تحدث الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق، في الحلقة 294 من تفسير القرآن الكريم عن الآية 252 من سورة البقرة، موضحاً دلالاتها العميقة التي تُظهر سنة التدافع في الكون ودور القصص القرآني في توجيه الإنسان.

سنة التدافع في الكون

أشار جمعة إلى أن قوله تعالى: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ} [البقرة: 252] يؤكد أن التدافع بين الناس هو سنة كونية وضعها الله عز وجل لحفظ الأرض من الفساد.


وأوضح أن هذا التدافع قد يكون بالحرب أو بالسلم، حيث يتجلى فضل الله في ترتيب هذا النظام الذي يحفظ الحياة ويمنع الفساد. وأضاف أن التدافع يُظهر قدرة الله على تحقيق التوازن في الكون وإقامة العدل بين البشر.

القصص القرآني: حقائق وأحكام

وأكد جمعة أن القصص القرآني ليس مجرد روايات تاريخية، بل هو حقائق ثابتة تعلّم الإنسان كيفية مواجهة التحديات والعيش وفق القيم والمبادئ. فالقصص التي يرويها القرآن تهدف إلى غرس العبر والدروس في النفوس، ليتمكن الإنسان من التعامل مع واقع الحياة بحكمة وفطنة.

تيسير تلاوة القرآن وفهمه

وفي حديثه عن القرآن الكريم، أوضح جمعة أن علماء المسلمين قاموا بتقسيمه إلى أجزاء وأحزاب وأرباع، لتيسير تلاوته وفهمه، وبيّن أن هذا التقسيم يساعد المسلم على ختم القرآن في شهر واحد بسهولة، خاصة في شهر رمضان، حيث يقبل المسلمون على قراءة القرآن وتدبر معانيه.

 

اختتم الدكتور علي جمعة حديثه بدعوة المسلمين إلى تدبر القرآن الكريم والعمل بسنة التدافع التي تحفظ الأرض من الفساد، والتعلم من القصص القرآني لاستخلاص الحكم والعبر، مؤكداً أن القرآن الكريم كتاب هداية ومنهج حياة لكل زمان ومكان.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: جمعة القصص القرآني القرآن تفسير القرآن الكريم البقرة سورة البقرة القصص القرآنی القرآن الکریم

إقرأ أيضاً:

الاستغفار عند الانتصار

مع التحية لجيشنا الباسل والتهنئة بانتصاراته أهديهم هذه الوصية:
(الاستغفار عند الانتصار) عنوان فصل من كتاب المفكر الألماني الشهير مراد هوفمان: يوميات ألماني مسلم. وأنقل إليكم ما كتبه في الصفحة ١٤٠، طبعة دار الأهرام:

أثناء عودتي من محاضرة ألقيتها في كلية الدفاع التابعة لمنظمة حلف الأطلنطي (الناتو) عن الرأي العام والدفاع وجدت لدي متسعا من الوقت في مطار… لقراءة سورة النصر مع شاب تونسي.

طبقا لنص الآية الأخيرة من سورة النصر، فإن الله سبحانه وتعالى يأمر المسلمين ألا يتملكهم الزهو ساعة النصر، وإنما يلتمسوا المغفرة من ربهم في خضوع: “بسم الله الرحمن الرحيم إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا”.

يا له من مبدأ مدهش! ولشد ما كان التاريخ الدبلوماسي سوف يصبح مخالفا لو أن رجال السياسة كانوا أكثر التزاما بهذه النصيحة… ألم يكن من الممكن تجنب قيام الحرب العالمية الثانية لو أن كليمنصو وبوانكاريه قد التزما في عام ١٩١٩ بما جاء في سورة النصر، بدلا من أن تستبد بهما مشاعر الكراهية والرغبة في الانتقام. (انتهى)

لما قابلت مراد هوفمان في مكة، قلت له: فهمك لدلالة السورة على هذا النحو يستحق الانتباه، فاستفاض الرجل معي في تذكر فتح مكة وهيئة النبي صلى الله عليه وسلم عندما دخل مكة فاتحا ومنتصرا، مطاطئ الرأس تواضعا لله وتذللا له بعدما أكرمه بالفتح العظيم.
وصفت كتب السيرة هيئته صلى الله علبه وسلم عند دخوله أنه كان على راحلته وعثنونه (شعر لحيته) ليكاد يمس واسطة الرحل.

ولما وصل إلى مكة ضربت له قبة في الحجون… لم يكره أحدا للخروج من بيته وترك مكانه.
أما الأعداء من القرشيين فقد عفا عنهم وأعطاهم الأمان وأطلقهم إلا النفر القليل منهم، فيهم ابن خطل الذي تعلق بأستار الكعبة، فأمر بقتله لأن جريمته ما كانت لتغتفر.
هذه قيم أخلاقية نبوية يجب التذكير بها في كل موقف من مواقف الانتصار، وسط أجواء تعلو فيها أحاديث الكراهية وصيحات الانتقام.

إن بلادنا لكي تأسو جراحها وتدفن أتراحها تحتاج إلى حكمة النبوة. الحكمة التي أثارت بقوة اهتمام موظف الخارجية الألماني السفير ويلفريد هوفمان والذي تبوأ مسؤولية الإعلام في حلف الناتو سنوات عدة.

كتب- عثمان أبوزيد

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • جمعة: التغيير بين اختيار البشر وإرادة الله
  • أسرار سورة البقرة كاسحة الأحزان
  • علي جمعة: القرآن الكريم أثبت نورانية النبي
  • خريطة إذاعة القرآن الكريم 2025.. تشمل 32 من الحناجر الذهبية
  • 7 فوائد عظيمة لمن يقرأ سورة البقرة يوميًا
  • خالد الجندي: التدبر في معاني القرآن الكريم أهم من عدد الختمات
  • القطيف.. انطلاق تصفيات مسابقة وزارة التعليم لحفظ القرآن الكريم
  • تعز.. تكريم 275 حافظاً وحافظة لكتاب الله الكريم
  • الاستغفار عند الانتصار