مصباح أحمد محمد

كل يوم يمر تتكشف حقيقة هذه الحرب الإجرامية المدمرة في البلاد فقد أظهرت أسوأ مافيها من إنتهاكات وجرائم مروعة لم تشهدها حتي حرب رواندا كمثال لحروب الإبادة الجماعية، يتنافس المجرمين في قتل وإهانة واذلال المواطنين الأبرياء دون وازع أخلاقي أو ديني أو رادع قانوني،،،

ما حدث في مدني والكنابي ومناطق اخري من إنتهاكات وتصفيات جهوية وعرقية للمواطنين في قري الكنابي وأحياء مدني من قبل عناصر مليشيات النظام البائد ومليشيا كيكل وعناصر القوات المسلحة يؤكد ماظللنا نحذر منه وهو مخطط الفلول لجر البلاد لمنعطف التصفيات العرقية وتفكيك البنية الاجتماعية لجر المدنيين للدخول في مربع حربهم الاجرامية ، والجزيرة تمثل سودان مصغر عاش فيها الناس جميعا علي مدي عشرات السنين في تعايش وسلام وعرفت بتماسك مجتمعها وتعاضد أهلها والتعاون بينهم بمختلف الوانهم وقبائلهم ولذلك هي مستهدفة لتميزها اجتماعياً واقتصادياً ، وقد اتضح للجميع أن المستهدف الحقيقي بالحرب هو المواطن بالدرجة الأولى وقد صار أحد أدوات الحرب البعثية.

الفيديوهات تتري بصورة متتالية للتصفيات الميدانية علي أساس الشبهة والانتقام وبحضور المواطنين وحتي الأطفال وهي جرائم ليست مستغربة من متطرفي المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية الإرهابية المتدثرين برداء الاسلام وهو بريئ منهم .
أن المعلوم شرعاً لمدعي الدفاع عن الكرامة أن التصفيات حتي للأسري المقاتلين من الجوائم المنهي عنها شرعا وقانونا ناهيك عن من يشتبه فيهم زوراً وبهتاناً ، ولكن بالطبع عند المتطرفين أصحاب فتوي قتل ثلثي الشعب ليعيش الثلث ليس بمستغرب لأن ذلك منهجهم الذي بني عليه فكرهم المنحرف ، وطبعهم الإجرامي والمؤسف حقاً هو أن قادة الجيش الذين صدعوا الشعب بأنهم الحريصين علي حماية الوطن والمواطن يلوذون بالصمت علي كل هذه الجرائم وكأنهم يباركونها ويوافقون عليها وأن البيانات الخجولة للناطق الرسمي بإسم الجيش ومحاولات التبرؤ من الفاعلين هي في حد ذاتها تأكيد علي مباركة هذه الافعال الإجرامية ، لأنه لم تقابلها اجراءات تحمي المواطنين من المؤسسة العسكرية والأمنية المسؤوليه عن حماية المواطنين، هذه ليست المرة الأولى فقد حدث ذلك من قبل في أم درمان وأمبدة وبحري وقري سنار وسنجة والسوكي حيث تمت تصفية عشرات المواطنين وإعتقال المئات الذين لايزالون غير معروف مصيرهم وسط تصفيق ودعوات للإستمرار في هذا النهج من قبل أبواغ الحرب الإعلامية وداعميهم ، ولم تكلف قيادة الجيش نفسها بإصدار أوامر لمنسوبيها ومليشياتها بوقف هذه الإنتهاكات بل تحاول كل يوم صناعة مليشيا جديدة علي حساب القوات النظامية ،،،

لقد انسحب الجيش من الجزيرة تاركاً أهلها يواجهون مصيراً مجهولا ويتحملون الإنتهاكات المروعة وعاد إليها بعد إنسحاب الدعم السريع منها ليعاقبهم علي صبرهم علي البلاء والإبتلاء بِتُهَم التعاون مع الدعم السريع إنها الخيبة مرتين يوم التولي من المعركة والهروب من المسؤولية بغير مبرر وخذلان المواطنين ويوم الإقبال بعد فوات الأوان ، وكان الأمل في الجيش هو توفير الحماية وإستعادة الأمان المفقود بدلاً من ممارسة القتل والإرهاب والإعتقال والاذلال للضعفاء ،،،

وأهم من يظن أن الله سينصر الظالمين وحالم من يعتقد أن قتل النفس التي حرم الله بغير حق سيحقق مكسبا في الدنيا أو الآخرة بل سينتقم الله سبحانه وتعالى لعباده المستضعفين من قاتلهم أياً كان وفي الآخرة ينال أشد العذاب ولكم في نظام الأسد عبره فاعتبروا قبل أن تصيبكم لعنة المستضعفين فيذهب ريحكم لأن الله سينصر من ينصره والنصر يأتي بتطبيق شرع الله والإلتزام بأوامره واجتناب نواهيه ،،،
يقول الله تعالى: { وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ}[إبراهيم: 42-43].

رحم الله الشهداء وشفي الجرحي إنه سميع مجيب وجنب بلادنا الفتن ما ظهر منها وما بطن ،،،

 

الوسوممصباح أحمد محمد

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: مصباح أحمد محمد

إقرأ أيضاً:

الجيش السوادني يحكم السيطره على مناطق جنوب كافوري

الأربعاء, 19 فبراير 2025 12:13 م

بغداد/المركز الخبري الوطني

مع استمرار التقدم الميداني الذي أحرزه الجيش السوداني خلال الأسابيع الماضية بوجه قوات الدعم السريع، لاسيما في العاصمة الخرطوم، طرأت تطورات جديدة.

فقد أعلن الجيش اليوم الأربعاء اكتمال السيطرة على مناطق جنوب كافوري في الخرطوم بحري واقتراب إعلان الاستيلاء على بحري وشرق النيل.

استمرار معارك الخرطوم.. والجيش يسيطر على مقر للمخابرات
العرب والعالم
استمرار معارك الخرطوم.. والجيش يسيطر على مقر للمخابرات
كما أضاف أن “قوات سلاح المدرعات تقترب من الالتحام بالقوات في منطقة المقرن غرب مركز مدينة الخرطوم”.

وكان الجيش قد سجل مكاسب مهمة خلال الفترة الماضية، وتقدم مؤخراً نحو القصر الجمهوري في الخرطوم، وسيطر على مقر المخابرات، ما عكس مسار الحرب التي خلفت عشرات الآلاف من القتلى، وأكثر من 12 مليون نازح منذ اندلاعها في أبريل 2023.

ففي يناير الماضي، استعاد مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، وسط البلاد، قبل أن يتقدم في الخرطوم.

كما سيطر على مقر القيادة العامة في الخرطوم، التي استولى عليها الدعم السريع منذ أغسطس 2023.

وفك أيضاً الحصار عن مصفاة الجيلي النفطية شمال الخرطوم، وهي الأكبر من نوعها في البلاد.

كذلك أحرز تقدماً كبيراً في مختلف المحاور بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غرب السودان.

مقالات مشابهة

  • ذكرى ميلاد سيف الله المختار.. حقيقة قرابته بالفنان أحمد رمزي
  • حالة المجاعة فى البلاد ومستقبل الحرب
  • طلائع الجيش يكشف حقيقة مفاوضات الزمالك مع يسري وحيد
  • خالد سلك.. لايمكن حسم الحرب عسكريا مهما طال أمدها
  • الجيش السوادني يحكم السيطره على مناطق جنوب كافوري
  • شاهد: أهالي كفر كلا يعودون إلى بلدتهم المدمرة بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي
  • «الأرصاد» تناشد المواطنين بعدم الانخداع بارتفاع الحرارة في طقس اليوم
  • حقيقة مد مسلسل النص لـ أحمد أمين إلى 30 حلقة في موسم رمضان| خاص
  • لا استثني منّا أحدا!
  • في شهرها الـ ٢٣ وقف الحرب وحماية السيادة الوطنية