رفض السفر بالطائرة فتم فصله من عمله.. القضاء ينصف باحثا إيطاليا ويحكم له بتعويض مالي
تاريخ النشر: 16th, January 2025 GMT
حصل الباحث الإيطالي في مجال المناخ الدكتور جيانلوكا غريمالدا على تعويض مالي، بعد أن توصل إلى تسوية مع صاحب عمله السابق في الدعوى القضائية التي رفعها، بسبب الفصل التعسفي الذي تعرض له. وتم الاتفاق على التسوية خلال عملية الاستئناف بعد رفض الدعوى الأصلية للدكتور غريمالدا في شباط/ فبراير الماضي.
بتاريخ في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تم إبلاغ الدكتور غريمالدا بإنهاء عقده لإجراء الأبحاث في معهد كيل للاقتصاد العالمي (IFW) لأنه لم يعد من عمله الميداني في منطقة بوغانفيل في دولة بابوا غينيا الجديدة في المحيط الهادىء.
فعلى الرغم من أن الخطة الأصلية لرحلته كانت قد تمت الموافقة عليها من قبل المعهد، إلا أنه أُمر بالعودة بالطائرة بعد أن لم يتمكن من الوصول إلى مدينة كيل الألمانية في الموعد المتفق عليه.
واستغرقت رحلة الباحث من أوروبا إلى بابوا غينيا الجديدة 35 يومًا، وكان من المقرر أن تستغرق رحلة العودة حوالي شهرين. ويدّعي الباحث غريمالدا أن التأخير كان بسبب تأجيل التأشيرة، والتهديدات الأمنية، والأنشطة البركانية وغيرها من المشاكل اللوجستية.
ويُعتقد أن هذه هي أول حالة معروفة لشخص يُطرد من العمل لرفضه ركوب الطائرة، بهدف الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
ويعتقد الباحث أن "السفر البطيء" يقلل من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي تسببها رحلته من بابوا غينيا الجديدة إلى أوروبا، والتي يبلغ طولها 28.000 كيلومترا.
وفي تعليقه على التسوية، قال الباحث إن لديه في نفس شعورا بالحزن لفقدانه الوظيفة التي أحبها، وبالسعادة أيضا لأن القاضي اعترف ضمنياً باستحالة فصل موظف بسبب رفضه ركوب الطائرة.
ويقول الدكتور جريمالدا إنه سيتبرع بمبلغ 75.000 يورو من مكافأة نهاية الخدمة، لصالح حماية البيئة والمناخ.
ماذا عن الموظفين الذين يرغبون في تجنب السفر بالطائرة؟يقول المحامي يورن أ. بروشات الذي دافع عن الدكتور غريمالدا في الدعوى القضائية، إنه سعيد بالنتيجة، وأنه يمكن مراجعة القرار "المعيب" الصادر عن المحكمة الابتدائية، وأضاف أنه في النهاية لم يكن هناك سبب للفصل.
لكن الوضع القانوني ما يزال غير مؤكد بالنسبة للموظفين الذين يفضلون السفر بطريقة لا تؤثر على المناخ سلبا، أي عن طريق تجنب السفر بالطائرة.
Relatedهل تبحث عن وجهة سفر آمنة؟ إليك قائمة الدول الأكثر أمانًا في العالمبظروف غامضة.. وفاة روسي داخل السجن بعد اعتقاله بتهمة تشغيل وكالة سفر للمثليين والمتحولينالعاصفة "داراغ" تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل حركة السفر لمئات الآلاف في المملكة المتحدة وأيرلنداوقال إن هذه القضية تسلط الضوء على التقاطع المتزايد بين قانون العمل والممارسات التي تراعي للمناخ، الأمر الذي يشكل علامة فارقة في الجدل الدائر حول حقوق الموظفين في الدفاع عن مواقفهم بشأن المناخ كجزء من التزاماتهم المهنية.
ويضيف بروشات أنه قد حان الوقت للمشرعين والنقابات، لأخذ هذه المعتقدات في الاعتبار وتكريسها في قوانين حقوق العمل.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية حماس: طوفان الأقصى سيظل منعطفًا في تاريخ القضية الفلسطينية وقطاع غزة يمرّ بمرحلة جديدة احتفال بالريادة في مجال الاستدامة في إندونيسيا.. شركات في خدمة المجتمع والبيئة دور جهود الحفاظ على البيئة في أوزبكستان في استعادة التنوع البيولوجي محكمةالاحتباس الحراريغازات دفيئةحقوق العمالسفرطائرةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل وقف إطلاق النار دونالد ترامب قطاع غزة حركة حماس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل وقف إطلاق النار دونالد ترامب قطاع غزة حركة حماس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني محكمة الاحتباس الحراري غازات دفيئة حقوق العمال سفر طائرة إسرائيل وقف إطلاق النار قطاع غزة حركة حماس دونالد ترامب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة أسرى روسيا بنيامين نتنياهو علم اكتشاف الفضاء ناسا یعرض الآن Next
إقرأ أيضاً:
دراسة: انتهاكات الاحتلال ضد أطفال القدس ترقى لجرائم اضطهاد وفصل عنصري
عصر يوم الخميس العاشر من شهر أبريل/نيسان الجاري ضجّ مخيم شعفاط شمال القدس بنبأ إصابة طفل يبلغ من العمر (12 عاما) برصاصة معدنية مغلفة بالمطاط في منطقة العين، وسرعان ما أُعلن عن اسمه بعدما هرع أصدقاؤه لإبلاغ والده بإصابته.
رامي حدّاد والد الطفل أمير -الذي يرقد في مستشفى هداسا عين كارم غربي القدس منذ إصابته- سرد للجزيرة تفاصيل إصابة طفله المؤلمة قائلا إنه طلب منه عصر ذلك اليوم الذهاب مع صديقه إلى حانوت يختص ببيع الطيور ومستلزماتها ليشتري صديقه طعاما لطيوره.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هيومن رايتس تتهم الولايات المتحدة والسلفادور بإخفاء قسري لمهاجرين فنزويليينlist 2 of 2في يوم ديني.. إسرائيل تحرم آلاف المسيحيين الفلسطينيين من الوصول للقدسend of list"ركب دراجته الهوائية وانطلق وبعد 10 دقائق جاءني أبناء الحي يصرخون: أمير تصاوب. نزلت إلى الشارع كالمجنون ورأيته مضرّجا بدمائه في العيادة الطبية قبل أن تنقله سيارة الإسعاف إلى مستشفى هداسا".
يتابع الوالد بصوت منخفض حزين تفاصيل الخوف والألم قائلا إن نجله أصيب خلال الاقتحام شبه اليومي للمخيم ودون اندلاع أي مواجهات، بل بسبب الإطلاق العشوائي للقنابل الغازية والصوتية والرصاص المطاطي في كل اقتحام.
"كان أمير في منطقة مرتفعة والجيش في أخرى منخفضة يهمّون باقتحام المنطقة التي يتواجد بها.. وفي اللحظة التي أدار فيها وجهه ناحية الجيش وهو راكب على دراجته أطلق جندي الرصاصة وأصيب أعلى عينه اليسرى مباشرة، وسقط عن دراجته وغاب عن الوعي".
في المستشفى أُبلغت العائلة أن أمير يعاني من كسر في الجمجمة، وأن بعض العظام المهشمة تضغط على عصب العين مما أفقد هذا الطفل القدرة على تحريكها، وفي صبيحة اليوم التالي أجريت له عملية جراحية لإزالة العظام المفتتة التي تضغط على عصب العين، لكنه ما زال يعاني من نزيف في عينه ومن وجود نقطة دم على الدماغ يعود سببها عادة لنزف عندما ينفجر أو يتمزق شريان في الدماغ، وفق ما أبلغ به أطباء عائلته.
إعلانوعند سؤال الأب عمّا يقوله أمير عن ذلك اليوم أجاب أنه لا يقول سوى "مش متذكّر"، وأنه لن يصمت عن أخذ حقّ طفله من خلال القضاء وإن كان غير متيقن من أنه سينصفه.
أصيب الطفل المقدسي أمير حداد (12 عاما) برصاصة مباشرة في رأسه أطلقها جنود الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحامهم لمخيم شعفاط، شمال شرقي القدس المحتلة الخميس الماضي.
ويرقد الطفل حداد في المستشفى بعد أن أصيب بجروح بالغة في الرأس وكسر في الجمجمة أدى إلى نزيف في الدماغ، بالإضافة إلى ضرر… pic.twitter.com/W10gtHeKON
— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) April 13, 2025
حرمان وملاحقةلم ينعم أمير مثله مثل بقية أطفال مخيم شعفاط بطفولة هادئة ولا طبيعية، فلا ملاعب ولا متنزهات يلجؤون إليها في أوقات الفراغ يقول رامي، ولا يجدون سوى الحواري والشوارع للعب بها، رغم أنها لم تكن يوما آمنة، وازداد الوضع سوءا مع الاقتحام "شبه الساعاتي للمخيم".
قبل ختام حديثه سألنا الأب عن شخصية أمير وهواياته، فخيّمت نبرة حزن عميقة على صوته فورا، وقال "أمير مؤدب ومميز وهادئ، ويعشق كافة أنواع الرياضة لكنه يلعب كرة القدم ويركب الدراجة الهوائية بشكل يومي.. وهما الهوايتان اللتان حرم منهما منذ إصابته، ولا يبدو أنه سيمارسهما في المستقبل القريب".
من أجل ما يعيشه أمير وعشرات آلاف الأطفال المقدسيين من انتهاكات على يد الاحتلال الإسرائيلي أعدّ الخبير في الشؤون القانونية والحقوقية المحامي عصام عابدين بإشراف مؤسسة الرؤيا الفلسطينية، دراسة تحليلية متخصصة حول واقع قطاع الطفولة في محافظة القدس، وحملت عنوان "الأسباب الرئيسية للعنف، التعذيب وسوء المعاملة، والتطلعات المستقبلية".
وفي بحثه عدّد المحامي عابدين أنماط الانتهاكات للطفولة في محافظة القدس، واستهلها بجرائم القتل والإيذاء مستشهدا ببيان صدر عن منظمة "اليونيسيف" في يوليو/تموز من عام 2024 وجاء فيه أن الخسائر في أرواح الأطفال في الضفة الغربية والقدس ازدادت بنسبة 250% في الأشهر التسعة التي تلت السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 قياسا بالأشهر التسعة التي سبقته.
خلال شهر، أصاب جنود الاحتلال طفلين مقدسيين برصاص أضرّ بأعضاء حيوية في جسديهما.
والطفلان هما: أمير حداد (12 عاما)، الذي ما زال يرقد في المستشفى، بعدما أُطلق الرصاص مباشرة على رأسه، في 10 أبريل/ نيسان الجاري، أثناء ركوبه دراجته الهوائية في مخيم شعفاط. علما أن رصاصة استقرت فوق عينه… pic.twitter.com/vjeIK6JtDc
— القدس البوصلة (@alqudsalbawsala) April 13, 2025
إعلان سلب الحريةوتطرقت الدراسة إلى سياسة الاعتقالات التعسفية لأطفال القدس، مستشهدة ببيانات مؤسسات الأسرى التي تحدثت في شهر أغسطس/آب 2024 عن ارتفاع غير مسبوق في أعداد المعتقلين بالضفة الغربية والقدس الذين كان من بينهم 700 طفل على الأقل، وكانت نسبة الأطفال المقدسيين هي الأعلى من بين المحافظات الفلسطينية الأخرى.
ولم يغفل الباحث أهمية الحديث عن سياسة الحبس المنزلي التي تستهدف بشكل أساسي أطفال المدينة الذين تقلّ أعمارهم عن 14 عاما، وأشار الباحث إلى أن الإحصائيات الصادرة عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية تؤكد أن أكثر من 600 طفل مقدسي تعرضوا لهذه العقوبة خلال عام 2022 وحده.
التعذيب وسوء المعاملة لأطفال المدينة وانتهاكات حقوق الأطفال ذوي الإعاقة كان لها حضور لافت في هذه الدراسة التحليلية التي ركزت أيضا على نظام الفصل العنصري (الأبارتايد)، ونظام منح الهويّات وتشتيت العائلات والجدار العازل وتداعيات عسكرة مدينة القدس.
ولفت الباحث عصام عابدين في دراسته النظر إلى أن "أنماط الانتهاكات الجسيمة والجرائم الدولية من قبيل: جرائم القتل والإيذاء المتعمد للأطفال المقدسيين، والاعتقالات التعسفية، والاعتقال المنزلي، والتعذيب وسوء المعاملة، تشكّل "جرائم دولية مستقلة" في النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية إلى جانب أنها تشكّل "جرائم اضطهاد وفصل عنصري" مما يعني أننا أمام حالة "تعدد للجرائم الدولية" المرتكبة.
وحول التأثيرات الاجتماعية والنفسية على الأطفال وعائلاتهم كشفت نتائـج اللقاءات والمقابلات التي أجراها الباحث مع الجهات الرسـمية وغير الرسمية والشركاء لغايات هذه الدراسة، أهمية وضرورة فهم واقع محافظة القدس، وخاصة داخل الجدار العازل، والتعقيدات الناجمة عــن الاضطهاد الممنهج والتراكمات على مدار السنوات الطويلة في منهجية أي تدخلات على صعيد واقع الصحة النفسية.
إعلانوشملت توصيات هذه الدراسة التحليلية 3 مستويات، أولها الدولي والمتعلق بالتزامات ومسؤوليات سـلطات الاحتلال الاستعماري ودول العالم والهيئات والمنظمات الدولية لإنقاذ الطفولة في محافظة القدس.
وعلى المستوى الوطني تطرق الباحث إلى مسؤوليات دولة فلسطين بمؤسساتها وأجهزتها الرسمية وغير الرسمية تجاه الطفولة المقدسية، أما المستوى الثالث المحلي فتضمن توصيات تتعلق بأداء المؤسسات المقدسية العاملة في محافظة القدس، إذ "ينبغي على المنظمات الأهلية والحقوقية إجراء تقييم جاد علـى المستوى الفردي والجماعي للبرامج والأنشطة التي يتم تنفيذها داخل مدينة القـدس المحتلة في ظل بيئة عمل شديدة التعقيد وسياسة الاضطهاد والأبارتايد".
وختم دراسته بضرورة تعزيز العمل الجماعي والتشـبيك بين مؤسسات القدس للتعامل مــع الاحتياجات الكبيرة لقطاع الطفولة داخل القدس على مختلف المستويات القانونية والحقوقية والاجتماعية والنفسية والتنموية، وتطوير سلة موارد مشتركة بينها، لمواجهة العزلة وشح التمويل والإمكانيات والموارد، وعدم بعثرة الجهود لإمكانية الصمود والاستجابة.