الخولي: الإصلاح الحقيقي بتشكيل حكومة تكنوقراط مستقلة
تاريخ النشر: 16th, January 2025 GMT
عقد ممثلون عن مجموعات القوى التغييرية في لبنان مؤتمرا صحافيا طارئا، تحت عنوان:"حكومة المحاصصة وصفة للفشل... حكومة تكنوقراط مستقلة هي الحل"، في بيت العامل في جل الديب، في حضور ممثلي القوى التغييرية من كل المحافظات اللبنانية.
وتحدث رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال لبنان مارون الخولي، وتلا بيانا، وجه في مستهله "في هذه اللحظة التاريخية"، باسم القوى التغييرية، "مناشدة واضحة ومباشرة إلى رئيس الحكومة المكلف نواف سلام، بضرورة الالتزام بمبدأ فصل السلطات وتشكيل حكومة تكنوقراط من الاختصاصيين المستقلين، بعيدا عن النهج المدمر الذي يحاول البعض فرضه، والقائم على قاعدة "لكل 4 نواب وزير".
ولفت الى "ان هذه القاعدة التي أثبتت على مدى السنوات الماضية فشلها الذريع، لم تؤد إلا إلى ترسيخ المحاصصة السياسية، وتعطيل قطاعات الدولة وتفاقم أزمات البلد على مختلف المستويات". وقال :"إن تشكيل حكومة على هذا الأساس سيعيد إنتاج نفس الأزمات التي كنا نأمل في تجاوزها، وسيفتح الباب أمام لعبة التعطيل عند كل استحقاق، حيث تسعى الأطراف السياسية إلى تأمين الثلث المعطل لتحقيق مكاسبها الخاصة، ما يمنع الحكومة من اتخاذ أي خطوة إصلاحية جدية ويحول دون فتح ملفات الفساد التي أرهقت الوطن والمواطن".
أضاف :"إن هذه المقاربة، في حال اتبعت، ستكون نتيجتها معروفة سلفا: فشل الحكومة في تحقيق أي من أهداف خطاب القسم الرئاسي، وإفشال العهد في تنفيذ وعوده بإعادة النهوض بلبنان، وتكريس سياسة التعطيل التي عاشها اللبنانيون لسنوات طويلة، والتي أوصلتنا إلى هذا الانهيار".
ودعا الخولي إلى "إعادة النظر في مسألة عدم تخصيص أي وزارة لرئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، إذ أن هذا التوجه يشكل خللا جوهريا في ممارسة الحكم وتقاسم المسؤوليات بين السلطتين التنفيذيتين. وعليه، فأن التمسك بوزارات الخارجية والدفاع والعدل امر ضروري باعتبارها أدوات أساسية لضمان تنفيذ خطاب القسم طيلة فترة العهد، خاصة وأن اللبنانيين يعقدون آمالا كبيرة على دوره المحوري في قيادة عملية الإصلاح وإنقاذ البلاد من أزماتها".
وتابع :"إن هذه الخطوة ليست فقط طبيعية، بل تأتي في صلب صلاحيات رئيس الجمهورية المنصوص عليها في الدستور، فهو القائد الأعلى للقوات المسلحة والمسؤول الأول عن توقيع المعاهدات والاتفاقيات الدولية، وهو الضامن للأمن الوطني. لذلك، فإن التواصل المباشر والدائم مع هذه الوزارات الحيوية ضروري لضمان تحقيق الأهداف الوطنية الكبرى التي وردت في خطاب القسم، ولإعادة ثقة اللبنانيين بمؤسسات الدولة".
كما دعا رئيس الحكومة إلى "وضع وزارة المالية ووزارة الداخلية تحت إشراف مباشر منه عبر اختيار وزرائها بعناية فائقة، لضمان إدارة الملفات الحساسة التي تعنى بالمالية العامة والأمن الداخلي بعيدا عن أي ضغوط سياسية أو مصالح حزبية ضيقة".
وأكد "ضرورة تعيين وزراء يتعهدون علنا بعدم الترشح للانتخابات النيابية المقبلة، خصوصا وأن هذه الحكومة ستكون مكلفة بإدارة العملية الانتخابية"، معتبرا "إن هذا الالتزام يمثل ضمانة حقيقية لعدم تضارب المصالح ويعزز من نزاهة وشفافية الانتخابات، حيث يجب أن تبقى الحكومة بعيدة تماما عن أي شبهة تسخير مؤسسات الدولة لمصالح انتخابية شخصية أو حزبية".
وأعاد الخولي التذكير ب"أن ما أوصل لبنان إلى هذا الوضع الكارثي هو حكومات "الوحدة الوطنية" التي جعلت من الجميع في موقع السلطة، ما أدى إلى غياب أي دور للمعارضة، وانهيار الرقابة، وتحول الحكومة إلى ساحة صراع بين الفرقاء السياسيين". وقال :
"اليوم، نحن في حاجة إلى تكريس مبدأ السلطة والمعارضة، بحيث تكون هناك سلطة تنفيذية مسؤولة ومعارضة برلمانية تراقب وتحاسب، لأن هذا هو جوهر النظام الديمقراطي الذي يحمي الدولة ويمنع انهيارها".
وأهاب بالرأي العام اللبناني "رفض هذا التوجه المشؤوم لتشكيل الحكومة على قاعدة المحاصصة الحزبية، والضغط على القوى السياسية كافة للقبول بحكومة مستقلة من خارج المجلس النيابي، حكومة تعمل لصالح الشعب اللبناني وليس لصالح الكتل السياسية وأجنداتها الضيقة".
واستطرد :"ندعو كل لبناني غيور على بلده إلى رفض هذه الصيغة القاتلة للحكومة، وإلى التمسك بمبدأ الإصلاح الحقيقي الذي يبدأ بتشكيل حكومة تكنوقراط مستقلة قادرة على إنقاذ لبنان من الانهيار".
وختم الخولي : "لن نقبل بأن يتكرر هذا المشهد المؤلم مرة أخرى، ولن نسكت على انتهاك الدستور لمبدا فصل السلطات ولن نسمح بإعادة إنتاج نفس السياسات التي دمرت الوطن وأفقرت شعبه. نحن اليوم أمام خيارين: إما السير نحو الإصلاح الحقيقي،من خلال حكومة تكون مهمتها الوحيدة تنفيذ خطاب القسم والإصلاحات المطلوبة، وإعادة هيكلة المؤسسات العامة، وتركيز الحياة السياسية على التوازن الطبيعي بين الموالاة والمعارضة، بما يضمن إعادة دور المؤسسات الدستورية إلى مسارها الصحيح"أو مواصلة الغرق في مستنقع الفساد والمحاصصة السياسية مما سيؤدي إلى مزيد من الفوضى والانهيار".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حکومة تکنوقراط خطاب القسم
إقرأ أيضاً:
رئيس جامعة دمياط يوجه بتشكيل لجنة لتقديم خبراتها للجهات المعنية بتطوير الدراما والإعلام
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شارك الدكتور حمدان ربيع المتولي ، رئيس جامعة دمياط، أمس السبت ، 22 مارس 2025،اجتماع المجلس الأعلى للجامعات الدوري ، برئاسة الأستاذ الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، بحضور الدكتور مصطفى رفعت أمين المجلس، والسادة أعضاء المجلس، وذلك بمقر جامعة القاهرة.
وأعرب الدكتور أيمن عاشور عن سعادته بالاحتفال باليوبيل الماسي للمجلس الأعلى للجامعات بمناسبة مرور 75 عامًا على إنشاءه، مؤكدًا أهمية دور المجلس ولجان القطاع المختلفة التي تضم قامات علمية كبيرة للمساهمة في دعم جهود الارتقاء بالمنظومة التعليمية في الجامعات المصرية، موجهًا بضرورة الاستمرار في تطوير البرامج الدراسية بمختلف القطاعات للارتقاء بجودة العملية التعليمية وفقا للتطور العالمي ، لضمان تأهيل خريجين قادرين على تلبية احتياجات سوق العمل المعاصر والمستقبلي.
وجه الوزير بتكثيف جهود التوعية بالتحديات التي تواجه الأمن القومي على كافة المستويات، من خلال عقد الندوات واستضافة الرموز الوطنية في كافة المجالات لتنمية وعي الطلاب بهذه التحديات.
ووجه الوزير أيضًا باهتمام الجامعات بالأنشطة الفنية والثقافية بين طلاب الجامعات، والتوسع في المسابقات الطلابية التي تهتم بالإنتاج الفني للطلاب على مستوى المسرحيات والفيديوهات والعروض الفنية وتنمية الحس الفني للطلاب، وتقديم هذه المواهب للمجتمع، من خلال تنظيم عروض لهذه الأعمال داخل وخارج الجامعات.
كما وجه الوزير، بتشكيل لجنة من أساتذة الجامعات في التخصصات المعنية ، بهدف تقديم خبراتها للهيئات والمؤسسات المعنية بتطوير الدراما والإعلام، وذلك في إطار تنفيذ توجيهات السيد رئيس الجمهورية بالاستفادة من أساتذة الجامعات في تطوير المحتوى الإعلامي والدرامي.
ووجه الوزير بضرورة الاهتمام بالبحث العلمي والابتكار، تنفيذًا لأهداف السياسة الوطنية للابتكار المستدام والمبادرة الرئاسية "تحالف وتنمية"، وتشجيعًا للابتكار والبحث العلمي لمواجهة التحديات التنموية، فضلًا عن دعم مجتمع الصناعة والاقتصاد الوطني، والاهتمام بالأبحاث العلمية والأفكار التي يمكن تحويلها إلى ابتكارات ومنتجات قابلة للتطبيق، يكون لها مردود اقتصادي على المجتمع؛ لخدمة الاحتياجات التنموية بمختلف أنحاء الجمهورية.
كما أثنى الوزير على إدراج 19 جامعة مصرية في نسخة تصنيف QS العالمي للتخصصات الجامعية لعام 2025، ووجه بضرورة استمرار دعم الباحثين لزيادة النشر العلمي في المجلات الدولية المرموقة، بما يسهم في الارتقاء بتصنيف الجامعات المصرية عالميًا.
واستعرض المجلس تقريرًا حول أبرز أنشطة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي خلال شهر مارس الجاري، ومنها اجتماع الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مع الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي؛ لمتابعة الموقف المالي لمشروعات التعليم العالي التي تنفذها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، بما في ذلك إنشاء الجامعات الأهلية والتكنولوجية والمراكز والمعاهد البحثية، ورفع كفاءة وتأهيل البنية التحتية لعدد من الجامعات، بالإضافة إلى استعراض الرؤية المستقبلية لمؤسسات التعليم الجامعي، ومتابعة تنفيذ مشروع المعهد القومي للأورام الجديد بمدينة الشيخ زايد "مستشفى 500500"، ومعدلات الإنجاز بالمرحلتين الأولى والثانية من المشروع.
وترأس الدكتور أيمن عاشور اجتماع مجلس الجامعات الأهلية، وتمت الموافقة على إنشاء 12 جامعة أهلية جديدة، وهي: جامعة القاهرة الأهلية، جامعة كفر الشيخ الأهلية، جامعة سوهاج الأهلية، جامعة دمنهور الأهلية، جامعة السويس الأهلية، جامعة دمياط الأهلية، جامعة عين شمس الأهلية، جامعة الوادي الجديد الأهلية، جامعة الفيوم الأهلية، جامعة طنطا الأهلية، جامعة الأقصر الأهلية، وجامعة مدينة السادات الأهلية.
كما استعرض المجلس تقريرًا حول اجتماعات مجموعة "بريكس"للتعليم،وانضمام 20 جامعة مصرية إلى شبكة "بريكس" للتعليم العالي، بهدف تعزيز التعاون وتبادل الخبرات بين الجامعات المصرية ونظيراتها في دول المجموعة.
وناقش المجلس أوجه الدعم والتيسيرات والخدمات التي يمكن أن تقدمها الجامعات المصرية لأسر شهداء العاملين بالمجال الطبي.
كما وافق المجلس على إعادة تشكيل اللجنة العليا للإشراف على اختبارات القدرات، ومراقبة ومتابعة أعمال امتحانات القدرات في الكليات التي يتطلب القبول بها اجتياز اختبارات القدرات للعام الجامعي 2025/2026، وذلك برئاسة الدكتور السيد قنديل رئيس جامعة حلوان.
وصرح الدكتور عادل عبدالغفار المستشار الإعلامي والمتحدث الرسمي للوزارة، أن المجلس وافق على أن يكون الامتحان التكميلي لمادة الأحياء المقررة على طلاب الشهادة الثانوية السعودية (نظام المسارات)، موحد ومركزي وتحت إشراف أمانة المجلس الأعلى للجامعات؛ تحقيقًا لمبدأ المساواة وتكافؤ الفرص بين الطلاب.
كما وافق المجلس على ضم بيانات الجامعات الأهلية والتكنولوجية والخاصة والمعاهد العليا الخاصة وأفرع الجامعات الدولية، إلى برنامج التقارير الإحصائية بأمانة المجلس الأعلى للجامعات، بما يسهم في إمداد الجهات المختصة ومتخذي القرارات ببيانات حديثة ودقيقة عن الجامعات.
وعلى هامش الاجتماع، تم التقاط صورة جماعية تذكارية لأعضاء المجلس، احتفالًا باليوبيل الماسي للمجلس الأعلى للجامعات بمناسبة مرور 75 عامًا على إنشاءه.