موقع 24:
2025-02-19@05:32:07 GMT

سُوريا.. العُقوبات الذّكيّة وتجْربَة الجَار

تاريخ النشر: 16th, January 2025 GMT

سُوريا.. العُقوبات الذّكيّة وتجْربَة الجَار

في الحالة السوريَّة حققت العقوبات الشاملة أهدافها الأساسية



في الاجتماع الدولي المُوسَّع حول سوريا، الذي عُقد في الرياض (12 يناير الجاري)، اقترحت وزير الخارجية أنالينا بيربوك نهجاً ذكيّاً للعقوبات، حتى يحصل الشعب السوري على الإغاثة وجنْي ثمار سريعة من انتقال السلطة.
من غير الواضح إن كانت بيربوك تقصد تعديلاً سياسيّاً في فكرة وقانون العقوبات الاقتصادية المتعارف عليها بما يتناسب مع وصول جماعات ذات منابت ورؤى دينية إلى الحكم في دمشق، أم تقصد العودة إلى أحداث انفراج في علاقة سوريا بالدول الغربية من خلال إعادة طرح العقوبات الذكية على النحو الذي طبٌق في العراق بعد غزوه للكويت وإلى غاية احتلاله من طرف الولايات المتحدة، والدول المتحالفة معها العام 2003.


مهما يكن التفسير لما ذكرته بيربوك، ومدى قبوله من الدول المعنيَّة برفع العقوبات عن سوريا، فإن الأقرب إلى الفهم أن ما تقصده هو "العقوبات الذكية"، ذات النزعة الإنسانية، كون أن الهدف منها هو تقليل التكلفة الإنسانية الباهظة المسجلة خلال العقوبات الاقتصادية الشاملة، التي ـ في الغالب ـ تؤثر على الدول والشعوب بشكل مباشر وأشد، مقارنة بالقادة والحكام، وقد فشلت خلال التجارب السابقة في إحداث التغيير المنشود، وانتهت في حالات كثيرة إلى استعمال القوة والتدخل عسكريا لتغيير الأنظمة الحاكمة، ثم اتْبِعَت بعد مدَّة برفع العقوبات.
المعروف أن العقوبات الذكية تركز على القادة وصانعي القرار وشبكات تحالفهم، وهذا يجعلنا أمام جملة من التساؤلات بخصوص الحالة السورية منها: هل القائد الحالي أحمد الشرع ومن معه من المسؤولين سينطبق عليهم ما ينطبق على الرئيس السابق بشار الأسد ومن معه، وبالتي سيظلون تحت سوط العقوبات الشاملة؟، وإلى أيّ مدى سيتم الفصل بينهم وبين قواعدهم الخلفية المصنّفة إرهابيَّة؟، وهل المقصود بتطبيق العقوبات الذكية في سوريا، فصل القيادة الجديدة ـ ذات التوجُّه الدِّيني ـ عن الجماهير؟.
من ناحية أخرى، فإن العقوبات الذكية، إن طُبِّقت في سوريا، تستهدف قطاعاً واحداً فقط، هو الشعب السوري، وذلك بهدف التخفيف عنه، بغد التكاليف الإنسانية الضَّخمة للعقوبات الشاملة على بلاده، لكن التجارب السابقة، خاصة في العراق ــ حين طبق البرنامج الأممي "النفط مقابل الغذاء والدواء" ــ لم تقلل من التكاليف الإنسانية الضخمة على الشعب العراقي، علماً بأن دول العالم كانت تحاصر العراق، وهو دولة قائمة رغم رفضها وعدائها لنظام الحكم فيه، لكن سوريا إلى اليوم لا تزال تعاني من العقوبات الشاملة، مع أن النظام المتسبب في ذلك لم يعد موجوداً، لكن ينظر للراهن السوري من زاوية غياب الدولة، رغم وجود نظام جديد يتم دعمه بشكل علني.
وفي الحالة السوريَّة حققت العقوبات الشاملة أهدافها الأساسية، وهي لصالح دول بعينها، والتي منها: تغيير نظام الحكم، ومواجهة الإرهاب ومكافحة المخدرات، ومنع انتشار السلاح النووي، وحماية دول الجوار، خاصة إسرائيل، وهناك أهداف أخرى تود تحقيقها من خلال الحكّام الجُدد، من مثل: نشر الديمقراطية، وتعزيز حقوق الإنسان ومنها: الاعتراف بحقوق الأقليات، حتى لو أدى ذلك إلى قيام كيانات مستقلة، وإشراك المرأة، وعولمة القيم الغربية.. إلخ.
وعلى أمل أن تتحول العقوبات الشاملة إلى عقوبات ذكية في سوريا، فإن التدخل الخارجي مستمر.. صحيح أنه جعل مسار الدولة السورية الجديدة سلميّا، وبعيداً عن الحرب الأهلية إلى الآن ـ بالرغم من احتلال أراضي سوريا من طرف العدو الإسرائيلي ــ ناهيك على أنه حوَّلها إلى سوق للمزايدات السياسية الدولية المفتوحة، وبذلك شكَّلت تجربة جديدة في شكل الدولة الحديثة، التي تقرَّر لها الدول الأخرى ما عليها فِعْله، خاصَّة وأنها تشترك جغرافيّاً وتاريخيّاً مع جار عاش تجربة قريبة منها في زمنَيْن، زمن العقوبات الشاملة، وزمن العقوبات الذكية، ويعيش اليوم زمناً ثالثاً، ربما لن تصل إليه سوريا المستقبل، مهما طوَّعت نفسها لأوامر خارجيَّة، وقَبِلَت باقتلاعها من الجذور.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: اتفاق غزة سقوط الأسد الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الحرب في سوريا سقوط الأسد العقوبات الشاملة

إقرأ أيضاً:

الشركات الوطنية تخطف الأضواء خلال «آيدكس» و«نافدكس»

هدى الطنيجي (أبوظبي)
شهدت فعاليات معرض الدفاع الدولي «آيدكس»، ومعرض الدفاع والأمن البحري «نافدكس» 2025، المقامة في مركز أدنيك أبوظبي، في اليوم الثاني إقبالاً واسعاً من شركات الأمن والدفاع التي حرصت على استعراض الحلول وتقنيات حفظ السلم والأمن الدوليين.
قدمت أروقة المعرضين منصة استثنائية لأحدث التقنيات والتطورات المتسارعة في مجال التقنيات البرية والبحرية والجوية وفي مجال التكنولوجيا الدفاعية وأحدث الحلول الأمنية التقنية المتقدمة والخبرات العالمية، التي ساهمت في تبادل المعرفة ونقل التكنولوجيا لتعزيز التعاون في مجالات الأنظمة المتطورة الدفاعية. 
بدر 250 
قالت صالحة الكشادي، مهندسة تكامل أنظمة من شركة «كالدس»: «كالدس» شركة إماراتية تعنى بمهام تصنيع وتطوير التكنولوجيا في الأنظمة الجوية والبحرية، ونستعرض في الجناح الخاص بالشركة المتواجد ضمن معرضي «آيدكس» و«نافدكس»، العديد من المنتجات البرية والجوية، منها: طائرة بدر 250، التي تعتبر أول طائرة حربية تدريبية قتالية إماراتية حديثة من آلياف الكربون، وذلك نتيجة لخفة وزنه ومتانته، تتضمن الطائرة إلكترونيات وأنظمة طيران متقدمة، وتصل الطائرة إلى أقصى ارتفاع تشغيلي يقدر بـ 35 ألف قدم، وأقصى سرعة 320 عقدة.
5 نسخ لآلية «مرعب»
قال المهندس مروان محمد، من شركة «ريسورس» للتصنيع: نحن شركة إماراتية، مقرنا في أبوظبي، نعمل في مجال الصناعات الدفاعية، منها تصنيع وتجميع الآليات الخفيفة والقتالية أو نواع الأسلحة والذخائر، حيث تتمثل مشاركتنا في معرضي «آيدكس ونافدكس» في عرض مجموعة من الآليات، منها 5 نسخ لآلية «مرعب» المطورة التي تتواجد منها الصغيرة لمهام المراوغة والحماية للركاب، التي تم تحديثها في العامين الماضيين، والقابلة إلى تركيب كافة النظم الدفاعية الحديثة عليها، منها: الرشاش الخفيف والثقيل، والتي لها القدرة كذلك على التحميل العالي للذخائر العسكرية والرشاشات وأجهزة الرادار وأجهزة القنص والطائرات من دون طيار ونظم التعقب لتلبي احتياجات المستخدم، وهناك خيارات أخرى لهذه الآلية.
ناقلة الدبابات
قال خليفة الكتبي، من شركة «درويش بن أحمد وأولاده»: نشارك اليوم ضمن معرضي «آيدكس ونافدكس»، عبر استعراض عدد من الآليات الحديثة، أهمها سيارة متعددة الأغراض يمكن أن يتم استخدامها للمهام الأمنية وغيرها على سبيل المثال الإسعاف والإطفاء، وكذلك تم تقديم آلية عبارة عن ناقلة للدبابات للمهام العسكرية وأخرى يمكنها المشي في مختلف المواقع البرية والجبلية والوعرة والرملية.
العجلة المسيرة  
قال فيتا علي، ممثل الشركة الحكومية الأوكرانية الخاصة بتصدير واستيراد المنتجات العسكرية: «نقدم خلال معرضي «آيدكس ونافدكس» أنواعاً مختلفة من المنتجات المتعلقة بمهام الجيش الأوكراني، منها: العجلة المسيرة المستخدمة في الاستخبارات والأغراض القتالية وأنواع مختلفة من الطائرات المسيرة القابلة لقصف القنابل على مدى 20 كيلومتراً، ونعرض القنابل المختلفة القابلة للاستخدام في الطائرات المسيَّرة، منها المتفجرات المشكلة ضد المدرعات. 
أنظمة الهاون  
قال أحمد ياسر، من شركة ميلينيوم البريطانية: «نستعرض خلال مشاركتنا في معرض آيدكس 7 منتجات، منها أنظمة الهاون ومسيّرات الأرض والجو والبحر، حيث يتمثل نظام الهاون بجهاز متخصص يتم وضعه على أي مركبة، وخلال 10 ثوانٍ يعمل الجهاز من خلال تحديد الهدف والزوايا، ويسمح بإطلاق الذخائر قبل وصول أول ذخيرة للهدف، ويتم إطلاق عدد 7 إلى 8 ذخائر، وهذا دليل على سرعة عملية الإطلاق».
الوحش الكاسر 
قال المهندس راتب أبو الراغب، رئيس دائرة المبيعات واستراتيجية الأعمال، المتحدث الرسمي باسم المركز الأردني للتصميم والتطوير: «مع افتتاح معرضي آيدكس ونافدكس، نشارك بالجناح الأردني عبر عرض مجموعة من الحلول الخاصة بالأنظمة الأرضية، وتكامل الأنظمة، منها آلية الوحش الكاسر، التي تحمل مجموعة من الأنظمة الخاصة بقوة النار وأنظمة التشويش والرادار والكشف من خلال الكاميرات الحرارية».
وذكر أنه يتم كذلك استعراض عدد من الذخائر، منها الذخيرة الصغيرة والمتوسطة والكبيرة التي يتم إنتاجها بمصانعنا في الأردن، وفضلاً عن قطع مختلفة من المسدسات والملابس والسترات الواقية، ونقدم مجموعة من المناظير الليلية والحرارية المتخصصة بالمشاهدة عن بُعد للصواريخ المتعددة، وطورنا عمليات التخطيط للمعارك بطريقة الديجيتال، ولدينا العديد من المهارات في مجال الأمن السيبراني والتشفير، وغيرها من الحلول. 
متعددة الاستخدام 
قال المهندس أيمن دعبول، من شركة سينارجي للصناعات الدفاعية التركية: «نشارك ضمن أروقة معرضي «آيدكس ونافدكس» المقامين في أبوظبي، واللذين يضمان في أجنحتهما نخبة مميزة من الشركات الوطنية والعالمية المختصة في صناعة مختلف المعدات العسكرية والدفاعية، ونحن اليوم نستعرض عدداً من الحلول الأمنية، منها إنتاج مختلف أنواع الذخائر متوسطة المعيار، منها المضادة للطائرات والدروع وقذائف الهاون، وغيرها». 
وأكد أن الحدث العالمي الذي تشارك به مختلف الجهات المعنية في تقنيات الأمن والدفاع، يعد منصة مهمة لتبادل الخبرات والمعرفة للتطوير من الأنظمة الأمنية المستخدمة في المجالات العسكرية والدفاعية، وحلقة وصل بين الخبراء والمعنيين كافة في هذا الجانب.

أخبار ذات صلة محمد بن راشد: بلادنا تعيش عصرها الذهبي هزاع بن زايد: تقنيات متطورة وقدرات عالية تعزز جاهزية القوات البحرية وكفاءتها آيدكس ونافدكس تابع التغطية كاملة

مقالات مشابهة

  • الشركات الوطنية تخطف الأضواء خلال «آيدكس» و«نافدكس»
  • رايتس ووتش تناشد الغرب رفع العقوبات المؤذية على سوريا
  • هيومن رايتس ووتش: العقوبات على سوريا تعوق جهود إعادة الاعمار ويجب رفعها بشكل فوري
  • محافظ مطروح: استعدادات مكثفة لاستقبال شهر رمضان
  • هل ينعش الترخيص البريطاني للأنشطة الإنسانية اقتصاد سوريا؟
  • قطر تؤكد رفضها تهجير الفلسطينيين من غزة وتحذر من تداعياته
  • «طيران أبوظبي» تعرض البرامج التقنية والأنظمة الذكية
  • «التنظيم والإدارة»: تعاملنا مع 16 ألف مراسلة إلكترونية عبر المساعدة الذكية «KMT»
  • علاج فعال لرائحة الفم الكريهة.. 6 طرق طبيعية تخلصك منها بسهولة
  • سوريا تطالب الولايات المتحدة برفع العقوبات