اكتشاف ثوري.. جسيمات نانوية لتنظيم نقل الضوء والحرارة عبر نوافذ ذكية
تاريخ النشر: 16th, January 2025 GMT
تُعد النوافذ الذكية من أبرز الحلول الواعدة التي ظهرت في السنوات الأخيرة في مجال تحسين كفاءة الطاقة من خلال تصاميم تساعد في تنظيم نقل الضوء والحرارة لتحسين إدارة الطاقة في المباني والمركبات وغيرها.
وتناولت دراسة رائدة نُشرت في مجلة «جورنال أف فوتونيك انرجي Journal of Photonics for Energy» نهجاً جديداً للنوافذ الذكية من خلال دمج الجسيمات الدقيقة النانوية في سائل، مما أدى إلى إنشاء أسطح متكيفة وفعّالة من حيث استهلاك الطاقة.
تهدف النوافذ الذكية إلى معالجة مشكلة شائعة تتمثل في أن الزجاج التقليدي يسمح بدخول الضوء الطبيعي لتفتيح المساحات، ولكنه غالباً ما يتيح نقل الحرارة غير المرغوب فيها أو فقدان الدفء خلال المواسم الباردة. تُقدم الدراسة تقنية ديناميكية جديدة تُعدل من شفافية وخصائص النوافذ الحرارية في الوقت الفعلي. من خلال دمج الجسيمات الدقيقة النانوية في وسط سائل، يمكن لهذه النوافذ تنظيم كمية الضوء والحرارة التي تمر عبرها بناءً على الظروف البيئية، مما يوفر حلاً أكثر كفاءة في استخدام الطاقة.
كيف تعمل التقنية؟
تعتمد التقنية وراء هذه النوافذ الذكية على الخصائص الفريدة للجسيمات الدقيقة النانوية. تم تصميم هذه الجسيمات بمسام مجهرية تمكنها من التلاعب بالضوء والحرارة من خلال عمليات التبعثر والامتصاص.
عندما تزداد شدة ضوء الشمس، تقوم الجسيمات بتبعثر المزيد من الضوء، مما يقلل من الشفافية ويمنع دخول الحرارة الزائدة إلى المبنى. في الأيام الباردة، تسمح الجسيمات بمرور المزيد من الضوء والدفء، مما يحافظ على بيئة داخلية مريحة. يساعد الوسط السائل الذي تُعلق فيه الجسيمات على تنظيم الخصائص الحرارية، مما يجعل النافذة قابلة للتكيف مع الظروف المتغيرة.
توفر هذه الوظيفة الديناميكية فائدة كبيرة في تقليل الاعتماد على أنظمة التدفئة والتبريد والإضاءة الاصطناعية. من خلال التكيف التلقائي مع الظروف الخارجية، تقدم النوافذ الذكية وفورات كبيرة في الطاقة مع الحفاظ على مستوى الراحة المطلوب.
تطبيقات عبر الصناعات
تمتد إمكانيات النوافذ الذكية عبر العديد من القطاعات. ففي المباني، يمكنها تحسين الإضاءة الطبيعية ودرجة الحرارة، مما يقلل بشكل كبير من استهلاك الطاقة والتكاليف. وفي المركبات، يمكن أن تقلل من الوهج والحرارة، مما يُحسن من راحة الركاب مع تقليل الحاجة إلى التكييف. كما يمكن أن تستخدم البيوت الزجاجية هذه التقنية لخلق بيئات مضبوطة لنمو النباتات، مما يُعزز الإنتاجية الزراعية.
تتميز الدراسة بالجمع بين التكلفة المعقولة والوظائف المتقدمة. على عكس الأساليب السابقة التي تعتمد على الطلاءات أو الأفلام الثابتة، توفر هذه التقنية تحكماً ديناميكياً يتكيف في الوقت الفعلي. كما تم تصميم المواد المستخدمة وعملية التصنيع لتكون قابلة للتوسع، ما يجعل التقنية أكثر إمكانية للتطبيق على نطاق واسع. يُعزز دمج السائل والجسيمات النانوية أيضاً من متانة النوافذ، مما يضمن أداءً ثابتاً على مر الزمن.
التحديات والتطوير المستقبلي
رغم الوعد الكبير الذي تحمله هذه التقنية، تظل هناك تحديات أمام تطبيقها على نطاق واسع. يحتاج الباحثون إلى معالجة قضايا المتانة لضمان الحفاظ على خصائص السائل والجسيمات تحت التعرض الطويل لأشعة الشمس وتقلبات درجات الحرارة. كما أن توسيع عملية التصنيع لتطبيقات واسعة النطاق وضمان توافق النوافذ الذكية مع التصاميم المعمارية الحالية تُعد خطوات حاسمة في تنفيذها.
تمثل المباني جزءاً كبيراً من استهلاك الطاقة العالمي، حيث تُعد التدفئة والتبريد والإضاءة من بين أبرز المساهمين. تُوفر النوافذ الذكية حلاً عملياً لتقليل هذا الاستهلاك دون التضحية بالراحة أو الجماليات. من خلال تقليل استخدام الطاقة وخفض البصمة الكربونية، تتماشى هذه النوافذ مع الأهداف العالمية للاستدامة وتمهد الطريق لبيئات حضرية أكثر خضرة.
أهمية النوافذ الذكية
تُظهر الدراسة فاعلية دمج الجسيمات الدقيقة النانوية في سائل لإنشاء نوافذ ذكية تتكيف ديناميكياً مع التغيرات البيئية. لا تعزز هذه التقنية من كفاءة الطاقة فحسب، بل تفتح أيضاً أبواباً لمجموعة من الإمكانيات المستقبلية. على سبيل المثال، يمكن أن تؤدي التقنية في المستقبل إلى أسطح ذاتية التنظيف أو شاشات عرض معززة للواقع أو حتى نوافذ تولد الطاقة الشمسية.
وتُبرز التطورات التي تم تسليط الضوء عليها في هذا البحث كيف يمكن للعلوم والابتكار أن تتكاتف لمعالجة التحديات العالمية الملحة. من خلال إعادة تصور كيفية تفاعل النوافذ مع الضوء والحرارة، تُقدم هذه النوافذ الذكية لمحة عن مستقبل مستدام حيث تتعايش كفاءة الطاقة والراحة بسلاسة. فمع المزيد من التطوير والتحسين، يمكن أن تصبح هذه التقنية ميزة قياسية في الجيل القادم من التصاميم الموفرة للطاقة.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: الدقیقة النانویة استهلاک الطاقة هذه التقنیة هذه النوافذ من خلال یمکن أن
إقرأ أيضاً:
"صحار ألمنيوم" تُموِّل تجهيز مختبر التقنيات المتقدمة في "جامعة التقنية"
صحار- الرؤية
وقَّعت شركة صحار ألمنيوم وجامعة التقنية والعلوم التطبيقية بصحار، مذكرة تفاهم لتمويل تجهيز مختبر التقنيات المتقدمة بالجامعة، وذلك تحت رعاية سعادة الدكتور سعيد بن حمد الربيعي رئيس جامعة التقنية والعلوم التطبيقية.
وقع الاتفاقية عن شركة صحار ألمنيوم جميل بن محمد شكيل مدير الاتصالات والمسؤولية الاجتماعية بصحار ألمنيوم، ونيابة عن جامعة التقنية والعلوم التطبيقية المكرمة الدكتورة حنيفة بنت أحمد بن علي القاسمية مساعدة رئيس جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بصحار. ونصت الاتفاقية على تمويل شراء معدات وأجهزة تقنية لتجهيز مختبر التقنيات المتقدمة لجامعة التقنية والعلوم التطبيقية بصحار، وستتضمن تزويد المختبر بسبورة تفاعلية ذكية وأجهزة كمبيوتر متكاملة وفق أحدث الأنظمة بالإضافة إلى أجهزة ومرافق أخرى للمختبر.
ويُركِّز مختبر التقنيات المتقدمة على الابتكار والبحث في مجالات السحابة الهجينة والواقع الافتراضي وتقنية سلسلة الكتل وعلوم البيانات؛ إذ يهدف المختبر إلى تمكين الطلبة والباحثين والأكاديميين والعاملين في القطاع الصناعي من استكشاف والاستفادة من إمكانيات هذه التقنيات المتقدمة من خلال المرافق المتطورة والمبادرات المتخصصة التي يقدمها المختبر.
ومن المؤمل أن يُوفِّر المختبر للمستفيدين منه مجموعة متنوعة من الخدمات، بما في ذلك حلقات العمل والدورات التدريبية للطلبة والباحثين وبرامج الإرشاد والمشاريع البحثية والهاكاثونات والمسابقات والمعارض والندوات المتخصصة في مجال التكنولوجيا وحاضنة أعمال للشركات الناشئة وحلقات العمل والندوات المتخصصة في تطبيقات التقنيات المتقدمة وبرامج التدريب المتقدمة، إضافة إلى خدمات الاستشارات للقطاعات التي تسعى إلى دمج هذه التقنيات المتقدمة.
وعقب توقيع الاتفاقية، أكد أحمد بن محمد الخروصي مدير عام الموارد البشرية وشؤون الشركة في صحار ألمنيوم أن تمويل تجهيز مختبر التقنيات المتقدمة يأتي انطلاقًا من إيمان الشركة بالدور المحوري للتكنولوجيا والتعليم في بناء مستقبلٍ مستدام، مشيرا إلى أنّ صحار ألمنيوم تحرص على تمكين المواهب الشابة بالأدوات اللازمة لدفع عجلة الابتكار والتقدم عن طريق تزويد الأجيال القادمة والباحثين بأحدث التقنيات والمهارات.
وأضاف الخروصي أن هذا المشروع يندرج ضمن جهود الشركة لدعم قطاع التعليم والبحث العلمي وبناء القدرات الوطنية؛ وهو إحدى الأولويات الرئيسية لرؤية "عُمان 2040" التي تستهدفها كذلك استراتيجية المسؤولية الاجتماعية للشركة من خلال مختلف مبادراتها ومشاريعها.
من جانبها، قالت المُكرّمة الدكتورة حنيفة بنت أحمد بن علي القاسمية مساعدة رئيس جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بصحار إنَّ هذه الاتفاقية تجسد التزام الجامعة بتعزيز بيئة البحث العلمي والابتكار، من خلال توفير أحدث التجهيزات والتقنيات التي تواكب التطورات العلمية والصناعية، مشيرةً إلى أن دعم شركة صحار ألمنيوم لهذا المشروع يمثل نموذجًا للتعاون المُثمِر بين المؤسسات الأكاديمية والقطاع الخاص. وأعربت القاسمية عن تطلُّعها لأن يسهم هذا المختبر في صقل مهارات الطلبة والأكاديميين وفق متطلبات سوق العمل الحديثة، وأن يكون إضافةً نوعية لمواكبة رؤية "عُمان 2040" في تطوير مخرجات الجامعة.