إيطاليا ترحب بوقف إطلاق النار في غزة
تاريخ النشر: 16th, January 2025 GMT
رحبت الحكومة الإيطالية "ترحيبًا حارًا"، مساء أمس الأربعاء، بالإعلان عن اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن لدى حماس، حسبما ذكرت وكالة نوفا الإيطالية للأنباء.
وهنأت حكومة جورجيا ميلوني مصر وقطر والولايات المتحدة على النتيجة التي تم التوصل إليها بعد جهود مفاوضات طويلة قامت بها.
وبحسب بيان من قصر كيغي، مقر الحكومة الإيطالية، فإن إيطاليا، بصفتها الرئيس الحالي لمجموعة السبع، دعمت دائما هذا القرار باقتناع.
وأشارت الحكومة الإيطالية إلى أن وقف إطلاق النار يتيح "فرصة هامة" لزيادة المساعدات الإنسانية المقدمة للسكان المدنيين في غزة بشكل كبير. وفي هذا الصدد، تعهدت الحكومة الإيطالية بمواصلة مساهمتها من خلال مبادرة "الغذاء من أجل غزة" التي تركز على الأمن الغذائي والصحة.
إعادة إعمار غزة
وأعربت الحكومة الإيطالية عن استعداد إيطاليا للقيام بدورها، مع الشركاء الأوروبيين والدوليين، من أجل تحقيق الاستقرار وإعادة إعمار غزة وتعزيز وقف الأعمال العدائية بشكل دائم، وأيضا بهدف إعادة إطلاق عملية سياسية نحو سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط، على أساس حل الدولتين.
مزيد من التفاؤل
وبأعين على دور أكبر لإيطاليا في الشرق الأوسط والبحر المتوسط، أعلن نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإيطالية أنطونيو تاياني عزمه القيام بزيارة للأراضي الفلسطينية وإسرائيل يوم الاثنين المقبل بهدف "دعم الهدنة ولضمان قدرتنا على التطلع إلى المستقبل بمزيد من التفاؤل".
وقال تاياني: "بالتوصل إليها بوقف إطلاق النار في لبنان، وبانتخاب الرئيس اللبناني الجديد المسيحي الماروني، جوزيف عون ومع ولادة دولة جديدة في سوريا، يمكننا القول إن الشرق الأوسط يسير في الاتجاه الصحيح"، معتبرًا أن "هذه مجرد البداية".
وأكد تاياني أن إيطاليا تريد أن تصبح "طرفًا فاعلًا بشكل متزايد في الشرق الأوسط" ويمكنها أن تلعب دورا في إعادة إعمار قطاع غزة.
وتابع: "نريد أن يكون البحر الأبيض المتوسط بحر سلام وليس مقبرة للمهاجرين، لذلك سنكون أبطالًا في إعادة إعمار غزة، ولكننا سنكون أيضًا مؤيدين عظماء للسلام، كما كنا حتى اليوم".
خطوة أولى لكن "هشة"
واعتبر وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروزيتو أن الاتفاق بين إسرائيل وحماس يمثل "خطوة أولى مهمة" في الاتجاه الذي يرغب فيه الجميع، وهو "نجاح الدبلوماسية الدولية" والمسار الذي أصبح من الضروري الآن الاستمرار فيه.
وأضاف: "في كل هذه السنوات والأشهر الرهيبة، لم نفقد الأمل أبدًا. وعملنا أيضًا حتى يصل أخيرًا. إنه في الواقع نجاح للدبلوماسية الدولية، نتيجة لالتزام مشترك من جانب العديد من الدول، الكبيرة والصغيرة، الأوروبية، الأطلسية والشرق أوسطية. التزام صامت ولكن عنيد كانت إيطاليا دائمًا طرفًا فاعلًا نشطًا فيه"، غير أنه أشار إلى الاتفاق باعتباره "خطوة أولى لا تزال هشة، والتي يجب أن تتبعها خطوات أخرى كثيرة".
انجاز تاريخي لـ"ترامب"
رأى نائب رئيس الوزراء ووزير البنية التحتية والنقل ماتيو سالفيني، زعيم حزب الرابطة اليميني المتطرف، أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه هو "أول إنجاز تاريخي" تم تحقيقه "بفضل عودة الرئيس دونالد ترامب حتى قبل التسوية الرسمية”.
وقال سالفيني، الذي يواجه انتقادات عديدة على آرائه: "تهانينا! لقد حان الوقت للحوار والوساطة والسلام في جميع أنحاء العالم".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الحكومة الإيطالية اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة الإفراج عن الرهائن لدى حماس حكومة جورجيا ميلوني مصر وقطر والولايات المتحدة الحکومة الإیطالیة الشرق الأوسط إطلاق النار إعادة إعمار
إقرأ أيضاً:
إعادة إعمار غزة.. التحدي الكبير بعد اتفاق وقف إطلاق النار
وضعت الحرب أوزارها في قطاع غزة، وغلّف الفرح أجواء القطاع، بعد التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، ليبرز ملف إعادة الإعمار باعتباره "معضلة" لن تنتهي بانتهاء الحرب.
فأكثر من عام ونيف على امتداد الحرب، كانت كفيلة بأن تجعل غزة أثرا بعد عين، بفعل الغارات الجوية الإسرائيلية والعمليات البرية والقصف المدفعي.
ومع صمت أزيز الطائرات وفوهات المدافع، يتصدر ملف إعادة الإعمار في القطاع، أحد أكبر المعضلات التي لن تنتهي مع وقف الحرب، وأحد أكبر التساؤلات بين ركام الحرب والمؤجلة فيما يسمى اليوم التالي للحرب، والتقديرات بشأن الموعد المتوقع لعودة الحياة إلى طبيعتها في القطاع.
ووفق تقديرات الأمم المتحدة فإن مسألة إعادة الإعمار ستكلف أكثر من ثمانين مليار دولار، لكن المعضلة الأكبر التي ستواجه هذه العملية هي إزالة الأنقاض، لا سيما وأن أكثر من سبعين في المئة من مساكن غزة تضررت بين تدمير كلي وجزئي، إلى جانب المستشفيات والمدارس والمرافق الأخرى من البنى التحتية.
وأشارت الأمم المتحدة في أكتوبر الماضي إلى أن إزالة أكثر من اثنين وأربعين مليون طن من الأنقاض وحدها ستكلف ما يزيد على مليار دولار.
كما أوضحت أن العملية معقدة وقد تستغرق سنوات عدة، بسبب وجود القنابل والألغام والصواريخ غير المنفجرة والمواد الملوثة الخطيرة والجثث التي لا تزال تحت الأنقاض.
ولفتت المنظمة في تقريرها إلى أن إعادة بناء المنازل المدمرة في غزة قد يستمر حتى عام ألفين وأربعين على الأقل، وقد يطول الأمر لعدة عقود في حال سارت بنفس وتيرة إعادة الإعمار بعد الحروب السابقة التي شهدها القطاع.
وأثر حجم الدمار الناتج عن الحرب، على القطاع الزراعي الذي يطعم سكان غزة، فوفق صور الأقمار الاصطناعية التي حللتها الأمم المتحدة، فقد أظهرت أن أكثر من نصف الأراضي الزراعية في غزة، والتي تعد حيوية لإطعام السكان الجوعى، تدهورت بسبب الصراع.
وأعلن رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، مساء الأربعاء، نجاح جهود الوساطة المشتركة التي قادتها الولايات المتحدة وقطر ومصر في التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة حماس لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى والرهائن.
وأكد رئيس الوزراء القطري على عقد اتفاق لوقف إطلاق النار بشكل دائم ومستدام بين الجانبين فضلا عن إيصال كميات مكثفة من المساعدات الغذائية والإنسانية إلى قطاع غزة.
وأوضح أن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة سيدخل حيز التنفيذ بدءا من يوم 19 يناير الجاري، على أن يتم تحديد ساعة بدء سريانه لاحقا.
كما أشار إلى أنه مع موافقة الطرفين على الاتفاق سيجري العمل الليلة لإنهاء الإجراءات التنفيذية كافة، وستشمل المرحلة الأولى من الاتفاق ومدتها 42 يوما ستشهد وقفا لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية شرقا وبعيدا عن المناطق المكتظة بالسكان للتمركز على الحدود في جميع مناطق قطاع غزة.
وأوضح أن الاتفاق يشمل تبادل الأسرى والرهائن وفق آلية محددة وتبادل رفات المتوفين وعودة النازحين إلى أماكن سكناهم مع تسهيل مغادرة المرضى والجرحى لتلقي العلاج.