موقع 24:
2025-01-16@12:49:01 GMT

سُوريا.. العُقوبات الذّكيّة وتجْربَة الجَار

تاريخ النشر: 16th, January 2025 GMT

سُوريا.. العُقوبات الذّكيّة وتجْربَة الجَار

في الحالة السوريَّة حققت العقوبات الشاملة أهدافها الأساسية



في الاجتماع الدولي المُوسَّع حول سوريا، الذي عُقد في الرياض (12 يناير الجاري)، اقترحت وزير الخارجية أنالينا بيربوك نهجاً ذكيّاً للعقوبات، حتى يحصل الشعب السوري على الإغاثة وجنْي ثمار سريعة من انتقال السلطة.
من غير الواضح إن كانت بيربوك تقصد تعديلاً سياسيّاً في فكرة وقانون العقوبات الاقتصادية المتعارف عليها بما يتناسب مع وصول جماعات ذات منابت ورؤى دينية إلى الحكم في دمشق، أم تقصد العودة إلى أحداث انفراج في علاقة سوريا بالدول الغربية من خلال إعادة طرح العقوبات الذكية على النحو الذي طبٌق في العراق بعد غزوه للكويت وإلى غاية احتلاله من طرف الولايات المتحدة، والدول المتحالفة معها العام 2003.


مهما يكن التفسير لما ذكرته بيربوك، ومدى قبوله من الدول المعنيَّة برفع العقوبات عن سوريا، فإن الأقرب إلى الفهم أن ما تقصده هو "العقوبات الذكية"، ذات النزعة الإنسانية، كون أن الهدف منها هو تقليل التكلفة الإنسانية الباهظة المسجلة خلال العقوبات الاقتصادية الشاملة، التي ـ في الغالب ـ تؤثر على الدول والشعوب بشكل مباشر وأشد، مقارنة بالقادة والحكام، وقد فشلت خلال التجارب السابقة في إحداث التغيير المنشود، وانتهت في حالات كثيرة إلى استعمال القوة والتدخل عسكريا لتغيير الأنظمة الحاكمة، ثم اتْبِعَت بعد مدَّة برفع العقوبات.
المعروف أن العقوبات الذكية تركز على القادة وصانعي القرار وشبكات تحالفهم، وهذا يجعلنا أمام جملة من التساؤلات بخصوص الحالة السورية منها: هل القائد الحالي أحمد الشرع ومن معه من المسؤولين سينطبق عليهم ما ينطبق على الرئيس السابق بشار الأسد ومن معه، وبالتي سيظلون تحت سوط العقوبات الشاملة؟، وإلى أيّ مدى سيتم الفصل بينهم وبين قواعدهم الخلفية المصنّفة إرهابيَّة؟، وهل المقصود بتطبيق العقوبات الذكية في سوريا، فصل القيادة الجديدة ـ ذات التوجُّه الدِّيني ـ عن الجماهير؟.
من ناحية أخرى، فإن العقوبات الذكية، إن طُبِّقت في سوريا، تستهدف قطاعاً واحداً فقط، هو الشعب السوري، وذلك بهدف التخفيف عنه، بغد التكاليف الإنسانية الضَّخمة للعقوبات الشاملة على بلاده، لكن التجارب السابقة، خاصة في العراق ــ حين طبق البرنامج الأممي "النفط مقابل الغذاء والدواء" ــ لم تقلل من التكاليف الإنسانية الضخمة على الشعب العراقي، علماً بأن دول العالم كانت تحاصر العراق، وهو دولة قائمة رغم رفضها وعدائها لنظام الحكم فيه، لكن سوريا إلى اليوم لا تزال تعاني من العقوبات الشاملة، مع أن النظام المتسبب في ذلك لم يعد موجوداً، لكن ينظر للراهن السوري من زاوية غياب الدولة، رغم وجود نظام جديد يتم دعمه بشكل علني.
وفي الحالة السوريَّة حققت العقوبات الشاملة أهدافها الأساسية، وهي لصالح دول بعينها، والتي منها: تغيير نظام الحكم، ومواجهة الإرهاب ومكافحة المخدرات، ومنع انتشار السلاح النووي، وحماية دول الجوار، خاصة إسرائيل، وهناك أهداف أخرى تود تحقيقها من خلال الحكّام الجُدد، من مثل: نشر الديمقراطية، وتعزيز حقوق الإنسان ومنها: الاعتراف بحقوق الأقليات، حتى لو أدى ذلك إلى قيام كيانات مستقلة، وإشراك المرأة، وعولمة القيم الغربية.. إلخ.
وعلى أمل أن تتحول العقوبات الشاملة إلى عقوبات ذكية في سوريا، فإن التدخل الخارجي مستمر.. صحيح أنه جعل مسار الدولة السورية الجديدة سلميّا، وبعيداً عن الحرب الأهلية إلى الآن ـ بالرغم من احتلال أراضي سوريا من طرف العدو الإسرائيلي ــ ناهيك على أنه حوَّلها إلى سوق للمزايدات السياسية الدولية المفتوحة، وبذلك شكَّلت تجربة جديدة في شكل الدولة الحديثة، التي تقرَّر لها الدول الأخرى ما عليها فِعْله، خاصَّة وأنها تشترك جغرافيّاً وتاريخيّاً مع جار عاش تجربة قريبة منها في زمنَيْن، زمن العقوبات الشاملة، وزمن العقوبات الذكية، ويعيش اليوم زمناً ثالثاً، ربما لن تصل إليه سوريا المستقبل، مهما طوَّعت نفسها لأوامر خارجيَّة، وقَبِلَت باقتلاعها من الجذور.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: اتفاق غزة سقوط الأسد الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الحرب في سوريا سقوط الأسد العقوبات الشاملة

إقرأ أيضاً:

حصري: الاتحاد الأوروبي يدرس رفع العقوبات عن سوريا في قطاعات النفط والمصارف والنقل

كشفت وثيقة داخلية غير رسمية حصلت عليها شبكة "يورونيوز" أن الاتحاد الأوروبي يضع الأسس الأولية لرفع واسع النطاق للعقوبات المفروضة على سوريا، يشمل قطاعات النقل وتصدير النفط والغاز والأنشطة المالية والمصرفية.

اعلان

وأوضحت الوثيقة، التي تستخدم في المفاوضات المغلقة بين الدول الأعضاء، أن أي قرار محتمل برفع تصنيف الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة كجماعات إرهابية، مثل هيئة تحرير الشام، يجب أن يتم على مستوى مجلس الأمن الدولي قبل تنفيذه من قبل الاتحاد الأوروبي.

ومن المقرر مناقشة الوثيقة، التي أعدها مجلس الاتحاد الأوروبي، خلال اجتماع وزراء خارجية التكتل في 27 يناير/كانون الثاني الجاري. وتنص على استمرار العقوبات على الرئيس المخلوع بشار الأسد وحلفائه رغم رفع القيود المقترح.

وتشمل المقترحات رفع القيود عن شركات الطيران، مثل الخطوط الجوية العربية السورية، لتسهيل الرحلات المدنية بين الاتحاد الأوروبي وسوريا. كما تتضمن إلغاء حظر تصدير تكنولوجيا النفط والغاز، والقيود المفروضة على التصدير والمشاركة في مشاريع البنية التحتية وتمويلها.

وتتطرق الوثيقة إلى إعادة فتح القنوات المالية بين الاتحاد الأوروبي وسوريا، بما في ذلك استئناف العلاقات المصرفية بين البنوك السورية والأوروبية، إضافة إلى رفع القيود عن الأصول التجارية عالية القيمة، مثل المركبات، لتمكين السوريين من نقل أعمالهم داخل البلاد.

Related تاجاني في دمشق لتعزيز دور إيطاليا كوسيط بين سوريا والاتحاد الأوروبي فرنسا: الاتحاد الأوروبي قد يرفع بعض العقوبات عن سوريا قريباً"سوريا ستصبح تحت قيادتك دولة رائدة".. ماذا طلب نجل الحاخام اليهودي أبراهام حمرا من الشرع؟

يأتي هذا التوجه في أعقاب سقوط نظام الأسد في أوائل ديسمبر/كانون الأوّل الماضي، حيث تسعى دول الاتحاد الأوروبي إلى تغيير مقاربتها الجيوسياسية تجاه سوريا، مع استمرار التساؤلات حول كيفية تشكيل القيادة الجديدة تحت هيئة تحرير الشام لسوريا المستقبل.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية مسكون بذكريات بالغة القسوة.. المفوض السامي للأمم المتحدة يزور سجن صيدنايا حمص تنهض من بين الأنقاض.. جهود مجتمعية تبعث الأمل بعد سقوط الأسد أردوغان: لا مكان للتنظيمات الإرهابية في مستقبل سوريا الجديدة بشار الأسدالغازبنوك- قطاع مصرفيالاتحاد الأوروبياعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. حرب غزة: 70 قتيلًا فلسطينيًا على الأقل بعد التوصل لوقف إطلاق النار وسموتريتش يهدد بحلّ الحكومة يعرض الآن Next احذروا من حكم الأثرياء.. جو بايدن يطوي خمسة عقود من العمل السياسي ويقول وداعًا يعرض الآن Next سموتريتش يعارض وقف إطلاق النار ويساوم نتنياهو "الكرة في ملعبك".. فما مصير الحكومة الإسرائيلية؟ يعرض الآن Next تصاعد التوتر الأمني في بحر البلطيق.. كيف تستعد الدنمارك لتعزيز الردع؟ يعرض الآن Next صاروخ جيف بيزوس المذهل يحلّق بنجاح في أول رحلة تجريبية ويصل إلى المدار في 13 دقيقة فقط! اعلانالاكثر قراءة "كنتُ اليد الحازمة التي كان العالم بحاجة إليها".. بايدن يخرج من البيت الأبيض منتشيًا بـ"إنجازاته" ما هي أهم بنود اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة؟ حرائق لوس أنجلوس تستعر وتتوسع وساعات حاسمة في مواجهة أعاصير من ألسنة اللهب تسببها الرياح العاتية نقل الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يون سوك يول إلى مركز احتجاز بعد تحقيق استمر 10 ساعات معارض للسعودية ومؤيد لحزب الله .. من هو الإمام المدعو لحفل تنصيب ترامب؟ اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومإسرائيلوقف إطلاق النارقطاع غزةحركة حماسالصراع الإسرائيلي الفلسطيني دونالد ترامبأسرىغزةعلم اكتشاف الفضاءناساسوريابشار الأسدالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • حصري: الاتحاد الأوروبي يدرس رفع العقوبات عن سوريا في قطاعات النفط والمصارف والنقل
  • مفوض أممي يدعو إلى إعادة النظر بالعقوبات على سوريا
  • الجيش السوري الحر: سوريا لم تُنقذ بعد
  • عمرو خليل: تكلفة إعادة إعمار سوريا باهضة
  • 6 دول أوروبية تدعو لتخفيف العقوبات على سوريا
  • لا تكرروا في سوريا أخطاء أفغانستان
  • 6 دول بالاتحاد الأوروبي تدعو لتخفيف العقوبات على سوريا مؤقتا
  • وثيقة أوروبية تدعو إلى تعليق مؤقت للعقوبات على سوريا
  • 6 دول أوروبية تدعو إلى تخفيف مؤقت للعقوبات على سوريا.. تفاصيل