سلطت صحيفة "الغارديان" الضوء على  الخلاف على الفائز في تحقيق صفقة وقف إطلاق النار في غزة والذي أعلن عنه في العاصمة القطرية الدوحة، فمن جهة زعم الرئيس الأمريكي جو بايدن أن فريقه هو الذي تفاوض عليها، ومن جهة ثانية، زعم الرئيس المنتخب دونالد ترامب أنها أنجزت لأنه قادم إلى الرئاسة.

وأشارت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21"، إلى أن المنافسة حضرت في سؤال طرحه صحافي على بايدن بعد انتهائه من إلقاء خطابه: "من تعتقد  أنه يستحق الفضل في هذا سيدي الرئيس: أنت أم ترامب".

فرد بايدن "هل هذه مزحة؟". 

Bu gönderiyi Instagram'da gör Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)'in paylaştığı bir gönderi

ويعلق التقرير بالقول إن النجاح له آباء كثر، فعندما تم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار وقفوا جميعا ونسبوا الفضل لأنفسهم، على حد قوله.  

وقال بايدن في مؤتمره الصحافي إن وقف إطلاق النار "تم تطويره والتفاوض عليه من قبل فريقي وسيتم تنفيذه إلى حد كبير من قبل الإدارة القادمة". وبينما أشاد بدبلوماسييه، بدت نبرته حزينة حيث استشهد قائلا: "يقول الكتاب المقدس طوبى لصانعي السلام. ساعد العديد من صانعي السلام في تحقيق هذه الصفقة".

لكن لم يكن هناك الكثير من البحث حول سبب قبول إسرائيل الخطة التي اقترحها في  أيار/مايو 2024، وهي الخطة "الدقيقة" نفسها التي ذكرها بايدن للصحافيين، أخيرا قبل أيام فقط من تنصيب ترامب. ولكن الأخير لم يفوت الفرصة للقول إن الصفقة تحققت بسبب "فوزنا التاريخي والملحمي". ويلفت التقرير إلى أن الحقيقة تقع في الوسط. 


وبحسب مسؤول كبير في إدارة بايدن، فقد أقام فريقا ترامب وبايدن شراكة غير محتملة لتأمين وقف إطلاق النار المعقد خلال فترة انتقالية اتسمت بالعداء وانعدام الثقة. ومع الإعلان عن الاتفاق يوم الأربعاء، تبادل الفريقان ملاحظات ودية، حيث أشاد مسؤولو إدارة بايدن بالشراكة بين الدبلوماسي بريت ماكغيرك ومبعوث ترامب إلى المنطقة، ستيف ويتكوف.

وقال المسؤول، الذي تحدث إلى "الغارديان" شريطة عدم الكشف عن هويته: "لقد كان الأمر رائعا حقا". وكان بايدن قد قال بعد لقائه مع ترامب في البيت الأبيض بعد فوز الأخير إنه راغب بالعمل معه لحل المشكلة. 

 وفي الأيام الأخيرة من المفاوضات هذا الشهر، تمت دعوة ويتكوف، الذي لا يشغل أي منصب رسمي في الحكومة، للسفر إلى الدوحة برفقة مسؤولي إدارة بايدن المشاركين في المفاوضات. وفي لحظة استثنائية، قال المسؤول، تم إرسال ويتكوف بمفرده إلى إسرائيل للقاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في مناورة عالية المخاطر لإقناعه بقبول اتفاق وقف إطلاق النار.

وبحسب التقرير، فقد كان اللقاء متوترا حيث قام ويتكوف بممارسة الضغوط على نتنياهو، وهو ما حدا بمسؤول بايدن للقول: "أعتقدت أنه كان فعالا". وكعادته في المناورة، فقد تجاهل نتنياهو بايدن في أول رد فعل له على تمرير الصفقة واتصل بترامب أولا وشكره على جهوده في دفع الجهود للإفراج عن الأسرى ومساعدة إسرائيل لوقف معاناة مئات من عائلات الأسرى.

وبعد أن تحدث عن خططه للقاء الرئيس الأمريكي ترامب في واشنطن لمناقشة غزة، أضاف بضع كلمات جاء فيها: " ثم تحدث رئيس الوزراء نتنياهو مع الرئيس الأمريكي جو بايدن وشكره أيضا على مساعدته في دفع صفقة الرهائن".  

ونقلت الصحيفة عن مات دوس، نائب الرئيس التنفيذي في مركز السياسة الدولية ومستشار السياسة الخارجية السابق للسناتور  المستقل بيرني ساندرز، إن التفاصيل المسربة عن الاجتماع بين نتنياهو وويتكوف قد تحتوي على عناصر من "المسرح لإعطاء نتنياهو غطاء لقبول الصفقة أخيرا"، "لكنني أعتقد أيضا أن الحقيقة هي أن نتنياهو يفهم أن ترامب سيتولى منصبه. لقد أوضح أنه يريد إنهاء هذه الحرب، وترامب يعمل وفقا لحسابات مختلفة تماما عن بايدن".

وأضاف قائلا:"أوضح بايدن دائما أنه مهما فعل نتنياهو فسيستمر في الحصول على الدعم الأمريكي غير المشروط وغير المحدود. ولا يمكن لنتنياهو أن يكون متأكدًا من ذلك مع ترامب". ونقلت الصحيفة عن مسؤول في البنتاغون قال في تصريحات سابقة إن وقف إطلاق النار "كان مدفوعا من قبل فريق ترامب وبايدن وبلينكن والإدارة بأكملها ضمنوا إرثهم كمساعدين".  

وكان الجمهوريون المؤيدون لترامب لاذعين بنفس القدر بشأن جهود بايدن لإنهاء الحرب، على الرغم من أنهم استهدفوه باعتباره متساهلا للغاية مع حماس، وفقا للتقرير.

وقال السناتور الأمريكي جون كورنين، يوم الخميس إن الصفقة كانت "مشجعة ولكن من الواضح أننا نعلم أن الرئيس بايدن لم يكن أفضل مفاوض عندما يتعلق الأمر بهذه الصفقات". وكان ترامب قد حذر سابقا من أن "الجحيم سوف تندلع في الشرق الأوسط" إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق قبل تنصيبه.


وردا على سؤال عما إذا كانت هذه التهديدات قد أدت إلى وقف إطلاق النار، أجاب كورنين: "أنا لا أؤمن بالمصادفات. لذلك أعتقد أن الرئيس ترامب كان له تأثير على هذه الصفقة.

وبحسب التقرير، فإنه من الواضح أن إدارة بايدن حريصة على إنهاء هذا الأمر". لكن النقد الأكثر حدة ضد بايدن لم يأت من المسؤولين السابقين الذين استقالوا احتجاجا على سياسته المؤيدة للحرب ولكن من الجناح التقدمي في الحزب الديمقراطي، الذين قالوا إن الدعم الساحق الذي قدمته الإدارة لإسرائيل ربما أدى إلى إطالة أمد الحرب وكلف حملة هاريس أصواتا حاسمة في انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر.

وأشار البعض إلى أن وقف إطلاق النار جاء متأخرا للغاية، ولن يفعل الكثير لتلميع إرث بايدن في السياسة الخارجية. وقال داس: "لن يصدق أحد أن بايدن حقق هذه الهدنة، لا أحد" وقد "استمر في منح نتنياهو غطاء سياسيا، حتى مع تقويض نتنياهو مرارا وتكرارا احتمالية وقف إطلاق النار".  

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية غزة بايدن ترامب غزة الاحتلال بايدن ترامب صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وقف إطلاق النار إدارة بایدن

إقرأ أيضاً:

مصر تنقذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.. عرض تفصيلي مع عمرو خليل

قال الإعلامي عمرو خليل، إنه بعد جهود دبلوماسية مكثفة نجحت مصر في إنقاذ اتفاق وقف إطلاق النار بعد عراقيل إسرائيلية متعمدة، لكن تمكنت القاهرة بالتعاون مع الوسطاء في الدوحة وواشنطن من استكمال تبادل الأسرى والمحتجزين بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل.

المهن الطبية يثمن موقف مصر الداعم للهدنة ورفض التهجيرالقومي للمرأة يشيد بتتويج محمد الإتربي كأفضل رئيس تنفيذي في مصر لعام 2025


وأضاف "خليل"، مقدم برنامج "من مصر"، المذاع عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أنّ في  19 يناير الماضي، بدأ سريان وقف لإطلاق النار وتبادل أسرى بين الفصائل الفلسطينية و"إسرائيل"، يستمر في مرحلته الأولى 42 يومًا، يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.


وتابع، أنه في يوم السبت الماضي الذي يوافق اليوم الـ28 من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، سلّمت الفصائل الفلسطينية المحتجزين الإسرائيليين الثلاث، فيما أفرجت إسرائيل عن دفعة من الأسرى الفلسطينيين من سجن عوفر الاسرائيلي وذلك ضمن عملية التبادل السادسة من المرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة.


وأوضح، أنّ المتحجزين الإسرائيليين الثلاث الذين تم تسليمهم في مدينة خان يونس يحملون الجنسيات الروسية والأمريكية والأرجنتينية إلى جانب الجنسية الإسرائيلية، ومن المنتظر أن يتم تسليم وتبادل دفعة جديدة من الأسرى والمحتجزين بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل يوم السبت المقبل الموافق 22 فبراير، على أن تكون الدفعة اللاحقة يوم السبت الأول من مارس.

وتابع، أنه في المقابل، أفرجت إسرائيل عن 369 أسيرا فلسطينياً، من بينهم 36 أسيرا محكومين بالسجن المؤبد، فيما كان باقي الأسرى ممن تم اعتقالهم في أعقاب أحداث السابع من أكتوبر 2023، مشيرًا، إلى أنه وفقا لاتفاق وقف إطلاق النار ممن المقرر خلال المرحلة الأولى إطلاق سراح 33 محتجزا إسرائيليا في غزة في مقابل 1900 أسير فلسطيني في سجون إسرائيل، فيما سيتم الإفراج عن جميع المحتجزين الأحياء خلال المرحلة الثانية من الاتفاق والمرجح أن تبدأ مطلع الأسبوع المقبل في ظل ضغوط قوية من الوسطاء على جميع الأطراف، أما المرحلة الثالثة والأخيرة من الاتفاق فستخصص لإعادة إعمار غزة، وهو مشروع ضخم يحتاج إلى تمويل عربي وأوروبي ودولي ضخم لإعادة الحياة للقطاع المنكوب مرة أخرى.

وأوضح، أنّ الجهود المصرية متواصل على كافة الأصعدة السياسية والإنسانية بهدف الإبقاء على سكان قطاع غزة على أراضيهم وإحباط كافة مخططات التهجير التي يروج لها الاحتلال الإسرائيلي وحلفائه.

مقالات مشابهة

  • هل ينفذ نتنياهو المرحلة الثانية من اتفاق غزة؟ - إشارات إسرائيلية متناقضة
  • نتنياهو يقرر البدء بمفاوضات المرحلة الثانية من الصفقة في غزة
  • اقرأ غدا في "البوابة".. مصر تواصل جهودها للحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار
  • يديعوت أحرونوت: نتنياهو لن يستمر بصفقة الأسرى من دون ضغط ترامب
  •  زعماء أوروبيون يحذرون من وقف إطلاق النار بأوكرانيا دون اتفاق سلام
  • مصر تنقذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.. عرض تفصيلي مع عمرو خليل
  • مصدر في الوفد المفاوض لعائلات المحتجزين: لدينا مخطط للعودة للحرب إذا انهارت الصفقة
  • أستاذ علوم سياسية يكشف مصير المراحل المقبلة بعد اتفاق وقف إطلاق النار
  • نتنياهو يعلن إرسال فريق تفاوض إلى القاهرة لبحث استمرار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار
  • الرئيس المصري وولي عهد الأردن يناقشان جهود تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار