علق قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، الخميس، على توغل جيش الاحتلال الإسرائيلي جنوبي البلاد، مشيرا إلى أن ذرائع "إسرائيل" في تقدمها برا في سوريا "لم تعد قائمة" في إشارة إلى انتشار المليشيات الإيرانية قبل سقوط نظام بشار الأسد.

وقال الشرع خلال مؤتمر صحفي مع  رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في قصر الشعب بالعاصمة دمشق، إن "إسرائيل تقدمت في المنطقة العازلة بذريعة وجود مليشيات إيرانية وهذا العذر لم يعد قائما بعد تحرير دمشق".



وأضاف "أبلغنا الأطراف الدولية باحترام سوريا اتفاقية 1974 واستعدادها لاستقبال القوات الأممية وحمايتها"، لافتا إلى أن "الجميع مجمع على خطأ التقدم الإسرائيلي في سوريا ووجوب العودة إلى ما كانت عليه قبل التقدم الأخير".


وأعرب قائد الإدارة السورية الجديدة عن "استعدادهم لاستقبال قوات أممية في المنطقة العازلة لعودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل التقدم الإسرائيلي".

يأتي ذلك على وقع مواصلة الاحتلال الإسرائيلي توغله في الأراضي السورية موسعا احتلاله للجولان منذ سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من كانون الأول /ديسمبر الماضي.

ومنذ عام 1967، تحتل إسرائيل 1150 كيلومترا مربعا من إجمالي مساحة هضبة الجولان السورية البالغة مساحتها 1800 كيلومتر مربع، وأعلنت ضمها إليها في عام 1981، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.

واستغلت دولة الاحتلال التطورات الأخيرة في المنطقة واحتلت المنطقة السورية العازلة في محافظة القنيطرة، معلنة انهيار اتفاقية "فض الاشتباك" لعام 1974، في خطوة نددت بها الأمم المتحدة ودول عربية.

والأربعاء، استشهد ثلاثة سوريين، بينهم مدني، جراء قصف جوي للاحتلال الإسرائيلي استهدف قوة من الأمن العام في الريف الجنوبي لمدينة القنيطرة، جنوب غربي سوريا.

وخلال المؤتمر الصحفي، قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ، إن "استيلاء إسرائيل على المنطقة العازلة بالجولان مدان ويجب أن تنسحب فورا".

استئناف العلاقات بعد 13 عاما
وعلى صعيد آخر، أعرب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الذي يزور دمشق لأول مرة بعد سقوط النظام،  عن سعادته باستئناف العلاقات القطرية السورية بعد انقطاع دام 13 عاما.

وأضاف "نحن على أبواب مرحلة جديدة في تاريخ سوريا وقطر تمد يدها للسوريين للشراكة"، لافتا إلى أن الوضع في سوريا يتطلب ضرورة النظر في رفع العقوبات عن البلاد في أسرع وقت.

وكشف الوزير القطري عن زيارة مرتقبة لأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى دمشق، قائلا "سمو أمير دولة قطر سيزور سوريا في المستقبل القريب".

يأتي ذلك في ظل تواصل توافد الوفود الإقليمية والدولية إلى العاصمة السورية دمشق من أجل لقاء الإدارة السورية الجديدة، التي أرسلت بدورها وفدا رفيع المستوى برئاسة وزير الخارجية في جولة موسعة على عدد من الدول العربية، بالإضافة إلى تركيا.


وضم الوفد السوري الذي زار الإمارات والسعودية وقطر والأردن وتركيا، كل من وزير الدفاع مرهف أبو قصرة ورئيس الاستخبارات العامة أنس خطاب.

وفجر الأحد 8 كانون الأول/ ديسمبر، دخلت فصائل المعارضة السورية إلى العاصمة دمشق، وسيطرت عليها مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكم نظام حزب البعث، و53 عاما من حكم عائلة الأسد.

وجرى تكليف المهندس محمد البشير، وهو رئيس حكومة الإنقاذ التي كانت تدير إدلب، بتشكيل حكومة لإدارة شؤون البلاد في المرحلة الانتقالية، إلى غاية الأول من شهر آذار/ مارس المقبل.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية الشرع الاحتلال سوريا القطري سوريا قطر الاحتلال الشرع المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وزیر الخارجیة فی سوریا

إقرأ أيضاً:

هل ينجح أتباع أحمد الشرع في حُكم سوريا الجديدة؟

فيما يتلهّف السوريون لبدء المرحلة الانتقالية مطلع مارس (آذار) القادم، يُدير شؤون سوريا اليوم بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) 2024، حكومة مؤقتة من أتباع أحمد الشرع قائد العمليات العسكرية، رجل البلاد القوي الذي أحاط نفسه بجهاديين سابقين وإسلاميين مُحافظين، من الذين كان يحكم معهم محافظة إدلب.

إعادة تشكيل المُجتمع

ووعد الشرع بأنّ تستمر الحكومة الانتقالية الحالية ثلاثة أشهر فقط، ولكنّ الجدول الزمني لإعداد الدستور الجديد يُثير قلق عدد متزايد من الأطراف السورية والدولية، لا سيّما أنّ أحمد الشرع قدّر أنّ صياغة الدستور سوف تستغرق نحو ثلاث سنوات، وأنّ الانتخابات قد لا تُجرى إلا بعد عام واحد من اعتماده. وهو ما سيسمح له بالاحتفاظ بالسلطة لمدة أربع سنوات، وهذا يكفي، برأي محللين سياسيين فرنسيين، للبدء في تشكيل المجتمع السوري الجديد وفق معايير سادة دمشق الجدد.

En Syrie, le vernis de l’islamisme “modéré” craquelle déjà de partout

➡️ https://t.co/649FXrjWD9 par @Corentinpennar https://t.co/649FXrjWD9

— L'Express (@LEXPRESS) January 7, 2025

وخلص محللون إلى أنّ هناك مؤشرات كثيرة تُشكّك في هذه القوة الجديدة المُفترضة في دمشق، سواء فيما يتعلق بالالتزام باحترام الأقليات، أو الحرية بشكل عام، أو حقوق المرأة.
ونقلت وسائل إعلام فرنسية عن دبلوماسي أمريكي التقى بالشرع مؤخراً، قوله "إنّ الشرع يقول حرفياً كل ما ينبغي أن يتم قوله لطمأنتنا".

وأضاف: "إنّه يُظهر ذكاءً شديداً، مما يجعله أكثر خطورة"، وعلى أرض الواقع هناك تشكيك وترقّب، سواء في التغييرات الداخلية أو العلاقات الخارجية.

رجال الشرع

في جولة عربية انتهت قبل أيّام، وجولة أوروبية مُرتقبة، يُرسل الشرع ثلاثة رجال مُخلصين لعرض مشروعه المُستقبلي لسوريا الجديدة، وهم الوجه الدبلوماسي وزير الخارجية أسعد حسن الشيباني، وشخصيتان أمنيتان: وزير الدفاع مرهف أبو قصرة، ورئيس المخابرات أنس خطاب.

ويُشكّل الرجال الثلاثة حجر الأساس للسلطة الجديدة التي يتم توحيدها في دمشق حول أحمد الشرع الذي كان يُلقّب بأبي محمد الجولاني. وهم كانوا من الرفاق الأوائل لزعيم هيئة تحرير الشام، عندما كانت لا تزال تعمل تحت راية تنظيم القاعدة الإرهابي تحت اسم جبهة النصرة (2012-2016). ولعبوا، منذ عام 2017، دوراً مركزياً في إنشاء مؤسسات الهيئة في معقلها بإدلب شمال غربي سوريا، والتي أصبحت مُختبراً لحكم الحركة.

Syrie : "Bien des signes questionnent ce nouveau pouvoir à Damas prétendument fréquentable" https://t.co/VMR7VPSjDy

— Marianne (@MarianneleMag) January 9, 2025

ومن حولهم، قام رئيس وزراء الحكومة المؤقتة، محمد البشير، بتشكيل حكومة تضم التكنوقراط الإسلاميين المحافظين، وجميعهم أعضاء سابقون في حكومة إدلب. وكان المهندس البالغ من العمر 41 عاماً، وهو في الأصل من هذه المحافظة، وزيراً للتنمية والشؤون الإنسانية آنذاك، هو نفسه نقطة الاتصال مع الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية التي تدخلت في مخيمات النازحين أو مع ضحايا زلزال فبراير (شباط) 2023.

أقلّ ديمقراطية واعتدال

وبالنسبة للباحث التاريخي والمحلل السياسي الفرنسي د.غيلان شيفرييه، فإنّ كل ما يحدث اليوم يُشير إلى أنّ المسلحين الذين أسقطوا نظام الأسد في سوريا هم أقلّ ديمقراطية واعتدالاً مما يدّعي البعض. وذلك بينما يُريد الشرع أن يكون مُطمئناً ويُلقي خطابات هادئة تجاه الأقليات العرقية والدينية في البلاد.
وتكشف مقاطع الفيديو المنشورة على شبكات التواصل الاجتماعي عن تنفيذ إجراءات عقابية تتضمن عمليات إعدام بإجراءات موجزة، إضافة إلى إضرام النار في شجرة عيد الميلاد بالقرب من مدينة حماة من قبل مقاتلين مُلثّمين، وإطلاق النار على كنيسة، وبثّ الأغاني الجهادية ردّاً على مظاهرات عفوية، وذلك رغم محاولات استعادة الحياة شبه الطبيعية، والتخفيف من الضوابط التي كانت مفروضة في إدلب معقلهم الأوّل ضمن مساعي لتأسيس نسخة مقبولة من "الإسلاموية المعتدلة".

En Syrie, Ahmed Al-Charaa, le nouveau maître de Damas, s’entoure d’un cabinet de fidèles, dans l’attente d’une transition https://t.co/9lYjEF0zFL

— Le Monde (@lemondefr) January 9, 2025

واتخذت السلطات الجديدة بالفعل خطوات لتعديل الكتب المدرسية القديمة عن طريق إزالة الإشارات إلى النظام القديم، وكذلك القصائد عن المرأة والحب وبعض الشخصيات والحوادث التاريخية. وإضافة مفاهيم جهادية حول التضحية في سبيل الله لاستبدال عبارة "التضحية بالنفس في سبيل الدفاع عن الوطن".

وذلك رغم أنّ وزير التربية والتعليم، نذير القادري، صرّح أنّ الأمر يقتصر فقط على "إزالة المقاطع التي تُمجّد نظام الأسد الساقط".

وهناك تقارير بالفعل عن إنشاء ما يُشبه "شرطة دينية" ودعوات عامة من قبل رجال الدين لتطبيق الشريعة وإلزام ارتداء الحجاب، وصولاً إلى معلومات عن بناء مساجد في جامعات دمشق. ولعلّ الأمر الأكثر خطورة برأي المُجتمع الدولي هو تعيين الجهاديين، بما في ذلك الأجانب، في مناصب عليا في الجيش السوري الجديد، مقابل الخدمات التي قدّموها.

قشرة الإسلام المُعتدل تتشقق

مجلة "لكسبريس" الفرنسية، رأت أنّه بمحاولة الإدارة السورية الجديدة إصلاح المناهج الدراسية، يكون أسياد دمشق الجدد قد كشفوا عن جزء من أجندتهم السياسية والدينية، وهي لحظة حاسمة في سوريا ما بعد بشار الأسد. وذكرت أنّ الجولاني غيّر اسمه الحربي إلى أحمد الشرع، واستبدل ملابسه العسكرية ببدلة وربطة عنق، وغيّر خطاباته الحربية بمفردات دبلوماسية، فهل ذلك يكفي.

وتُشير التقارير إلى أنّ العضو السابق في تنظيم القاعدة تخلّى عن الجهاد الدولي وانتقل إلى "الجهاد الوطني"، مع وعد باحترام جميع الأقليات في سوريا. ولكن أيضاً الدفاع عن حقوق المرأة، على الرغم من القيود المفروضة على الملابس في محافظة إدلب الخاضعة لسيطرته منذ عدّة سنوات.

وعيّن الرجل القوي في دمشق، للمرّة الأولى في تاريخ سوريا، امرأة كمحافظ للبنك المركزي، وأخرى كمحافظ لمدينة السويداء، ولكن من جهة أخرى تمّ التعرّف على وزير العدل شادي الويسي من خلال مقاطع فيديو من عام 2015 تُظهر حضوره، ومُشاركته، في إعدام امرأتين في إدلب.

وحول هذه الدلائل والوقائع، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي الفرنسي كورنتين بينارجوير أنّ قشرة الاعتدال في تطبيق الإسلام، والتي يُحاول الشرع إظهارها بدأت تتشقق في كل مكان، ويكفي برأيه أنّ محاولة تعديل البرامج المدرسية تُظهر أنّ سيّد دمشق الجديد لم يفقد شيئاً من تشدده.

مقالات مشابهة

  • الشرع: ملتزمون باتفاق 1974 مع إسرائيل
  • الشرع: تقدم إسرائيل في المنطقة العازلة كان عذره تواجد الميليشيات الإيرانية وحزب الله
  • وزير الخارجية القطري: نحن على أبواب مرحلة جديدة في تاريخ سوريا وقطر تمد يدها للسوريين للشراكة
  • وزير الخارجية القطري في دمشق.. أول زيارة بعد سقوط نظام الأسد
  • رئيس الوزراء القطري يصل إلى العاصمة السورية دمشق
  • عاجل| رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري يصل إلى العاصمة السورية دمشق
  • إسرائيل توسع سيطرتها في جنوب سوريا و تقترب من دمشق
  • هل ينجح أتباع أحمد الشرع في حُكم سوريا الجديدة؟
  • وزير الخارجية الإسرائيلي: هناك تقدم في مفاوضات إطلاق النار