شائعات «الإخوان» تستهدف الإيحاء النفسي.. والوعي طريق القضاء عليها
تاريخ النشر: 16th, January 2025 GMT
الشائعات منهج وأسلوب متعمد تتجه له جماعة الإخوان الإرهابية دائمًا في نشر رسائلها السامة بين المصريين خاصة عبر منصات التواصل الاجتماعي، من خلال إنشاء العديد من الحسابات الوهمية المزيفة وغيرها من الأساليب التكنولوجية الأخرى، وذلك لتزييف الحقائق أمام المواطنين واللعب على عواطفهم بالأكاذيب المتعددة، وهو ما تتصدى دائمًا له الدولة المصرية، ساعية لتشكيل وعي المواطن وإبعاده عن هذه الحملات باستمرار.
تعتمد الشائعات التي تطلقها جماعات الإخوان الإرهابية في الأساس على الإيحاء النفسي أكثر من مخاطبة الجوانب العقلية، لذا عند البحث عن حقيقتها لا يتم الوصول لمصدرها أو أساس لها من الصحة ويطلق عليها في هذا الوقت شائعة لهذا السبب، وفق الدكتور رشاد عبد اللطيف، خبير علم الاجتماع، خلال تصريحاته لـ«الوطن».
عند إطلاق الشائعات تركز الجماعات الإرهابية على انتهاز الفرص واستغلال بعض المشكلات الاجتماعية العامة للعب عليها وجعلها مصدرا للإشارة لعدم وجود ضمانات أمنية داخل الدولة، كقضايا الأطفال المفقودين وغيرها.
وبخلاف التأثير العام على حالة المواطن مع انتشار الشائعات المضللة من قبل جماعات الإخوان الإرهابية، يصل الأمر بعواقبه أيضًا إلى قضية تشكيل الوعي لدى الأطفال والمراهقين بصورة أكبر، فعند السير وراء مثل هذه الحملات الممنهجة، تتشكل العديد من الصور المغلوطة داخل وعي تلك الفئات، وهو ما يُولد داخلهم مشاعر الكره والرغبة في ترك بلادهم دائمًا.
كما يتأثر الوعي العام للأطفال وهو ما يؤثر بدوره على عمليات التحصيل الدراسي، وبالتالي انخفاض مستويات التعليم والسلوك في البلاد، وتوليد العنف، فضلًا عن سهولة جذب العديد من شباب المستقبل واستغلالهم للانضمام إلى الجماعات الإرهابية، وخسارة أعداد كبيرة منهم.
كيفية تشكيل وعي المواطنيقول عبد اللطيف إن بداية تشكيل الوعي بصورة سليمة تبدأ من خطوة تحكيم العقل، وهو بعدم الانسياق وراء الشائعات بمجرد لعبها على المشاعر والعواطف الإنسانية، ومحاولة التفكير بشكل منطقي في حقيقتها والهدف وراءها.
وينصح أستاذ علم الاجتماع بضرورة عقد مقارنات عادلة ووافية عند التعرض للشائعات والأخبار الكاذبة على يد الجماعات الإرهابية، مع الرد عليها والتصدي لها بالشكل المطلوب حفاظًا على المجتمع.
ولعدم الانخراط وراء شائعات جماعات الإخوان الإرهابية والتعرض لها بأي وسيلة، ينصح الدكتور رشاد عبد اللطيف بعدم الانسياق إلا خلف المصادر المسموعة الموثوقة والحصول على جميع الحقائق والمعلومات المطلوبة من مصادرها الرسمية فقط، سواء أكانت على ألسنة المسؤولين في الدولة، أو من خلال المنصات الإعلامية الموثوقة.
تشكيل الوعي لا يكمن هدفه فقط في إعادة هيكلة وبناء المجتمع وحماية الشباب والأفراد من تدمير عقولهم، بل يساهم أيضًا في القضاء على ظهور وانتشار الشائعات المضللة بشكل فعال، وبالتالي إنهاء جميع المخططات الإرهابية التي تسعى لتدمير الدولة المصرية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: جماعات الإخوان جماعات الإخوان الإرهابية الدولة المصرية الإخوان الإرهابیة
إقرأ أيضاً:
تحذير من حركة أخطبوطية.. الإخوان «تهديد للوحدة الوطنية» فى فرنسا وأوروبا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في تقرير قدم قبل ستة أشهر، وصف واضعو التقرير حركة تهدف إلى "إدخال الإقليم في ظل حكم الشريعة الإسلامية".. إنه تنظيم ينتشر "بطريقة خبيثة" ويثير القلق على أعلى مستوى لأنه "يهدد التماسك الوطني"، كما أفادت معلومات بأن حركة الإخوان المسلمين في فرنسا محل تدقيق في تقرير صدر قبل بضعة أشهر، ويكشف أن وسائل محاولة دفع المجتمع نحو الإسلاموية تتم في سرية تامة، عبر الجمعيات الرياضية والدينية والتعليمية.. وصولاً إلى الانتخابات البلدية، حيث يمكن تنفيذ الهجوم من خلال قوائم متسللة أو عبر مسئولين منتخبين يستسلمون لهذه الحركة. وأكد مصدر أمني لصحيفة "لوبوان": "بالنسبة لانتخابات ٢٠٢٦، سنحذر رؤساء القوائم وحكام المقاطعات ووكلاء الدولة"، موضحاً أن الدولة ليست ضد الدين الإسلامى لكنها بالقطع ضد محاولات "أخونة المجتمع الفرنسى"، فيما أشار مصدر بوزارة الداخلية إلى أن فرنسا تحترم كل الأديان، وفيما يخص الإسلام فقد أنشأت الدولة مجلساً تحت اسم "المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية" ويختص بالعلاقات مع الحكومة والدولة الفرنسية عند بناء المساجد، وفي التجارة الحلال، وفي تأهيل الأئمة، وغير ذلك من الأمور، فى إطار القانون الصادر عام ١٩٠١، والذى يحدد العلاقة مع جميع الأديان وفق منهج "لا دين فى السياسة، ولا سياسة فى الدين".
وبحسب معلوماتنا، فإن ١٣٠ إلى ١٤٠ مسجداً في فرنسا تابعة لجماعة الإخوان المسلمين. وتؤكد وزارة الداخلية أن "هذه هي مصفوفة الإسلام السياسي". في طليعة الحركة توجد الجماعة ضد الإسلاموفوبيا في فرنسا، التي تم حلها في عام ٢٠٢٠ في فرنسا وأصبحت الآن في بلجيكا تحت اسم (الجماعة ضد الإسلاموفوبيا في أوروبا)، ولكن موجودة أيضًا فى بعض المدارس، ومنها مدرسة ابن رشد الثانوية في مدينة ليل الفرنسية، بحسب التقرير، وهى المدرسة التي أنهت المحافظة عقدها مع الدولة في نهاية عام ٢٠٢٣.
وتضم قائمة مؤسسات الإخوان المسلمين أيضاً مدرسة الكندي الثانوية في ضاحية ليون، والتي تم إنهاء عقدها للعام الدراسي المقبل، وخاصة بسبب وجود أعمال انفصالية فيها. وأخيرا، يتضمن التقرير معهد تدريب الأئمة في نيفر، والذي يخضع لتحقيق جنائي في تمويله، ومعهد سين سان دوني.
ومع ذلك، فإن المعركة مستمرة، كما يعتقدون في بوفو، حيث أكّدوا: "لقد منحنا النموذج الجمهوري مناعةً. يجب كشف أساليب عمل حركة الإخوان المسلمين، وإعادة حشد جميع هياكل الدولة لرصد دقيق للغاية على المستوى المحلي، ووضع حواجز إدارية". وصرح مصدر أمني لصحيفة "لوبوان" بأن الارتباط بجماعة الإخوان المسلمين ليس جريمة في حد ذاته، لكن توصياتهم والأعمال التي يستخدمونها قد تُجسّد نزعة انفصالية. ويجب تدريب المسئولين الحكوميين في الوزارات على كشف التسلل الإسلامي، وأكد رئيس الاستخبارات الإقليمية، برتراند شامولو، أنهم "يتقدمون بخطوات صغيرة، فيما يتعلق بالحجاب فى أماكن العمل والمدارس الحكومية، ورفض ارتداء الملابس المختلطة، وارتداء ما يُسمى بالملابس "الإسلامية"، وما إلى ذلك. وعندما تريد الدولة إعادة فرض قواعد الجمهورية بطرد الأئمة، أو تجميد الأصول، أو إغلاق المساجد، تسمع أصواتًا تُدين الإسلاموفوبيا. وهو مصطلح صاغته جماعة الإخوان المسلمين. ويكمن الخطر في أن بعض المسلمين المعتدلين سيقتنعون برواية الضحية هذه، خاصةً أن ١٠٠ ألف مصلٍّ يرتادون المساجد التي تديرها جماعة الإخوان المسلمين.
فى سياق متصل، تُظهر عالمة الأنثروبولوجيا فلورنس بيرجود بلاكلر كيف ينجح الإسلاميون في شق المجتمعات الغربية، وترى أن الخطط التي وضعتها جماعة الإخوان المسلمين تتكشف كما كان متوقعا: فقد انتشرت أيديولوجيتهم إلى ما هو أبعد من دائرة الإخوان، إلى درجة أنها أصبحت الهوية الرئيسية والمعيار الديني للمسلمين الأوروبيين. وتضيف: لا ينبغي الحكم على جماعة الإخوان المسلمين بناءً على أعداد أعضائها المعلنة، بل بناءً على مهاراتها التنظيمية وقدرتها على فرض موضوعاتها المفضلة في المجتمعات الأوروبية. لقد حاولوا بكل الوسائل - وفي كثير من الأحيان بنجاح - تقويض المؤسسات وسعوا إلى "أسلمة" المعرفة، وخاصة العلوم الإنسانية.
وأكدت فلورنس بيرجود بلاكلر أن حركة الإخوان المسلمين حركة عابرة للحدود الوطنية تريد غزو العالم من خلال جعله "متوافقًا مع أفكار الجماعة". وتختلف استراتيجيتها في التأسيس والتوسع فى القارة الأوروبية عن استراتيجيتها في البلدان الإسلامية؛ ويمر هذا التحول أولاً عبر الثقافة والاقتصاد، في عالم معولم تهيمن عليه أيديولوجيات التجارة الحرة والشمولية. تاريخياً، بدأت جماعة الإخوان المسلمين تتشكل في الحرم الجامعي للجامعات الأوروبية والأمريكية في ستينيات القرن العشرين، حيث التقى الطلاب واللاجئون الإسلاميون من المغرب والشرق الأوسط وباكستان. هؤلاء الشباب الذين لم يتمكنوا من العودة إلى بلدانهم، حيث يخاطرون بالسجن أو الموت بينما يمكنهم ممارسة شعائرهم الدينية بسلام في أوروبا، صنعوا لأنفسهم مصيراً جديداً، وهو أسلمة الأراضي غير الإسلامية من خلال الدعوة والتبشير وتغيير التركيبة السكانية. وتستخدم جماعة الإخوان المسلمين ما يسمى بـ"أسلمة المعرفة"، والتي تتمثل في تحويل التفكير النقدي الغربي ضد نفسه.
وحول أساليبهم، توضح الباحثة أن يوسف القرضاوي نظّر لعقيدة هذه الحركة فيما يمكن تسميته "نظام عمل" مهمته توجيه المكونات الدينية والقانونية المختلفة للإسلام السني من موقف وسطي حتى تتمكن من تحقيق الأهداف النهائية، وهي إقامة الخلافة على الأرض. وتلعب الجماعة على مهارات وخصائص كل شخص لإعادة توجيهه نحو الهدف، من خلال التسلل إلى البيئات التي يجب غزوها. إنها تعمل بطريقة منهجية للغاية من خلال خطة، وتخفي نفسها وتتصرف في أغلب الأحيان في إطار القوانين الديمقراطية.
وفى هذا الإطار، تقول الباحثة: أفضل أن أستخدم مصطلح "المكر" على الأسلوب الذي تتبعه الجماعة ويتضمن الازدواج والخداع. إنها تستخدم قوة أعدائها ضد نفسها، وتستخدم بعض خصومها ضد آخرين، ولا ترفض التحالف المؤقت مع بعض أعدائها، إذا كانت ستحارب عدوًا أكبر. إن جماعة الإخوان المسلمين تستخدم الكذب والتدليس والتخريب وحرب العصابات القانونية والترهيب و"أسلمة المعرفة"، والتي تتضمن الاستيلاء على التفكير الغربي النقدي وتحويله ضد نفسه. ومن أجل الخوف من اعتبارها مذنبة بارتكاب الظلم، تنحني الديمقراطية أمام المطالب المجنونة لضحاياها المفترضين.
وتستمر الباحثة فى كشف حقيقة أساليب الإخوان المسلمين فتقول: بدأ الإخوان بالاستيلاء على المدارس القرآنية والمساجد المحلية، وتغطية المنطقة بالجمعيات الإسلامية التي لم تعد أسماؤها عربية بل أصبحت أسماء شائعة ومحلية، مثل جمعية المسلمين "جيروند"، و"أنجيه"، أو "ليل". وكان عددهم قليلا، في مواجهة إسلام قنصليات بلدانهم الأصلية، وكانوا أكثر اهتماما بالسيطرة على مواطنيهم في الشتات من اهتمامهم بالإيمان. ولم يكن هذا ارتجالاً، بل كان نتاج خطط متتالية عملت الجماعة على نشرها فعلياً من خلال تحويل أو خنق التيارات الإسلامية المختلفة. وفي كتابي، أتحدث عن العديد من هذه الخطط، بما في ذلك خطة الداعية الراحل يوسف القرضاوي، الذي أعلن عن استراتيجيته لإقامة "حركة إسلامية" في عام ١٩٩٠ على مدى الثلاثين عاماً القادمة؛ وهى خطة تم تنفيذها جزئيا. وكان أحد الأهداف هو تكوين النخبة المسلمة، وكان الهدف الآخر أسلمة المعرفة من خلال العلوم الإنسانية.
وتؤكد على أنه ينبغي أن يكون الجميع على علم بالطريقة الخاصة التي تعمل بها "الماسونية الإسلامية". ويجب تدريب جميع الخدمات الحكومية، وكذلك الخدمات الاجتماعية والشركات، وخاصة تلك العاملة في قطاع الحلال. ويجب وقف تمويل بعض المنظمات غير الحكومية التي من المفترض أنها تحارب العنصرية أو الإسلاموفوبيا أو التطرف، والتي تشكل منافذ حقيقية لنشاط الإخوان المسلمين. ويجب أن يتم خوض هذه المعركة على مستوى المؤسسات الأوروبية. وأخيرا، يجب علينا أن نساعد المسلمين الذين لا يريدون نفوذ الإخوان المسلمين، حتى يتمكنوا من تحرير أنفسهم منه والسماح بعودة التعددية في الحركات.