لبنان ٢٤:
2025-03-28@06:51:49 GMT

بدايات وعهود متجدّدة للبنان زاهر

تاريخ النشر: 16th, January 2025 GMT


يعيش لبنان تغيّرات متلاحقة، لعلّ أهمّها انتخاب الرئيس الرابع عشر للبلاد، الذي يفتح صفحة جديدة ومتفائلة لبلدٍ كان يعاني من منزلق خطير سياسيًّا واقتصاديًّا وأمنيًّا. فمنذ حوالى الشهرين، أتت الأخبار المفاجئة الواحدة تلو الأُخرى ضمن تغييرٍ جذريّ في المشهد الجيوسياسيّ لمنطقة الشرق الأوسط. وهو ما يتطلّب من لبنان التعامل مع التغيير الداخليّ كما الخارجيّ.



فبداية، يشهد العالم تسارعا في التقدّم التكنولوجيّ، وتغيّرا في هيكلة الاقتصاد العالميّ، ناهيك عن التحدّيات البيئيّة. ويضاف إليه في لبنان الصعوبات الاجتماعيّة والاقتصاديّة التي تفاقمت في إثر الحرب التي تكثّفت في جنوبه وبقاعه، الأمر الذي خلّف دمارًا في البنية التحتيّة نسعى إلى ترميمه معتمدين على تجديد أواصر الصداقة والعلاقات مع الدول العربيّة والغربيّة.

ينطلق الأمر من تبنّي إصلاحات اقتصاديّة مرنة، وتعزيز الابتكار، وتمكين المواطن والمواطنة كونهم العنصر الأساسيّ نحو الازدهار الإيجابيّ. فقد برهن اللبنانيّ قدرته على الصمود، إذ عبر تحدّيات واختبارات عدّة. واليوم يمنّي النفس بانطلاقة استراتيجيّة مع العام ٢٠٢٥، وأمل في عودة سير الحوكمة شيئًا فشيئًا. فبرع اللبنانيّ بتحويل الشدائد إلى محفّزات للتحوّل والتأقلم والمرونة.

بالإضافة إلى ما ذُكر، يتطلّب الأمر إجراء تعديلات جذريّة تقود البلاد نحو الاستدامة والشفافيّة والشموليّة. فلبنان مدعوّ للتعامل مع السوق المحلّيّة الصغيرة والموارد الطبيعيّة المحدودة، وأن يستثمر في البنية التحتيّة والابتكار، والرأس المال البشريّ المثقّف وذي المستويات التعليميّة العالية.

كما أنّ أحد ركائز الاستدامة الاقتصاديّة يكمن بتنويع الصناعات وتعزيز الابتكار، والتخفيف من الاعتماد على القطاع المصرفيّ والعقاريّ، بوجه يضمن الثبات والمرونة على المدى الطويل، والاستثمار في القطاعات الفتيّة كالتكنولوجيا والطاقة المتجدّدة، وغيرها من الصناعات الإبداعيّة.

وفي انتظار عودة التنقيبات النفطيّة في البحر المتوسّط، لا يمكن للبنان أن يبني اقتصادًا حالمًا على الموارد النفطيّة، بل يبني على موارده الملموسة في مجالات السياحة أسوة بالدول النفطيّة في المنطقة التي نوّعت نقاط ثقلها الاقتصاديّة في العقود الأخيرة. من دون أن ننسى إرثه الثقافيّ النابض بالحياة، وروح ريادة الأعمال التي يتّسم بها أبناؤه وبناته في لبنان وخارجه.

في مشهدٍ موازٍ، لا بدّ من تعزيز القطاع الزراعيّ وتطوير التكنولوجيا الزراعيّة، على أمل اتّساع المساحات الزراعيّة بعد أن كبّلتها "الزراعات غير القانونيّة"، وأن نسعى لوضع خطط تصدير للدول المجاورة، خصوصًا مع ترميم علاقاتنا الديبلوماسيّة، وضبط الحدود، وإحياء رونق المنتوجات الزراعيّة اللبنانيّة، بعد أن "اندسّت" فيها المواد غير الشرعيّة، بما يُعيد الاعتبار للتنمية المحلّيّة السليمة وخصوصًا في المناطق الريفيّة وعدم تجاهلها في الاستراتيجيّات الوطنيّة.

وأخيرًا وليس آخرًا، تبقى التربيّة القائمة على المعرفة والازدهار بالتقدّم التكنولوجيّ حجر الزاوية للنهوض في كل القطاعات، وتأسيس اقتصاد لبنانيّ مستدام. فالأمران مترابطان بشكلٍ متين، إذ أثّر عدم اليقين الاقتصاديّ على هجرة الشباب والشابات، فلبنان يؤهِّل ويدرِّب، والخارج يستفيد ويوظِّف. فنحن من ناحية نرجو تحديث المناهج التربويّة مع الاقتصاد العالميّ، بما فيها التحوّل الرقميّ، والتنمية المستدامة، والاقتصاد الأخضر، والسعي نحو استقرارٍ اقتصاديّ-سياسيّ داخليًّا وخارجيًّا بتطبيق الحياد الإيجابيّ، وبناء العلاقات الدوليّة المثمرة.

ختامًا، نأمل من المواطنين ابداء نضجٍ مسؤول عن طريق تأدية دورهم المدنيّ بالمطالبة بإصلاحاتٍ تعزّز الشفافيّة وتحدّ من الفساد. ولن يكون ذلك ممكنًا ما لم تترسّخ الثقة المتبادلة مع المؤسّسات الحكوميّة، والسلطات التشريعيّة والقضائيّة والتنفيذيّة، في عامٍ جديد وعهدٍ جديد. فلا بد من ترجمة خطاب القسم التاريخيّ، الذي ينتظره اللبنانيّون، إلى أفعال تساعد على إعادة بناء لبنان بحسب خطّة طريق واقتراحات استراتيجيّة تساهم في ازدهار البلد تكنولوجيًّا، واقتصاديًّا، وزراعيًّا، وسياحيًّا، وتربويًّا.
 

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

بطلب من سوريا.. تأجيل زيارة وزير الدفاع اللبناني إلى دمشق

أرجئت زيارة كانت مقررة، اليوم الأربعاء، لوزير الدفاع اللبناني ميشال منسى إلى دمشق، لمناقشة مسألة ضبط الحدود بين البلدين، بعد مواجهات أسفرت عن قتلى وجرحى، على ما أفاد مسؤول لبناني ومصدر حكومي سوري.

وأكد المسؤول اللبناني الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، "تبلّغنا بإرجاء زيارة وزير الدفاع اللبناني، أمس الثلاثاء"، مضيفاً أن "الإرجاء جاء بناء على تنسيق من الجانبين، وليس بسبب خلاف أو توتر"، بدون أن يحدّد موعداً آخر للزيارة.

#عاجل بطلب من الجانب السوري.. تأجيل زيارة وزير الدفاع اللبناني الى #سورياhttps://t.co/GqJyZYsrZr#لبنان pic.twitter.com/1ufB2u2tkg

— LebanonOn (@LebanonOnNews) March 26, 2025

وقال مصدر حكومي سوري من جهته، إن "الإرجاء مرتبط بالاستعدادات في سوريا لتشكيل حكومة جديدة، حيث كان من المفترض أن يلتقي منسى نظيره السوري مرهف أبو قصرة".

ويعدّ تشكيل الحكومة الانتقالية، من بين خطوات عديدة أعلنها الرئيس الانتقالي أحمد الشرع في أعقاب تسلّمه السلطة، بعد الإطاحة بالرئيس بشار الأسد في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بهدف إدارة المرحلة الانتقالية، من بينها إقرار إعلان دستوري منتصف (آذار) الجاري.

ولكن البلاد لا تزال تواجه تحديات عديدة سياسية واقتصادية وأمنية، من بينها التوترات الحدودية مع لبنان التي اندلعت منتصف مارس (أذار) الجاري، بعد مقتل 3 عناصر أمن سوريين، وأسفرت عن مقتل 7 أشخاص في الجانب اللبناني.

واتهمت دمشق ميليشيا حزب الله، الحليف السابق للأسد، بخطف عناصر الأمن السوريين وقتلهم في منطقة حدودية في شرق لبنان، وهو ما نفاه الحزب.

وأفاد مصدر أمني لبناني، بأن القوات السورية قصفت المنطقة الحدودية بعد مقتل العناصر السوريين، إثر دخولهم الأراضي اللبنانية، على يد لبنانيين مسلحين ضالعين في التهريب. وبعد أيام من تبادل إطلاق النار، أعلن الجانبان على المستوى الرسمي، عن وقف لإطلاق النار، ليعود الهدوء إلى المنطقة.

وتضم الحدود بين لبنان وسوريا الممتدّة على 330 كيلومتراً، معابر غير شرعية، غالباً ما تستخدم لتهريب الأفراد والسلع والسلاح. وأطلقت السلطات السورية الشهر الماضي حملة أمنية في محافظة حمص الحدودية، لإغلاق الطرق المستخدمة في تهريب الأسلحة والبضائع.

واتهمت ميليشيا حزب الله بشن هجمات، وبرعاية عصابات تهريب عبر الحدود.

مقالات مشابهة

  • الرئيس اللبناني إلى باريس في أول زيارة لبلد غربي  
  • معلومات تكشف.. هذا ما سيبحثه الوفدان اللبناني والسوري في السعودية
  • الجابري: دعم مستمر من العراق للبنان
  • مجلس الوزراء اللبناني ينتخب كريم سعيد حاكماً لمصرف لبنان
  • مجلس الوزراء اللبناني يعيّن كريم سعيد حاكماً لمصرف لبنان
  • وزير الخارجية: مصر ترفض المساس بأمن واستقرار الشعب اللبناني
  • نقل مفاجئ للّقاء اللبناني السوري إلى جدة اليوم
  • بطلب من سوريا.. تأجيل زيارة وزير الدفاع اللبناني إلى دمشق
  • بطلب من دمشق.. تأجيل زيارة الوفد الأمني اللبناني إلى سوريا
  • فوز كبير للبنان في تصفيات كأس آسيا 2027 (صور)