيحة كبيرة للاحتلال، بعد ترويجه منذ بداية العدوان، على أن أسفله يحتوي على مراكز القيادة والسيطرة لكتائب القسام، وشبكة أنفاق معقدة وأغلب القيادات أسفله، لكن تبين بعد اقتحامه عدم وجود أي من مزاعم الاحتلال، ليقدم على الانسحاب منه بعد تدمير الكثير من مرافقه وقتل المرضى وتهجير جزء منهم إلى جنوب القطاع.
الهدنة الأولى وتبادل أسرى
توصلت الأطراف إلى هدنة قصيرة، في تشرين الثاني/نوفمبر 2023، دامت أسبوعا واحدا، أفرج بموجبها عن 105 من أسرى الاحتلال وعدد من الأجانب الذين أسروا بطريق الخطأ بسبب تواجدهم في المستوطنات المحيطة بغزة، مقابل 240 أسيرا فلسطينيا من النساء والأطفال.
كمين المغازي
خلال توغل قوات الاحتلال في منطقة المغازي، وتفخيخها منازل الفلسطينيين في المناطق القريبة من السياج الفاصل، تمكنت كتائب القسام من نصب كمين محكم لوحدة التفخيخ الهندسية للاحتلال، بعد رصد من أحد الأنفاق لمدة أسبوعين.
وبعد تأكد مقاتلي القسام، من مباشرة القوة التي يكون بحوزتها كميات كبيرة من الألغام والعبوات الناسفة، قامت باستهدافهم بقذيفة مباشرة بأحد المنازل، ما أدى لانفجار ما بحوزتهم، ومقتل 21 ضابطا وجنديا، في واحدة من أكبر الخسائر الجماعية للاحتلال بضربة واحدة، وكانت من المحطات الفارقة في عمر العدوان.
الاحتلال أمام "العدول الدولية" لأول مرة في تاريخه
لجأت جنوب أفريقيا، في 29 كانون أول/ديسمبر لرفع دعوى من 84 صفحة، تعرض خلالها دلائل على انتهاك الاحتلال القوة القائمة لالتزاماته بموجب ميثاق الأمم المتحدة، وتورطه في "ارتكاب أعمال إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة".
وبعد قرابة شهر، قبلت المحكمة الدعوى رسميا، وردت طلب الاحتلال بعدم اختصاصها بالنظر في الإبادة الجماعية للفلسطينيين في غزة، وانضمت دول عديدة للدعوى لاحقا لتأييدها.
مجزرة الطحين
استشهد أكثر 120 شخصا في إطلاق نار للاحتلال، في 29 شباط/ فبراير، خلال محاولة السكان المجوعين شمال قطاع غزة الحصول على الطحين.
وكشفت مشاهدت قيام دبابات الاحتلال، بفتح نيرانها بصورة وحشية، على آلاف الفلسطينيين الذين حضروا للحصول على القليل من الطحين لسد جوع عائلاتهم التي حرمها الاحتلال من كافة أنواع الطعام منذ أشهر، وانتهت بمأساة.
مساعدات بالمظلات
في آذار/مارس 2024 بدأت طائرات من دول عدة بينها الولايات المتحدة بإلقاء مساعدات على غزة التي تعرضت لعملية تجويع وحشية من قبل الاحتلال.
وقامت دول محدودة سمح لها الاحتلال بإلقاء كميات من المساعدات، لم تلب الحد الأدنى من حاجة السكان واستمرت الأزمة الإنسانية، خاصة أن عملية إلقاء المساعدات اتسمت بالفوضى وقلة الكميات، فضلا عن تسببها من استشهاد عدد من الفلسطينيين بعد سقوطها عليهم بشكل مباشر.
ميناء بايدن العائم
أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، عن فكرة تركيب رصيف بحري عائم، لإيصال المساعدات إلى قطاع غزة، في ظل رفض الاحتلال فتح الطرق البرية، بين جنوب القطاع وشماله، وتجويع السكان بصورة وحشية، وبلغت كلفته 230 مليون دولار وتم تركيبه لأول مرة في 17 أيار/ مايو 2024.
لكن الرصيف البحري العائم، كان فكرة فشلت في إيصال المساعدات إلى غزة، بسبب تقييد الاحتلال للمساعدات، ومنع وصول عدد كاف إلى السكان شمال القطاع، وتحكمه في حركتها بذرائع عسكرية، للاستمرار في تجويع السكان وإجبارهم على النزوح، ولاحقا فككت الأمواج العاتية الرصيف، واعتبر من أفشل أفكار الإدارة الأمريكية للتعامل مع الوضع الإنساني الذي تسبب به الحصار الخانق على سكان غزة.
الهجوم على رفح
بعد أسابيع من تهديد الاحتلال بمهاجمة رفح في جنوب القطاع، توغلت فرقة عسكرية للاحتلال، في 7 أيار/مايو في الأطراف الشرقية للمحافظة، وسيطر جيش الاحتلال على معبرها الحدودي مع مصر، في عملية استعراضية، مغلقا نقطة دخول حيوية للمساعدات الإنسانية، وقطع غزة تماما عن العالم الخارجي وبات السكان محاصرون من كافة الجهات.
مجزرة الخيام في رفح
تسبب قصف الاحتلال 26-27 أيار/ مايو 2024 على مخيم للنازحين في رفح، بحريق أدى لاستشهاد 45 فلسطينيا.
وكان قصف مخيم النازحين في رفح، واحدة من أصعب جرائم الاحتلال على القطاع، والتي تسببت في حرق الأطفال والنساء والمدنيين أمام العالم بشكل مباشر، ورغم ذلك أوجدت الإدارة الأمريكية المبررات للاحتلال وغطت على جريمته.
كمين يوم عرفة
تمكن كتائب القسام، من تسديد ضربة قاسية للاحتلال، يوم عرفة الذي صادف في 15 حزيران/يونيو 2024، بعد نصب كمين لناقلة جنود من طراز النمر تتبع وحدة هندسية تحمل كميات كبيرة من الألغام لنسف منازل السكان.
وقام أحد مقاتلي القسام، باستهداف الناقلة في الكمين الذي عرف باسم كمين يوم عرفة، وأصابها بصورة مباشرة ما أدى إلى انفجارها بالكامل، ومقتل كافة من فيها وعددهم 8 بين ضباط وجنود، وهو ما اعتبره الاحتلال إحدى كوارثه خلال العدوان.
اغتيال هنية
في 31 تموز/يوليو 2024، أقدم الاحتلال على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، خلال زيارته لطهران، بعد حضور مراسم تنصيب الرئيس الجديد مسعود بزشكيان.
وقالت الحركة وفق لتحقيقاتها إن الاحتلال أطلق صاروخا موجها على الغرفة التي كان يقيم فيها هنية، خلال استضافته بطهران، وتتبع مبنى ضيافة لقدامى المحاربين في الحرس الثوري، ما أدى إلى استشهاده مع مرافقه الشخصي.
السنوار خلفا لهنية في قيادة الحركة
وفي 6 آب/أغسطس 2024، أعلنت حركة حماس بالإجماع اختيار رئيس الحركة في غزة يحيى السنوار، رئيسا لمكتبها السياسي خلفا لهنية.
العثور على جثث أسرى
أعلن جيش الاحتلال في 1 أيلول/سبتمبر 2024 العثور على جثث 6 من أسراه في رفح، بعد اكتشاف نفق في أحد أحياء المدينة.
وقال الاحتلال في حينه، إن جثث الأسرى القتلى كان حديثة، مرجحا أن يكونوا قتلوا قبل اكتشاف النفق بفترة بسيطة، في المقابل عرضت القسام مشاهد مصورة للأسرى، والذين كان من المفترض أن يخرج عدد منهم في المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى.
استشهاد يحيى السنوار
أعلن الاحتلال في 16 تشرين أول/أكتوبر 2024، عن العثور على جثمان قائد حركة حماس الشهيد يحيى السنوار، في داخل منزل بمنطقة تل السلطان في رفح، بعد اشتباك عنيف خاضه معه دون أن يعرف هويته.
وكان السنوار مع قائد كتيبة تل السلطان في كتائب القسام، قبل أن تندلع اشتباكات دامت ساعات طويلة معهما، وتحصن السنوار داخل أحد المنازل، والاستمرار بالاشتباك مع الاحتلال، حتى جرى قصف المنزل بالدبابات، وهو ما أدى استشهاده وتسبب بصدمة في أوساط الاحتلال، بوجود السنوار الذي بحثوا عنه على مدار العدوان، في الخطوط الأمامية للمواجهة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية غزة المجازر الاحتلال غزة الاحتلال مجازر هدنة غزة المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جیش الاحتلال الاحتلال على الاحتلال فی قطاع غزة فی رفح ما أدى
إقرأ أيضاً:
عسكريون يروون محطات الفشل الأمريكي البريطاني خلال عام من العدوان
يمانيون../
يطوي اليمنيون عامًا كاملًا من الصمودِ الأُسطوري بوجه تحالُفِ العدوان الأمريكي البريطاني، مسطِّرين أروعَ الملاحم البطولية في المواجهة.
أسهمت بشكلٍ كبيرٍ في إخفاقِ لندن وواشنطن وتحييد قطعهما العسكرية عن المواجهة إلى حَــدٍّ كبير جِـدًّا، وتصعيد العمليَّات ضد العدوّ الصهيوني المجرم، في ظل استمرار مسار الإسناد اليمني للشعب الفلسطيني.
وبعدَ السابع من أُكتوبر المجيد أطلَّ السيد القائد عبدُالملك بدر الدين الحوثي “يحفظُه الله” في كلمةٍ متلفزة معلنًا تأييدَه المطلقَ للمقاومة الفلسطينية التي أحدثت زلالًا أمنيًّا في الأوساط الصهيونية لا تزال آثاره على الكيان الصهيوني واضحة على مدى عام وأربعة أشهر وسيستمر أثره طويلًا جِـدًّا.
آنذاك أكّـد السيدُ القائد العلم عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- أن اليمنَ سيتدخَّلُ تدخلًا مباشرًا في المعركة في حال أن الولايات المتحدة الأمريكية تدخلت مع الكيان الصهيوني، وكما هو معروف عنها توجّـهت الولايات المتحدة الأمريكية بكل ثقلها العسكري صوب الكيان الصهيوني لإنقاذه، لتعلن القوات المسلحة اليمنية بدء عمليَّاتها العسكرية مساندة لغزة وانتصارًا لمظلوميتها التاريخية.
وحينما اشتد الخناق على الملاحة الصهيونية في البحر الأحمر وخليج عدن أعلنت أمريكا تشكيل تحالف دولي مكون من 40 دولة تحت ما يسمى بـ “حارس الازدهار”؛ بهَدفِ تأمين مرور السفن الصهيونية وحمايتها من العمليَّات العسكرية اليمنية المساندة لغزة.
وبعد تراجع غالبية الدول المتحالفة وبقاء بريطانيا وأمريكا كتحالف رئيسي في العدوان على اليمن استقدمت الولايات المتحدة الأمريكية أسطولها البحري المكون من بوارج ومدمّـرات وقاذفات وغواصات حربية إلى البحر الأحمر لتبدأ عدوانها الغاشم على اليمن، حَيثُ نفذت أول عدوان في الثاني عشر من يناير 2024م مستهدفة صنعاء والحديدة، ليبدأ التورط الفعلي في العدوان على اليمن والغرق في وحاله التي لا ينجو كُـلّ من تجرأ في الاعتداء عليها.
وفي مواجهة ذلك سلكت القوات المسلحة اليمنية سلوكًا تدريجيًّا في المواجهة، حَيثُ بدأت العمليَّات العسكرية أولى مراحلها باستهداف عمق الاحتلال الصهيوني ومن ثم تدشين اصطياد السفن التابعة للعدو الصهيوني، وحينما صعد العدوّ الصهيوني جرائمه الوحشية المروعة في قطاع غزة، اتجهت القوات المسلحة اليمنية نحو إغلاق الملاحة البحرية للكيان الصهيوني عبر البحر الأحمر والمحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط، وتصعيد العمليَّات في عمق الاحتلال.
وقد تمكّنت القوات المسلحة اليمنية أَيْـضًا، من إفشال وطرد الأساطيل الأمريكية والأُورُوبية المحتشدة تحت مسمى “تحالف الازدهار” وعمليَّة “إسبيدس”؛ فعلى مدار المواجهة كثّـفت قواتنا المسلحة من العمليَّات الهجومية لاستهداف هذه الأساطيل منها الفرقاطات والمدمّـرات وحاملات الطائرات الأمريكية ووصل الأمر إلى طردها تحت ضغوط عمليَّاتية وضربات مدمّـرة ومتواصلة.
نجاحٌ يمني كبير وفشل معاد مدوٍّ:
وفي هذا الشأن يقول الخبير العسكري زين العابدين عثمان: إن القوات المسلحة اليمنية حقّقت نجاحات كثيرة خلال العام الماضي، حَيثُ تمكّنت من طرد الأساطيل الأمريكية والأُورُوبية في البحر، وصعدت من عمليَّات استهداف عمق الاحتلال الإسرائيلي، بشكل دراماتيكي خلال عام 2024، وحوّلت مركز الكيان يافا المحتلّة (تل أبيب) إلى منطقة عسكرية مفتوحة، حَيثُ أصبحت عمليَّات استهدافها شبه يومية، مستخدمة في العمليَّات التي تنفذها أسلحة متطورة للغاية على رأسها صواريخ هايبر سونيك الفرط صوتية والمسيّرات الانتحارية ذات المديات التي تصل 2500 كم.
ويضيف عثمان في حديثه لـ “المسيرة” أنه ومنذ “أواخر شهر نوفمبر وديسمبر الماضي إلى اليوم تم تكثيفُ الهجمات وتطوير آليتها العمليَّاتية بالشكل الذي يجعلها ذات تأثير استراتيجي مدمّـر بكيان العدوّ.
ويلفت عثمان إلى أنه تم تدشين ضربات مركزة وعالية الدقة على أهداف حساسة منها القواعد الجوية ومراكز حكومة العدوّ كوزارة الدفاع وأهداف عسكرية أُخرى في يافا المحتلّة.
وأكّـد أن العام 2024 كان مليئًا بالإنجازاتِ والتحولات الكبرى التي صنعتها القوات المسلحة سواء على مستوى الموقف العمليَّاتي المساند لغزة، أَو في مجالِ تطوير القدرات والتكنولوجيا العسكرية، حَيثُ حقّقت قواتنا المسلحة اختراقاً كَبيرًا في مجالِ التكنولوجيا، وصل إلى مستوى المنافسة لما تنتجه الدول الكبرى المصنعة للسلاح.
وفي هذا الصدد، يواصل عثمان حديثه بالقول: “إن القوات المسلحة حقّقت ثورة تطوير متقدمة على المستوى التقني والتطبيقي والعلمي لإنتاج أنواع متعددة من الصواريخ الباليستية التي وصل بعضها منافسة النظائر الصاروخية التي تنافس إصدارات (روسيا، الصين، كوريا الشمالية)، منها صواريخ الكروز الجوالة والصواريخ الباليستية النقطية والصواريخ الفرط صوتية منها الصاروخ الجديد فلسطين2، الذي يوازي صاروخ كنجال الروسي وDF-17 الصيني، حَيثُ أصبح اليمن الدولة السادسة عالميًّا في صناعة هذه الصواريخ المتطورة”.
ويستطرد “وفي جانب سلاح الجو المسيّر تم تطوير طائرات مسيّرة انتحارية قادرة على المناورة والإفلات من مختلف أنظمة الدفاع الجوي وكان من أحدث هذه الطائرات” يافا” التي يمكنها بلوغ مديات تصل إلى 2500 كم”.
وتطرد عثمان إلى التطور اليمني الكبير في القوة البحرية، حَيثُ أوضح أن “القوات المسلحة انجزت أجيالًا مختلفة من أنظمة الصواريخ الباليستية والمجنحة المضادة للسفن والزوارق الانتحارية FPV التي يمكنها حمل شحنات تصل 1500 كجم من المواد المتفجرة إضافة إلى صناعة الغواصات المسيّرة والطوربيدات”، مُشيرًا إلى التطور الدفاعي الجوي يعد حصيلة نوعية وغير مسبوقة تاريخيًّا، تتمثل في إسقاط 14 طائرة من طراز MQ-9 الأمريكية.
وبحسب المعطيات الموجودة، يؤكّـد الخبير العسكري عثمان أن قواتنا المسلحة وخلال العام الجديد 2025 ستواصل بعون الله تعالى، مسار عمليَّات المساندة لغزة حتى كسر العدوان الأمريكي الإسرائيلي وستواصل ثورة الإنتاج والتطوير للأسلحة والتقنيات بما يحقّق مستوى أكبر من القوة والفاعلية في المواجهة، مؤكّـدًا أن العمليَّات العسكرية الهجومية تظل مُستمرّة، رغم كُـلّ التحديات وقد ربما تنتقل القوات المسلحة في حال لم يتوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، إلى المرحلة السادسة من التصعيد التي ستكون ذات أبعاد ومسارات استراتيجية أكثر نكاية وتدميرًا بالعدوّ الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي حتى يتم إيقاف العدوان والإبادة الجماعية في قطاع غزة، فمهما وصل حجم العدوان على بلدنا وشعبنا سيظل في خانة الفشل، وسينتهي الأمر بالعدوّ الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي إلى الهزيمة الكاملة.
وفي ظل تصاعد حالة الفشل الأمريكي البريطاني الإسرائيلي المشترك في كُـلّ المستويات السياسية والعسكرية والإعلامية وحتى الاقتصادية، فَــإنَّ ما حقّقته القواتُ المسلحة اليمنية قد ثبت بلا شك حالةَ اهتزاز المكانة السياسية والعسكرية لأمريكا، والتي كانت كبيرة في نظر حلفائها، على الرغم من أن واشنطن اعترفت بفشلها الإعلامي والعسكري ضد اليمن، وقد شاهد العالم كله اعترافات القيادات العسكرية الأمريكية، واعترافات عناصر المارينز عن الأهوال التي واجهوها داخل حاملات الطائرات الأمريكية والقطع الحربية الأمريكية خلال تعرضهم للقصف اليمني.
إنجازات غير مسبوقة ومعادلات جديدة:
وفي إطار ذلك يؤكّـد الخبير في الشؤون العسكرية العميد عزيز راشد، أن الجيش اليمني حقّق إنجازات كبرى لم يسبق لها مثيلٌ في تاريخ الحروب البحرية الأمريكية، موضحًا أن قواتنا المسلحة استهدفت خلال عام من العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن قرابة 220 سفينة تجارية وحربية كانت بطريقها للكيان الصهيوني.
ويوضح في تصريح خاص لـ “المسيرة” أن القواتِ المسلحة اليمنية استطاعت “بفضل الله تعالى” تطوير قدراتها العسكرية بما يلائم التحديات الراهنة، حَيثُ أثبتت قدراتها في مواجهة العدوان الأمريكي والبريطاني على مدى عام كامل.
ويبين أن القوات المسلحة اليمنية لم تقتصر في إنجازاتها العسكرية على مواجهة التحالف الأمريكي البريطاني وحسب، وإنما أثبتت قدرة فائقة في اختراق كافة المنظومات الدفاعة الجوية التابعة للكيان الصهيوني، مستدلاً بالطائرات المسيّرة والصواريخ البالستية والفرط صوتية التي تتجاوز كافة المنظومات الدفاعية بمختلف أنواعها ابتداءً بالقبة الحديدة و”مقلاع داوود” وحيتس وثاد، محقّقة أهدافَها في مختلف المغتصبات الفلسطينية المحتلّة، بما فيها المنطقة الأكثر تشديداً من الناحية الأمنية بالنسبة للكيان المعروفة يافا المحتلّة.
ويشير العميد عزيز راشد، إلى أن الجيش اليمني نجح في تشديد حصاره الاقتصادي على الكيان الصهيوني وتكبيده خسائرَ اقتصادية جسيمة تُقدَّرُ بمليارات الدولارات بالرغم من تواجد التحالف الأمريكي والبريطاني بمختلف قطعه البحرية في المنطقة والتي وصل إليها؛ بهَدفِ تأمين الملاحة الصهيونية وحمايتها من الضربات العسكرية اليمنية.
ويلفت راشد إلى أن العدوّ الأمريكي البريطاني بات على يقين بأنه تورَّط بدخوله الحرب ضد اليمن، مُضيفًا “هذا العجز بات واضحًا وجليًّا على لسان مسؤوليه وقادته العسكريين الذين أقروا بأن معركة البحر الأحمر معقَّدة وصعبة للغاية ولم يسبق لها مثيل منذ الحرب العالمية الثانية”.
ويلفت العميد راشد إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر سلاحَ البحرية الأمريكية من الأسلحة الاستراتيجية التي تراهن عليها أمريكا في بسط نفوذها الإقليمي والدولي عبر مختلف بلدان العالم.
وينوّه إلى أن اليمن أنهى عصر حاملات الطائرات الأمريكية التي كانت تراهن عليها الولايات المتحدة الأمريكية أثناء حروبها، مبينًا أنه في الماضي كانت أمريكا تحَرّكُ حاملاتِ الطائرات الأمريكية وأساطيلها الحربية أثناء المسائل القومية بالغة الأهميّة والتي تمس بالأمن القومي الأمريكي.
ويواصل راشد حديثه في هذا السياق “أن أمريكا في معركتِها الحالية ضد القوات المسلحة اليمنية استخدمت كُـلَّ أوراقها ولم يتبقَّ لها أيُّ شيء باستثناء السلاح النووي والذي بلا شك في حال لجأت الولايات المتحدة الأمريكية إلى استخدامه ضد اليمن فَــإنَّه نتائجه السلبية وتداعياته ستحدُثُ حتماً على أمريكا وعلى حليفها الاستراتيجي الكيان الصهيوني”، مُشيرًا إلى أن القواتِ المسلحةَ اليمنية قادرة على استهدافِ المنشآت النووية التابعة للكيان الصهيوني.
وفي ختام حديثه، يؤكّـد العميد عزيز راشد، أن “أزمة البحر الأحمر لا يمكن حلها إلا من خلال الاستجابة لمطالب القوات المسلحة اليمنية المحقة والإنسانية المتمثلة في وقف العدوان الصهيوني الجائر على قطاع غزة ورفع الحصار، وفي حال أصرت أمريكا على مواصلة الحرب فَــإنَّ نتائجها السلبية ستحدث حتماً عليها وعلى حلفائها”.
اليمنُ عصيٌّ على الانكسار:
إلى ذلك يؤكّـد الخبير في الشؤون العسكرية العميد مجيب شمسان، أنه منذ إعلان ما يسمى بتحالف حماية الازدهار والمكون من أكثر من أربعين دولةً بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية قدمت العديد من القطع العسكرية الحديثة إلى المنطقة؛ بهَدفِ منع العمليَّات العسكرية اليمنية المساندة لغزة، قبل أن تجر أذيال الهزيمة ورائها.
ويوضح في تصريح خاص لـ “المسيرة” أن القوات المسلحة اليمنية استطاعت بفضل الله تعالى، أن تُفشِلَ كُـلَّ المحاولات الأمريكية العدوانية الرامية لوقف العمليَّات اليمنية العسكرية المساندة لغزة، مبينًا أن الولاياتِ المتحدة الأمريكية وجهت ضربة قاصمة للقوات الأمريكية المتواجدة في المنطقة.
ويشير إلى أن الجيشَ اليمني نجح في ضرب الأُسطورة الأمريكية وأبرز رموز قوتها المتمثلة في طائرات الإم كيو9 وحاملات الطائرات الأمريكية، لافتًا إلى أن القوات المسلحة اليمنية لم تكتفِ باستهداف المدمّـرات والبوارج الحربية الأمريكية وحسب، وإنما حرصت على توجيه ضربات استباقية لحاملات الطائرات الأمريكية الأربع “روزفلت، أيزنهاور، إبراهام لينكولن، يو إس إس هاري ترومان” لتصبح القوات المسلحة اليمنية هي الأولى في التاريخ التي تتجرأ على ضرب حاملات الطائرات الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية، فضلاً عن كونها القوة العسكرية الأولى في التاريخ التي تنهي عصر حاملات الطائرات الأمريكية.
وينوّه شمسان إلى أن “القوات الأمريكية ستتعرض للمزيد من الخسائر والهزائم المتوالية في حال أصرت على عسكرة البحر الأحمر”، موضحًا أن الجيش اليمني مُستمرٌّ في مراكمة قُدراته على المستوى العسكري والأمني وعلى مستوى توحيد الجبهة الداخلية.
ومع الاستدلال بحصيلة عام من الفشل الأمريكي البريطاني، يؤكّـد العميد مجيب شمسان أن القوات المسلحة اليمنية لن تقف عند حَــدّ معين من المواجهة ضد الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها وإنما ستصعد في عمليَّاتها العسكرية وستذهب لما هو أشد إيلاماً بالعدوّ الأمريكي والإسرائيلي، في إطار الهدف الاستراتيجي المتمثل في إسناد غزة والانتصار لمظلوميتها.
وفيما يسهم الإصرار الأمريكي في عسكرة البحر الأحمر إلى جر المنطقة نحو حرب إقليمية كبرى تسهم في إنهاك الاقتصاد العالمي وزعزعة الأمن في المنطقة، يؤكّـد العميد شمسان في ختام حديثه لـ “المسيرة” أن الولايات المتحدة الأمريكية استنفدت كُـلّ أوراقها العسكرية في البحر الأحمر، وبقاؤها في المعركة سيسهم في أن تفقد قواتها البحرية بشكل كامل في ظل زحف العمليَّات اليمنية.
ومع توالي الاعترافات الأمريكية بالفشل والعجز المدوي أمام اليمن، فَــإنَّ قرار الاستمرار في الإسناد يبقى صُلبًا وأكبرَ متانة كلما استمر العدوانُ الصهيوني على غزة، أَو كلما واصل رعاة الكيان الصهيوني غطرستهم بحق اليمن الذي لا ينكسر.
وبالنظر لمعطيات المراحل السابقة، أثبت اليمن أنه كلما كان هناك تحالفٌ ضده يعتدي عليه بالقصف ويحيك المؤامرات ضده، فَــإنَّه دائمًا يخرج من هذه المؤامرات بصيغه أقوى وأكبر، واليوم بات لدى اليمن الكثيرُ من الخيارات العسكرية الاستراتيجية التي قد توصَّل العدوّ الصهيوني ورعاته إلى قعر البحر، بعد أن أسقط أحدثَ أسلحة واشنطن جوًّا ونشر الرعب والذعر في البر الفلسطيني المحتلّ.
محمد حتروش – عباس القاعدي المسيرة