الفن والمقاومة الفلسطينيان في قلب مظاهرة أمام معرض بينالي غزة للفنون المعاصرة في لندن
تاريخ النشر: 16th, January 2025 GMT
امتلأت مساء الثلاثاء الشوارع القريبة من المعهد الثقافي الدولي في لندن بأصوات احتجاجات النشطاء، حيث تجمع المتظاهرون لحضور أول فعالية في المملكة المتحدة لبينالي غزة.
وعرض بينالي غزة - جناح المملكة المتحدة الأعمال الفنية، على جدران معهد الفنون الجميلة في لندن. ويهدف هذا البينالي إلى عرض الفن الفلسطيني في القطاع المحاصر وفي صالات العرض الدولية.
كما كانت مظاهرة الثلاثاء بمثابة احتجاج على علاقات معهد الفنون الجميلة مع مؤسسة بلومبرغ الخيرية، التي تمول معرض "المعاصرون الجدد" الذي استضافه المعهد مساء اليوم نفسه.
ووفقًا لحركة الشباب الفلسطيني، فإن مؤسسة بلومبرغ للأعمال الخيرية، التي يرأسها الملياردير مايك بلومبرغ، "متورطة بشكل مباشر في تعزيز البنية التحتية للمستوطنات في الضفة الغربية".
View this post on InstagramA post shared by Art For a Free Palestine (@art4afreepalestine)
وكانت المستوطنات التي تعتبرها محكمة العدل الدولية غير قانونية، نقطة محورية للاحتجاجات العالمية ضد الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
وبالنسبة للمتظاهرين، كان الهدف أيضا إيصال أصوات الفنانين الفلسطينيين الذين أصرّوا على مشاركة قصصهم رغم المتاعب الهائلة التي يعيشونها.
وكجزء من مهمة بينالي غزة، تعهد الفنانون بمواصلة عملهم لمقاومة الحرب الإسرائيلية على غزة، إيماناً منهم بأن "الفن الفلسطيني يخترق كل المساحات المحاصرة".
View this post on InstagramA post shared by Bike Tony (@fal_tony)
يقام البينالي نفسه في غزة وفي أماكن أخرى بجميع أنحاء العالم، بالرغم من التحديات الهائلة التي يواجهها الفنانون هناك من أجل إيصال أعمالهم إلى خارج القطاع المحاصر.
ويحظي البينالي بدعم دولي، حيث انضمت إلى هذه الجهود، مجموعات مثل "ذا وايت بيوب" (The White Pube)، و"عمال ثقافيون ضد الإبادة الجماعية" و"عمال من أجل فلسطين حرة".
Related"أيها الدموي.. يا وزير الإبادة" هكذا قاطعت سيدتان خطاب أنتوني بلينكن تنديدا بموقفه من حرب غزةالقصف الإسرائيلي يطارد النازحين بقطاع غزة ويحيل خيامهم المهترئة إلى رمادعرض نتنياهو لا يُفوّت.. ما هو ثمن بقاء سموتريتش في الحكومة وغضّ الطرف عن صفقة غزة؟وجاء الاحتجاج في أعقاب موجة متزايدة من الدعوات العالمية للمساءلة. إذ قدم العشرات من صانعي الأفلام التماسًا إلى مهرجان نيويورك السينمائي العام الماضي، من أجل قطع العلاقات مع مؤسسة بلومبرغ الخيرية، لمشاركتها في تمويل برنامج درّب مسؤولين من أكثر من 40 مستوطنة في الضفة الغربية.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية ما هي أهم بنود اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة؟ دولتشي أند غابانا في باريس: معرض استثنائي يمزج ما بين التراث الإيطالي والحداثة تعليقات جارحة وقبلة حميمة تجاوزت النص.. لهذه الأسباب رفعت بليك لايفلي دعوى قضائية ضد جاستن بالدوني قطاع غزةفن معاصراحتجاجاتالصراع الإسرائيلي الفلسطيني فلسطينلندنالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل وقف إطلاق النار دونالد ترامب حركة حماس قطاع غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل وقف إطلاق النار دونالد ترامب حركة حماس قطاع غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قطاع غزة احتجاجات الصراع الإسرائيلي الفلسطيني فلسطين لندن إسرائيل وقف إطلاق النار دونالد ترامب حركة حماس قطاع غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة أسرى روسيا بنيامين نتنياهو سوريا بشار الأسد یعرض الآن Next
إقرأ أيضاً:
الهيمنة الأمريكية والمقاومة.. قراءة في خطاب الرئيس المشاط
هذه المواجهة ليست مجرد ردّ فعل على قرارات سياسية ظرفية، بل هي انعكاس لبنية الصراع الطبقي على المستوى العالمي، حيث تمارس الإمبريالية آلياتها القمعية لفرض التبعية، بينما تتشكل حركات المقاومة كردّ موضوعي على هذا القمع.
لا يمكن النظر إلى قرارات الإدارة الأمريكية تجاه اليمن بمعزل عن موقع الولايات المتحدة كقوة إمبريالية تسعى إلى إعادة إنتاج سيطرتها على النظام العالمي. العقوبات التي تفرضها واشنطن ليست سوى أداة من أدوات الحرب الاقتصادية التي تهدف إلى عرقلة القوى التي تخرج عن نطاق سيطرتها. وكما هو الحال مع العقوبات المفروضة على كوبا وفنزويلا وإيران، فإن الهدف النهائي هو تدمير أي نموذج مقاوم للهيمنة الأمريكية، سواء كان عسكرياً أو اقتصادياً أو حتى رمزياً.
الخطاب السياسي الصادر عن صنعاء يقرأ هذه الحقيقة بوضوح، إذ يربط بين العقوبات المفروضة عليها وبين محاولات واشنطن لحماية الكيان الصهيوني، باعتباره وكيلها الاستعماري في المنطقة. العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة ليست فقط تحالفاً استراتيجياً، بل هي علاقة بين قوة إمبريالية عالمية وقاعدة متقدمة لها داخل الشرق الأوسط، تستمد شرعيتها من استمرار العدوان الاستيطاني على الأرض الفلسطينية ومنع أي تهديد محتمل لهذه الهيمنة.
إنّ خطاب المشاط لا يتحدث فقط عن العقوبات كإجراء قانوني، بل يفكك البنية الكاملة للمنظومة الإمبريالية، موضحاً كيف أنّ الولايات المتحدة لا تتوانى عن التضحية بمصالح الشعوب الأخرى خدمةً لمصالحها الإمبريالية. يشير المشاط إلى أن اليمن ينسق مع "جهات تعتمد على الصادرات الأمريكية" للتخفيف من آثار العقوبات، فهو بذلك يشير إلى محاولة استخدام الاقتصاد كأداة مقاومة، مما يعكس وعياً بأهمية فك الارتباط بالنظام الاقتصادي الرأسمالي المهيمن، أو على الأقل تقليل الاعتماد عليه.
وهذا يتماشى مع فكرة "التنمية المستقلة" التي نظّر لها اقتصاديون ماركسيون مثل سمير أمين، حيث لا يمكن لأي دولة أو حركة مقاومة أن تتحرر سياسياً دون أن تمتلك الحد الأدنى من الاستقلال الاقتصادي. السياسة الأمريكية تجاه صنعاء هي امتداد لنفس النموذج الذي طُبق ضد التجارب الاشتراكية في القرن العشرين، حيث يتم تجويع الشعوب الثائرة وفرض الحصار عليها لخلق حالة من الانهيار الداخلي تدفعها إما إلى الخضوع أو إلى مواجهة شاملة لا تستطيع الاستمرار فيها على المدى البعيد.
من أبرز النقاط في خطاب المشاط هو استدعاء التاريخ كمصدر للشرعية السياسية. إذ يذكّر واشنطن بأن اليمن "كان ميدان الركلات الأخيرة للإمبراطوريات المتجبرة"، وهو استدعاء يحمل بعداً أيديولوجياً يعكس فهم الصراع كجزء من استمرارية تاريخية. في الفكر الماركسي، لا يعتبر التاريخ مجرد سجل للأحداث، بل هو سجل لصراعات القوى الاجتماعية، وهو ما يبدو حاضراً في هذا الخطاب الذي يضع المواجهة مع الولايات المتحدة ضمن سياق تاريخي طويل من مقاومة اليمن للهيمنة الخارجية.
هذا الاستدعاء للتاريخ هو أيضاً محاولة لإنتاج وعي طبقي ووطني في آنٍ واحد، حيث يتم تقديم الصراع ليس فقط على أنّه صراع بين دولتين، بل بين مشروع تحرري ومشروع استعماري عالمي. وهذا يعكس وعياً بأهمية الأيديولوجيا في الحروب الحديثة، حيث لم يعد الصراع يقتصر على المواجهة العسكرية، بل يمتد إلى الفضاء الرمزي والثقافي، وهو ما يتجلى في محاولة واشنطن فرض روايتها على العالم عبر أدواتها الإعلامية.
لم يقتصر خطاب المشاط على مهاجمة الولايات المتحدة، بل تضمّن أيضاً تحذيراً لمن أسماهم "المبتلين بمرض المسارعة"، في إشارة إلى الأنظمة العربية التي تسير في رَكْب التطبيع والتبعية.
ويمكن فهم هذا التحذير كجزء من صراع الطبقات الحاكمة ضد القوى المناهضة لها، حيث تعتمد الأنظمة الرجعية على الولاء للإمبريالية للحفاظ على مصالحها، مما يجعل أي حركة مقاومة تهديداً مباشراً لها.
يقدّم خطاب صنعاء نموذجاً لخطاب مقاومة يتجاوز كونه مجرّد ردّ فعل سياسي، ليصبح بياناً أيديولوجياً في وجه الإمبريالية العالمية. هذا الخطاب يعكس وعياً بأنّ المواجهة ليست مجرد صراع سياسي بين طرفين، بل هي جزء من الصراع العالمي بين الهيمنة الرأسمالية والقوى التي تسعى إلى التحرر منها.