كان الاتفاق على هدنة ثانية في غزة ثمرة تعاون لافت بين فريقي جو بايدن ودونالد ترامب، بحسب مسؤول أمريكي رفيع المستوى، كشف النقاب عن جزء مما دار في كواليس المفاوضات في الأيّام الأخيرة.

وأخبر المسؤول، الذي اشترط عدم الكشف عن هويّته، أن ستيف ويتكوف المبعوث الأمريكي الجديد الذي اختاره الرئيس المنتخب دونالد ترامب لمنطقة الشرق الأوسط، سافر قبل 4 أيام إلى الدوحة، حيث عُقدت المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل، وساهم في "الجهد النهائي" إلى جانب بريت ماكغورك، الذي يتولى هذا المنصب في الإدارة الديمقراطية التي تشارف نهايتها.

وأكّد أن هذا التعاون "لا مثيل له على مستوى التاريخ"، مشيداً بشراكة "بنّاءة جدّا ومثمرة جدّا" بين المسؤولين، لدرجة تقاسم المهام.

ماذا يعني اتفاق غزة لإسرائيل وحماس والشرق الأوسط؟ - موقع 24بعد نحو 15 شهراً من المعارك والمفاوضات والضغوط، تُوّجت المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس باتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى، وسط مماطلات إسرائيلية مستمرة وإبادة جماعية بحق الفلسطينيين، لم تتوقف منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وفي حين كان مبعوث الرئيس بايدن يشرف على المفاوضات في قطر، "أردنا تبادل وجهات النظر مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، فذهب ويتكوف إلى إسرائيل لتولّي المهمّة، ثمّ عاد"، وفق ما أفاد المسؤول الأمريكي.

ولا شكّ في أن هذا التعاون المثمر، الذي كُشف عنه النقاب، يتعارض مع ما يظهر للعلن من عداء سياسي بين بايدن وترامب.

وبغية انتزاع الاتفاق، الذي أُعلن الأربعاء، تطلّب الأمر مناقشات امتدّت "18 ساعة في اليوم" أو أكثر منذ الخامس من يناير (كانون الثاني)، وفق المسؤول الأمريكي الرفيع المستوى.

وكشف عن مسار يتقدّم تارة ويتراجع تارة أخرى منذ عدّة أشهر مع استئناف المفاوضات في منتصف ديسمبر (كانون الأول) بمبادرة من الولايات المتحدة، وإنجاز اختراق بعد عيد الميلاد، عندما أعلنت حماس موافقتها على تقديم قائمة بأسماء الرهائن المنوي الإفراج عنهم.

بايدن: الفلسطينيون سيتمكنون من العودة إلى جميع مناطق غزة - موقع 24قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن إدارته وفريق الرئيس المنتخب دونالد ترامب كانا "يتحدثان كفريق واحد" في المفاوضات بشأن التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة. ظروف مؤاتية 

وكما الحال في كلّ المفاوضات الديبلوماسية، "تفرض بعض المهل الزمنية نفسها ومن بينها انتقال السلطة من رئيس إلى آخر"، بحسب ما أشار المسؤول الأمريكي قبل 5 أيّام من عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.

وصرّح أن الظروف العامة التي "حفّزت هذا المجهود الدبلوماسي تمحورت على هزيمة حزب الله ووقف إطلاق النار في لبنان وانعزال حماس"، على حد قوله.

مقتل العشرات في غزة رغم اتفاق وقف الحرب - موقع 24قتل الجيش الإسرائيلي ما لا يقل عن 71 فلسطينياً من سكان قطاع غزة، منذ ليل الأربعاء وحتى اليوم الخميس، وفقاً لمصادر محلية في قطاع غزة، وذلك في أعقاب الإعلان من قطر عن وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، الذي سيدخل حيز التنفيذ، الأحد المقبل.

وكشف أن عدم اليقين ظلّ يخيّم على الجولة الأخيرة من المفاوضات حتّى آخر لحظة، في مبنى كان فيه وفد حماس في الطابق الأول ووفد إسرائيل في الطابق الثاني وحيث بقي الوسطاء القطريون والمصريون يصعدون وينزلون من طابق إلى آخر، حتّى ساعات متأخّرة في الليل.

وعكف المفاوضون على تسوية "أدقّ التفاصيل"، سواء في قائمة المعتقلين الذين ستطلق إسرائيل سراحهم، أو فيما يخصّ مواقع تمركز القوّات الإسرائيلية بعد سريان وقف إطلاق النار أو الجهود المبذولة في المجال الإنساني.

وأقرّ المسؤول الأمريكي الرفيع بأنه لم يتأكّد من أن الاتفاق سيبرم فعلا هذه المرّة إلا "في نهاية فترة بعد الظهر" بتوقيت الدوحة، مضيفاً أن " حماس تعمدت إقحام مسائل جديدة أو أخرى قديمة. وهم حاولوا القيام بذلك صباحا مع 3 نقاط. لكننا ثابرنا، وأكّدوا موافقتهم في نهاية المطاف".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: اتفاق غزة سقوط الأسد الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية ترامب الدوحة حماس إسرائيل بايدن الاتفاق اتفاق غزة الدوحة إسرائيل حماس بايدن ترامب المسؤول الأمریکی وقف إطلاق النار قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

ما هي مخاطر اتفاق "مار أيه لاغو" على الاقتصاد الأمريكي؟

منذ انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، كشف عن تصورات وسياسات اقتصادية تستهدف تحقيق إنجازات طموحة، لكنها تنطوي على مخاطر وتعقيدات جسيمة.

وتنطلق سياسات ترامب الاقتصادية مما يعرف باسم "اتفاق مار أيه لاغو"، نسبة إلى منتجع الغولف الفاخر مار أيه لاغو بيتش المملوك لترامب في ولاية فلوريدا، وهو عبارة عن مجموعة من الأفكار والمفاهيم والخطط التي وضعها المحلل الاقتصادي ستيفن ميران، رئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين للبيت الأبيض حالياً.

The Mar-a-Lago Accord, a blueprint from one of President Trump’s top advisors, would mark an inflection point for the global economic order—but it is unlikely to get the cross-border coordination required to succeed, writes expert Rebecca Patterson. https://t.co/L4J3FakTaJ

— Council on Foreign Relations (@CFR_org) March 27, 2025

وفي تحليل نشره موقع مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، قالت المحللة الاقتصادية الأمريكية ريبيكا باترسون  إن ترامب يريد المحافظة على مكانة الدولار عالمياً، وفي نفس الوقت إضعافه لدعم المصدرين الأمريكيين. كما يريد خفض الضرائب الذي يؤدي إلى زيادة عجز الميزانية، في حين يريد أيضاً خفض العائد على سندات الخزانة الأمريكية.

ويريد ترامب زيادة الرسوم على الواردات الأمريكية، لخفض عجز الميزان التجاري للولايات المتحدة، وفي نفس الوقت يريد تعزيز مكانة الولايات المتحدة كوجهة جذابة للاستثمارات الأجنبية.

ولكن تحقيق هذه الأهداف، من أجل زيادة عدد الوظائف في قطاع التصنيع وجعل الاقتصاد الأمريكي أكثر مرونة، سيكون بالغ الصعوبة. لكن الأمر الأكثر تعقيداً  والأشد خطورة أيضاً هو المقترحات المتعلقة بتحقيق هذه الأهداف الاقتصادية، والتي يتضمنها اتفاق مار أيه لاغو.

وتقول ريبيكا باترسون، رئيسة مجلس التعليم الاقتصادي في الولايات المتحدة، إنه على عكس اتفاق بلازا الذي أقرته 5 دول رئيسية خلال اجتماع في فندق نيويورك بلازا عام 1985، لكي تعمل معاً من أجل خفض قيمة الدولار في مواجهة العملات الرئيسية في العالم، من غير المحتمل يحظى  اتفاق مار أيه. لاجو بالتنسيق العابر للحدود المطلوب لتحقيق النجاح.

ولذلك ترى باترسون أن  مجرد محاولة اتباع سياسة "اتفاق مار أيه لاغو"، سيشكل مخاطر جوهرية على الاقتصاد الأمريكي والأسواق المالية. وفي مقدمة هذه المخاطر اضطراب سوق سندات الخزانة الأمريكية، والتشكيك في استقلالية مجلس الاحتياط الاتحادي (البنك المركزي) الأمريكي، مع زيادة الدوافع لدى دول العالم لتقليل الاعتماد على  النظام المالي القائم على الدولار الأمريكي والسوق الأمريكية.

وبشكل عام، ترى الإدارة الأمريكية أن اتفاق مار أيه لاجو وسيلة للمساعدة في تحقيق وعود ترامب الاقتصادية. وبالطبع، يبحث البيت الأبيض عن سبل إبداعية إضافية لتحقيق اقتصاد أمريكي ناجح.

وقد يؤدي دعم العملات المشفرة التي تعد بمثابة دولار رقمي متاح عالمياً، إلى زيادة الطلب على سندات الخزانة الأمريكية المحتفظ بها كاحتياطيات من العملات المستقرة للحفاظ على "ربط" العملة وتعزيز استخدام الدولار عالمياً. وقد يساعد هذا في خفض عوائد سندات الخزانة الأمريكية، وتقليل مخاطر السوق الناجمة عن بعض بنود اتفاق مار أيه لا غو.

وأخيراً، ورغم أن أغلب الأمريكيين يؤيدون أهداف ترامب لزيادة قوة قطاع التصنيع وجعل الاقتصاد الأمريكي أكثر مرونة وقوة، فإنهم إذا فهموا المخاطر التي تنطوي عليها سياسات ترامب وأفكار معسكر مار أيه لاغو، فمن غير المحتمل أن يواصلوا دعمه لآنهم سيجدون أنفسهم أمام وصفة كاملة للفشل، وليست وصفة لتحقيق هذه الأهداف المرجوة.

مقالات مشابهة

  • صحيفة تكشف كواليس جديدة من مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة
  • حماس تبحث مع الوسطاء هدنة بغزة وويتكوف يعمل على اتفاق جديد
  • خبير: تفاؤل باستئناف مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة بوساطة مصرية
  • ما هي مخاطر اتفاق "مار أيه لاغو" على الاقتصاد الأمريكي؟
  • شعث: تفاؤل باستئناف مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة بوساطة مصرية
  • وفد أمني مصري يصل الدوحة لمواصلة مفاوضات غزة
  • الجيش الإسرائيلي: تحول جذري في سياسة إسرائيل تجاه حماس وغزة
  • صحيفة: مفاوضات غزة قد تشهد إنفراجة خلال الساعات المقبلة
  • نتنياهو يجري مشاورات بشأن إبادة غزة ومفاوضات تبادل الأسرى
  • وسط مراوغات الاحتلال.. القاهرة تسارع الزمن لإنقاذ غزة.. خطة مصرية جديدة لإنقاذ اتفاق وقف إطلاق النار.. حماس توافق على الإفراج عن 5 رهائن أسبوعيًا