قال الخبير العسكري العميد إلياس حنا إن اتفاق وقف إطلاق النار يمنح المقاومة فرصة ترتيب أوضاعها ويجعل بقاء إسرائيل داخل قطاع غزة دفاعيا وليس هجوميا.

وأضاف حنا في تحليل للمشهد العسكري بالقطاع، أن النقاط الخمس التي ستتمركز بها قوات الاحتلال داخل القطاع خلال تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق، ستكون منطلقا لقوات الاحتلال إن وقع أي سيناريو سيئ، لأنها تطوق القطاع من كافة المحاور.

ووفقا لتقرير تفاعلي عرضه محمد رمال، فقد قسمت إسرائيل القطاع إلى 3 محاور هي: نتساريم ومفلاسيم وفيلادلفيا، فضلا عن سيطرتها على طريق صلاح الدين الذي يصل شمال القطاع بجنوبه، وشارع الرشيد الساحلي.

ومن المقرر أن تنسحب القوات من المناطق السكنية لكي تتمركز على عمق 700 متر من الحدود. وفي اليوم السابع ستبدأ الانسحاب من طريق الرشيد الساحلي ومحور نتساريم باتجاه شارع صلاح الدين.

وسيستغرق الأمر 22 يوما ستحتفظ خلالها إسرائيل بمنطقة عازلة بعمق 700 متر داخل القطاع، مع تمركز قواتها في 5 نقاط بعمق 110 أمتار. وفي المرحلة الثانية التي تمتد 42 يوما ستكون كافة القوات قد غادرت القطاع.

نقاط دفاعية وليست هجومية

وخلال وجودها في النقاط الخمس الأكثر عمقا، ستكون قوات الاحتلال في موضع الدفاع وليس الهجوم، برأي حنا، الذي أكد أهمية الجزء المتعلق بتوقف عمل المسيرات وسلاح الجو بمعدل 10 إلى 12 ساعة يوميا في سماء القطاع.

إعلان

فقد أشار الخبير العسكري إلى أن سلاح الجو والمسيرات يلعب دورا مهما في جمع المعلومات الاستخبارية ومن ثم فإن توقفه سيساعد المقاومة على إعادة ترتيب نفسها.

ويعتمد الاتفاق على النيات الحسنة للجانبين، وهذا الأمر قد يوفر لإسرائيل فرصة اختلاق ذرائع لاستئناف القتال، خصوصا وأن الانسحاب من نتساريم وفيلادلفيا يمثل تنازلا عسكريا كبيرا لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، كما يقول حنا.

وأشار حنا إلى أن الاحتلال استخدم ذخائر قديمة تشير التقديرات إلى أن 10% منها لم ينفجر، وهذا يتطلب توعية الناس بخطورة هذه الأسلحة.

وبعد مفاوضات ماراتونية، تم الإعلان مساء الأربعاء عن اتفاق وقف إطلاق نار ينص على انسحاب مرحلي للقوات الإسرائيلية من القطاع وصولا إلى الانسحاب الكامل. وتم الاتفاق على تشكيل لجنة مصرية قطرية تشرف على عودة النازحين من جنوب القطاع إلى شماله.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يوسع توغله في غزة عبر ثلاثة محاور وسط تصعيد عسكري مستمر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

مع استئناف عدوانه العسكري على قطاع غزة منذ الثلاثاء الماضي، وسّع جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته البرية في ثلاثة محاور رئيسية داخل القطاع، مستهدفاً مناطق حيوية وسط تصعيد غير مسبوق. وأكدت مصادر محلية وشهود عيان أن التوغلات الإسرائيلية شملت محور نتساريم وسط القطاع وصولاً إلى شارع صلاح الدين، إضافة إلى منطقة مخيم الشابورة في مدينة رفح جنوباً، وشمال غرب بلدة بيت لاهيا شمالاً، ما يعكس استراتيجية إسرائيلية لتعزيز السيطرة الميدانية وقطع أوصال القطاع.

محور نتساريم.. إعادة فرض العزل بين شمال وجنوب القطاع

في محور نتساريم، توغلت القوات الإسرائيلية من الجهة الشرقية حتى شارع صلاح الدين، وهو الطريق الرئيسي الذي يربط شمال قطاع غزة بجنوبه. ووفقاً لوكالة "الأناضول"، لم تتوسع القوات باتجاه الغرب، لكنها استمرت في استهداف أي تحركات على شارع الرشيد الساحلي، مما أدى عملياً إلى إعادة فصل شمال القطاع عن الوسط والجنوب.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أنشأ محور نتساريم في نوفمبر 2023، خلال المراحل الأولى من عدوانه على غزة، لعزل محافظتي غزة والشمال عن باقي أجزاء القطاع. 

ويمتد المحور من الحدود الشرقية لغزة حتى شاطئ البحر غرباً، ويتقاطع مع شارع صلاح الدين. ورغم انسحاب القوات الإسرائيلية من المنطقة في فبراير الماضي كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار، فإن عودتها إلى المحور تعكس نوايا الاحتلال في استعادة سيطرته على المنطقة وعزل الشمال مجدداً.

محور رفح.. تقدم محدود وسط تدمير للبنية التحتية

في موازاة العمليات في نتساريم، واصلت القوات الإسرائيلية تحركاتها داخل مدينة رفح، تحديداً في محور فيلادلفيا، حيث بدأ الجيش عملية برية في حي الشابورة القريب من المحور. 

وأكدت تقارير ميدانية أن القوات الإسرائيلية نفذت عمليات تدمير واسعة للبنية التحتية في الحي، بينما بقيت تحركاتها في المنطقة محدودة.

محور فيلادلفيا، الذي يقع جنوب قطاع غزة، يعد خطاً عسكرياً استراتيجياً تسيطر عليه إسرائيل ويمثل نحو ثلث مساحة مدينة رفح. 

ورغم ادعاءات الجيش الإسرائيلي بأن تحركاته تهدف إلى ملاحقة مجموعات مسلحة، فإن القصف المكثف وعمليات الهدم تشير إلى استراتيجية أوسع لفرض سيطرة دائمة على المنطقة.

محور بيت لاهيا.. تصعيد ميداني ونزوح جماعي

أما في شمال القطاع، فقد بدأ جيش الاحتلال، الخميس، عملية برية جديدة على ساحل منطقة بيت لاهيا، ترافق معها قصف جوي ومدفعي عنيف استهدف معظم أحياء القطاع. وفي صباح الجمعة، وسّعت القوات الإسرائيلية توغلها بشكل محدود، لكن دون تقدم كبير داخل البلدة نفسها.

ورغم ذلك، أبدى سكان بيت لاهيا مخاوفهم من تصعيد العدوان الإسرائيلي، حيث شهدت المنطقة حركة نزوح جماعية خشية تعرضها لمصير مماثل لما حدث في شمال غزة خلال الشهور الماضية، حيث حوّلت الغارات الإسرائيلية المناطق السكنية إلى أكوام من الركام، بينما واجه السكان الذين بقوا هناك حصاراً خانقاً أدى إلى مجاعة حصدت أرواح العديد من المدنيين.

التداعيات الإنسانية وتصاعد المخاوف الدولية

يأتي هذا التصعيد الإسرائيلي في وقت تتفاقم فيه الأزمة الإنسانية داخل قطاع غزة، حيث تعاني المناطق المستهدفة من نقص حاد في الإمدادات الطبية والغذائية وسط استمرار الحصار الإسرائيلي ومنع دخول المساعدات الإنسانية. ويخشى المراقبون من أن تؤدي هذه العمليات العسكرية إلى موجات نزوح إضافية، مما يزيد من معاناة السكان الذين يواجهون ظروفاً كارثية منذ بدء العدوان.

وبينما تتواصل الضغوط الدولية لوقف إطلاق النار وإيجاد حل دبلوماسي للأزمة، فإن التحركات الإسرائيلية الأخيرة تشير إلى تصعيد عسكري طويل الأمد، قد يفاقم الأوضاع الإنسانية ويزيد من تعقيد المشهد السياسي في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • خبير عسكري: إسرائيل تستخدم حادثة الصواريخ كذريعة لتصعيد اعتداءاتها على لبنان
  • “واشنطن بوست”: إسرائيل تنظر في خطط الاحتلال العسكري لقطاع غزة
  • خبير عسكري: المقاومة بغزة استعادت قدراتها والاحتلال يتعامل بالتدريج مع أهدافه
  • خبير عسكري: القصف المدفعي لم يهدأ على كامل لبنان من جيش الاحتلال
  • خبير عسكري: العدوان على غزة هدفه النهائي تحقيق رغبة ترامب في التهجير
  • خبير عسكري: الجيش الإسرائيلي لا يمكنه شن عملية عسكرية واسعة بغزة
  • خبير عسكري: إسرائيل بدأت تنفيذ خطة احتلال غزة بشكل دائم
  • ما رسائل المقاومة من قصف عسقلان؟ خبير عسكري يجيب
  • ما خطورة تصريحات كاتس بضم أراضٍ غزية؟ خبير عسكري يجيب
  • الاحتلال يوسع توغله في غزة عبر ثلاثة محاور وسط تصعيد عسكري مستمر