الرئيس عون رحب بوقف النار في غزة وتلقى دعوتين لزيارة الاردن وقطر
تاريخ النشر: 16th, January 2025 GMT
رحب رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون بالتوصل الى اتفاق "يؤمل ان يؤدي الى نهاية الواقع المأساوي في غزة"، مقدراً "الجهود الدولية التي بذلت في هذا الصدد"، معتبرا ان "الالتزام الجدي من قبل إسرائيل ببنود الاتفاق يحتاج الى متابعة من الدول الراعية والأمم المتحدة، لان العدو الإسرائيلي عوّدنا على التملص من التزاماته والتنكر للقرارات الدولية، ولعل ما يجري في جنوب لبنان من اعتداءات وانتهاكات لوقف اطلاق النار خير دليل على ذلك"، مجددا تأكيد "حق الفلسطينيين في دولتهم السيدة استنادا الى قرارات الشرعية الدولية"، مشيرا الى ان "تطبيق الاتفاق الجديد سوف يسمح ببدء عودة المهجرين الفلسطينيين الى ديارهم بالتزامن مع ضرورة اطلاق عملية إعادة اعمار ما تهدم في غزة المنكوبة".
دعوة لزيارة قطر
وتلقى رئيس الجمهورية دعوة لزيارة قطر من اميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، نقلها اليه السفير القطري الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، الذي استقبله صباح اليوم في قصر بعبدا. وقد سلم السفير القطري الرئيس عون رسالة من الشيخ تميم جدد فيها تهنئته بانتخابه رئيسا للجمهورية، متمنيا ان يشهد عهده "مرحلة جديدة يسودها الامن والاستقرار والازدهار".
ومما جاء في رسالة الشيخ تميم: "أود ان اكرر لكم التهاني بمناسبة انتخابكم رئيساً للجمهورية اللبنانية الشقيقة متمنياً لفخامتكم موفور الصحة والعافية والتوفيق، وآملاً ان يشهد عهدكم مرحلة جديدة يسودها الامن والاستقرار والازدهار في بلدكم. كما يسرني ان أوجه الدعوة لفخامتكم لزيارة بلدكم الثاني قطر في موعد يتم تحديده عبر القنوات الدبلوماسية، لتتيحوا لنا الفرصة للقائكم والترحيب بكم في الدوحة، وتبادل وجهات النظر معكم حول القضايا ذات الاهتمام المشترك والسبل الكفيلة بدعم وتعزيز العلاقات الأخوية الوطيدة بين بلدينا في شتى المجالات لما فيه خير ومصلحة شعبينا".
السفير القطري
بعد اللقاء، قال السفير القطري في تصريح: "احب ان ابارك لفخامة الرئيس جوزاف عون واليوم قدمت له رسالة من سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يدعوه فيها للقيام بزيارة رسمية الى دولة قطر. كذلك اكدت ان قطر مستمرة في دعم الجيش اللبناني في العام 2025 ونحن لطالما كنا السباقين في دعم لبنان في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية".
دعوة من ملك الأردن
كذلك، تلقى الرئيس عون دعوة من العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ابن الحسين لزيارة الأردن، نقلها اليه وزير الخارجية الأردني الدكتور ايمن الصفدي الذي استقبله الرئيس عون ظهر اليوم في قصر بعبدا في حضور السفير الأردني السيد وليد عبد الرحمن جفال الحديد.
وخلال اللقاء نقل الوزير الصفدي الى الرئيس عون تهاني العاهل الأردني وتمنياته له بالتوفيق في مسؤولياته الوطنية الجديدة وسلمه رسالة خطية جاء فيها: "يسرني ان أبعث الى فخامة اخي العزيز بأطيب التحيات وخالص التمنيات بدوام الصحة والسعادة وان يوفقكم الله في تعزيز مسيرة التطوير في بلدكم الشقيق، وتحقيق الازدهار للشعب اللبناني العزيز. وأنني اذ اعبر لكم في هذه الرسالة التي يحملها لكم معالي الأخ ايمن الصفدي، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين، عن بالغ الاعتزاز بعلاقات الاخوة المتينة التي تربط بين بلدينا، لاؤكد الحرص على المضي قدما في توطيدها وتعزيزها في شتى الميادين. وانطلاقا من تقديرنا الكبير لفخامتكم، وحرصا منا على الارتقاء بالعلاقات الثنائية، فانه يسرنا ان نوجه الدعوة لفخامتكم، لزيارة المملكة الأردنية الهاشمية هذا العام، وفي الوقت الذي ترونه مناسبا، اذ ان هذه الزيارة ستشكل فرصة للنهوض بمستويات التعاون بين بلدينا، وبحث مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك متمنياً لفخامتكم موفور الصحة والعافية، ولشعبكم الشقيق المزيد من التقدم والرفعة".
وحمّل الرئيس عون الوزير الصفدي شكره الى العاهل الأردني على التهنئة والدعوة، واعدا بتلبيتها بعد تشكيل الحكومة الجديدة. ثم تناول البحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها والدعم الذي يقدمه الأردن للبنان في المجالات كافة. كما تطرق الحديث الى الأوضاع في غزة بعد الإعلان عن الاتفاق الجديد. وكانت جولة افق في عدد من المواضيع التي تهم البلدين.
الصفدي
وفي ختام اللقاء، تحدث الوزير الصفدي الى الصحافيين، فقال: "تشرفت بنقل رسالة من جلالة الملك عبدالله الثاني الى فخامة الرئيس جوزاف عون، اعادت تأكيد تهنئة فخامته بانتخابه رئيسا للجمهورية اللبنانية، ووقوف الأردن المطلق الى جانب لبنان في هذه المرحلة التي نتفاءل جميعا بأنها ستكون بداية خير للبنان ليتجاوز كل التحديات السابقة، وليتقدم نحو تحقيق هدفنا المشترك في ان يستعيد امنه واستقراره وتبدأ مسيرة إعادة الاعمار. موقفنا في المملكة هو الموقف الذي عبرنا عنه دائما، اننا نقف الى جانب امن لبنان واستقراره وسيادته، وسألتقي الآن عددا من الزملاء لتأكيد إيجاد خطوات عملية لتعزيز التعاون بين بلدينا".
أضاف: "نؤكد أيضا ضرورة التزام إسرائيل بوقف اطلاق النار ووقف أي اعتداء على لبنان وسيادته وتهديد امنه، واعتقد اننا في لحظة مهمة جدا، لأن العالم كله يقف الى جانب لبنان، سواء في المنطقة او خارجها ويدرك اهمية هذه اللحظة. وكل الدعم لأشقائنا في لبنان من اجل ان يستعيد لبنان دوره الرائد والمتقدم في المنطقة. فهو لم يكن فقط واحة استقرار، بل مركزا حضاريا وثقافيا واقتصاديا، ونحن نثق بالقيادة اللبنانية وقدرات الشعب اللبناني ليستعيد لبنان دوره وتستعيد بيروت تألقها عاصمة الحضارة والاستنارة والاستقرار في المنطقة".
وسئل عما اذا كانت الأردن ستواصل تقديم الدعم للجيش اللبناني، فأجاب: "دعم المملكة للجيش اللبناني عملية مستمرة، وجلالة الملك يتابع شخصيا هذا الموضوع، وقدمنا ما استطعنا من دعم في المرحلة الماضية وسنستمر في تقديمه وفي الحوار مع اشقائنا وشركائنا في المجتمع الدولي لتأكيد ان دعم الجيش اللبناني وتوفير ما يحتاجه من إمكانات وقدرات هو أساسي حتى يستطيع ان يقوم بدوره في لبنان".
وعما اذا كان الاردن سيساعد في عملية إعادة الاعمار في لبنان، قال: "الأردن سيقوم بدوره بالتأكيد في هذا المجال، وهناك علاقات موجودة أصلا بين مؤسساتنا على الصعيد الاجتماعي والشعبي ومستوى القطاع الخاص، الجغرافيا أيضا تفرض هذا التعاون، وبعد تشكيل الحكومة الجديدة، سيبحث الوزراء المختصون في كيفية العمل معا من اجل ان نفعل التعاون الثنائي. وكنا بدأنا النقاش حول تزويد الأردن لبنان بالكهرباء والنقاش ما زال مستمراً وسنرى الكثير من هذا التعاون".
سئل: زرتم لبنان منذ شهرين واكدتم انه لا يجب ان يكون ساحة لأحد، هل المنطقة ذاهبة الى انفراجات ام الى التصعيد؟
أجاب: "بالنسبة الى لبنان، تم انتخاب رئيس وهناك رئيس وزراء مكلف، وحالة من التفاؤل وخطوات عملية باتجاه إعادة بنائه على الأسس التي يريدها الشعب اللبناني ويستحقها لبنان. ونحن بالتأكيد داعمون للبنان في هذا المجال، ونريد للمنطقة ان تستقر، وثمة الكثير من الأمور التي نتمنى ان تكون مدخلاً لما هو افضل في لبنان، بعد التطورات الإيجابية. نثق بأن القيادة الجديدة فيه قادرة على السير الى الامام وخدمة مصالح لبنان والاسهام في امن المنطقة واستقرارها. وثمة تغيير كبير أيضا في سوريا ونحن نقف معهم لاعادة بناء وطنهم".
اضاف: "بالأمس اعلن عن وقف اطلاق النار في غزة، وهذا امر كنا نعمل عليه منذ اللحظة الأولى. نرحب بهذا الاتفاق ونؤكد ضرورة الالتزام به وتطبيقه، وضرورة ان نتحرك جميعا في المنطقة والمجتمع الدولي لإيصال المساعدات الكافية لأهلنا في غزة بعد اكثر من عام من القتل والدمار والخراب. فاذا ما عملنا معا اعتقد اننا قادرون على ان نتقدم باتجاه مستقبل افضل. التحديات تبقى بالتأكيد، لكن كلما عملنا معا ضمن رؤية واضحة تحترم خصوصية الجميع وسيادتهم وعدم التدخل في شؤون أي دولة، اعتقد ان قدرتنا على ان نسهم إيجابا في اخذ منطقتنا الى ما هو افضل متاحة".
وتابع: "نؤكد أيضا ضرورة ان تلتزم إسرائيل بالاتفاقات التي وقعتها وبالقانون الدولي، وتوقف خروقاتها لوقف اطلاق النار في لبنان، وتطبق وقف اطلاق النار في غزة، وتنسحب من الأراضي السورية التي احتلتها، وتسير مع المنطقة باتجاه بناء السلام العادل الذي يشكل تلبية حق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة ذات سيادة على التراب الوطني بحدود 4 حزيران 1967 وعاصمتها القدس المحتلة سبيلها الوحيد. نستطيع ان نسير الى الامام. ثمة بوادر للتفاؤل، مطلوب عمل كثير وجماعي".
وعما اذا تناول البحث مع الرئيس عون في قضية عودة النازحين السوريين الى بلادهم، أجاب: "قضية النازحين قضية أساسية، نحن في المملكة استضفنا إخواننا السوريين على مدى سنوات الازمة، وعددهم حوالى مليون و300 الف لاجىء. موقفنا هو دعم العودة الطبيعية الآمنة الى سوريا، لأن حل قضية اللاجئين هي في عودتهم الطبيعية والآمنة الى بلدهم، ونعمل جميعا، ليس فقط من اجل الاستمرار في توفير الحياة الكريمة لهم، ولكن الاسهام في استقرار سوريا وإعادة بنائها وإيجاد البيئة التي تقنع النازحين بانهم قادرون على ان يعيشوا بأمن وكرامة ستؤدي الى ذلك. بالتأكيد السوريون يريدون العودة الى وطنهم لكن علينا أيضا ان نهيء الظروف التي تسمح لهم بالعودة".
شيخ العقل
واستقبل الرئيس عون شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الدكتور سامي ابي المنى على رأس وفد هنأه بانتخابه رئيسا للجمهورية. وضم كل من رئيس محكمة الاستئناف المذهبية الدرزية العليا القاضي فيصل ناصر الدين، مستشاري محكمة الاستئناف القضاة سليم العيسمي وفؤاد حمدان وغاندي مكارم، رئيس اللجنة الدينية في المجلس المذهبي الشيخ عصمت الجردي، رئيس اللجنة الثقافية في المجلس المذهبي الشيخ وسام سليقة، رئيس لجنة التواصل فادي العطار، امين سر المجلس المذهبي الأستاذ رائد النجار، امين الصندوق الأستاذ حسام حمزة، رئيس لجنة الأوقاف الأستاذ حماده حماده، رئيسة اللجنة الاجتماعية السيدة غادة جنبلاط، رئيس لجنة الاغتراب الأستاذ جمال الجوهري، رئيس اللجنة الإدارية الدكتور منصور اشتي، رئيس اللجنة القانونية الدكتور طلال جابر، رئيس اللجنة المالية الدكتور عماد الغصيني، رئيس لجنة الصحة الدكتور نزيه بو شاهين، مستشار شيخ العقل الشيخ رمزي سري الدين، المدير العام للمجلس المذهبي الأستاذ مازن فياض، مدير مشيخة العقل الأستاذ ريان حسن ومسؤول الاعلام الشيخ عامر زين الدين.
الشيخ أبي المنى
والقى الشيخ ابي المنى في بداية اللقاء كلمة، هنأ فيها الرئيس عون بانتخابه وبخطاب القسم، وقال: "خطاب الغد، خطاب الميثاق الذي تضمن ما تضمن من امل ورغبة في العمل. ان خطابكم وفي كل مقطع وعبارة كان يحمل معنى الشجاعة والتأقلم مع الواقع والمستجدات وصناعة الامل. فخامة الرئيس تجربتكم غنية والمحبون لكم كثر في قيادتكم للمؤسسة العسكرية والداعمون لكم كثر اليوم في موقعكم في الرئاسة الأولى. ان العهد الذي قطعتموه على أنفسكم وكلامكم الذي دخل الى أعماق القلوب والضمائر ينتظر العمل لتحقيقه والتعاون من الجميع".
أضاف: "اننا نؤكد احترامنا وتقديرنا لما تفضلتم به ونقف الى جانبكم واظن ان جميع اللبنانيين سيقفون الى جانب هذا العهد عهد التغيير نحو الأفضل، وهذا يشكل فرصة ذهبية بوجودكم، ذلك ان الواقع الجديد الذي وصلنا اليه اصبح يتطلب التغيير والإرادة القوية وإعادة ثقة اللبنانيين بوطنهم وثقة الخارج بلبنان. وهذا ما حاولتم ان تزرعوه في خطابكم وما سنتعاون لنسقيه معا محبة وتعاونا، وهذا املنا بجميع السياسيين في لبنان ونتمنى على الجميع التعاون مع هذه التجربة الجديدة الناجحة باذن الله".
وتابع: "لبنان يحتاج الى إرادة قوية تجسدها شخصيات كارادتكم وشخصيتكم والى تضافر الجهود لكي نبني دولة القانون والمؤسسات، دولة التعاون والشراكة الحقيقية، والخروج من الواقع الذي كان يشرذم الدولة. لقد اتيتم اليوم لتحاربوا الفساد وجاء اختيار دولة الرئيس سلام في سبيل هذا التغيير ليكون لكم اليد اليمنى في عملكم. اننا ننتظر الكثير، كمجلس مذهبي للطائفة التي تتميز بدورها لا بعددها، وهو كان دورا رساليا ووطنيا يحافظ على هيبة الوطن ويعتبر ان الدولة هي المظلة التي تحمي الجميع. نحن معكم والى جانبكم كطائفة، وكموقع ومحبين وأصدقاء، ونأمل ان تسير عجلة الأمور والدولة بسهولة وبدعم ومظلة عربية ودولية جامعة. وهذا ما لفتم اليه باشارتكم الى العلاقات العربية وعمقنا العربي وانفتاح لبنان، وهو بلد ليس منغلقا، فهو رسالة كما قال قداسة البابا، وهذه الرسالة تحتاج الى رجال ورسل والى تعاون وشراكة حقيقية. نحن وأصحاب الغبطة والسماحة معنيون بهذا الامر وقد اطلقنا نداءنا في القمة الروحية في بكركي لنصل الى ما وصلنا اليه بانتخابكم ووجودكم على هذا الكرسي ونأمل خيرا ونتمنى لكم التوفيق".
رد الرئيس عون
ورد الرئيس عون مرحبا بشيخ العقل والوفد، متحدثا عما قاله وزير خارجية الدانمارك بالأمس من انه يمكن للبنانيين ان يعلموا تجربتهم للاخرين، وقال: "لبنان الهوية هو للجميع والتجربة الفريدة كما قال البابا يوحنا بولس الثاني دليل على انه لبنان الرسالة. وكما تفضلتم بالقول هناك ثلاث كلمات أساسية: بناء الثقة بين الشعب، بين الدولة والعالم العربي وبين الدولة والعالم الغربي. لدينا فرص كثيرة لا يجب إدخالها بزواريب طائفية ومذهبية. وقد سلمني اليوم السفير القطري رسالة من امير دولة قطر تضمنت دعوة لزيارة البلاد، الا ان هذه الزيارة لا تتم الا بعد تشكيل الحكومة، كذلك الامر بالنسبة للامارات والسعودية".
اضاف: "لقد تحدثتم عن الإرادة القوية. فعندما تكون هناك إرادة صلبة تزول كل الصعوبات والجهود المتضافرة يجب ان تصب في مصلحة الوطن وليس في مصلحة الأشخاص والطوائف. ان لبنان غني بطاقاته الفكرية والبشرية، وقد صدرنا من هذه الطاقات الى الخارج حيث للبناني هناك وجوده ومكانته ومساهمته، فكم بالحري في لبنان. المطلوب ان تتضافر جهودنا جميعا لمصلحة البلد وعنوان بناء الدولة".
وتابع: "لقد قلت يوما في الكلية الحربية، ان لبنان الدولة هو الذي يحمي الطوائف وليس دولة الطوائف هي التي تحمي لبنان. لقد رأينا ما حصل وقد دمر كل لبنان كما الاقتصاد، ولم تدمر طائفة وأخرى لا، لم تفتقر طائفة وأخرى لم يطلها الفقر، ان ما المّ بلبنان المّ به كله. وهذه مسؤولية مشتركة بين رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء ورئاسة مجلس الوزراء والمجلس النيابي ورئاسة المجلس والمجتمع المدني والروحي، بحيث سيكون لنا جميعا دورتتضافر فيه جهودنا باتجاه بناء الدولة كي نؤمن الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي. بالأمس ابلغنا الصندوق الدولي عن جهوزيته للمساعدة في ما نحن بحاجة اليه، وكما فعل عدد من الدول العربية فان هناك العديد من الدول الغربية التي أعربت عن رغبتها في ان نقوم بزيارتها، كاليونان والاتحاد الأوروبي وقبرص وغيرها، التي بدأت بمد اليد لنا وعلينا ان نقابلها، فهي إذا أقدمت على خطوة علينا ان نقوم بخطوتين".
واردف الرئيس عون: "نأمل ان يوفق الله رئيس الحكومة المكلف بتشكيل حكومة بأسرع وقت، ما يساهم في إعطاء إشارة إيجابية للخارج ونبني جسور الثقة"، مشددا على اننا "جميعا نتطلع الى تثبيت الشباب في أرضهم هنا، وعودة الذين تغربوا فيستثمروا بفكرهم في وطنهم. فيبقى أولادنا واولاد أولادنا هنا. امامنا فرص كبرى فإما ان نستغلها، او نذهب الى مكان لا نريده، بسبب اننا لم نساعد أنفسنا لكي يساعدنا الآخرون".
وختم آملا ان "يعي جميع المسؤولين دقة الوضع وحجم الفرص المتاحة امامنا. كل ذلك يتوقف على خيارنا: هل نريد مصلحة شعبنا؟ هذه هي الطريق الواجب علينا سلوكها. اما الارتكاز على المصلحة الشخصية فنتيجته الخراب".
تصريح شيخ العقل
بعد اللقاء ادلى الشيخ ابي المنى بتصريح قال فيه: "تشرفنا اليوم بزيارة فخامة الرئيس باسم مشيخة العقل والمجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز، لتهنئته وتهنئة الشعب اللبناني بنيله هذا الوسام الارفع بتبوئه سدة الرئاسة الأولى، وباطلاقه خطاب القسم الذي اعتبرناه خطابا، عهداً، وميثاقاً، يؤسس لمرحلة جديدة. تمنينا ان تتحقق الاحلام، والاحلام كثيرة، وان نساهم معا بقيادة فخامته في بناء الدولة والمؤسسات، وفي إعادة زرع الثقة. هو زرع الامل ونحن الى جانبه، ونتمنى ان يكون الجميع الى جانبه ايضاً لري هذا الامل بالعمل، وان تنطلق عجلة الدولة والإصلاح، ويتحقق السلام في هذا البلد، السلام الداخلي والسلام في المنطقة لحفظ كرامة لبنان وحقوقه وحق جميع أبناء لبنان المغتربين لكي يعودوا الى وطنهم ويعززوا الثقة به وطنا ورسالة، وكلنا رسل لحمل هذه الرسالة. رسل محبة وحوار ووئام وبناء وشراكة حقيقية".
وردا على سؤال عما اذا كان يخشى الا يتحقق خطاب القسم مع أجواء مقاطعة حزب الله، أجاب: "لست هنا لأحدد موقفا من هذا الامر، ولكن نحن قلنا ونقول ان مسؤوليتنا هي في بث الروح الإيجابية في الوطن والتي اطلقها فخامته في خطاب القسم، ونحن مسؤولون عن تعزيز هذه الروح في مواقفنا وتعاوننا وتجاوبنا. لكل حقه في ان يتخذ الموقف المناسب، واظن ان الجميع دون استثناء سيسيرون في مسيرة بناء الدولة بهذه الروح الإيجابية".
المفوض السامي لحقوق الانسان
واستقبل الرئيس عون، المفوض السامي لحقوق الانسان فولكر تورك على رأس وفد من المفوضية وممثلها الاقليمي مازن شقورة الذي نقل اليه التهاني لمناسبة انتخابه رئيسا للجمهورية، وعرض له ابرز ما تقوم به المفوضية في لبنان ودول المنطقة، مؤكدا "التعاون مع لبنان في مجال حقوق الانسان"، معتبرا ان "خطاب القسم تضمن نقاطا عدة تشكل أساسا لهذا التعاون"، وتناول موضوع حقوق الانسان الاقتصادية، فأشار الى "أهمية العمل خلال مرحلة إعادة البناء"، معربا عن استعداد المفوضية لاعداد تقارير بالاضرار التي لحقت بالمدنيين نتيجة العدوان الإسرائيلي الذي استهدفهم أيضا.
الرئيس عون
وشكر الرئيس عون تورك على زيارته والوفد المرافق، مركزا على "أهمية الزيارة في هذا التوقيت لانها تعطي إشارة قوية لمدى التزام الدولة اللبنانية بمواصلة الحوار الإيجابي والبناء مع المنظمات الدولية حول مبادئ حقوق الانسان واهميتها بالنسبة الى لبنان"، واثنى على "مواقف المفوض تورك خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان، وعلى الشجاعة التي ابداها منذ اندلاع الاحداث الدامية في غزة".
وشدد رئيس الجمهورية على "استمرار التعاون بين لبنان والمكتب الإقليمي للمفوضية في بيروت، لا سيما بعد العمل لاتفاقية دول المقر.
وحضر اللقاء عن الجانب اللبناني المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير، المستشارة الدبلوماسية السفيرة جان مراد والمستشار السياسي جان عزيز ورئيس مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا.
اتصال من الأخضر الابراهيمي
الى ذلك تلقى الرئيس عون اتصالا من الأخضر الابراهيمي هنأه فيه بانتخابه رئيسا للجمهورية، واضعا نفسه بتصرف لبنان لاي عمل يمكن ان يساعد في اطار المسيرة الجديدة التي انطلقت بانتخاب الرئيس عون، انطلاقا من علاقاته العربية والدولية. وشكر الرئيس عون الاخضر الابراهيمي على تهنئته، مقدراً "الجهود التي بذلها في السابق من اجل مساعدة لبنان في الظروف الصعبة التي مر بها".
تهنئة البروفسور عصمت غانم
على صعيد آخر، هنأ الرئيس عون رئيس قسم جراحة العظام في مستشفى اوتيل ديو ورئيس قسم جراحة العظام في جامعة القديس يوسف البروفسور عصمت غانم لانتخابه رئيسا مستقبليا للجمعية الفرنسية لجراحة العظام عند الأطفال، وبذلك يكون اول طبيب غير فرنسي يتقلد هذا المنصب الرفيع في تاريخ الجمعية.
واعتبر الرئيس عون ان انتخاب البروفسور غانم "يشكل تقديرا كبيرا لخبراته الطبية وسعيه الدائم للابتكار الطبي، وان الجمعية برئاسته سوف توفر المزيد من المعلومات والمعطيات الطبية في مجال جراحة العظام للأطفال".
تهنئة بالانتخاب
على صعيد آخر، تلقى الرئيس عون برقية من بطريرك كنيسة المشرق الاشورية في العراق والعالم مار آوا الثالث هنأه بانتخابه رئيسا للجمهورية، متمنيا له التوفيق في قيادة البلاد وللبنان السلام والازدهار.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: بانتخابه رئیسا للجمهوریة المجلس المذهبی السفیر القطری فخامة الرئیس رئیس اللجنة اطلاق النار بناء الدولة فی المنطقة بین بلدینا خطاب القسم الشیخ تمیم الرئیس عون شیخ العقل رئیس لجنة لبنان فی فی لبنان الى جانب رسالة من النار فی على ان من اجل فی هذا فی غزة
إقرأ أيضاً:
عون أكد أمام لازارو ادانته للاعتداء الذي تعرض له اليونيفيل: : الامن خط احمر
نوّه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون بالجهود التي بذلها سفراء اللجنة الخماسية في انجاز الاستحقاق الرئاسي، مقدراً للدول التي يمثلونها وقوفها الى جانب لبنان ودعمه في المجالات كافة.
موقف الرئيس عون جاء خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا أعضاء اللجنة: سفير فرنسا هيرفيه ماغرو، السفير السعودي وليد بخاري، سفيرة الولايات المتحدة الأميركية ليزا جونسون، سفير جمهورية مصر العربية علاء موسى، سفير دولة قطر سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، الذين هنأوا الرئيس عون بانتخابه رئيسا للجمهورية ثم عرضوا عمل اللجنة ومواقف دولهم من الأوضاع الراهنة، مؤكدين جميعا على وقوف بلدانهم الى جانب لبنان واستمرارهم في العمل لمساعدته في مواجهة الاستحقاقات المنتظرة ودعم الجيش.
ورد الرئيس عون شاكرا لاعضاء اللجنة، مؤكدا العمل على تحقيق ما ورد في خطاب القسم وما سيتضمنه البيان الوزاري لحكومة الرئيس نواف سلام، مشددا على أهمية الإصلاحات التي باتت مطلبا داخليا وخارجيا وستكون من أولويات عمل الحكومة بعد نيلها الثقة، ما سينقل البلاد الى مرحلة جديدة.
واكد الرئيس عون ان الدولة لن تسمح بحصول أي عبث بالوضع الأمني وسيكون الرد حازما على كامل الأراضي اللبنانية، لافتا الى ان القضاء وضع يده على الاحداث التي وقعت على طريق المطار واصدر مذكرات توقيف بحق عدد من الذين اعتدوا على موكب "اليونيفيل". وأضاف :"ان حرية التعبير والمعتقد مصانة لكن الامن خط احمر وممنوع المساس به واعمال الشغب غير مسموح بها." وابلغ الرئيس عون السفراء ان الجيش قادر وجاهز للانتشار في القرى والبلدات التي سوف ينسحب منها الإسرائيليون، وعلى الدول التي ساعدت في التوصل الى الاتفاق ولاسيما الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا في 27 تشرين الثاني الماضي ان تضغط على اسرائيل للانسحاب وتنفيذ الاتفاق.
وابلغ الرئيس عون اعضاء اللجنة انه بعد انجاز الانسحاب الاسرائيلي سوف تبدأ اللقاءات في مقر القوات الدولية في الناقورة للبحث في استكمال بنود الاتفاق واهمها ترسيم الحدود والبحث في النقاط المختلف عليها في الخط الازرق.
وشدد الرئيس عون على ان مهمة الجيش بعد انتشاره ستكون حماية الحدود في الجنوب، كما يحمي الجيش كل الحدود في الشمال والبقاع والحدود البحرية "ونريد مساعدة دولكم الشقيقة الصديقة فلا عودة الى الوراء والامن خط احمر".
وبعد اللقاء، ادلى السفير المصري بالتصريح التالي الى الصحافيين: "اليوم حظينا، كخماسية بلقاء فخامة الرئيس جوزاف عون. وهذا هو اول لقاء للخماسية بعد إنتخاب فخامته. وربما تأخرنا في الموعد معه لكي نترك الفترة المناسبة لعدد من الاستحقاقات التي كان من بينها تشكيل الحكومة. وإرتأينا ان الوقت بات مناسبا للقاء فخامته."
أضاف: "كان اللقاء إستمرارا لدعم الخماسية للمرحلة الجديدة التي يمر بها لبنان ولما هو قادم من إستحقاقات وتحديات تمر بها الدولة اللبنانية، وفرصة للتأكيد ان موقف الخماسية ثابت والتزامها كامل بالوقوف الى جانب لبنان في كل ما يمر به من أمور في الفترة القادمة. ولقد إستغلينا الفرصة للإستماع من فخامته لتقديره لبعض الأمور والاحداث التي مرت خلال الأيام الماضية. واكد فخامته ان الدولة اللبنانية عازمة على بسط يدها الأمنية على كل ربوع الدولة اللبنانية. وهناك التزام بأن الجميع يخضع للقانون ولا مجال للخروج عنه او تعكير الصفو العام."
وقال: "ما شهدناه نحن في الأيام الماضية وتأكدنا منه هو ان الأجهزة الأمنية تقوم بدورها. وأكدنا ان ما حدث من إعتداء على بعثة اليونيفيل امر غير مقبول ويجب ان تتم محاسبة مرتكبيه. وقد اكد فخامة الرئيس ان الامر يسير في هذا الاتجاه."
وتابع: "تحدثنا أيضا عن عدد من الملفات المتعلقة بما ورد في خطاب القسم، وفخامة الرئيس اكد ان ما ورد في الخطاب سيكون جزء كبير منه في البيان الوزاري. وهذا امر محبب لأنه في الحقيقة يؤكد على التزام الدولة بأن ما هو قادم سيعالج مشاكل كثيرة للمواطن اللبناني."
أضاف: "إن جزءا كبيرا من اللقاء تناول الاستحقاق القادم الخاص بالانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية. وكان هناك التزام من جانب الدول الخمس، وتأكيد لفخامة الرئيس على اننا مستمرون في الدفع بإتجاه إتمام الإنسحاب الإسرائيلي الكامل وفقا لإتفاق وقف الأعمال العدائية. واكد لنا فخامته ان هذا الامر سيساعد كثيرا على استقرار المرحلة القادمة وتركيز الدولة على بسط الجيش اللبناني لإمكانياته وقدراته على كافة ربوع الدولة اللبنانية، ويساعد الدولة كذلك على توجيه كل إهتمامها الى قضايا اخرى هامة خاصة بالمواطن من إصلاح مالي وإقتصادي وخلاف ذلك. واللجنة الخماسية أكدت لفخامته على ان إتصالاتنا مستمرة من اجل الانتهاء من هذا الأمر في أقرب وقت ممكن، وإتمام الانسحاب الاسرائيلي. ومن ناحية أخرى، أؤكد لكم ان مصر تمارس جهودها في هذا الإطار مع كل الأصدقاء والشركاء في المنطقة من اجل إتمام الانسحاب الإسرائيلي في أقرب وقت ممكن."
وقال: "لقد تناول الحديث ملفا من أهم الملفات، وهو إعادة الإعمار. ولقد أكدنا على إلتزام الخماسية بدعم هذا الملف، وشددنا لفخامته على ضرورة ان يتم هذا الملف بالكامل تحت إشراف الدولة اللبنانية لأن هذا يعطي رسالة طمأنة ليس فقط للداخل اللبناني لكن أيضا لشركاء لبنان الإقليميين والدوليين. وهو ما أكده لنا فخامة الرئيس بأن هناك إلتزاما ان تتم العملية في هذا المسار وهذا الشكل."
وختم بالقول: "لقد كان اللقاء طيبا وسعدنا به. وان شاء الله تكون هناك لقاءات قادمة الهدف منها المحاورة والإستماع الى وجهات النظر للبحث عن افضل السبل لما هو قادم من إستحقاقات في لبنان."
وردا على سؤال حول كلامه عن ملف إعادة الإعمار تحت إشراف الدولة اللبنانية، فهل من شرح للآلية، وهل ستكون المساعدات مشروطة، أجاب: "نحن تحدثنا عن الخطوط العامة والأفكار العامة وليس في التفاصيل. إن الخطة والآلية سوف تكونان من قبل الحكومة اللبنانية بشكل حصري وسيتم عرضهما على شركاء لبنان للبحث عن افضل وسيلة لتطبيقهما. ونحن نترك امرهما للدولة اللبنانية التي تضعهما. واتصور انه عقب نيل الحكومة الثقة من البرلمان، وبدء اجتماعاتها سوف يتم وضع هذه الآلية التي ستلقى قبولا وتفاعلا من قبل شركاء لبنان الإقليميين او الدوليين."
الى ذلك، استقبل الرئيس عون قائد القوات الدولية في الجنوب الجنرال ارولدو لازارو واطلع منه على الوضع في الجنوب عشية موعد انسحاب القوات الاسرائيلية وفقاً لاتفاق 27 تشرين الثاني 2024. وجدد الرئيس عون امام الجنرال لازارو الاعراب عن ادانته للاعتداء الذي تعرض له موكب نائب قائد "اليونيفيل" على طريق المطار، مؤكداً ان التحقيقات جارية مع عدد من الموقوفين لكشف الملابسات وانزال العقوبات بحق المرتكبين، ويستمر البحث عن متهمين آخرين لتوقيفهم.
وأكد الرئيس عون للجنرال لازارو ان" لبنان رئيسًا وحكومة وشعبًا يرفض اي اعتداء على عناصر " اليونيفيل" الذين اتوا الى لبنان للمساعدة على تحقيق الامن والاستقرار في الجنوب وتطبيق القرارات الدولية وسقط منهم شهداء قضوا في سبيل الهدف السامي الذي آمنوا به وعملوا على تحقيقه".