منظمة دولية تتهم إسرائيل بممارسة جرائم حرب في اليمن وتوجه دعوة للمجتمع الدولي
تاريخ النشر: 16th, January 2025 GMT
دعت منظمة هيومن رايتس ووتش إسرائيل وجماعة الحوثي إلى إنهاؤ هجماتهما غير القانونية التي تستهدف المدنيين والبنية التحتية.
وقالت نيكو جعفرنيا ممثلة المنظمة في الشرق الأوسط -في بيان- على السلطات الإسرائيلية والحوثية أن تنهي فورا جميع هجماتها غير القانونية، بما فيها تلك التي تستهدف المدنيين والبنى التحتية المدنية.
ودعت المجتمع الدولي إلى إدانت جميع الغارات غير القانونية، والضغط على أطراف النزاع للتقيّد بقوانين النزاعات المسلحة ومبادئ حماية المدنيين.
وقالت "في 10 يناير/كانون الثاني، قصف الجيش الإسرائيلي محطة لتوليد الكهرباء وميناءَيْن في اليمن، وأُفيد عن مقتل شخص وجرح تسعة آخرين. تقول السلطات الإسرائيلية إن الغارات أتت ردا على هجمات الحوثيين المتكررة ضد إسرائيل".
وأكدت أن غارات الجيش الإسرائيلي استهدفت ميناءَيْ رأس عيسى والحُدَيْدة، بالإضافة إلى محطة توليد كهرباء حزيز في صنعاء، وكلها تقع في مناطق سيطرة الحوثيين. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن "ميناء الحديدة أصبح مشلولا، وميناء رأس عيسى مشتعلا – لن يكون هناك حصانة لأحد".
وتابعت "أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قصف أهدافا عسكرية. إلا أن ميناءَيْ الحديدة ورأس عيسى ضروريين لنقل الغذاء وغيره من احتياجات اليمنيين الذين يعتمدون على الاستيراد. نحو 70% من الواردات التجارية و80% من المساعدات الإنسانية تمر بموانئ الحديدة ورأس عيسى والصليف، التي يقول أوكي لوتسما، الممثل المقيم لـ "برنامج الأمم المتحدة الإنمائي"، إنها "بالغة الأهمية للأنشطة التجارية والإنسانية". تصف روزماري ديكارلو، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام، هذه الموانئ بـ "خط الحياة لملايين البشر"، وأنها يجب أن تبقى "مفتوحة وتعمل".
وذكرت أن محطة توليد كهرباء حزيز هي المحطة المركزية في صنعاء، وتؤمن الكهرباء لسكان المدينة.
ونقلت المنظمة عن ثلاثة أشخاص قولهم إن الكهرباء انقطعت في جميع أنحاء المدينة لمدة يوم إلى يومين بعد الغارة، وهي تنقطع باستمرار منذ ذلك الوقت.
وأردفت "هذه ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها إسرائيل بنى تحتية مهمة في اليمن. فمنذ يوليو/تموز 2024، هاجم الجيش الإسرائيلي بشكل متكرر موانئ الحديدة ورأس عيسى والصليف، ومحطات توليد الكهرباء في البلاد".
وأشارت إلى مقُتل ستة مدنيين على الأقل وأُصيب 80 آخرون جراء الهجوم 20 يوليو/تموز على ميناء الحديدة وحده.
واعتبرت "هيومن رايتس ووتش" أن هذا الهجوم يرقى على الأرجح إلى مستوى جريمة حرب.
في ديسمبر/كانون الأول، أفادت وزارة الصحة في حكومة الحوثيين أن الجيش الإسرائيلي استهدف مطار صنعاء، فقتل أربعة أشخاص على الأقل وجرح 18 آخرين، منهم أحد أفراد طاقم طائرة تابعة للأمم المتحدة.
وأكدت أنه إذا كانت هجمات الحوثيين بالمسيّرات والصواريخ على إسرائيل تستهدف مدنيين أو أعيانا مدنية بشكل متعمد أو عشوائي، فقد ترقى هي أيضا إلى مستوى جرائم حرب.
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
تعرف على نوعية الأسلحة التي يستخدمها الجيش الأميركي في ضرباته ضد الحوثيين في اليمن؟
سلطت مجلة "ناشيونال انترست" الأمريكية الضوء على نوعية الأسلحة التي يستخدمها الجيش الأميركي في ضرباته الجوية التي يشنها ضد الحوثيين في اليمن، مشيرة إلى أن ترامب يريد تدمير الجماعة المدعومة من إيران.
وقالت المجلة -في تقرير أعده براندون جيه. ويتشرت، محرر أول لشؤون الأمن القومي- إن إدارة ترامب الجديدة اتخذت إجراءات حاسمة ضد المتمردين الحوثيين في اليمن، وأوفت بوعدٍ آخر من وعودها: "وهو نقل المعركة إلى الحوثيين المدعومين من إيران المتمركزين في اليمن الذين يُرهبون الملاحة الدولية منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023".
وأضاف التقرير الذي ترجمه "يمن شباب نت"، إنه "في حين اتخذ الرئيس السابق جو بايدن بعض الإجراءات لحماية الملاحة الدولية، أبرزها إطلاق "عملية حارس الرخاء"وهي عملية ردع فاترة ضد الحوثيين، فقد اتخذت إدارة ترامب الجديدة إجراءات حاسمة وشُنّت غارات جوية مكثفة استمرت عدة أيام ضد أهداف استراتيجية في اليمن".
وبطبيعة الحال، رد الحوثيون بالصواريخ الباليستية المضادة للسفن والصواريخ المجنحة التي قدمتها لهم إيران، فضلاً عن ترسانتهم من الطائرات بدون طيار. حتى الآن، صمدت البحرية الأمريكية في وجه المتمردين وكثّفت قصفها الجوي.
ووفق التقرير فقد نشرت حاملة الطائرات' يو إس إس هاري إس ترومان' طائرات 'سوبر هورنت 'من طراز 'إف/إيه-18 إي/إف' ضدهم، مزوّدة بذخائر AGM-154 للأسلحة المواجهة المشتركة (JSOW) وذخائر AGM-84H للهجوم البري الصاروخي الموسّع (SLAM-ER) .
كما شوهدت ذخائر الهجوم المباشر المشترك (JDAMs) مُركّبة على بعض طائرات "سوبر هورنت.في غضون ذلك، أطلق الطراد الصاروخي الموجه من فئة تيكونديروجا، يو إس إس جيتيسبيرج، صواريخ توماهوك برية هجومية على أهداف للحوثيين في اليمن.
لنلقي نظرة على بعض هذه الأنظمة الأمريكية بمزيد من التفصيل..
أسلحة المواجهة المشتركة AGM-154 (JSOW)
صُمم صاروخ AGM في المقام الأول لهجمات جو-أرض. حيث صُمم لتوفير هجمات جو-أرض منخفضة التكلفة وعالية الدقة، ويمكن إطلاقها من مسافات آمنة.
ويُعد هذا الجزء الأخير ذا أهمية خاصة، إذ بنى الحوثيون دفاعات جوية واسعة النطاق لحماية أراضيهم. بمعنى آخر، كلما كان إطلاق هذه الأسلحة بعيدًا عن الهدف، كان ذلك أفضل.
يتوفر هذا السلاح بثلاثة أنواع مختلفة. أحدها مُجهّز برأس حربي مُخترق ومُشتّت ( AGM-154A ). أما النوع الآخر، وهو JSOW-C، فهو مُصمّم للاستخدام في الأدوار المضادة للدروع (AGM-154B).
أما النوع الثالث، وهو JSOW-C، فيستخدم رأسًا حربيًا أحاديًا بوزن 500 رطل لاختراق المخابئ أو الأهداف عالية القيمة. وهو مُزوّد بباحث تصوير بالأشعة تحت الحمراء للتوجيه النهائي، مما يُحسّن دقته.
يفتقر صاروخ JSOW إلى نظام دفع، وينزلق نحو هدفه، مستخدمًا نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) والملاحة بالقصور الذاتي (INS) للتوجيه في منتصف المسار. يختلف مداه باختلاف ارتفاع الإطلاق، ولكنه عادةً ما يكون حوالي 24 ميلًا من الإطلاقات المنخفضة و70 ميلًا من الإطلاقات العالية.
تصميمه الخفي وصغر مقطعه الراداري يجعلان من الصعب اكتشافه - وبالنظر إلى عجز الحوثيين الواضح عن الدفاع ضد أسلحة مثل JSOW ، يبدو أنهم يواجهون صعوبة في اعتراضها.
ذخائر الاستجابة الموسعة لصواريخ الهجوم البري AGM-84H (SLAM-ER)
صاروخ كروز AGM-84H/K SLAM، وهو صاروخ جو-جو موجه بدقة، طورته شركة بوينغ للبحرية الأمريكية والقوات المتحالفة معها، وهو تطوير لصاروخ AGM-84E SLAM الأقدم، وهو بدوره نسخة مشتقة من صاروخ AGM-84 Harpoon المضاد للسفن.
وقد صُمم صاروخ AGM-84H SLAM لضرب أهداف برية وبحرية عالية الأهمية في جميع الأحوال الجوية، مما يوفر مدىً ودقةً ومرونةً أكبر مقارنةً بسابقاته.
يتمتع هذا النظام بمدى يزيد عن 155 ميلًا بحريًا (178 ميلًا) ويمكن إطلاقه من مسافة آمنة لإبقاء الطائرة المهاجمة خارج مدى الدفاع الجوي للعدو.
يستخدم الصاروخ مزيجًا من نظام الملاحة بالقصور الذاتي بمساعدة نظام تحديد المواقع العالمي (جي بي اس) للطيران في منتصف المسار، وباحث الأشعة تحت الحمراء (IIR) للتوجيه النهائي.
ويضمن هذا النظام المزدوج دقةً فائقة، حتى في الأحوال الجوية السيئة أو ضد الأهداف المموهة. يُعد الرأس الحربي المتفجر المغلف بالتيتانيوم، والذي يزن 500 رطل، والمُصمم للاختراق والتدمير ضد الأهداف المحصنة (مثل المخابئ والسفن والبنية التحتية)، هو السلاح الفتاك في هذا النظام.
يتيح رابط البيانات ثنائي الاتجاه التحكم المباشر ، ما يعني أن المشغلين يستطيعون إعادة توجيه الصاروخ أثناء تحليقه، أو تعديل نقطة تصويبه، أو تبديل الأهداف إذا دُمِّر الهدف الأصلي أو اعتُبر أقل خطورة. كما يدعم الصاروخ وضع "أطلق وانسى" مع نظام التعرف التلقائي على الأهداف (ATR) لتوجيه ضربات ذاتية بالكامل.
بمجرد إطلاقه، يحلق صاروخ SLAM-ER بسرعات دون سرعة الصوت باستخدام محرك نفاث من طراز Teledyne J402 . وقد أُعيد تصميم أجنحته لتحسين الديناميكية الهوائية والمدى. كما أن مسار طيران AGM-84H المنخفض وتصميمه الخفي يُقللان من إمكانية اكتشافه.
ذخيرة الهجوم المباشر المشترك (JDAM)
من المفاهيم الخاطئة الشائعة أن ذخائر الهجوم المباشر المشترك (JDAM) هي في حد ذاتها صاروخ. ففي الواقع، هي مجرد مجموعة توجيه طورتها الولايات المتحدة لتحويل قنبلة غير موجهة، أو "غبية"، إلى ذخيرة دقيقة التوجيه في جميع الأحوال الجوية.
هذه المجموعات رخيصة الثمن نسبيًا، وتحتوي على نظام معياري يُثبّت على قنابل السقوط الحر الموجودة، مما يمنحها قدرات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) ونظام التوجيه الداخلي (INS) لتوجيه ضربات دقيقة من مسافة آمنة.
حظيت أنظمة JDAM بشعبية كبيرة بين الجيوش الأمريكية وحلفائها منذ الكشف عنها في أواخر تسعينيات القرن العشرين.
تشمل مكونات هذا النظام جهاز استقبال GPS، ونظام توجيه داخلي (INS)، وزعانف قابلة للتوجيه، وألواحًا على طول جسم القنبلة لمزيد من الرفع والثبات.
يمكن لقنبلة JDAM حمل قنبلة Mk 84 التي تزن 2000 رطل ، وقنبلة Mk 83 التي تزن 1000 رطل، وقنبلة Mk 82 التي تزن 500 رطل.
ويسمح نظام GPS/INS لهذا النظام بالتنقل إلى إحداثيات مبرمجة مسبقًا. كما يتميز هذا النظام بخاصية "أطلق وانسى"، حيث يضبط مسار طيرانه في الجو ليصيب الهدف ضمن نطاق خطأ دائري محتمل (CEP) يبلغ حوالي 16 قدمًا في أي حالة جوية وفي أي وقت من اليوم.
يمكن لـقنابل JDAM، التي يتم إسقاطها من ارتفاع يصل إلى 45000 قدم في الهواء، أن تنزلق إلى الهدف لمسافة تتراوح بين 17 إلى 23 ميلاً.
صاروخ توماهوك كروز
توماهوك ، نظام صاروخي أمريكي شهير، هو سلاح متعدد الاستخدامات مصمم أساسًا لتوجيه ضربات دقيقة ضد الأهداف البرية والبحرية. صُنع هذا النظام من قِبل شركة رايثيون (مع أن تصميمه الأصلي كان من قِبل شركة جنرال ديناميكس)، وكان حجر الزاوية في القوة البحرية الأمريكية منذ ثمانينيات القرن الماضي.
تتوفر عدة أنواع من هذه الصواريخ، لكن مدى السلاح يتراوح بين 805 و1553 ميلًا حسب النوع. تبلغ سرعة الصاروخ حوالي 550 ميلًا في الساعة، ويعمل بمحرك ويليامز F107 توربوفان بعد أن يرسله معزز يعمل بالوقود الصلب من السفينة أو الغواصة ليطلقه نحو أهداف العدو البعيدة.
لا يقتصر هذا النظام على تزويده بنظامي تحديد المواقع العالمي (GPS) ونظام الملاحة الفضائية (INS) للحفاظ على مساره على مسافات طويلة، بل يستخدم أيضًا نظام مطابقة محيط التضاريس (TERCOM) للرحلات الجوية على ارتفاعات منخفضة. ويستخدم نظام TERCOM قياس الارتفاع بالرادار لمطابقة الأرض تحته مع خرائط مُحمّلة مسبقًا.
علاوة على ذلك، يُقارن نظام مطابقة المشهد الرقمي (DSMAC) الصور المُلتقطة على متن الطائرة بالنماذج المُخزّنة لضمان دقة عالية في المرحلة النهائية. كما تُضيف بعض الإصدارات روابط بيانات الأقمار الصناعية لإعادة الاستهداف أثناء الرحلة.
في العادة، يكون الرأس الحربي التقليدي الذي يبلغ وزنه 1000 رطل (مثل WDU-36/B ) هو القاتل الأساسي لهذا النظام، ولكن كانت هناك أيضًا إصدارات نووية أقدم ( TLAM-N ).
على الرغم من أن هذه الأسلحة موجودة منذ عقود من الزمن، فإن السبب وراء استخدامها أكثر من 2000 مرة في القتال هو موثوقيتها - وحقيقة أنها يمكن أن تعمل في الأفق ضد عدو مثل الحوثيين، المسلحين بأنظمة الدفاع الجوي الإيرانية والصواريخ المضادة للسفن، يجعلها مفيدة للغاية للبحرية الأمريكية في حربها ضد الحوثيين.
التداعيات الاستراتيجية لضربات الحوثيين
وأشارت المجلة إلى أن الجيش الأمريكي بقيادة الرئيس ترامب يريد القضاء على الحوثيين. وفي الوقت نفسه، يُعيد الإسرائيليون فتح جبهتهم الجنوبية ضد حماس في قطاع غزة.
واختتمت تقريرها بالقول إنه "علاوة على ذلك، يُقال إن إسرائيل، ربما بمساعدة أمريكية، تستعد لضرب منشآت الأسلحة النووية الإيرانية، مما قد يجعل هذه التحركات ضد الحوثيين وحماس مجرد مقدمة لضربات أوسع نطاقًا على إيران في المستقبل