قال وزير الشؤون القانونية وحقوق الإنسان في الحكومة اليمنية أحمد عرمان، إنه منذ انطلاق عمل مشروع مسام لنزع الألغام - اليمن، في العام 2018م، تمكن من تجنيب الآلاف من اليمنيين الإصابات القاتلة وسقوط الضحايا من الجرحى، بسبب حجم الألغام التي نزعها من المناطق المحررة في اليمن بشكل عام.

وسط ارتفاع أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية.

. كيف فاقم "الحوثي" من عجز القدرة الشرائية للمواطنين باليمن؟ أكاديمي بجامعة عدن لـ "الفجر": الحوثي لا يتقيد بالقانون الدولي ويخدم المصالح الإيرانية فقط


وأضاف عرمان في اتصال هاتفي لمكتب مسام الإعلامي، أن مشروع مسام جاء إضافة نوعية لعمل قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن وشارك بمهنية عالية في عمليات نزع الألغام سواء التعامل مع الأنواع التقليدية أو المطورة منها.
وأكد الوزير أن دور مشروع «مسام» في اليمن يستحق الشكر والتقدير، وقد قدم فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي لمشروع «مسام» وسام الشجاعة وهو أعلى وسام في الجمهورية تقديرا لدورهم في اليمن، ويشهد لهم تمكنهم من نزع آلاف الألغام سواء من مأرب أو الساحل الغربي أو الحديدة أو لحج أو عدن وغيرها من المناطق، فهم يعملون في معظم الخريطة اليمنية.


ولفت الوزير إلى أن مشروع مسام مشهود له من كافة المسؤولين اليمنيين ليس فقط على مستوى وزارة حقوق الإنسان ولكن على مستوى رئاسة الوزراء، وبالنيابة عن الحكومة اليمنية نتقدم بخالص الشكر والتقدير لإدارة مشروع «مسام»، وكذلك العاملين في البرنامج الوطني اليمني للتعامل مع الألغام برغم التحديات التي تواجههم خصوصا مع تخفيض التمويل من قبل البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، وتم تغطية ذلك أيضا بدعم كبير من مشروع مسام.


وعن الألغام الحوثية في الأراضي اليمنية، قال وزير حقوق الإنسان إنه بالحديث عن الفترة من بداية الحرب في 2015 وحتى الآن، فقد تسببت الألغام في سقوط أكثر من 880 قتيلا وآلاف الجرحى والمعاقين، على سبيل المثال في البيضاء سقط أكثر من 160 قتيلا بينما في عدن 88 قتيلا بسبب الألغام.


وأوضح الوزير أن سقوط ضحايا الألغام يستمر لفترات طويلة حتى مع تسليم الخرائط، فما بالك بالوضع الحالي، حيث يتم العمل على نزع الألغام دون وجود أي خرائط لأماكن تواجدها، فعندما حدثت لدينا صراعات في اليمن في السبعينيات والثمانينات استمرت آثارها إلى العام 2007م ولم تكن الألغام بهذه الكميات التي زرعها الحوثيين، فما بالك بالوضع الآن.


ولفت الوزير إلى أن الميليشات الحوثية لم يقدموا أي خرائط للألغام التي زرعوها بشكل عشوائي لوضع خطوط عسكرية لأي منطقة يسيطرون عليها حتى يتحكموا فيها، ولا يستطيع حتى المدنيين العبور من خلال الطرقات، لذلك الضحايا تجدهم مختلفين وليسوا من العسكريين، فتجد أصحاب المزارع وكبار السن والنساء والأطفال، وللأسف الحوثي حول حتى الألغام المضادة للدبابات إلى ألغام مضادة للأفراد.


وأكد الوزير أن الأمم المتحدة استخدمت سياسة ناعمة تجاه جرائم الحوثي، وسياسة غض الطرف التي انتهجتها يدفع ثمنها الآن موظفي الأمم المتحدة والعاملين في البرامج الإنسانية مع المنظمات الدولية؛ ما وصلنا حتى الآن هو أن الحوثي اختطف 72 شخصا ضمنهم 8 نساء ومن بينهم 22 موظفا يعملون مع الأمم المتحدة بشكل عام، وهذه نتيجة للصمت والسياسة الناعمة للأمم المتحدة تجاه جرائم الحوثي خصوصا فيما يتعلق بجرائم الألغام، حيث حاولت توجيه الاتهامات لمختلف الأطراف بينما الطرف الوحيد الذي يقوم بهذه الجريمة هم الحوثيون.


وأشار وزير حقوق الإنسان في الحكومة اليمنية إلى أن المجتمع الدولي مازال يتنصل من المسؤولية، وخصوصا الأمم المتحدة ومنسقها المقيم في اليمن والآن هم يتحملون نتائج سياساتهم الناعمة غير الجادة وغير الواضحة تجاه الحوثيين.
وشدد الوزير على أن المجتمع الدولي متخاذل تجاه قضية الألغام في اليمن بدليل أن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي خفضوا تمويل البرنامج الوطني اليمني الذي كان يعتمد عليهم منذ تصديق اليمن على اتفاقية أوتاوا، على الرغم أن التمويل لم يكن بحجم كبير في الأساس، وكان أيضا يتم تقسيمه ما بين المناطق التي تقع تحت سيطرة الحوثي والمناطق المحررة رغم الفارق، فلا توجد ألغام مزروعة في مناطق الحوثي، لأنهم يرزعون الألغام في المناطق التي يسيطرون عليها قبل مغادرتها، وجاء تدخل مشروع «مسام» بقوة ليعوض ما حدث مع البرنامج الوطني اليمني.

العميد ثابت صالح لـ "الفجر": التحركات العسكرية الخارجية ضد الحوثي ستقلب الطاولة عليهم باليمن بعد سقوط الأسد انتصارًا للحياة وإصرارًا على عودتها لطبيعتها الآمنة.. كيف يواصل مشروع مسام لنزع الألغام – اليمن دوره الحيوي؟

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: مسام السعودي الازمة اليمنية اليمن الحوثي الشحات غريب الأمم المتحدة مشروع مسام فی الیمن

إقرأ أيضاً:

وفاة موظف أممي في سجون الحوثي تُثير تساؤلات حول مصير العشرات

 

أثارت واقعة وفاة الموظف اليمني في برنامج الأغذية العالمي، يوم الاثنين الماضي، في أثناء تواجده في سجون ميليشيا الحوثي، حول مصير عشرات المختطفين الآخرين من الموظفين المحليين في المنظمات الأممية والهيئات الدولية والمؤسسات المحلية غير الحكومية.

 

وتوفي أحمد باعلوي مسؤول تكنولوجيا المعلومات في برنامج الأغذية، بعد أن جرى احتجازه رفقة عدد من زملائه قبل نحو 20 يومًا.

 

وأعادت وفاة باعلوي إلى الأذهان، واقعة مماثلة فقد فيها هشام الحكيمي أواخر شهر أكتوبر/تشرين الأول من العام 2023، حياته، على وقع تعرضه للتعذيب من قبل سلطات الحوثي، بينما كان محتجزًا في أحد سجونها.

 

وكان يعمل الحكيمي مديرًا لقسم الأمن والسلامة في منظمة "إنقاذ الطفولة/save the Children".

 

ويقود الحوثيون منذ انقلابهم قبل نحو 10 سنوات، موجات اختطافات قسرية واسعة طالت اليمنيين المنخرطين في العمل ضمن المجال المجتمعي والحقوقي، الذين ينشطون في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

 

ومنذُ مطلع شهر يونيو/ حزيران الماضي، ارتفعت وتيرة الاختطافات والاعتقالات، واستهدفت العشرات من بينهم موظفي وكالات الأمم المتحدة والهيئات الدولية والمؤسسات المحلية، وكانت آخر تلك الحملات التعسفية مطلع الأسبوع الجاري.

 

وكانت الأمم المتحدة، قد أعلنت أواخر شهر يناير/ كانون الثاني الماضي، على وقع حملة اختطافات جديدة، تعليق جميع تحركاتها داخل نطاق حدود المحافظات الواقعة ضمن نفوذ سلطات الأمر الواقع الحوثية، كأول ردة فعل أممية وُصفت حينها بـ"الجادة"، والتي غادرت معها مربع "التنديد والإدانة".

 

وكشفت مصادر يمنية حكومية وأخرى حقوقية، عن أن "إجمالي الموظفين الذين اختطفتهم ميليشيات الحوثيين قسريًا، وهم من العاملين لدى الوكالات الأممية والهيئات الدولية، بلغوا نحو 25 شخصًا، فيما يصل عدد الموظفين المعتقلين العاملين لدى المؤسسات المجتمعية والحقوقية المحلية غير الحكومية إلى نحو 70 شخصًا".

 

ونوهت المصادر إلى أن "إجمالي تلك الأعداد المذكورة، والتي يصل مُجملهم مُجتمعين إلى حوالي 100 شخص، تقتصر فقط على الفترة الأخيرة، والتي تنحصر بين شهري يونيو/ حزيران 2024، إلى فبراير/ شباط 2025".

 

ولفتت إلى أن "انتهاكات الحوثية بحق نشطاء المجتمع المدني وحقوق الإنسان، منذ بدء الحرب، قد تنوعت بين جرائم القتل والتعذيب والاختطاف والاعتقال القسري، فيما تُشير الأرقام إلى أنها طالت نحو 7 آلاف شخص".

   

*مبدأ الغطرسة*

 

واعتبر وكيل وزارة الشؤون القانونية وحقوق الإنسان لقطاع الشراكة والتعاون الدولي في الحكومة اليمنية المُعترف بها دوليًا نبيل عبدالحفيظ، أن "وفاة باعلوي، تُعدّ جريمة جديدة تُضاف إلى سلسلة جرائم الاعتقالات القسرية".

 

وبيّن لـ"إرم نيوز"، أن "ميليشيا الحوثي، تحتجز موظفي الأمم المتحدة والموظفين الدوليين لديها كرهائن"، لافتًا إلى أن "الحوثيين يستندون في الأساليب التي ينتهجونها على مبدأ الغطرسة".

 

ونوه عبدالحفيظ إلى أن "ردود الفعل الضعيفة والبيانات الخجولة، الصادرة عن الأمم المتحدة تجاه هذه الجرائم والانتهاكات، أسهمت في تشجيع الميليشيات الحوثية على التمادي وزيادة جرائمها".

 

وأوضح أن "الميليشيا ترى في هذا الضعف، نوعًا من التماهي وعدم الجدية في التعامل مع الانتهاكات، رغم أنها تتطلب مواجهة حازمة وقوية"، مُعربًا عن أمله في أن "تُبادر الأمم المتحدة، إلى تصنيفها كجماعة إرهابية، نظرًا للانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها".

 

وطالب المسؤول اليمني "بتقديم تقارير قوية وصادقة إلى مجلس الأمن، تحثّه على إصدار قرارات حازمة تُلزم بتصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية، وفرض حصار عسكري وسياسي واقتصادي عليها للضغط من أجل وقف انتهاكاتها وإنهاء اعتداءاتها وجرائمها".

 

وشدّد على أن "وفاة باعلوي، باتت تُمثّل لعنةً في وجه المجتمع الدولي، وفي مقدمتهم المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، وكذلك منسق الشؤون الإنسانية جوليان هارنيس، اللذان يتحملان مسؤولية الحفاظ على سلامة الموظفين الأمميين، والحرص بكل جدية للإفراج عنهم".

 

*تحت التعذيب*

 

بدوره، قال رئيس منظمة "ميون" لحقوق الإنسان عبده الحذيفي، إن "وفاة باعلوي، في سجون الحوثيين، جاءت في ظروف غامضة"، مُرجّحًا احتمالية وفاته "تحت التعذيب"، مُستندًا بذلك إلى شهادات يمنيين أُفرج عنهم من سجون الحوثيين.

 

وذكر لـ"إرم نيوز"، أن "تلك الشهادات أكدت خضوع أصحابها لتحقيقات قاسية وعنيفة للغاية، وجّهت لهم فيها اتهامات خطيرة، وقد تعرضوا خلالها للتعذيب النفسي والجسدي".

 

ورأى الحذيفي أن: "ما حدث للموظف باعلوي، يُلقي بظلاله على بقية المختطفين، في ظل الظروف الخطيرة التي تُحيط بهم في معتقلات الحوثيين"، مُشدّدًا على "أهمية اتخاذ مكاتب الأمم المتحدة وبقية المنظمات الدولية، الإجراءات اللازمة لضمان عدم تعرض موظفيها المختطفين لأي انتهاكات، ودرء المخاطر المحدقة بهم، والعمل بحزم على حمايتهم".

 

ولفت إلى أن "ردود فعل الأمم المتحدة ومكاتبها في اليمن، إزاء اختطاف عدد كبير من موظفيها على يد الحوثيين، لم ترتقِ إلى مستوى خطورة الانتهاك"، معربًا عن امتعاضه كونها "منذ واقعة الوفاة، لم تتخذ (الأمم المتحدة)، أي إجراء ملموس، يهدف إلى حماية بقية الموظفين المختطفين القابعين في سجون الحوثيين من ملاقاة ذات مصير الراحل باعلوي".

مقالات مشابهة

  • مشروع الانتقالي واحجام السعودية سيمنحان الحوثي فرصة لتوسعة نفوذه إلى الجنوب (ترجمة خاصة)
  • مقتل وإصابة أكثر من 9 الف مواطن يمني بسبب ألغام المليشيات الحوثية
  • نحو 10 آلاف قتيل وجريح بألغام الحوثيين في اليمن
  • الوزير: مصر تولي مشروع طريق الربط البري مع تشاد أهمية كبرى
  • غروندبرغ: اليمن يواجه تحديات هائلة بينها حملة الاعتقالات التي تشنها جماعة الحوثي
  • مسام ينتزع 536 لغماً من اليمن خلال اسبوع  
  • وفد الحوثي يلتقي وزير الخارجية الإيراني.. والأخير يؤكد أن استقرار اليمن له دور مهم في أمن المنطقة
  • مركز الملك سلمان للإغاثة ينتزع 536 لغمًا عبر مشروع “مسام” في اليمن خلال أسبوع
  • مشروع “مسام” ينتزع 536 لغمًا في اليمن خلال أسبوع
  • وفاة موظف أممي في سجون الحوثي تُثير تساؤلات حول مصير العشرات